-->

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

تحميل كتاب أحاديث صلاة الكسوف رواية ودراية PDF برابط ميديا فير مباشر



الفصل الأول
المبحث الأول
تعريف الكسوف والخسوف لغة واصطلاحًا
الكسوف لغة:
التغير إلى سواد([1]), وكسفت الشمس: اسودت وذهب شعاعها.
تعريف الخسوف: هو النقصان أو الذل([2]).
تعريف الكسوف والخسوف في الاصطلاح:
احتجاب ضوء أحد النيرين (الشمس أو القمر) أو بعضه بسبب غير معتاد تخويفًا لعباده.
والكسوف والخسوف شيء واحد،  وكلاهما قد وردت به الأخبار, وجاء القرآن بلفظ الخسوف([3]): يقال كسفت الشمس وخسفت،  وكسف القمر وخسف([4]).
المبحث الثاني
أسباب الكسوف الحسّيَّة والشرعية
أولاً: السبب الحسي:
وهو حلول القمر بين الشمس والأرض, لكن لا يمكن أن يحجب القمر الشمس عن جميع الأرض؛ لأنه أصغر منها،  فلا يمكن أن يكون الكسوف كلياً في الشمس في جميع أقطار الأرض.  فإذا تبين هذا،  فإنه لا يمكن الكسوف في اليوم السابع أو الثامن أو التاسع أو العاشر لبعد القمر عن الشمس في هذه الأيام،  إنما يقرب منها في آخر الشهر([5]).
قال شيخ الإسلام:: (لا يمكن أن تكسف الشمس إلا في التاسع والعشرين أو الثلاثين أو آخر الثامن والعشرين)([6]).
وأما سبب خسوف القمر:
هو حيلولة الأرض بينه وبين الشمس؛ وذلك أن القمر يستمد نوره من الشمس([7]).
وهذا السبب الحسي ليس له فائدة كبيرة ولذا لم يبينه النبي r.
ثانيًا: السبب الشرعي:
هو تخويف الله تعالى لعباده؛ ليرجعوا إليه،  لما في الصحيح من حديث أبي بكرة t عن النبي r قال: «إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا ينكسفان لموت أحد،  ولكن الله تعالى يخوّف بهما عباده»([8]).
وهذا السبب هو المعول عليه في فائدة العباد،  وذلك ليرجعوا ويتوبوا إلى الله.
قال شيخ الإسلام: (إن من حِكمة ذلك تخويف العباد كما يكون تخويفهم في سائر الآيات: كالرياح الشديدة،  والزلازل،  والجدب،  والأمطار المتواترة،  ونحو ذلك من الأسباب التي قد تكون عذابًا؛ كما عذب الله أُممًا بالريح،  والصيحة،  والطوفان،  قال تعالى: ﴿ فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ([9])،  و قال: ﴿ وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآيَاتِ إِلَّا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِهَا وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا([10])،  وإخباره بأنه يخوف عباده بذلك يبين أنه قد يكون سببًا لعذاب ينزل: كالريح العاصفة الشديدة،  وإنما يكون ذلك إذا كان الله قد جعل ذلك سببًا لِمَا ينزل في الأرض)([11]).

<<<

المبحث الثالث
هل العلم بوقت الكسوف أو الخسوف
يعد من علم الغيب؟
لا يعد العلم بوقت الكسوف أو الخسوف من علم الغيب.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية:: (الخسوف والكسوف لهما أوقات مقدرة،  كما لطلوع الهلال وقت مقدر،  وذلك ما أجرى الله عادته بالليل والنهار،  والشتاء والصيف،  وسائر ما يتبع جريان الشمس والقمر،  وذلك من آيات الله… وكما أن العادة التي أجراها الله تعالى أن الهلال لا يستهل إلا ليلة ثلاثين من الشهر،  أو ليلة إحدى وثلاثين،  وأن الشهر لا يكون إلا ثلاثين أو تسعة وعشرين،  فمن ظن أن الشهر يكون أكثر من ذلك أو أقل،  فهو غالط،  فكذلك أجرى الله العادة أن الشمس لا تكسف إلا وقت الاستسرار،  وأن القمر لا يخسف إلا وقت الإبدار،  ووقت إبداره: الليالي البيض التي يستحب صيام أيامها: ليلة الثالث عشر،  والرابع عشر،  والخامس عشر،  فالقمر لا يخسف إلا في هذه الليالي،  والهلال يستسر آخر الشهر إما ليلة وإما ليلتين،  كما يستسر ليلة تسع وعشرين،  وثلاثين،  والشمس لا تكسف إلا وقت استسراره،  وللشمس والقمر ليالِ معتادة من عرفها عرف الكسوف والخسوف… وليس خبر الحاسب بذلك من علم الغيب. . . . ،  ومن قال من الفقهاء إن الشمس تكسف في وقت الاستسرار فقد غلط،  وقال ما ليس له به علم. . . )([12]).
العلم بوقت الكسوف أو الخسوف لا ينافي الخوف:
قال شيخ الإسلام: (فإذا كان الكسوف له أجل مسمى لم ينافي ذلك أن يكون عند أجله يجعله الله سببًا لِمَا يقتضيه من عذاب وغيره لمن يعذب الله في ذلك الوقت،  أو لغيره ممن ينزل الله به ذلك،  كما أن تعذيب الله لمن عذبه بالريح الشديدة الباردة: كقوم عاد كان في الوقت المناسب وهو آخر الشتاء كما ذكر ذلك أهل التفسير،  وقصص الأنبياء،  وكذلك الأوقات التي يُنزل الله فيها الرحمة: كالعشر الآخرة من رمضان،  والأُول من ذي الحجة،  وكجوف الليل،  وغير ذلك: هي أوقات محدودة لا تتقدم ولا تتأخر، وينزل فيها من الرحمة ما لا ينزل في غيرها)([13]).
قال أبو الفرج للكسوف فوائد منها:
1-         ظهور التصرف في الشمس والقمر.
2-         تبيين قبح شأن من يعبدهما.
3-         إزعاج القلوب الساكنة الغافلة.
4-         نموذج ما سيجري يوم القيامة قال تعالى: ﴿ وَخَسَفَ الْقَمَرُ * وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ ﴾([14]).
5-         أن الناس قد أَنسوا بالصلوات المفروضات،  فيأتونها من غير انزعاج ولا خوف،  فأتى بهذه الآية سببًا لهذه الصلاة؛ ليفعلوها بانزعاج،  وخوف([15]).

<<<



الفصل الثاني
المبحث الأول
حكم صلاة الكسوف
اختلف أهل العلم في ذلك على أقوال:
القول الأول: أنها سنة،  ونقل النووي الإجماع على ذلك([16])
قلت: وفيه نظر،  وذلك أن غير واحد من العلماء نقلوا خلاف ذلك.
القول الثاني: سنة مؤكدة،  وهو قول جماهير أهل العلم([17]).
القول الثالث: الوجوب،  وبه قال أبو عوانة في صحيحه،  وحُكي عن مالك أنه أجراها مجرى الجمعة،  ونقله الزين بن منير عن أبي حنيفة،  وجاء عن بعض مصنفي الحنفية([18]).
قلت: والأقرب أنها سنة مؤكدة.
وذلك لأمور:
1-         أن النبي r بادر لفعلها.
2-     ولأنها تؤدى جماعة.
3- المناداة لها.
4- سببها.
5- صفة أدائها.
6- حال النبي r حين خرج لها. 

<<<



المبحث الثاني
سنن صلاة الكسوف
أولاً: إظهار الخوف والخشية من الله تعالى؛ لما في الصحيحين من حديث أبي موسى t قال: خسفت الشمس فقام النبي r فَزعًا يخشى أن تكون الساعة،  فأتى المسجد فصلى بأطول قيام،  وركوع،  وسجود رأيته قط يفعله،  وقال: «هذه الآيات التي يرسل الله لا تكون لموت أحد ولا لحياته،  ولكن يخوّف الله بها عباده،  فإذا رأيتم شيئًا من ذلك فافزعوا إلى ذكر الله ودعائه،  واستغفاره»([19]).
ولأن الكسوف والخسوف من آيات الله التي قد تكون دالة على مصيبة أو عذاب،  فوجب استشعار هذا الخوف،  لكن الناظر لأحوال الناس في هذا الزمان يرى كثرت المعاصي،  والغفلة عن الحق،  والله المستعان،  فيجب علينا أن نلجأ إلى الله I ونتوب إليه،  فقد قال سبحانه:        ﴿ فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ([20]).
ثانيًا: النداء للصلاة:
وذلك بقول (الصلاة جامعة)؛ لما في الصحيحين من حديث عبد الله بن عمرو ب قال: لَمّا كسفت الشمس على عهد رسول الله r نودي: (إن الصلاة جامعة)([21]).
فإذا علم ذلك،  تبين أن السنة أنه لا يشرع لها أذان ولا إقامة.  وهذا باتفاق أهل العلم([22]).
ثالثًا: أن تصلى جماعة في المسجد:
لما في الصحيحين من حديث عائشة قالت: (. . . .  فكسفت الشمس فرجع ضحى فمر رسول الله بين ظهراني الحجر ثم قام فصلى وقام الناس وراءه. . . )([23]).
ويجوز أن تصلى في البيت فرادى وجماعة.
ويشرع للنساء صلاة الكسوف في المسجد،  وأن تكون صفوفهم خلف الرجال كباقي الصلوات لحديث أسماء بنت أبي بكر ب قالت: (رأيت عائشة ل حين خسفت الشمس, فإذا الناس قيام يصلون،  وإذا هي قائمة تصلي،  فقلت: ما للناس؟ فأشارت بيدها إلى السماء،  وقالت: سبحان الله،  فقلتُ: آية؟ فأشارت أي نعم،  قالت: فقمت حتى تجلاني الغشي. . . )([24]).
رابعًا: كثرة الاستغفار والذكر والصدقة:
لقول النبي r: «. . فإذا رأيتم ذلك فادعوا الله وكبروا وصلوا وتصدقوا»([25]).
خامسًا: الخطبة:
اختلف أهل العلم في الخطبة لصلاة الكسوف على قولين:
الأول: أنه لا يشرع لصلاة الكسوف خطبة،  وهو قول أبو حنيفة ومالك وأحمد([26]), وذلك لقول النبي r: «. .  فإذا رأيتم ذلك فادعوا الله وكبروا وصلوا وتصدقوا»([27]), فالنبي r أمرهم بالصدقة وغيرها ولم يأمرهم بالخطبة لها،  ولو كانت مشروعة لأمر بها،  ولأنها صلاة يفعلها المنفرد في بيته؛ فلم يشرع لها خطبة.
الثاني: يسن أن يخطب بعد الصلاة خطبتان؛ لما جاء عن أسماء أنها قالت: فانصرف رسول الله r وقد تجلت الشمس فخطب فحمد الله بما هو أهله ثم قال: «أما بعد»([28]).
والأقرب والله أعلم: أنها تسن للحاجة،  وذلك أن أصل مشروعيتها قد جاء عن النبي r في الحديث المتقدم.

<<<




المبحث الثالث
صلاة الكسوف في السفر
وتصلى في السفر والحضر لما في الصحيح من حديث عائشة قالت: قال رسول الله r: «إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته فإذا رأيتموهما فافزعوا إلى الصلاة»([29]).
فالنبي علق الصلاة بالرؤية ولم يحصر الصلاة في الحضر دون السفر.


<<<



الفصل الثالث
المبحث الأول
وقت صلاة الكسوف
يكون من ابتداء الكسوف إلى انجلائه؛ لما في الصحيحين من حديث المغيرة بن شعبة t: «. . . إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته فإذا رأيتموهما فادعوا الله وصلوا حتى ينجلي»([30]).


<<<



المبحث الثاني
الأحكام المتعلقة بوقت صلاة الكسوف
1-     إذا انجلت الشمس وهو يصلي,أو غابت كاسفة:
فإنه يتم صلاته خفيفة, وذلك لذهاب سبب الصلاة.  ومع غيابها كاسفة،  لذهاب سلطانها.
2-    إذا ظهرت الشمس على القمر وهو خاسف:
لم يصلي, لذهاب سلطانه, ولذهاب وقت الانتفاع بنوره.
3-    إذا غاب القمر وهو كاسف مع بقاء الليل:
إن كان يصلي, فإنه يتم صلاته خفيفة,وإن كان لم يشرع في الصلاة،  فإنه لا يصلي على الأظهر والله أعلم؛ لزوال السبب،  ولأن السبب متعلق بالانجلاء, ولا يعلم إلا مع وجود القمر.  وقيل خلاف ذلك([31])
4-    إن استترت الشمس والقمر بالسحاب وهما منكسفان:
 صلى؛ لأن الأصل بقاء الكسوف([32]).
5-    إذا خسف القمر واستمر إلى طلوع الفجر:
فإنه يصلي, (أي صلاة الكسوف)،  لقوله r: «فإذا رأيتموهما فادعوا الله وصلوا حتى ينجلي»([33])،  ولأن سلطانه باق لم يذهب, ثم يصلي الفجر بعد ذلك, مع مراعاة وقت صلاة الفجر, فإن كان النهار قد انتشر ولم يبق إلا القليل على طلوع الشمس, فهنا قد ذهب سلطانه, فلا يصلى صلاة الكسوف([34])
إذا فات وقت صلاة الكسوف:
فإنها لا تصلى, لزوال السبب؛ ولأنها صلاة فات وقتها فلا يشرع قضائها إلا بدليل.
6-         إذا اجتمعت صلاتان, كالكسوف مع غيره من الجمعة, أو العيد،  أو صلاة مكتوبة أو وتر:
قولان للعلماء:
القول الأول:
بدأ بأخوفهما فواتًا, فإن خيف فوتهما بدأ بالصلاة الواجبة.
وإن لم يكن فيهما واجبة،  بدأ بآكدهما.

القول الثاني:
أن الصلوات الواجبة التي تصلى في الجماعة مقدمة على الكسوف بكل حال؛ لأن تقديم الكسوف عليها يفضي إلى المشقة, لإلزام الحاضرين بفعلها مع كونها ليست واجبة عليهم, بانتظارهم للصلاة الواجبة, مع أن فيهم الضعيف والكبير وذا الحاجة([35])
وقد أمر النبي بتخفيف الصلاة الواجبة،  كيلا يشق على المأمومين, فإلحاق المشقة بهذه الصلاة الطويلة،  مع أنها غير واجبة, أولى([36]).  وهذا هو الأظهر والله أعلم.
7-         إذا حصل كسوف أو خسوف في أوقات النهي:
قولان للعلماء إجمالاً:
القول الأول:
لا تصلى.  وبه قال الجمهور ومنهم الحسن وعطاء وعكرمة والزهري وغيرهم([37])
القول الثاني:
أنها تصلى, وذلك لكونها من ذوات الأسباب.  وهو قول الشافعي وأبو ثور واختيار شيخ الإسلام ابن تيمية،  وهو الراجح. 

<<<



المبحث الثالث
صفة صلاة الكسوف
وهي الصفة الصحيحة المختارة
الصفة إجمالية:
والصفة المعتمد لصلاة الكسوف،  هي ما ثبت في الصحيحين من حديث عائشة ل: (أن رسول الله r صلى يوم خسفت الشمس فقام فكبر فقرأ قراءة طويلة ثم ركع ركوعًا طويلًا ثم رفع رأسه فقال سمع الله لمن حمده وقام كما هو ثم قرأ قراءة طويلة وهي أدنى من القراءة الأولى ثم ركع ركوعًا طويلًا وهي أدنى من الركعة الأولى ثم سجد سجودًا طويلًا ثم فعل في الركعة الآخرة مثل ذلك ثم سلم).
الصفة التفصيلية:
ثم- يرفع من الركوع ويقول سمع الله لمن حمده،  ويقول: ربنا ولك الحمد, بعد الاعتدال.
 ثم - ينصرف بالتسليمتين ([44]).

<<







الفصل الرابع
ذكر الأحاديث الواردة في صفة صلاة الكسوف
المبحث الأول
ما ورد أن النبي r صلى ركعتان في كل ركعة
الحديث الأول:
عن عائشة ل: (أن النبي r جهر في صلاة الخسوف،  فصلى أربع ركعات في ركعتين وأربع سجدات).
تخريج الحديث:
أخرجه البخاري في كتاب الكسوف باب «الجهر بالقراءة في الكسوف (1065)» ومسلم في كتاب الكسوف،  باب «صلاة الكسوف (901)»،  كلاهما من طريق بن شهاب عن عروة عن عائشة ل.



الحديث الثاني:
عن عبدالله بن عباس ب: قال: (انخسفت الشمس على عهد رسول الله r فصلى رسول الله r فقام قيامًا طويلًا نحوًا من قراءة سورة البقرة،  ثم ركع ركوعًا طويلًا،  ثم رفع فقام قيامًا طويلًا وهو دون القيام الأول،  ثم ركع ركوعًا طويلًا وهو دون الركوع الأول،  ثم سجد،  ثم قام قيامًا طويلًا وهو دون القيام الأول،  ثم ركع ركوعًا طويلًا وهو دون الركوع الأول،  ثم رفع فقام قيامًا طويلًا وهو دون القيام الأول،  ثم ركع ركوعًا طويلًا وهو دون الركوع الأول،  ثم سجد ثم انصرف وقد تجلت الشمس. . . . . . ).
تخريج الحديث:
أخرجه البخاري في كتاب الكسوف،  باب «صلاة الكسوف جماعة (1052)»،  ومسلم في كتاب الكسوف باب «ما عرض على النبي r في صلاة الكسوف من أمر الجنة والنار (907)» من طريق زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن ابن عباس. 



الحديث الثالث:
عن جابر قال: (كسفت الشمس على عهد رسول الله r في يوم شديد الحر فصلى رسول الله r بأصحابه،  فأطال القيام حتى جعلوا يخرون،  ثم ركع فأطال ثم رفع فأطال ثم ركع فأطال ثم رفع فأطال،  ثم سجد سجدتين،  ثم قام فصنع نحوًا من ذاك فكانت أربع ركعات وأربع سجدات. . . . ).
تخريج الحديث:
أخرجه أحمد في «المسند» (14600)،  ومسلم في صحيحه (904)،  والنسائي في «الكبرى» (1876) و«الصغرى» (1478)،  وابن خزيمة في صحيحه (1303)،  ومستخرج أبي عوانة (2445)،  ومستخرج أبي نعيم على صحيح مسلم (2039)،  والبيهقي في «الكبرى» (5831) وغيرهم من طرق،  عن هشام الدستوائي عن أبي الزبير عن جابر.

<<<



المبحث الثاني
ما ورد أن النبي r صلى ثلاث ركعات في كل ركعة
الحديث الأول:
عن جابر t قال: (كسفت الشمس على عهد رسول الله r فصلى ست ركعات،  بأربع سجدات. . . . . . ).
تخريج الحديث:
مسلم في صحيحه (904) في الشواهد،  كتاب الكسوف،  باب بيان ما عرض على النبي r في صلاة الكسوف من أمر الجنة والنار،  وأحمد في «المسند» (3/318)،  وأبو داود في «السنن» (1178)،  باب من قال: أربع ركعات،  وابن أبي شيبة في «المصنف» (8381)،  وابن خزيمة (1386) وغيرهم،  كلهم من طريق عبدالملك بن أبي سليمان عن عطاء عن جابر.
ترجمة الرواة:
عبدالملك بن أبي سليمان: ميسرة العرزمي صدوق له أوهام من الخامسة توفي سنة خمس وأربعين.
عطاء: وهو ابن أبي رباح القرشي ثقة فقيه فاضل لكنه كثير الإرسال،  من الثالثة توفي سنة أربع عشر وقيل إنه تغير بأخرة ولم يكثر ذلك منه.
الحكم على الحديث:
ضعيف: وذلك لأمرين:
الأول: أن هشام الدستوائي رواه عن أبي الزبير عن جابر بنحوه.  وفيه فكانت: أربع ركعات وأربع سجدات([45])،  وهذا هو المحفوظ عن جابر؛ لأنه يوافق حديث عائشة وابن عباس في الصحيحين،  ولعل الوهم فيه من عبدالملك بن أبي سليمان فإنه قد يهم. 
والثاني: أن رواية هشام عن أبي الزبير (أولى) من رواية عبدالملك عنه،  لكونه أحفظ.
 قال ابن القيم في «الهدي»:
وقع الخلاف بين عبدالملك يعني ابن أبي سليمان عن عطاء عن جابر وبين هشام الدستوائي عن أبي الزبير عن جابر في عدد الركوع في كل ركعة؛ فوجدنا رواية هشام أولى يعني أن في كل ركعة ركوعين فقط لكونه مع أبي الزبير أحفظ من عبدالملك ولموافقة روايته في عدد الركوع رواية عمرة وعروة عن عائشة ورواية كثير بن عباس وعطاء بن يسار عن ابن عباس ورواية أبي سلمة عن عبدالله بن عمرو ثم رواية يحيى بن سليم وغيره،  وقد خولف عبدالملك في روايته عن عطاء فرواه ابن جريج وقتادة عن عطاء عن عبيد بن عمير: ست ركعات في أربع سجدات فرواية هشام عن أبي الزبير عن جابر التي لم يقع فيها الخلاف ويوافقها عدد كثير أولى من روايتي عطاء اللتين إنما إسناد أحدهما بالتوهم والأخرى ينفرد بها عنه عبدالملك بن أبي سليمان الذي قد أخذ عليه الغلط في غير حديث([46]).

<<<




الحديث الثاني:
عن عائشة أنها قالت: (كسفت الشمس على عهد رسول الله r فقام بالناس قيامًا شديدًا يقوم بالناس ثم يركع ثم يقوم ثم يركع ثم يقوم ثم يركع فركع ركعتين في كل ركعة ثلاث، . . . . . . . ) فذكره.
تخريج الحديث:
أخرجه مسلم (902)،  والنسائي في «الكبرى» (1864)،  وفي «الصغرى» (1470)،  وابن خزيمة في صحيحه (1306)،  وأبو عوانة في المستخرج (2440) وغيرهم.  كلهم من طريق عطاء قال: سمعت عبيد بن عمير يقول: حدثني من أصدق حديثه حسبته يريد عائشة.
ترجمة الرواة:
عطاء بن أبي رباح: تقدمت ترجمته
عبيد بن عمير: بن قتادة بن سعد الليثي؛ ولد في عهد النبي r ومن كبار التابعين, ثقة.
الحكم على الحديث:
قلت: هو معلول بجهالة الراوي عن عبيد؛ وظن الراوي أنه عائشة ظن لا يفيد؛ ناهيك عن أن المحفوظ عن عائشة أنه ركوعان في كل ركعة؛ من رواية عمرة, وعروة وهما أخص بعائشة من عبيد.  
قال الشافعي: وقد سأله سائل فقال: روى بعضهم أن النبي r صلى بثلاث ركعات في كل ركعة قال الشافعي: فقلت له: أتقول به أنت؟ قال: لا ولكن لم لم تقل به أنت وهو زيادة على حديثكم؟ يعني حديث الركوعين في الركعة فقلت: هو من وجه منقطع ونحن لا نثبت المنقطع على الانفراد ووجه نراه -والله أعلم- غلطًا. 
قال البيهقي: أراد بالمنقطع قول عبيد بن عمير: حدثني من أصدق قال عطاء: حسبته يريد عائشة([47]).
قال ابن القيم: فعطاء إنما أسنده عن عائشة بالظن والحسبان لا باليقين وكيف يكون ذلك محفوظًا عن عائشة t وقد ثبت عن عروة وعمرة عن عائشة خلافه وعروة وعمرة أخص بعائشة وألزم لها من عبيد وعمير وهما اثنان فروايتهما أولى أن تكون هي المحفوظة([48]).
يضاف إلى ما تقدم: الاضطراب في هذا الحديث, وقفًا ورفعًا ومتنًا وسندًا.
فرواه البعض موقوفًا على عائشة،  من طريق وكيع عن هشام الدستوائي:
أخرجه إسحاق في مسنده (1180)،  وعنه النسائي في «الكبرى» (1867)،  وابن أبي شيبة في «المصنف» (8391). 
وجاء موقوفًا أيضًا من طريق يحيى بن سعيد عن هشام الدستوائي:
أخرجه النسائي في «الكبرى» (509) كتاب الصلاة, باب ذكر الاختلاف على عائشة في عدد صلاة الكسوف.
ومنه مخالفة عبدالملك بن سليمان, قتادة في روايته عن عطاء فجعله من مسند جابر.
قال البيهقي: وقد خالفهما عبدالملك بن أبي سليمان في إسناده فرواه عن عطاء عن جابر([49]).
وقال أيضًا: من نظر في هذه القصة وفي القصة التي رواها أبو الزبير عن جابر علم أنها قصة واحدة وأن الصلاة التي أخبر عنها إنما فعلها يوم توفي إبراهيم ابن النبي([50]).

<<<


المبحث الثالث
ما ورد أن النبي r صلى أربع ركعات في كل ركعة
الحديث الأول:
عن ابن عباس: عن النبي r : « أنه صلى في كسوف فقرأ ثم ركع ثم قرأ ثم ركع ثم قرأ ثم ركع ثم قرأ ثم ركع ثم سجد والأخرى مثلها ».
تخريج الحديث:
أخرجه أبو داود في سننه (1183)،  والترمذي (560)،  والنسائي في «الكبرى» (1864)،  و«الصغرى» (1468)،  وابن خزيمة في صحيحه (1307)،  وأبو عوانة في مستخرجه (2459)،  وغيرهم،  من طريق سفيان عن حبيب بن أبي ثابت عن طاووس عن ابن عباس.
ترجمة الرواة:
سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري: ثقة ثبت حجة إمام ربما دلس من رؤوس السابعة،  توفي سنة: إحدى وستين.
حبيب بن أبي ثابت بن قيس: ويقال هند بن دينار الأسدي،  ثقة فقيه جليل،  وكان كثير الإرسال والتدليس من الثالثة،  توفي سنة تسع عشرة ومائة.
طاووس: وهو ابن كيسان الحميري اليماني،  وقيل اسمه ذكوان،  وطاووس لقب: ثقة فقيه فاضل،  من الثالثة،  توفي سنة،  ست ومائة.
الحكم على الحديث:
ضعيف: وله أربع علل:
الأولى: الانقطاع بين حبيب بن أبي ثابت وطاووس.
 قال ابن حبان: خبر حبيب بن أبي ثابت عن طاووس عن ابن عباس: أن النبي r صلى في كسوف الشمس ثمان ركعات وأربع سجدات ليس بصحيح؛ لأن حبيب لم يسمع من طاوس هذا الخبر ([51]).
وقال البيهقي: وحبيب بن أبي ثابت وإن كان من الثقات،  فقد كان يدلس ولم أجده ذَكَرَ سماعه في هذا الحديث عن طاوس،  ويحتمل أن يكون حمله عن غير موثوق به عن طاوس([52]).
الثانية: الشذوذ وذلك أن غير واحد،  روى عن ابن عباس أنها أربع ركعات في ركعتين وأربع سجدات. 
والثالثة: تدليس([53]) حبيب بن أبي ثابت،  وهو مدلس كما تقدم في الترجمة وقد عنعنه.
الرابعة: الاختلاف في رفعه ووقفه والاضطراب في متنه: فقد رواه: سليمان الأحول عن طاوس عن ابن عباس من فعله: أنه صلاها ست ركعات في ركعتين وأربع سجدات،  أما المتن فقد خالف سليمان الأحول حبيب بن أبي ثابت في صفتها كما تقدم([54]).


والمحصلة: أن المحفوظ عن ابن عباس t: في صفة صلاة الكسوف هو ما اتفق عليه الشيخان،  من أنه صلاها أربع ركعات في ركعتين وأربع سجدات؛ وهو ما اتفق عليه كثير ابن عباس وعطاء بن يسار في روايتهما هذه الصفة عن ابن عباس؛ وهو الموافق لحديث عائشة في الصحيحين.



الحديث الثالث:
عن علي t قال: (كسفت الشمس فصلى علي t للناس فقرأ يس ونحوها ثم ركع نحوًا من قدر السورة ثم رفع رأسه فقال سمع الله لمن حمده ثم قام قدر السورة يدعو ويكبر ثم ركع قدر قراءته أيضا ثم قال سمع الله لمن حمده ثم قام أيضا قدر السورة ثم ركع قدر ذلك أيضًا حتى صلى أربع ركعات،  ثم قال سمع الله لمن حمده ثم سجد ثم قام في الركعة الثانية ففعل كفعله في الركعة الأولى ثم جلس يدعو ويرغب حتى انكشفت الشمس) ثم حدثهم أن رسول r كذلك فعل.
تخريج الحديث:
أخرجه أحمد (2/291)،  والبيهقي في «السنن الكبرى» (3/779)،  كتاب صلاة الكسوف،  باب (من أجاز أن يصلي في الخسوف ركعتين في كل ركعة أربع ركعات،  كلاهما: من طريق الحكم بن عتيبة عن حنش ابن ربيعة عن علي t).
ترجمة الرواة:
الحكم بن عتيبة: الكندي أبو محمد الكوفي،  ثقة ثبت،  إلا أنه ربما دلس،  من الخامسة مات سنة ثلاث عشر أو بعدها.
حنش ابن المعتمر: وقيل ابن ربيعة ابن المعتمر,صدوق له أوهام،  يرسل من الثالثة،  وأخطأ من عدة من الصحابة.
الحكم على الحديث:
معلول بعلتين:
الأولى: في إسناده حنش بن المعتمر:
قال علي ابن المديني: حنش بن ربيعة الذي روى عنه الحكم بن عتيبة لا أعرفه.  [«الجرح والتعديل»: (3/الترجمة 1279)].
قال البخاري في ضعفائه: يتكلمون في حديثه.  [(97)].
قال النسائي: ليس بالقوي.  [«الضعفاء والمتروكين»: (170)].
وقال ابن حبان في صحيحه: لا يحتج به.  [(2854)].
وقال: كان كثير الوهم في الأخبار،  ينفرد عن علي بأشياء لا تشبه حديث الثقات،  حتى صار لا يحتج به.  [«المجروحين»: (1/333)].
ووثقه أبو داود.
والثانية: الاختلاف في رفعه ووقفه:
فقد رواه سليمان الشيباني فلم يرفعه،  ورواه الحسن بن الحر عن الحكم فرفعه.
قال البيهقي: لم يرفعه سليمان الشيباني ورواه الحسن بن الحر عن الحكم فرفعه.  [«السنن الكبرى»: (3/779)].






المبحث الرابع
ما ورد أن النبي r صلى خمس ركعات في ركعة
الحديث الأول:
حديث أبي بن كعب t قال: (انكسفت الشمس على عهد رسول الله r فصلى بهم النبي فقرأ بسورة من الطوال،  وركع خمس ركعات وسجد سجدتين،  ثم قام الثانية فقرأ سورة من الطول،  وركع خمس ركعات وسجد سجدتين. . . . ). 
تخريج الحديث:
أخرجه أحمد (21225)،  وأبو داود (1182)،  والبيهقي في «الكبرى» (6326)،  والطبراني في «الأوسط» (5919)،  والدعاء (2237)،  وفي الأحاديث المختارة (1056)،  وأبي يعلى الموصلي في معجمه (168)،  والمزي في «التهذيب» (2451)،  والحاكم في «المستدرك» (1/481)،  وابن عدي في «الكامل» (5/44)،  وابن عساكر في تاريخه (5/151)،  من طريق عمر بن شقيق الجرمي عن أبي جعفر الرازي عن ربيع بن أنس عن أبي العالية عن أبي بن كعب t.  وتابع عمر, عبدالله بن أبي جعفر،  كما عند الحاكم في «المستدرك» (1/299).
ترجمة الرواة:
عمر بن شقيق: الجرمي البصري،  مقبول،  من الثامنة.
أبو جعفر الرازي: أسمه عيسى بن أبي عيسى عبدالله بن ماهان, التيمي مشهور بكنيته, صدوق سيء الحفظ خصوصاً عن مغيرة, من كبار السابعة, توفي في حدود الستين.
قال أبو زرعة: يهم كثيرًا([55]).
قال الفلاس: سيئ الحفظ([56]).
وقد وثقه غيرهم.
الربيع بن أنس: البكري الحنفي, بصري له أوهام, صدوق له أوهام, رمي بالتشيع, من الخامسة،  توفي سنة أربعين أو قبلها.
أبو العالية: رُفَيع بالتصغير ابن مهران الرياحي, ثقة كثير الإرسال, من الثانية, توفي سنة تسعين،  وقيل غير ذلك.
الحكم على الحديث:
منكر: وذلك لأمرين:
الأول: تفرد به أبو جعفر الرازي،  ولا يحتمل تفرده.
قال ابن حبان: كان ممن ينفرد بالمناكير عن المشاهير،  لا يعجبني الاحتجاج بخبره إلا فيما وافق الثقات،  ولا يجوز الاعتبار بروايته فيما يخالف الأثبات.
 وقال: سمعت محمد بن محمود يقو سمعت علي بن جرير يقول سمعت أحمد بن حنبل يقول: أبو جعفر الرازي: مضطرب الحديث([57]).
الثاني: مخالفته للثقات في هذه الرواية،  فقد خالف من هو أوثق وأجل وأحفظ منه.
وقد ساقه الحاكم من طريق عبدالله بن أبي جعفر عن أبيه به.  وقال: (رواته موثوقون)،  لكن تعقبه الذهبي فقال: (خبر منكر) وعبدالله بن أبي جعفر: ليس بشيء،  وأبوه (لين)([58]).

<<<



المبحث الخامس
ما ورد أن النبي r  صلى ركعتين ركعتين حتى تنجلي
الحديث الأول:
عن النعمان بن بشير t قال: (كسفت الشمس على عهد رسول الله r ،  فجعل يصلي ركعتين ركعتين،  ويسأل عنها،  حتى انجلت).
تخريج الحديث:
أخرجه أبو داود في «السنن» (1193)،  وابن حزم في «المحلى» (5/68)،  وابن عبدالبر في «التمهيد» (564).  كلهم من طريق الحارث بن عمير عن أيوب عن أبي قلابة عن النعمان بن بشير. 
ترجمة الرواة:
الحارث بن عمير: أبو عمير البصري من الثامنة،  وثقه ابن معين،  وغير واحد،  لكن قال ابن حبان: كان ممن يروي عن الأثبات الأشياء الموضوعات([59]).
وذكره ابن الجوزي في «الضعفاء والمجروحين»([60]).
قال الذهبي: ما أُراه إلا بيّن الضعف([61]).
قال الحاكم: روى عن حميد وجعفر الصادق أحاديث موضوعة([62]).
قال ابن حجر: وثقه الجمهور،  وفي أحاديثه مناكير ضعفه بسببها الأزدي وابن حبان وغيرهما, فلعله تغير حفظه في الآخر([63]).
وقال ابن خزيمة: كذاب([64]).
وقال الأزدي: ضعيف منكر الحديث([65]).
الحكم على الحديث:
ضعيف وذلك لأمرين:
الأول: الانقطاع فأبو قلابة لم يسمع من النعمان بن بشير.
قال ابن أبي حاتم: قال أبي: أبو قلابة عن النعمان بن بشير،  قال يحيى بن معين: هو مرسل([66]).
الثاني: الاضطراب في إسناده،  فإنه روي عن أبي قلابة عن النعمان،  وروي عن أبي قلابة عن رجل عن النعمان وروي عنه عن قبيصة بن مخارق الهلالي([67]), وروي عنه عن هلال بن عامر أن قبيصة الهلالي حدثه.
وحديث النعمان جاء من طرق:
فمن طريق خالد عن أبي قلابة عن النعمان قال: (انكسفت الشمس على عهد رسول الله فخرج فزعاً. . . .  فلم يزل يصلي حتى انجلت. . . . ).
قلت: فيه انقطاع،  أبو قلابة لم يسمع من النعمان،  كما تقدم ذكره.
وجاء من طريق أيوب به.
وجاء من طريق قتادة عن الحسن البصري عن النعمان. 
قلت: وإسناده منقطع: الحسن لم يسمع من النعمان([68]).
وكذلك تدليس قتادة: وقد عنعن([69]).

<<<



المبحث السادس
ما ورد أن النبي r صلى ركعتان
الحديث الأول:
عن عبدالله بن عمرو ب قال: (( انكسفت الشمس على عهد رسول الله  r لم يكد يركع ثم ركع فلم يكد يرفع ثم رفع فلم يكد يسجد ثم سجد فلم يكد يرفع ثم رفع فلم يكد يسجد ثم سجد فلم يكد يرفع ثم رفع. . . ).
تخريج الحديث:
أخرجه النسائي في «الصغرى» (1495)،  وأحمد في «المسند» (6447)،  وابن خزيمة في صحيحه (1389)،  وابن حبان في صحيحه (2839)،  و«الشمائل المحمدية» للترمذي (325) وغيرهم مطولًا ومختصرًا من طريق عطاء بن السائب عن أبيه عن عبدالله بن عمرو.
ترجمة الرواة:
عطاء بن السائب: بن مالك الثقفي الكوفي صدوق اختلط بأخرة, فمن روى عنه قبل ذلك فحديثه صحيح،  ومن روى عنه بعد الاختلاط فلا يحتج بحديثه. 
قال ابن معين: جميع من روى عن عطاء روى عنه في الاختلاط إلا شعبة وسفيان([70]).
السائب بن مالك: أو بن زيد أو بن يزيد الكوفي والد عطاء،  وثقه بن حبان والعجلي([71]) وغيرهما،  من الثانية.
الحكم على الحديث:
 منكر:
ومع نكارته: في إسناده عطاء بن السائب،  وهو صدوق وقد خالف الثقات،  وأظن أن الوهم منه والله أعلم.
وقد تابعه بنحوه أبو إسحاق السبيعي, كما في «السنن الكبرى» للنسائي (551).
قلت: وأبو إسحاق السبيعي: تابعي ثقة،  اختلط بأخرة،  واسمه عمرو بن عبدالله (مشهور بالتدليس) وصفه بذلك النسائي([72]) والذهبي([73]) والعلائي([74])،  وذكره ابن حجر في الطبقة الثالثة من طبقات المدلسين،  لم يحتج الأئمة بأحاديثه إلا ما صرح فيه بالسماع([75])،  وقد عنعنة, ولم أجد له تصريح بالسماع.
ومما يؤيد الوهم فيه،  ما جاء في بعض طرق هذا الحديث كما في «المسند» (6829)،  أن النبي r صلها في اليوم الذي مات فيه إبراهيم،  والأحاديث الصحيحة الكثيرة متفقة على أنه r صلها في ذلك اليوم أربع ركعات في ركعتين وأربع سجدات.
وكذلك صح عن عبدالله بن عمرو أن صلاة الكسوف أربع ركعات في ركعتين وأربع سجدات،  موافقًا بذلك ابن عباس وعائشة كما في الصحيحين وجابر بن عبدالله.
فقد أخرج أحمد في «المسند» (6452)،  والنسائي في «الكبرى» (1877)،  و«الصغرى» (1479) وغيرهما،  من طريق يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة بن عبدالرحمن عن عبدالله بن عمرو ب قال: (كسفت الشمس على عهد رسول الله r وفيه فركع ركعتين في سجدة ثم قام فركع ركعتين في سجدة ثم جلي عن الشمس).
وهذه الرواية مقدمة على الرواية المتقدمة لموافقتها ما في الصحيحين،  ولما ذكر أعلاه.



الحديث الثاني:
عن سمرة بن جندب t قال: (. . . . . تقدم رسول الله r فصلى بنا كأطول ما قام بنا في صلاة قط لا نسمع له صوتاً،  ثم ركع بنا كأطول ما ركع بنا في صلاة قط لا نسمع له صوتاً،  ثم سجد بنا كأطول ما سجد بنا في صلاة قط لا نسمع له صوتاً،  قال: ثم فعل في الركعة الثانية مثل ذلك،  قال: فوافق تجلي الشمس جلوسه في الركعة الثانية،  قال: ثم سلم. . . . . ).
تخريج الحديث:
أخرجه أبو داود في سننه (1184)،  والنسائي في «الكبرى» (1882)،  و«الصغرى» (1484)،  وأحمد في «المسند» (20178)،  وابن خزيمة في صحيحه (1397)،  والحاكم في مستدركه (1239)،  و«السنن الكبرى» للبيهقي (6342)،  والروياني في مسنده (847)،  وابن حبان في صحيحه (2852)،  والترمذي (562)،  وابن أبي شيبة في «المصنف» (8390)،  والطبراني في «الكبير» (6798)،  وابن المنذر في «الأوسط» (2895) وغيرهم مختصرًا ومطولًا, من طريق الأسود بن قيس عن ثعلبة بن عباد العبدي،  من أهل البصرة،  عن سمرة بن جندب
ترجمة الرواة:
الأسود بن قيس: العبدي ويقال البجلي ثقة من الرابعة.
ثعلبة بن عباد العبدي: البصري،  من الرابعة.
قال ابن حجر: ذكره ابن المديني في المجاهيل الذين يروي عنهم الأسود بن قيس،  وأما الترمذي فصحح حديثه،  وذكره ابن حبان في الثقات.  وقال ابن حزم: مجهول،  وتبعه ابن القطان, وكذا نقل ابن الموّاق عن العجلي([76]).
الحكم على الحديث:
ضعيف لأمرين:
الأول: لجهالة ثعلبة بن عباد.
والثاني: كذلك مخالفة الثقات.



الحديث الثالث:
عن أبي بكرة t قال: (خسفت على عهد رسول الله r. . . .  وفيه فصلى بهم ركعتين فجُلّي عنها).
تخريج الحديث:
أخرجه البخاري في صحيحه (1006)،  وأحمد في «المسند» (19876)،  والنسائي في «الكبرى» (1890)،  وفيه (مثل صلاتكم هذه،  وذكر كسوف الشمس)،  وفي «الصغرى» (1464)،  وابن حبان في صحيحه (2837)،  وفيه (ركعتين مثل صلاتكم)،  والحاكم في «المستدرك» (1175)،  والبيهقي في «الكبرى» (5848) وغيرهم مختصرًا ومطولًا, كلهم من طريق الحسن عن أبي بكرة.
ترجمة الرواة:
الحسن: أبن أبي الحسن البصري واسم أبيه يسار،  الأنصاري مولاهم ثقة فاضل مشهور وكان يرسل كثيرًا،  ويدلس كثيرًا،  وكان يروي عن جماعة لم يسمع منهم فيتجوز ويقول: حدثنا وخطبنا؛ يعني قومه الذين حدثوا وخطبوا بالبصرة،  رأس أهل الطبقة الثالثة توفي سنة مائة وعشر.
الحكم على الحديث:
الحديث رواه البخاري كما تقدم،  بناء على ما ذكره ابن المديني من سماع الحسن. 
قال البخاري بعد أن ساق الحديث: قال لي علي بن المديني: إنما ثبت لنا سماع الحسن من أبي بكرة بحديث (إن ابني هذا سيد).
وقد أخرج البخاري أحاديث الحسن عن أبي بكرة؛ منها: «لا يصلح قوم ولوا أمرهم امرأة»،  و«زادك الله حرص ولا تعد».
قال الدارقطني: الحسن لم يسمع من أبي بكرة([77]).
وقال يحيى بن معين: لم يسمع (أي الحسن) من أبي بكرة, قيل له: فإن مبارك بن فضالة يقول: (عن الحسن،  قال: حدثنا أبو بكرة).  قال: ليس بشيء([78]).
قلت:أهل العلم في سماع الحسن من سمرة أربعة مذاهب والأظهر منها والله أعلم أن الحسن لم يثبت له سماع من سمرة سوى حديث العقيقة،  ومما يقوي ذلك ما جاء عن ابن عون قال: (دخلنا على الحسن فأخرج إلينا كتابًا من سمرة. . . ) ([79])،  وهو قول الدارقطني،  والنسائي،  والبيهقي,     وغيرهم([80])
قال البيهقي: (أكثر أهل العلم بالحديث رغبوا عن رواية الحسن عن سمرة،  وذهب بعضهم إلى أنه لم يسمع منه غير حديث العقيقة)([81])
قلت: وإن صح السماع،  فيحمل على أنه أراد الركعتين إجمالاً،  يعني أربع ركعات في ركعتين،  مثل ما ثبت في الصحيحين من حديث عائشة وغيرها،  فقد جاء في بعض الروايات قوله (مثل صلاتكم).
قال بن حبان بعد أن ساق الحديث: قول أبي بكرة مثل صلاتكم،  أي مثل صلاتكم في الكسوف([82]).



الحديث الرابع:
عبد الرحمن بن سمرة  tقال: (كنت أرتمي بأسهم لي بالمدينة في حياة رسول الله r إذ كسفت الشمس. . . .  وفيه. . . قرأ سورتين وصلى ركعتين).
تخريج الحديث:
أخرجه مسلم في صحيحه (913)،  وأبو داود في «السنن» (1195)،  والنسائي في «الكبرى» (1852)،  و«الصغرى» (1460)،  وأحمد في «المسند» (20093)،  وابن أبي شيبة في «المصنف» (887)،  وابن خزيمة في صحيحه (1302)،  وابن حبان في صحيحه (2848)،  والحاكم في «المستدرك» (1159)،  وأبو عوانة في «المستخرج» (2462)،  وأبو نعيم في مستخرجه على صحيح مسلم (2048)،  والبيهقي في «الكبرى» (5847)،  وابن حزم في «المحلى» (858)،  وابن أبي عاصم في «الآحاد والمثاني» (567) كلهم من طريق الجريري عن حيان بن عمير عن عبدالرحمن بن سمرة.
ترجمة الرواة:
الجريري: سعيد بن إياس،  أبو مسعود البصري،  ثقة من الخامسة اختلط قبل موته بثلاث سنين.  فمن سمع منه قبل الاختلاط فصحيح،  وممن سمع منه قبل الاختلاط عبد ا لأعلى وهو ممن رواى هذا الحديث عن الجريري.
حيان بن عمير: الجريري البصري ثقة،  من الثالثة.
الحكم على الحديث:
شاذ:
قلت: أو يحمل على ما حمل عليه حديث أبي بكرة،  من أنه أراد الركعتين إجمالًا،  يعني أربع ركعات في ركعتين،  مثل ما ثبت في الصحيحين من حديث عائشة وغيرها.
قال البيهقي: قوله: (فقرأ بسورتين وركع ركعتين) يحتمل أن يكون مراده في كل ركعة،  فقد رويناه عن جماعة أثبتوه،  والمثبت شاهد،  فهو أولى بالقبول([83]).
وقد حمله بعض أهل العلم على محامل أخرى:
قال المازري: هو محمول على أنه r صلى ركعتين تطوع مستقلًا بعد انجلاء الكسوف لا أنها صلاة كسوف([84]).
قال النووي: هذا مما يشكل ويظن أن ظاهره أنه ابتدأ صلاة الكسوف بعد انجلاء الشمس, وليس كذلك،  فإنه لا يجوز ابتداء صلاتها بعد الانجلاء،  وهذا الحديث محمول على أنه وجده في صلاة،  كما صرح به في الرواية الثانية, ثم جمع الراوي جميع ما جرى في الصلاة من دعاء, وتكبير وتهليل وتسبيح وقراءة سورتين في القيامين الآخرين للركعة الثانية،  وكانت السورتان بعد الانجلاء تتميمًا للصلاة, فتمت جملة الصلاة ركعتين،  أولها في حال الكسوف،  وآخرها بعد الانجلاء،  وهذا لابد منه لأنه مطابق للرواية الثانية ولقواعد الفقه،  ولروايات باقي الصحابة والرواية الأولى محمولة عليه أيضًا([85])
قلت: لكن هذا الحمل ترده رواية النسائي في «الصغرى» (1460) (ثم قام،  فصلى ركعتين وأربع سجدات).  وذلك أن معناه تمم الركعة الثانية؛ إذ ليس فيها إلا سجدتان.

<<<





(1) «النهاية» لابن الأثير: (4/174).
(2) «الفتح»: (2/535).
(3) «المغني»: (3/321).
(4)  «الشرح الممتع»: (5/228).
قلت: ولا شك أن مدلول الكسوف لغة غير مدلول الخسوف؛ لأن الكسوف التغير إلى السواد، والخسوف النقصان أو الذل, أما من حيث الاصطلاح , فلا فرق، والله أعلم. =
=   قال النووي :: (يقال: كسفت الشمس والقمر، بفتح الكاف، وكُسِفا بضمها، وانكسفا وخسفا، وخُسِفا، وانخسفا بمعنى، وقيل: كسف الشمس بالكاف، وخسف القمر بالخاء، وحكى القاضي عياض عكسه عن بعض أهل اللغة والمتقدمين وهو باطل مردود بقول الله تعالى: ﴿ وَخَسَفَ الْقَمَرُ﴾ ثم جمهور أهل العلم وغيرهم على أن الخسوف والكسوف يكون لذهاب ضوئهما، كله، ويكون لذهاب بعضه، وقال جماعة منهم الليث بن سعد: الخسوف في الجميع، والكسوف في بعض، وقيل: الخسوف ذهاب لونهما، والكسوف تغيره). «شرح النووي على صحيح مسلم»: (6/251).

<<<












(1) «الشرح الممتع»: (5/230).
(2) «مجموع الفتاوى»: (24/257).
(3) «مفتاح دار السعادة»: (3/212).
(1) البخاري، برقم (1048).
(2) سورة العنكبوت، الآية: (40).
(3) سورة الإسراء، الآية: (59).
(1) «مجموع فتاوى شيخ الإسلام»: (35 /169).
(1) «فتاوى شيخ الإسلام»: (24/254)
(2) «مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية»: (35/176).
(1) سورة القيامة: (8-9).
(2) «عمدة القارئ» للعيني (5/303) بتصرف.
(1) «المنهاج»: (6/438).
(2) «فتح الباري»: (3/223).
(3) المصدر السابق.
(1) أخرجه البخاري (1059)، ومسلم في (912). من طريق بريد عن أبي بردة عن أبي موسى.
 (2) سورة الذاريات: (50).
قال السعدي :: (فلما دعا العباد إلى النظر لآياته الموجبة لخشيته, والإنابة إليه أمر بم هو المقصود من ذلك: وهو الفرار إليه: أي الفرار مما يكرهه الله ظاهرًا وباطنًا, فرارًا من الجهل إلى العلم, ومن الكفر إلى الإيمان, ومن المعصية إلى الطاعة, ومن الغفلة إلى ذكر الله, فمن استكمل هذه الأمور فقد استكمل الدين كله, وقد زال عنه المرهوب....) «تيسير الكريم المنان»: (812).
(1) البخاري (1045)، ومسلم (910). من طريق يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة بن عبدالرحمن عن عبدالله بن عمرو.
(2) «الفتح» لابن حجر: (3/231).
(3) البخاري (1056)، ومسلم (903). من طريق يحيى بن سعيد عن عمرة بنت عبدالرحمن عن عائشة.
(1) البخاري (1053)، ومسلم، (905). من طريق هشام عن امرأته فاطمة بنت المنذر عن أسماء.
(2) البخاري (1044)، ومسلم (901). من طريق هشام بن عروة عن أبية عن عائشة.
(3) «بدائع الصنائع»: (1/282)، «مواهب الجليل»: (2/202)، «حاشية الدسوقي»: (1/401) «المغني»: (2/425).
(4) المصدر السابق.
(1) البخاري (1061). من طريق أبو أسامة عن هشام عن فاطمة بنت المنذر عن أسماء.
(1) أخرجه البخاري (1046)، وابن خزيمة (1309). من طريق ابن شهاب عن عروة عن عائشة.
(1) متفق عليه البخاري، برقم (1060)، ومسلم (915). من طريق زائدة عن زياد بن علاقة عن المغيرة.
(1) وذهب القاضي إلى أن القمر إذا غاب ليلًا فإنه يصلي؛ لأنه لم يذهب وقت الانتفاع بنوره؛ ولأن سلطانه باق.
(2) «المغني» لابن قدامة: (3/331).
(1) البخاري (1040). من طريق زائدة عن زياد بن علاقة عن المغيرة.
(2) «الشرح الممتع» لابن عثيمين: (254).
(1) «المغني»: (2/427)، «أسنى المطالب»: (1/287)، «مواهب الجليل»: (2/204).
(2) «المغني»: (3/331).
(3) «المغني» لابن قدامة: (3/332)، و«الأوسط» لابن المنذر: (5/327).
(1)  قال ابن عباس: نحوًا من سورة البقرة، البخاري (1052).
(1)  قالت عائشة: (فحرزت قراءته فرأيت أنه قرأ بسورة آل عمران). أبو داود (1187).
(2)  البخاري (1044).
(3)  لحديث عبدالله بن عمرو عند النسائي (1482).
(4)  البخاري (1056).
(1)  البخاري (1046).
(2) قال ابن قدامة في «المغني» (2/143): (وجملته أن المستحب في صلاة الكسوف أن يصلي ركعتين، يحرم بالأولى، ويستفتح ويستعيذ، ويقرأ الفاتحة وسورة البقرة، أو قدرها في الطول، ثم يركع فيسبح الله تعالى قدر مائة آية، ثم يرفع فيقول: سمع الله لمن حمده، ربنا ولك الحمد، ثم يقرأ الفاتحة وآل عمران، أو قدرها، ثم يركع بقدر ثلثي ركوعه الأول، ثم يرفع فيسمّع ويحمد ثم يسجد فيطيل السجود فيهما، ثم يقوم إلى الركعة الثانية فيقرأ الفاتحة وسورة النساء، ثم يركع فيسبح بقدر ثلثي تسبيحه في الثانية، ثم يرفع فيقرأ الفاتحة والمائدة، ثم يركع فيطيل دون الذي قبله، ثم يرفع فيسمّع ويحمّد، ثم يسجد فيطيل، فيكون الجميع ركعتين في كل ركعة قيامان، وقراءتان، وسجودان، ويجهر بالقراءة ليلاً كان أو نهارًا،..جاء التقدير في حديث ابن عباس أن النبي ^ قام قيامًا طويلاً نحوًا من سورة البقرة، متفق. عليه وفي حديث عائشة حزرت قراءة رسول الله ^ فرأيت أنه قرأ في الركعة الأولى سورة البقرة، وفي الثانية سورة آل عمران.
(1) أخرجه مسلم (904)، وأبو داود (1179) باب من قال: أربع ركعات , وأبو عوانة (2/372)، وأبو نعيم في «الحلية» (6/283)، وابن خزيمة في صحيحه (1380)، والطيالسي في مسنده (1861).
(1) «زاد المعاد»: (1/454).
(1) «السنن الكبرى» للبيهقي: (3/777).
(2) «زاد المعاد» (1/454).
(1) «السنن الكبرى»: (3/774).
(2) «السنن الكبرى»: (3/775).
(1) «صحيح ابن حبان», كتاب الصلاة باب صلاة الكسوف عقب حديث رقم (2854).
(2) «السنن الكبرى»: (3/777).
(3) وقد نفى بعض أهل العلم التدليس عنه , قال ابن التركماني: حبيب من الأثبات الأجلاء ولم أر أحدًا عده من المدلسين ولو كان كذلك فإخراج مسلم لحديثه هذا في صحيحه دليل على أنه ثبت عنده أنه متصل وأنه لم يدلس فيه, وكذلك أخرجه الترمذي وقال: (حسن صحيح)، وفي الصحيحين من حديث حبيب بلفظ العنعنة شيء كثير .....         =
=    وذلك دليل على أنه ليس بمدلس أو أنه ثبت من خارج أن تلك الأحاديث متصلة. «الجوهر النقي»: (3/327).
قلت: أما دعوى أنه لم يعده أحد من المدلسين فهذا محل نظر: فقد وصفه بالتدليس طائفة من أهل العلم والفضل, منهم: ابن خزيمة في كتب التوحيد: (1/87)، وابن حبان في «صحيحه»، والدارقطني, وذكره في المدلسين: الذهبي في قصيدته في نظم المدلسين (ص44)، العلائي في «جامع التحصيل»: (ص15), ابن حجر في «تعريف أهل التقديس»: (ص132).
أما دعوى أن إيراد مسلم لهذه الرواية في صحيحه يدل على الصحة: فدعوى تحتاج إلى دليل حيث أن بعض أهل العلم قد نقدوا مثل هذه الروايات ولم يجعلوا مجرد الإيراد حجة.
(1) «السنن الكبرى» للبيهقي: (3/777).
(1) «الجرح والتعديل»: (6/281).
(2) «ميزان الاعتدال» للذهبي: (3/320).
(1) «المجروحين»: (2/101).
(2) «المستدرك»: (1/299 ).
(1) «المجروحين» لابن حبان: (1/266).
(2) «الضعفاء والمجروحين» لابن الجوزي: (1/183).
(1) «الميزان» للذهبي: (1/403).
(2) المصدر السابق.
(3) «التقريب» لابن حجر: (1048).
(4) «حاشية تهذيب الكمال»: (5/270).
قال بشار عواد: فلعل ما بان لابن حبان والحاكم وابن خزيمة والأزدي لم يبن لغيرهم... ثم نقل قول ابن قدامة في «المغني»: (أتعجب كيف خرّج له النسائي). ثم قال بعد أن نقل قول ابن حجر, وثقه الجمهور: الذي يضعفه كل هؤلاء ويكذبه ابن خزيمة , لا يقال فيه وثقه الجمهور , فالظاهر أنه ضعيف إن شاء الله.
(5) «حاشية كتاب الموضوعات» لابن الجوزي: (1/400).
(1) «المراسيل»: لابن أبي حاتم: (ص110).
(2) قال البيهقي: لم يسمعه أبو قلابة عن قبيصة إنما رواه عن رجل عن قبيصة. «السنن الكبرى»: (3/784).
(3) «تاريخ بن معين»: رواية الدوري: (4/302).
(4) «جامع التحصيل»: للعلائي (385).
(1) «الكامل» لابن عدي: (2/325).
(1) «الثقات» للعجلي: (18), و«الثقات» لابن حبان: (1/149).
(2) «ميزان الاعتدال»: (1/360).
(3) «قصيدته»: (ص40).
(4) «جامع التحصيل» (ص108).
(5) «تعريف أهل التقديس» لابن حجر: (ص146).
(1) «تهذيب التهذيب»: (1/505).
(1) «التتبع»: (355).
(2) «تاريخ الدوري»: (4597).
(3) «العلل» لأحمد: (2187) من طريق عبدالله قال حدثني أبي عن هشيم عن ابن عون به. (إسناده صحيح).
(1) «السنن الكبرى»: (1/522).
(2) «السنن»: (8/35).
(3) «صحيح بن حبان»: (2837).
(1) «السنن الكبرى»: (5847). قاله بعد أن ساق الحديث.
(2) «شرح صحيح مسلم»: (6/217).
(1) المصدر السابق.


لتحميل الكتاب كاملا بصيغة بي دي اف من الرابط اسفل المقال 

تحميل كتاب أحاديث صلاة الكسوف رواية ودراية PDF برابط ميديا فير مباشر من هنا 

التعليقات



جميع الحقوق محفوظة

download pdf books تحميل كتاب pdf

2016