-->

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

تحميل كتاب كيف تثقل ميزانك PDF برابط ميديا فير



المبحث الأول
التعريف بالميزان وكربه
المسألة الأولى: ما الميزان؟
الميزان في معتقد أهل السنة والجماعة هو ميزان حقيقي وليس مجازيًا، ستوزن به حسنات وسيئات العباد يوم القيامة، قال الله تعالى: }وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ{[الأنبياء:47]، وقال عز وجل: }فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ{[المؤمنون:102-103].
وهو من أمور الغيب الواجب الإيمان بها؛ وذلك لما رواه عمر بن الخطاب t أن النبي r قال: «الإيمان: أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله، وتؤمن بالجنة والنار والميزان، وتؤمن بالغيب بعد الموت، وتؤمن بالقدر خيره وشره»([1]).
وللميزان كفتان عظيمتان توضع في إحداهما الحسنات وفي الأخرى السيئات، وذلك لما رواه عبد الله بن عمرو بن العاص t أن النبي r قال: «إن الله سيخلص – أي يميز ويختار – رجلا من أمتي على رءوس الخلائق يوم القيامة فينشر عليه تسعة وتسعين سجلا- أي كتابًا -، كل سجل مثل مد البصر، ثم يقول: أتنكر من هذا شيئًا؟ أظلمك كتبتي الحافظون؟ فيقول: لا يا رب، فيقول: أفلك عذر؟ فيقول: لا يا رب، فيقول: بلى إن لك عندنا حسنة؛ فإنه لا ظلم عليك اليوم، فتخرج بطاقة فيها أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، فيقول: احضر وزن، فيقول: يا رب ما هذه البطاقة مع هذه السجلات؟! فقال: إنك لا تظلم، قال: فتوضع السجلات في كفة، والبطاقة في كفة، فطاشت السجلات وثقلت البطاقة؛ فلا يثقل مع اسم الله تعالى شيء»([2]).
ويبلغ حجم هذا الميزان ما لا يدركه عقل، إذ لو وضعت السموات والأرض في كفة الميزان لوسعت، فعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن النبي r قال: «إن نبي الله نوحا r لما حضرته الوفاة قال لابنه: إني قاص عليك الوصية، آمرك باثنتين وأنهاك عن اثنتين،آمرك بلا إله إلا الله، فإن السموات السبع، والأرضين السبع، لو وضعت في كفة، ووضعت لا إله إلا الله في كفة، رجحت بهن لا إله إلا الله، ولو أن السموات السبع والأرضين السبع كن حلقة مبهمة؛ قصمتهن لا إله إلا الله، وسبحان الله وبحمده؛ فإنها صلاة كل شيء، وبها يرزق الخلق، وأنهاك عن الشرك والكبر»([3]).
وعن سلمان الفارسي t عن النبي r قال: «يوضع الميزان يوم القيامة، فلو وزن فيه السموات والأرض لوسعت... الحديث»([4]).
أما دقة هذا الميزان فهو إلى جانب ضخامته قادر على عدم تفويت مثاقيل الذر من الخير أو الشر، قال الله تعالى: }وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ{[الأنبياء:47].
وقد روت عائشة t أن رجلا قعد بين يدي النبي r فقال: يا رسول الله، إن لي مملوكين يكذبونني ويخونونني ويعصونني، وأشتمهم وأضربهم، فكيف أنا منهم؟ قال: «يحسب ما خانوك وعصوك وكذبوك وعقابك إياهم، فإن كان عقابك إياهم بقد ذنوبهم؛ كان كفافًا لا لك ولا عليك، وإن كان عقابك إياهم دون ذنوبهم؛ كان فضلاً لك، وإن كان عقابك إياهم فوق ذنوبهم اقتص لهم منك الفضل»، قال: فتنحى الرجل فجعل يبكي ويهتف، فقال: رسول الله r: «أما تقرأ كتاب الله }وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ{؟ فقال الرجل: والله يا رسول الله ما أجد لي ولهؤلاء شيئًا خيرًا من مفارقتهم، أشهدكم أنهم أحرار كلهم([5]) ، فما أجمل محاسبة النفس قبل أن توزن الأعمال».
لذا سيستغرب الظالمون من كتبهم حينما توضع في أيديهم، فيروا أنها لم تفوت شيئًا مما عملوه، وكل ذلك سيكون في الميزان، قال الله عز وجل }وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا{ [الكهف:49].
ويمتاز هذا الميزان بأن لديه القدرة على التمييز بين الأجسام وما فيها من الإيمان؛ حتى إنه ليوضع فيه الرجل السمين فلا يزن شيئًا؛ وذلك لخلو قلبه من الإيمان، فعن أبي هريرة t أن رسول الله r قال: «إنه ليأتي الرجل العظيم السمين يوم القيامة لا يزن عند الله جناح بعوضة، اقرؤوا }نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا{ [الكهف:105]»([6]).
المسألة الثانية: هول كرب الميزان
أخي القارئ إن نصب الميزان في حد ذاته يعد إحدى الكرب العظيمة على الناس يوم القيامة، والدليل على ذلك عدة أمور تشير إلى ذلك:
أولاً: عنده لا يذكر الإنسان إلا نفسه
فعن عائشة رضي الله عنها قالت: ذكرت النار فبكيت، فقال رسول الله r: «ما يبكيك؟» قلت: ذكرت النار فبكيت؛ فهل تذكرون أهليكم يوم القيامة؟ فقال رسول الله r «أما في ثلاثة مواطن فلا يذكر أحد أحدا: عند الميزان حتى يعلم أيخف ميزانه أو يثقل؟، وحيث الكتاب حين يقال }هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ{حتى يعلم أين يقع كتابه في يمينه أم شماله أم من وراء ظهره؟، وعند الصراط إذا وضع بين ظهري جهنم»([7]).
ثانيا: إشفاق الملائكة من هوله وهم غير محاسبين
فعن سلمان الفارسي t عن النبي r قال: «يوضع الميزان يوم القيامة، فلو وزن فيه السموات والأرض لوسعت، فتقول الملائكة: يا رب لمن يزن هذا؟ فيقول الله: لمن شئت من خلقي، فتقول الملائكة: سبحانك ما عبدناك حق عبادتك، ويوضع الصراط مثل حد الموسى، فتقول الملائكة: من تجيز على هذا؟ فيقول: من شئت من خلقي، فيقولون: سبحانك ما عبدناك حق عبادتك»([8]).
ثالثا: وقوف النبي r عنده للشفاعة.
اعلم أخي المسلم بأن الهول سيكون عظيمًا وشديدًا عند نصب الميزان، لذا سيقف نبينا صلوات الله وسلامه عليه ليشفع عنده، فعن أنس بن مالك t قال: سألت النبي r أن يشفع لي يوم القيامة فقال: «أنا فاعل»، قال: قلت: يا رسول الله فأين أطلبك؟ قال «اطلبني أول ما تطلبني على الصراط»، قال: قلت: فإن لم ألقك على الصراط؟ قال: «فاطلبني عند الميزان»، قلت: فإن لم ألقك عند الميزان؟ قال: «فاطلبني عند الحوض فإني لا أخطئ هذه الثلاث المواطن»([9]).
والنبي r لن يقف عند الميزان – والعلم عند الله تعالى – إلا ليشفع لأناس قد خفت موازينهم، أو تساوت حسناتهم مع سيئاتهم.
رابعا: يتمنى المرء الهروب من سيئاته إذا رآها
وذلك مما يفهم من سياق الآية وتفسيرها، إلا أننا لا ندري متى يقع ذلك، ولعله عندما يشهد المرء وزن أعماله فيرى كافة سيئاته في كفة الميزان.
قال الله تعالى: }يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ{[آل عمران:30]، قال ابن كثير رحمه الله تعالى في تفسير هذه الآية: يوم القيامة يحضر للعبد جميع أعماله من خير وشر، كما قال تعالى: }يُنَبَّأُ الْإِنْسَانُ يَوْمَئِذٍ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ{فما رأي من أعماله حسنًا سره ذلك وأفرحه، وما رأي من قبيح ساءه وغصه، وود لو أنه تبرأ منه، وأن يكون بينهما أمد بعيد؛ كما يقول لشيطانه الذي كان مقرونا به في الدنيا، وهو الذي جرأه على فعل السوء: (يا ليت بيني وبينك بعد المشرقين فبئس القرين) أهـ([10]).
فمن الأدلة السابقة يتضح جليًا بأن نصب الميزان يعد كربةً من الكرب على البشرية جمعاء، فلذلك يستوجب علينا الحرص على الأعمال التي تثقل موازيننا كي يخف عنا هذا الكرب بإذن الله تعالى.
المسألة الثالثة: ما الذي يوزن بهذا الميزان؟
جاءت عدة أحاديث تشير إلى أنه يوزن بهذا الميزان ثلاثة أمور: العبد وعمله وصحائف أعماله.
[أولاً] وزن العبد:
يوزن العبد ليظهر قدر ما فيه من إيمان بالله عز وجل، فعن زر بن حبيش t عن ابن مسعود t أنه كان يجتني سواكًا من الأراك، وكان دقيق الساقين، فجعلت الريح تكفؤه، فضحك القوم منه، فقال رسول الله r «مم تضحكون»؟ قالوا: يا نبي الله من دقة ساقيه، فقال: «والذي نفسي بيده لهما أثقل في الميزان من أحد»([11]).
وروى أبو هريرة t أن رسول الله r قال: «إنه ليأتي الرجل العظيم السمين يوم القيامة لا يزن عند الله جناح بعوضة، اقرؤوا: }فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا{[الكهف:105]([12]) ».
[ثانيًا]وزن العمل
جاءت عدة أحاديث تشير إلى أن الأعمال ستجسم أمام صاحبها يوم القيامة وأنها ستوزن، بل جاءت أحاديث تشير إلى أن الأعمال ستجسم أمام صاحبها منذ دخوله قبره، ومن ذلك:
(1) ما رواه البراء بن عازب t عن النبي r فيما يخص مرحلة خروج روح العبد الصالح والتي جاء فيها قوله r «... نادى مناد من السماء: أن صدق عبدي فافرشوه من الجنة، وألبسوه من الجنة، وافتحوا له بابًا إلى الجنة، فيأتيه من روحها وطيبها، ويفسح له في قبره مد بصره، ويأتيه رجل حسن الوجه حسن الثياب طيب الريح، فيقول: أبشر بالذي يسرك، هذا يومك الذي كنت توعد، فيقول له: من أنت؟ فوجهك الوجه يجيء بالخير، فيقول: أنا عملك الصالح..([13]).
(2) وما رواه أبو هريرة t عن النبي r قال: «إن الميت إذا وضع في قبره إنه يسمع خفق نعالهم حين يولوا مدبرين، فإن كان مؤمنًا كانت الصلاة عند رأسه، وكان الصيام عن يمينه، وكانت الزكاة عن شماله، وكان فعل الخيرات من الصدقة والصلاة والمعروف والإحسان إلى الناس عند رجليه، فيؤتى من قبل رأسه، فتقول الصلاة: ما قبلي مدخل، ثم يؤتى عن يمينه، فيقول الصيام: ما قبلي مدخل, ثم يؤتى عن يساره، فتقول الزكاة: ما قبلي مدخل، ثم يؤتى من قبل رجليه، فيقول فعل الخيرات من الصدقة والمعروف والإحسان إلى الناس: ما قبلي مدخل...الحديث»([14]).
أما أهم الأحاديث التي تشير إلى أن الأعمال ستجسم أمام صاحبها يوم القيامة ثم توزن فهي:
(1) ما رواه أبو الدرداء t قال: سمعت النبي r يقول: «ما من شيء يوضع في الميزان أثقل من حسن الخلق، وإن صاحب حسن الخلق ليبلغ به درجة صاحب الصوم والصلاة»([15]).
(2) وما رواه أبو مالك الأشعري t أن رسول الله r قال: «الطهور شطر الإيمان، والحمد لله تملأ الميزان، وسبحان الله والحمد لله تملآن -أو تملأ- ما بين السماوات والأرض، والصلاة نور، والصدقة برهان، والصبر ضياء، والقرآن حجة لك أو عليك، كل الناس يغدو فبايع نفسه فمعتقها أو موبقها»([16]).
قال ابن كثير رحمه الله تعالى: فقوله «والحمد لله تملأ الميزان» فيه دلالة على أن العمل نفسه وإن كان عرضًا قد قام بالفاعل يحيله الله يوم القيامة فيجعله ذاتًا وتوضع في الميزان أ هـ([17]).
(3) وما رواه أبو هريرة t قال: قال النبي r: «من احتبس فرسًا في سبيل الله إيمانًا بالله وتصديقًا بوعده، فإن شبعه وريه وروثه وبوله في ميزانه يوم القيامة»([18]).
يرى ابن حجر رحمه الله تعالى أن قوله r «وروثه وبوله في ميزانه»: يريد ثواب ذلك لا أن الأرواث بعينها توزن([19]) ، بينما يرى السندي رحمه الله تعالى خلاف ذلك وأن ذلك يدل على أنه كما توزن الأعمال كذلك الأجرام المتعلقة بها([20]).
(4) وما رواه أبو أمامة الباهلي t قال: سمعت رسول الله r يقول: «اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعًا لأصحابه، اقرؤوا الزهراوين البقرة وسورة آل عمران، فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان -أو كأنهما غيايتان- أو كأنهما فرقان من طير صواف-، تحاجان عن أصحابهما، اقرؤوا سورة البقرة فإن أخذها بركة وتركها حسرة ولا تستطيعها البطلة»([21]) ، قال الملا علي قارئ في معنى البطلة: أي أصحاب البطالة والكسالة لطولها، وقيل: أي السحرة لأن ما يأتون به باطل، سماه باسم فعلهم الباطل([22]).
قال ابن كثير رحمه الله تعالى: والمراد أن ثواب تلاوتهما يصير يوم القيامة كذالك أ هـ([23]).
(5) وما رواه عمر بن الخطاب t قال: ذكر لي أن الأعمال تباهي فتقول الصدقة: أنا أفضلكم([24]).
(6) وما رواه أبو ذر t قال: سألت رسول الله r: ماذا ينجي العبد من النار؟ قال: «الإيمان بالله»، قلت: يا نبي الله مع الإيمان عمل؟ قال: «أن ترضخ – أي تعطي – مما خولك الله، وترضخ مما رزقك الله»، قلت: يا نبي الله فإن كان فقيرا لا يجد ما يرضخ؟ قال: «يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر»، قلت: إن كان لا يستطيع أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر؟ قال: «فليعن الأخرق»- وهو الذي لا صنعة له – قلت: يا رسول الله أرأيت إن كان لا يحسن أن يصنع؟ قال: «فليعن مظلومًا»، قلت: يا نبي الله أرأيت إن كان ضعيفًا لا يستطيع أن يعين مظلومًا؟ قال: «ما تريد أن تترك لصاحبك من خير؟ ليمسك أذاه عن الناس»، قلت: يا رسول الله أرأيت إن فعل هذا يدخله الجنة؟ قال: «ما من عبد مؤمن يصيب خصلة من هذه الخصال، إلا أخذت بيده حتى تدخله الجنة»([25]).
فإذا كانت الأعمال تتكلم يوم القيامة وتتباهى في ما بينها, وتأخذ بيد صاحبها لتدخله الجنة، فلا وجه للغرابة إذا جسمت ووزنت في الميزان.
[ثالثا]وزن صحائف الأعمال
فعن عبد الله بن عمرو بن العاص t أن النبي r قال: «إن الله سيخلص رجلا من أمتي على رؤوس الخلائق يوم القيامة، فينشر عليه تسعة وتسعين سجلاً أي كتابًا – كل سجل مثل مد البصر، ثم يقول: أتنكر من هذا شيئًا؟ أظلمك كتبتي الحافظون؟ فيقول: لا يا رب، فيقول: أفلك عذر؟ فيقول: لا يا رب، فيقول: بلى إن لك عندنا حسنة؛ فإنه لا ظلم عليك اليوم، فتخرج بطاقة فيها أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، فيقول: احضر وزنك، فيقول: يا رب ما هذه البطاقة مع هذه السجلات؟! فقال: إنك لا تظلم، قال: فتوضع السجلات في كفة، والبطاقة في كفة، فطاشت السجلات وثقلت البطاقة؛ فلا يثقل مع اسم الله تعالى شيء»([26]).
***


المبحث الثاني
الأعمال المثقلة للميزان
إن كل عمل صالح مقبول سيكون ثوابه لا شك في الميزان، فإما يضيف لك حسنات، أو يمحو عنك سيئات أو كلاهما، وكل ذلك يثقل الميزان، ولكن هناك بعض الأعمال التي خصها الله عز وجل ونبيه r بالذكر بأن لها أجرًا عظيمًا أو ثقيلاً في الميزان، أو أنها من أحب الأعمال إلى الله تعالى، ولعلها ذكرت بتلك الألفاظ ليفطن لها النبيه ويبادر إليها الحريص، وسأذكر بعضها وأشهرها لنسابق إليها فنثقل ميزاننا ونخفف كربنا:
العمل الأول: الإخلاص في القول والعمل
الإخلاص أساس كل عمل، فكلما كان العمل خالصًا لله عز وجل ثقل في الميزان ولو كان قليلاً؛ وإذا كان مشوبًا بالرياء والسمعة خف في الميزان، وقد يصير هباءً منثورًا ولو كان كثيرًا، فالأعمال تتفاضل عند الله تبارك وتعالى بتفاضل ما في القلوب من إخلاص وحب لله عز وجل.
فعن أبي أمامة الباهلي t قال: جاء رجل إلى النبي r فقال: أرأيت رجلاً غزا يلتمس الأجر والذكر ما له؟ فقال رسول الله r: «لا شيء له»، فأعادها ثلاث مرات يقول له رسول الله r: «لا شيء له»ثم قال: «إن الله لا يقبل من العمل إلا ما كان له خالصًا وَابْتُغِيَ به وجهه»([27]).
قال عبد الله بن المبارك رحمه الله تعالى: رب عمل صغير تعظمه النية، ورب عمل كبير تصغره النية([28]).
وقال ميمون بن مهران رحمه الله تعالى: إن أعمالكم قليلة؛ فأخلصوا هذا القليل([29]).
والأدلة في مضاعفة ثواب المخلصين كثيرة معلومة والتي منها ما يلي:
[أ]عن أبي هريرة t أن رسول الله r قال: «سبق درهم مائة ألف درهم»قال: وكيف؟ قال: «كان لرجل درهمان فتصدق بأحدهما، وانطلق رجل إلى عُرْضِ ماله فأخذ منه مائة ألف درهم فتصدق بها»([30]).
فلماذا كان درهم الفقير أثقل في الميزان؟ لأنه ملك درهمين اثنين وليس ألفين كي نقول أنه يملك ما يكفيه، والدرهمان أصلاً لا يسدان حاجة، فكيف لو تصدق بأحدهما؟ ولماذا تصدق وهو محتاج؟ قد يكون بسبب إخلاصه لله عز وجل وإيثاره لمن هو أفقر منه.
ولذلك جاء عن أبي هريرة t أنه قال: يا رسول الله أي الصدقة أفضل؟ قال: «جهد المقل، وابدأ بمن تعول»([31]) ، فهو قليل المال ومع ذلك فقد تصدق قدر طاقته.
أخي الحبيب لقد أعجبني منظر عامل بنجالي"من بنغلاديش" حينما رأيته بعد خروجه من المسجد بتصدق بريال على امرأة مسكينة كانت تقف بطفلها عند باب المسجد، وهذا العامل لا يتجاوز راتبه في بلادنا عن أربعمائة ريال، ومع ذلك فقد بادر إلى الصدقة، فما نسبة رياله إلى دخله يا ترى؟
[ب]وعن صهيب الرومي t أن رسول الله r قال: «صلاة الرجل تطوع حيث لا يراه الناس تعدل صلاته على أعين الناس خمسًا وعشرين»([32]).
[ج]وعن أبي سعيد الخدري t أن رسول الله r قال: «الصلاة في الجماعة تعدل خمسًا وعشرين صلاة، فإذا صلاها في فلاة من الأرض فأتم ركوعها وسجودها بلغت خمسين صلاة»([33]).
فلماذا صلى وهو بمفرده؟ ولم يذكره بالصلاة أذان مؤذن ولا صديق مرافق؟ ولماذا أتم الركوع والسجود وصلى مطمئنًا؟ لأنه أخلص عمله لله عز وجل واستشعر مراقبته له، فكان له الجزاء المضاعف.
ولذلك قال سلمة بن دينار رحمه الله تعالى: اكتم حسناتك أشد مما تكتم سيئاتك([34]).
[د]ومنها قول الشهادتين بإخلاص لحديث صاحب البطاقة سابق الذكر، قال ابن تيمية رحمه الله تعالى معلقًا على هذا الحديث: هذا حال من قالها بإخلاص وصدق كما قالها هذا الشخص، وإلا فأهل الكبائر الذين دخلوا النار كلهم كانوا يقولون: لا إله إلا الله، ولم يترجح قولهم على سيئاتهم كما ترجح قول صاحب البطاقة.اهـ([35]).
[هـ]وعن أبي هريرة t قال: قال النبي r «بينما كلب يطيف بِرِكِيَّة – أي يحوم ببئر – كاد يقتله العطش إذ رأته بغي من بغايا بني إسرائيل فنزعت موقها فسقته فغفر لها به»([36]).
قال ابن تيمية رحمه الله تعالى: هذه سقت الكلب بإيمان خالص فغفر لها؛ وإلا فليس كل من سقت كلبًا يغفر لها. اهـ([37]).
قال ابن القيم رحمه الله تعالى كلامًا جميلاً عن أهمية اقتران محبة الله عز وجل بالقلب مع قول كلمة التوحيد باللسان، حيث قال:
وليس التوحيد مجرد إقرار العبد بأنه لا خالق إلا الله, وأن الله رب كل شيء ومليكه, كما كان عباد الأصنام مقرين بذلك وهم مشركون، بل التوحيد يتضمن من محبة الله, والخضوع له والذل, وكمال الانقياد لطاعته, وإخلاص العبادة له, وإرادة وجهه الأعلى بجميع الأقوال والأعمال, والمنع والعطاء والحب والبغض ما يحول بين صاحبه وبين الأسباب الداعية إلى المعاصي والإصرار عليها، ومن عرف هذا عرف قول النبي r: «إن الله حرم على النار من قال: لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله» وقوله: «لا يدخل النار من قال: لا إله إلا الله»، وما جاء من هذا الضرب من الأحاديث التي أشكلت على كثير من الناس حتى ظنها بعضهم منسوخة، وظنها بعضهم قيلت قبل ورود الأوامر والنواهي واستقرار الشرع، وحملها بعضهم على نار المشركين والكفار، وأول بعضهم الدخول بالخلود، وقال: المعنى لا يدخلها خالد ونحو ذلك من التأويلات المستكرهة، والشارع صلوات الله وسلامه عليه لم يجعل ذلك حاصلاً بمجرد قول اللسان فقط، فإن هذا خلاف المعلوم بالاضطرار من دين الإسلام، فإن المنافقين يقولونها بألسنتهم وهم تحت الجاحدين لها في الدرك الأسفل من النار، فلا بد من قول القلب وقول اللسان, وقول القلب يتضمن من معرفتها والتصديق بها ومعرفة حقيقة ما تضمنته من النفي والإثبات ومعرفة حقيقة الإلهية المنفية عن غير الله المختصة به التي يستحيل ثبوتها لغيره، وقيام هذا المعنى بالقلب علمًا ومعرفة ويقينًا وحالاً ما يوجب تحريم قائلها على النار، وكل قول رتب الشارع ما رتب عليه من الثواب، فإنما هو القول التام كقوله: «من قال في يوم: سبحان الله وبحمده مائة مرة حطت عنه خطاياه أو غفرت ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر»، وليس هذا مرتبًا على مجرد قول اللسان، نعم من قالها بلسانه غافلاً عن معناها معرضًا عن تدبرها ولم يواطئ قلبه لسانه ولا عرف قدرها وحقيقتها راجيًا مع ذلك ثوابها؛ حطت من خطاياه بحسب ما في قلبه، فإن الأعمال لا تتفاضل بصورها وعددها، وإنما تتفاضل بتفاضل ما في القلوب، فتكون صورة العملين واحدة، وبينهما في التفاضل كما بين السماء والأرض، والرجلان يكون مقامهما في الصف واحدًا وبين صلاتيهما كما بين السماء والأرض، وتأمل حديث البطاقة التي توضع في كفة ويقابلها تسعة وتسعون سجلاً، كل سجل منها مد البصر، فتثقل البطاقة وتطيش السجلات فلا يعذب، ومعلوم أن كل موحد له مثل هذه البطاقة، وكثير منهم يدخل النار بذنوبه، ولكن السر الذي ثقل بطاقة ذلك الرجل وطاشت لأجله السجلات؛ لما لم يحصل لغيره من أرباب البطاقات، انفردت بطاقته بالثقل والرزانة، وإذا أردت زيادة الإيضاح لهذا المعنى، فانظر إلى ذكر من قلبه ملآن بمحبتك، وذكر من هو معرض عنك غافل ساه مشغول بغيرك، قد انجذبت دواعي قلبه إلى محبة غيرك وإيثاره عليك، هل يكون ذكرهما واحدًا؟ أو هل يكون ولداك اللذان هما بهذه المثابة أو عبداك أو زوجتاك عندك سواء؟ وتأمل ما قام بقلب قاتل المائة من حقائق الإيمان التي لم تشغله عند السياق عن السير إلى القرية، وحملته وهو في تلك الحال على أن جعل ينوء بصدره، ويعالج سكرات الموت، فهذا أمر آخر وإيمان آخر، ولا جرم أن أُلْحِقَ بالقرية الصالحة وَجُعِلَ من أهلها، وقريب من هذا ما قام بقلب البغي التي رأت ذلك الكلب، وقد اشتد به العطش يأكل الثرى، فقام بقلبها ذلك الوقت مع عدم الآلة، وعدم المعين، وعدم من ترائيه بعملها، ما حملها على أن غررت بنفسها في نزول البئر وملء الماء في خفها، ولم تعبأ بتعرضها للتلف، وحملها خفها بفيها وهو ملآن، حتى أمكنها الرقي من البئر، ثم تواضعها لهذا المخلوق الذي جرت عادة الناس بضربه، فأمسكت له الخف بيديها حتى شرب من غير أن ترجو منه جزاء ولا شكورًا، فأحرقت أنوار هذا القدر من التوحيد ما تقدم منها من البغاء فغفر لها، فهكذا الأعمال والعمال عند الله، والغافل في غفلة من هذا الإكسير الكيماوي، الذي إذا وضع منه مثقال ذرة على قناطير من ناس الأعمال قلبها ذهبًا والله المستعان..اهـ([38]).


العمل الثاني: حسن الخلق
لقد أثنى النبي r على الأخلاق الحسنة وبين عظم ثوابها وفضلها في الميزان، ولذلك كان يسأل الله تعالى أحسن الأخلاق ويستعيذ من سيئها.
فعن أبي الدرداء t أن رسول الله r قال: «ما شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خلق حسن، وإن الله ليبغض الفاحش البذي»([39]) ، وعنه أيضا t أن رسول r قال: «أثقل شيء في الميزان الخلق الحسن»([40]) ، وفي رواية عنه t أن النبي r قال: «من أُعْطِيَ حظه من الرفق فقد أعطي حظه من الخير، ومن حُرِمَ حظه من الرفق فقد حرم حظه من الخير، أثقل شيء في ميزان المؤمن يوم القيامة حسن الخلق، وإن الله ليبغض الفاحش البذي»([41]).
قال الملا علي القاري رحمه الله تعالى: ومن المقرر أن كل ما يكون مبغوضًا لله ليس له وزن وقدر؛ كما أن كل ما يكون محبوبًا له يكون عنده عظيمًا، قال تعالى في حق الكفار: }فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا{[الكهف:105]، وفي الحديث المشهور: «كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرحمن، سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم» أ هـ([42]).
إن أكثر ما يعين على التخلق بالأخلاق الفاضلة هو الإكثار من تلاوة كتاب الله عز وجل وتدبر معانيه، ومجالسة الصالحين ومصاحبتهم، وقراءة أحاديث النبي r، وكذلك سؤال الله تعالى أن يحسن خلقك، لما رواه ابن مسعود t قال: كان رسول الله r إذا نظر في المرآة قال: «اللهم كما حسنت خَلْقِي، فحسن خُلُقِي»([43]).
وروى قطبة بن مالك t قال: كان النبي r يقول: «اللهم إني أعوذ بك من منكرات الأخلاق والأعمال والأهواء»([44]).
واعلم بأن أكمل المؤمنين إيمانًا من كان أحسن خلقًا، حيث روى أنس بن مالك t أن النبي r قال: «إن أكمل المؤمنين إيمانًا أحسنهم خلقًا، وإن حسن الخلق ليبلغ درجة الصوم والصلاة»([45]).


العمل الثالث: كظم الغيظ وعدم الغضب إلا لله عز وجل
فعن عبد الله بن عمر t أن النبي r قال: «ما من جرعة أعظم أجرًا عند الله من جرعة غيظ كظمها عبد ابتغاء وجه الله»([46]).
وكم نتعرض كثيرًا لمثل هذا، فهل نستحضر هذا الحديث والأجر العظيم فنكظم لله تعالى فنؤجر؟
ولقد أثنى الرب -جل وعلا- على من كظم غيظه مع القدرة على إمضائه؛ بالمغفرة ودخول الجنة فقال تعالى: }الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ * وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ * أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ{[آل عمران:134-136].
وفوق هذا الثواب الجزيل سيخير من فعل ذلك من الحور العين ما شاء، حيث روى سهل بن معاذ عن أبيه t أن رسول الله r قال: «من كظم غيظًا وهو قادر على أن ينفذه، دعاه الله عز وجل على رؤوس الخلائق يوم القيامة حتى يخيره الله من الحور العين ما شاء»([47]) ، فهل تفرط في هذا الثواب الجزيل من أجل أمر تافه من أمور الدنيا؟ فليس الشديد الذي يصرع الناس وإنما الشديد الذي يصرع غضبه، فقد روى أبو هريرة t أن رسول الله r قال: «ليس الشديد بالصرعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب»([48]).
العمل الرابع: اتباع الجنائز والصلاة عليها
ومن الأعمال العظيمة الأجر التي يزيد ثقلها في ميزان العبد على جبل أحُد؛ اتباع الجنازة والصلاة عليها.
فعن أُبَي بن كعب t أن رسول الله r قال: «من تبع جنازة حتى يصلي عليها ويفرغ منها فله قيراطان، ومن تبعها حتى يصلي عليها فله قيراط، والذي نفس محمد بيده لهو أثقل في ميزانه من أُحُد»([49]).
وعن أبي هريرة t قال: قال رسول الله r: «من شهد الجنازة حتى يصلى عليها فله قيراط، ومن شهدها حتى تدفن فله قيراطان»، قيل: وما القيراطان؟ قال: «مثل الجبلين العظيمين»، - قال أحد رواة الحديث – وكان ابن عمر يصلي عليها ثم ينصرف، فلما بلغه حديث أبي هريرة قال: لقد ضيعنا قراريط كثيرة([50]).
وهناك صنف من الناس يضيعون عليهم ثواب هذه القراريط العظيمة على الرغم من مجيئهم إلى المقبرة، لأنهم لا يشهدون دفن الجنازة، وإنما يصفون طوابير في مكان العزاء، انتظارًا لتعزية أهل الميت قبل تزاحم الناس عليهم.
العمل الخامس: قيام الليل ولو بعشر آيات
فعن فضالة بن عبيد وتميم الداري رضي الله عنهما عن النبي r قال: «من قرأ عشر آيات في ليلة كتب له قنطار، والقنطار خير من الدنيا وما فيها، فإذا كان يوم القيامة يقول ربك عز وجل: اقرأ وارتق بكل آية درجة، حتى ينتهي إلى آخر آية معه، يقول الله عز وجل للعبد: اقبض، فيقول العبد بيده: يا رب أنت أعلم، يقول: بهذه الخلد وبهذه النعيم»([51]).
قراءة هذه العشرة الآيات يكون أثناء قيام الليل – والعلم عند الله تعالى – لما رواه عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: قال رسول لله r: «من قام بعشر آيات لم يكتب من الغافلين، ومن قام بمائة آية كُتِبَ من القانتين، ومن قام بألف آية كُتِبَ من المقنطرين»([52]).
وأية نافلة بعد صلاة العشاء هي من قيام الليل، وكلما أخرت هذه الصلاة كان الأجر أعظم، فلا تحرم نفسك من هذا الفضل العظيم والعمل اليسير، ولو أن تقتصر على أداء السنة الراتبة والشفع والوتر.
العمل السادس: الأعمال الصالحة التي ثوابها يعدل قيام الليل
إن لقيام الليل شأنًا عظيمًا عند الله عز وجل، فأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل، ومن مزاياه أنه لا يكفر الذنوب فحسب، وإنما ينهي صاحبه عن الوقوع في الآثام؛ لما رواه أبو أمامة الباهلي t عن رسول الله r أنه قال: «عليكم بقيام الليل، فإنه دأب الصالحين قبلكم، وقربة إلى ربكم، ومكفرة للسيئات، ومنهاة للإثم»([53]).
وكان السلف رحمهم الله تعالى بل وأجدادنا إلى عهد قريب لا يفرطون في قيام الليل، أما في هذا العصر فقد انقلب ليل كثير من الناس إلى نهار وسهر, وفوتوا عليهم لذة مناجاة الله تعالى بالليل، ووصل تفريطهم إلى ترك صلاة الفجر.
فعندما زار طاووس بن كيسان رحمه الله تعالى رجلاً في السحر فقالوا: هو نائم، قال: ما كنت أرى أن أحدًا ينام في السحر([54]) ، فلو زارنا طاووس بن كيسان اليوم فماذا عساه أن يقول عنا يا ترى؟
إن من رحمة الله عز وجل بعباده أنه وهبهم أعمالاً يسيرة يعدل ثوابها قيام الليل، فمن فاته قيام الليل، أو عجز عنه فلا يفوت عليه هذه الأعمال لتثقيل ميزانه، وهذه ليست دعوة للتقاعس عن قيام الليل، إذ لم يفهم سلفنا الصالح رحمهم الله تعالى ذلك، بل كانوا ينشطون في كل ميادين الخير.
كما أن النبي r قد دل صحابته الكرام على بعض الأعمال السهلة لمن لم يستطع مجاهدة نفسه على قيام الليل، رغبة منه r في حثنا على فعل الخير لتكثير حسناتنا، حيث روى أبو أمامة الباهلي t قال: قال رسول الله r: «من هاله الليل أن يكابده، أو بخل بالمال أن ينفقه، أو جبن عن العدو أن يقاتله، فليكثر من سبحان الله وبحمده، فإنها أحب إلى الله من جبل ذهب ينفقه في سبيل الله عز وجل»([55]).
والأحاديث التي سأوردها إنما هي فضائل أعمال أهداها لنا رسولنا r لزيادة حسناتنا وتثقيل ميزاننا، فحري بنا العمل بها والتي من أهمها:
(1) أداء صلاة العشاء والفجر في جماعة
عن عثمان بن عفان t أنه قال: قال رسول الله r: «من صلى العشاء في جماعة كان كقيام نصف ليلة، ومن صلى العشاء والفجر في جماعة كان كقيام ليلة»([56]).
لذلك ينبغي الحرص على أداء الفرائض في المساجد جماعة وأن لا نفوتها البتة لعظم أجرها، خصوصًا العشاء والفجر فهما أثقل الصلوات على المنافقين، ولو يعلمون ما فيهما من أجر لأتوهما ولو حبوًا، ومن ثوابهما أن لكل واحد منهما ثواب قيام نصف ليلة.
(2) أداء أربع ركعات قبل صلاة الظهر
عن أبي صالح رحمه الله تعالى مرفوعًا مرسلاً أن النبي r قال: «أربع ركعات قبل الظهر يعدلن بصلاة السحر»([57]).
ومن مزايا هذا الركعات الأربع أنها تفتح لها أبواب السماء لما رواه أبو أيوب الأنصاري t قال: «أربع قبل الظهر تفتح لهن أبواب السماء»([58]).
ولهذا كان النبي r يحرص كل الحرص على أداء هذه الركعات، وإذا فاتته لأي ظرف طارئ قضاها بعد الفريضة ولا يتركها، حيث روت عائشة رضي الله عنهما أنها قالت: كان إذا لم يصل أربعًا قبل الظهر، صلاهن بعدها، وفي رواية للبيهقي أنها قالت: كان إذا فاته الأربع قبل الظهر صلاها بعد الظهر([59]).
ولذلك من فاته صلاة الأربع ركعات أو لم يتمكن من أدائها لظروف عمله؛ مثل بعض المعلمين فلا حرج من قضائها بعد انتهاء عمله ورجوعه إلى منزله.
قال أبو عيسى الترمذي رحمه الله تعالى: والحديث يدل على مشروعية المحافظة علي السنن التي قبل الفرائض وعلى امتداد وقتها إلى آخر وقت الفريضة، وذلك لأنها لو كانت أوقاتها تخرج بفعل الفرائض لكان فعلها بعدها قضاء, وكانت مقدمة على فعل سنة الظهر، وقد ثبت في حديث الباب أنها تفعل بعد ركعتي الظهر، ذكر معنى ذلك العراقي قال: وهو الصحيح عند الشافعية. اهـ([60]).
(3) أداء صلاة التراويح كلها مع الإمام
عن أبي ذر t قال: صمنا مع رسول لله r رمضان فلم يقم بنا شيئًا من الشهر حتى بقي سبع، فقام بنا حتى ذهب ثلث لليل، فلما كانت السادسة لم يقم بنا، فلما كانت الخامسة قام بنا حتى ذهب شَطْرُ الليل، فقلت: يا رسول الله لو نفَّلْتَنَا قيامَ هذه الليلة، قال: فقال: «إن الرجل إذا صلى مع الإمام حتى ينصرف؛ حُسب له قيام ليلة»([61]).
وهذا أمر ينبه عليه كثير من أئمة المساجد في رمضان، فتراهم يحثون المصلين على أداء صلاة التراويح كاملة مع الإمام، ولكن البعض يتقاعس عن هذه الشعيرة التي أصبحت تميز شهر رمضان عن بقية الشهور، وقد قال عنها النبي r: «من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه»([62]).
وكذلك الحال مع ليلة القدر؛ فقيامها يفضل على قيام ألف شهر لقوله عز وجل }لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ{، فالعجب كل العجب ممن يفرط في هذه الليلة العظيمة.
(4) قراءة مائة آية في الليل
فعن تميم الداري t قال: قال رسول لله r: «من قرأ بمائة آية في ليلة كتب له قنوت ليلة»([63]).
وقراءة مائة آية آمر سهل لن يقتطع من وقتك أكثر من عشر دقائق، ويمكن أن تدرك هذا الفضل إن كان وقتك ضيقًا بقراءة أول أربع صفحات من سورة الصافات مثلاً، أو قراءة سورة القلم والحاقة.
وإذا فاتك قراءتها بالليل فاقضها ما بين صلاة الفجر إلى صلاة الظهر, ولا تكسل عنها لتدرك ثوابها بإذن الله تعالى؛ لما رواه عمر بن الخطاب t قال: قال رسول الله r: «من نام عن حزبه أو عن شيء منه فقرأه فيما بين صلاة الفجر وصلاة الظهر كتب له كأنما قرأه من الليل»([64]).
قال المباركفوري رحمه الله تعالى معلقاً على حديث عمر بن الخطاب t: والحديث يدل على مشروعية اتخاذ ورد في الليل، وعلى مشروعية قضائه إذا فات لنوم أو لعذر من الأعذار، وأن من فعله ما بين صلاة الفجر إلى صلاة الظهر كان كمن فعله في الليل، وقد ثبت من حديث عائشة عند مسلم والترمذي وغيرهما أن النبي r كان إذا منعه من قيام الليل نوم أو وجع صلى من النهار ثنتي عشرة ركعة أ هـ([65]).
ولعل هذا الحديث يستحثك على أن يكون لك ورد يومي من القرآن خصوصا بالليل.
ألا تعلم بأن النبي r حثنا على قراءة عشر آيات على الأقل بالليل كي لا نكتب من الغافلين؟
فقد روى عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: قال رسول الله r: «من قام بعشر آيات لم يكتب من الغافلين، ومن قام بمائة آية كتب من القانتين، ومن قام بألف آية كتب من المقنطرين»([66]).
فهل نحرص على قراءة كتاب الله عز وجل؟ ينبغي أن لا يكون ختمنا له مقتصرًا على شهر رمضان فحسب، وإنما يكون ذلك طوال العام.
ولعل الحرص على قراءة مائة آية يوميًا للحصول على ثواب قيام ليلة انطلاقة مباركة لحثنا على ملازمة كتاب الله عز وجل.
(5) قراءة الآيتين من آخر سورة البقرة في الليل
عن أبي مسعود t قال: قال النبي r: «من قرأ بالآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه»([67]).
قال النووي رحمه الله تعالى: قيل: معناه كفتاه من قيام الليل، وقيل: من الشيطان، وقيل: من الآفات، ويحتمل من الجميع.اهـ([68]).
وأيد ابن حجر رحمه لله تعالى الرأي قائلا: وعلى هذا فأقول: يجوز أن يراد جميع ما تقدم والله أعلم. والوجه الأول ورد صريحًا من طريق عاصم عن علقمة عن أبي مسعود رَفَعَهُ: «من قرأ خاتمة البقرة أجزأت عنه قيام ليلة»([69]).
إن قراءة هاتين الآيتين أمر سهل جدًا ومعظم الناس يحفظونهما ولله الحمد، فحري بالمسلم المحافظة على قراءتها كل ليلة، ولا ينبغي الاقتصار على ذلك لسهولته وترك بقية الأعمال الأخرى التي ثوابها كقيام الليل؛ لأن المؤمن هدفه جمع أكبر قدر ممكن من الحسنات، كما أنه لا يدري أي العمل سيقبل منه.
قال عبد الله بن عمير رحمه الله تعالى: لا تقنعن لنفسك باليسير من الأمر في طاعة الله عز وجل كعمل المهين الدنيء، ولكن اجتهد فعل الحريص الحفي ا هـ([70]).
(6) حسن الخلق
عن عائشة رضي الله عنها قالت سمعت رسول الله r يقول: «إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجات قائم الليل صائم النهار»([71]).
قال أبو الطيب محمد شمس الدين آبادي رحمه الله تعالى: وإنما أعطى صاحب الخلق الحسن هذا الفضل العظيم؛ لأن الصائم والمصلي في الليل يجاهدان أنفسهما في مخالفة حظهما، وأما من يحسن خلقه مع الناس مع تباين طبائعهم وأخلاقهم فكأنه يجاهد نفوسًا كثيرة فأدرك ما أدركه الصائم القائم فاستويا في الدرجة بل ربما زاد.اهـ([72]).
وحسن الخلق يكون بتحسين المعاملة مع الناس، وكف الأذى عنهم.
إن المرء لم يعط بعد الإيمان شيئًا خيرًا من خلق حسن، ولقد كان النبي r يسأل ربه عز وجل أحسن الأخلاق، حيث روى جابر بن عبد الله t أن النبي r كان إذا استفتح الصلاة كبر ثم قال: «إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين، لا شريك له، وبذلك أمرت وأنا من المسلمين، اللهم اهدني لأحسن الأعمال وأحسن الأخلاق، لا يهدي لأحسنها إلا أنت، وقني سيئ الأعمال وسيئ الأخلاق، لا يقي سيئها إلا أنت»([73]).
وكذلك يفعل r كلما نظر في المرآة، حيث روى ابن مسعود t قال: كان رسول الله r إذا نظر في المرآة قال: «اللهم كما حسنت خَلْقِي فحسن خُلُقِي»([74]).
وصاحب الخلق الحسن من أحب الناس إلى رسول الله r وأقربهم إليه مجلسًا يوم القيامة، روى لنا ذلك جابر t أن رسول الله قال: «إن من أحبكم إلي، وأقربكم مني مجلسًا يوم القيامة، أحاسنكم أخلاقًا»([75]).
وسيجعل الله عز وجل لصاحب الخلق الحسن قصرًا في أعلى الجنة لعظم ثوابه وتكريمًا له؛ لما رواه أبو أمامة الباهلي، t أن رسول الله r قال: «أنا زعيم بيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقًا، وببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحًا، وببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه»([76]).
وينبغي أن لا يكون حسن خلقك مقتصرًا على الأباعد من الناس فقط وتنسى أقرب الناس إليك، وإنما أن يمتد أيضا إلى والديك وأفراد أسرتك، فبعض الناس تراه مرحًا, واسع الصدر, ودمث الأخلاق مع الناس ولكنه على خلاف ذلك مع أهله وأولاده.
(7) السعي في خدمة الأرملة والمسكين
فعن أبي هريرة t قال: قال النبي r: «الساعي على الأرملة والمسكين؛ كالمجاهد في سبيل الله أو القائم الليل الصائم النهار»([77]).
ويمكن أن تكسب هذا الثواب الجزيل لو سعيت في خدمة فقير فقدمت أوراقه لجمعية خيرية مثلاً ليدرسوا حالته ويعطوه حاجته.
كما يمكن أن تكسب هذا الثواب العظيم لو سعيت في خدمة أرملة، وهي التي مات عنها زوجها، فتقضي حوائجها، وهذا ليس بالأمر العسير، لأنك لو فتشت في أهل قرابتك ستجد البعض ممن مات عنها زوجها من عمة أو خالة أو جدة، فبخدمتها وشراء حاجاتها تكسب ثواب الجهاد أو قيام الليل.
(8) المحافظة على بعض آداب الجمعة
فعن أوس بن أوس الثقفي t قال: سمعت رسول الله r يقول: «من غسل يوم الجمعة واغتسل، ثم بكر وابتكر، ومشى ولم يركب، ودنا من الإمام، فاستمع ولم يلغ، كان له بكل خطوة عمل سنة؛ أجر صيامها وقيامها»([78]).
فخطوة واحدة إلى الجمعة ممن أدى هذه الآداب لا يعدل ثوابها قيام ليلة أو أسبوع أو شهر، وإنما يعدل سنة كاملة، فتأمل في عظيم هذا الثواب.
وهذه الآداب تتمثل في الاغتسال ليوم الجمعة والتبكير والمشي إليها والدنو من الإمام وعدم الابتعاد إلى الصفوف الأخيرة، وحسن الاستماع للخطبة وعدم العبث واللغو.
ولنعلم أن أي عبث أثناء الخطبة يعد لغوًا، ومن لغا فلا جمعة له، فمن مس الحصى فقد لغا، ومن قال صه فقد لغا: أي من قال لصاحبه أو ابنه الصغير اسكت فقد لغا، ومن عبث بسبحته أو جواله أو بأي شيء أثناء الخطبة فقد لغا.
فلا ينبغي التفريط بآداب الجمعة البتة كي لا تخسر هذا الثواب العظيم الذي سيقلل ميزانك كثيرًا, ويمنحك ثواب قيام سنوات كثيرة.
(9) رباط يوم وليلة في سبيل الله عز وجل
فقط روى سلمان الفارسي t قال: سمعت رسول الله r يقول: «رباط يوم وليلة خير من صيام شهر وقيامه، وإن مات جرى عليه عمله الذي كان يعمله، وأجري عليه رزقه، وأمن الفتَّان»([79]) ، والفتان هو فتنة القبر.
(10) أن تنوي قيام الليل قبل النوم
فعن أبي الدرداء t يرفعه إلى النبي قال: «من أتى فراشه وهو ينوي أن يقوم يصلي من الليل, فغلبته عيناه حتى أصبح؛ كتب له ما نوى وكان نومه صدقة عليه من ربه عز وجل»([80]).
أرأيت أهمية النية وأنها تجري مجرى العمل؟ لذلك ندرك خطورة من ينام وهو لا ينوي أداء صلاة الفجر في وقتها وإنما تراه يضبط المنبه على وقت العمل أو المدرسة، فهذا إنسان مصر على ارتكاب كبيرة من الكبائر، فلو مات عليها ساءت خاتمته عياذًا بالله. أما من نوى قيام الفجر وبذل أسباب ذلك ثم لم يقم فلا لوم عليه؛ لأنه ليس في النوم تفريط، وإنما التفريط في اليقظة.
(11) أن تعلم غيرك الأعمال التي ثوابها كقيام الليل
فإن تعليمك الناس للأعمال التي ثوابها كقيام الليل وسيلة أخرى تنال بها ثواب قيام الليل، فالدال على الخير كفاعله، فكن داعية خير وانشر هذه المعلومات تكسب ثوابًا بعدد من علم منك وعمل به.
العمل السابع: حفظ كتاب الله والإكثار من تلاوته
ومن الأمور التي تثقل ميزان المؤمن؛ حفظه لكتاب الله عز وجل لما يترتب عليه من تكرار مراجعته والمداومة على تلاوته، وكلنا لا يخفى عليه أن من أشهر قراء الصحابة رضي الله عنهم؛ عبد الله بن مسعود t الذي مدحه r قائلاً: «من أحب أن يقرأ القرآن غضًا كما أنزل فليقرأ على قراءة ابن أم عبد»([81]).
فهذا الصحابي الجليل أخبر عنه النبي r بأن ساقه حينما توزن يوم القيامة ستكون أثقل من جبل أحد، فما بالك بباقي أعضاء جسمه؟ وما ذلك – والعلم عند الله تعالى – إلا لأنه كان يحفظ كتاب الله تعالى ويكثر من تلاوته، وهذا مما يزيد الإيمان ويثقل الميزان، فمن حفظ كلام الله عز وجل بات من أصحاب القرآن الذين هم أهل الله وخاصته.
فعن زر بن حبيش t أن عبد الله بن مسعود كن يَحْتَزُّ لرسول الله r سواكا من أراك، وكان في ساقيه دقة، فضحك القوم، فقال النبي r: «ما يضحككم؟» من دقة ساقيه؟ والذي نفسي بيده إنهما أثقل في الميزان من أُحُد»([82]).
وفي رواية عن علي بن أبي طالب t قال: أمر النبي r عبد الله بن مسعود t أن يصعد شجرة فيأتيه منها بشيء، فنظر أصحابه إلى ساق عبد الله، فضحكوا من حموشة ساقيه، فقال رسول الله: «ما تضحكون؟ لرجل عبد الله أثقل في الميزان من أُحُد»([83]).
ولقد بلغ من ابن مسعود t حبه للقرآن وتلاوته له أنه كان يرى فيه شغلاً عن صيام النوافل، فبماذا أشغلنا وقتنا يا ترى؟
قال الحافظ ابن رجب رحمه الله تعالى: وكان ابن مسعود يقلل الصوم ويقول: إنه يمنعني من قراءة القرآن؛ وقراءة القرآن أحب إليَّ، فقراءة القرآن أفضل من الصيام نص عليه سفيان الثوري وغيره من الأئمة.اهـ([84]).
فما مكانة كتاب الله عز وجل عندنا؟ وما الأعمال الصالحة يا ترى التي ربما تشغلنا عن تلاوته وحفظه؟ وهل نحن كخالد بن الوليد t حينما أَمَّ الناس بالحيرة، فقرأ من سور شتى, ثم التفت إليهم حين انصرف فقال: شغلني عن تعليم القرآن الجهاد([85]) ؟ فما الأعمال التي تشغلنا اليوم عن كتاب الله؟ وهل تستحق منا كل ذلك الاهتمام؟
ألا تعلم أن القرآن أخطر شافع يوم القيامة؟ فهو حجة لك أو عليك، سيشفع لك أو سيشفع ضدك، فبادر إلى مصاحبته اليوم نعم الصاحب هو يوم القيامة، فقد روى بريدة الأسلمي t أن النبي r قال: «يجيء القرآن يوم القيامة كالرجل الشاحب يقول لصاحبه: هل تعرفني؟ أنا الذي كنت أُسْهِر ليلك وأُظْمِئ هواجرك، وإن كل تاجر من وراء تجارته، وأنا لك اليوم من وراء كل تاجر، فيعطي الملك بيمينه، والخلد بشماله، ويوضع على رأسه تاج الوقار، ويكسي والداه حلتان لا يقوم لهم الدنيا وما فيها، فيقولان: يا رب أنى لنا هذا؟ فيقال لهما: بتعليم ولدكما القرآن، وإن صاحب القرآن يقال له يوم القيامة: اقرأ وارق في الدرجات، ورتل كما كنت ترتل في الدنيا، فإن منزلك عند آخر آية معك»([86]).
العمل الثامن: الصدقة
الصدقة من أفضل القربات التي يستثمرها العبد عند ربه عز وجل، فهي من الأعمال التي ينميها الله عز وجل لصاحبها ولا يدعها كما هي، وهذا يثقل الميزان كثيرًا، قال الله تعالى: }يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ{ [البقرة:276].
وروى أبو هريرة t قال: قال رسول الله r «من تصدق بعدل تمرة من كسب طيب، ولا يقبل الله إلا الطيب، وإن الله يتقبلها بيمينه، ثم يربيها لصاحبه كما يربي أحدكم فلوه – وهو المهر – حتى تكون مثل الجبل»([87]).
قال النووي رحمه الله تعالى نقلا عن المازري: وقد قيل في تربيتها وتعظيمها حتى تكون أعظم من الجبل، أن المراد بذلك تعظيم أجرها وتضعيف ثوابها، قال: ويصح أن يكون على ظاهره وأن تعظم ذاتها ويبارك الله تعالى فيها ويزيدها من فضله حتى تثقل في الميزان، وهذا الحديث نحو قول الله تعالى }يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ{.اهـ([88]).
ولذلك لا تحقر ريالاً واحدًا تخرجه لنفسك صدقة؛ لأن الله تعالى سينميه لك ولن تجده يوم القيامة بهذا القدر، فإن بعض الناس قد يطلب منه الصدقة فلا يتوفر لديه إلا القليل، فيخجل أن يقدم هذا القليل، فيمتنع عن الصدقة، وما علم أن ما سيقدمه سينميه ربه عز وجل ويضاعفه أضعافًا كثيرة حتى يصبح الذي قدره تمرة، نحو جبل.
لذلك كانت أمنية المقصر عند الموت؛ أن يؤخر أجله لكي يتصدق، لعله أيقن بعظم ثواب الصدقة أو بعظم عقاب المفرط فيها، قال الله تعالى: }وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ{[المنافقون:10].
فأكثر من الصدقة فإن مالك الحقيقي ما قدمت ومال غيرك ما أخرت، قال الحسن البصري رحمه الله تعالى: إن يوم القيامة ذو حسرات، وإن أعظم الحسرات غدًا أن يرى أحدكم ماله في ميزان غيره، أو تدرون كيف ذاكم؟ رجل آتاه الله مالاً، وأمره بإنفاقه في صنوف حقوق الله، فبخل به، فورثه هذا الوارث، فهو يراه في ميزان غيره، فيا لها عثرة لا تقال وتوبة لا تنال([89]).
وأخلص في هذه الصدقة ولا تنتظر عليها شكرًا ليزداد أجرك بإخلاص نيتك، قال عون بن عبد الله رحمه الله تعالى: إذا أعطيت المسكين شيئًا فقال: بارك الله فيك، فقل أنت: بارك الله فيك، حتى تخلص لك صدقتك([90]).
وكان عبد الرحمن بن حبيب رحمه الله تعالى يؤتي بالطعام إلى المسجد، فربما استقبلوه به في الطريق فيطعمه المساكين فيقولون: بارك الله فيك، فيقول: وبارك الله فيكم، ويقول: قالت عائشة رضي الله عنها: إذا تصدقتم ودعي لكم، فردوا حتى يبقى لكم أجر ما تصدقتم أ هـ([91]).
أفضل الصدقات
وأفضل الصدقات يتوقف ثوابها على حال المتصدق من جهة، وعلى نفعها من جهة أخرى، أما من حيث حال المتصدق، فإن الصدقة يعظم ثوابها عندما يخرجها صاحبها في حال صحته قبل مرضه أو دنو أجله، وأن يكون ذلك من غني لا يفضي إلى فقر، أو من رجل قليل المال فيتصدق قدر جهده وطاقته.
(1) فقد روى أبو هريرة t قال: جاء رجل إلى النبي r فقال: يا رسول الله أي الصدقة أعظم أجرًا؟ «أن تصدق وأنت صحيح شحيح، تخشى الفقر وتأمل الغنى، ولا تمهل حتى إذا بلغت الحلقوم؛ قلت: لفلان كذا ولفلان كذا، وقد كان لفلان»([92]).
ولذلك قال ميمون بن مهران رحمه الله تعالى: لئن أتصدق بدرهم في حياتي أحب إليَّ من أن يتصدق عني بعد موتي بمائة درهم([93]).
(2) وروى أبو هريرة t عن النبي r قال: «خير الصدقة ما كان عن ظهر غنى، وابدأ بمن تعول»([94]) ، أي أفضل الصدقة ما وقع بعد أن يستبقى المتصدق لنفسه ولمن يعول قدر الكفاية بحيث لا يصير محتاجًا بعد صدقته إلى أحد.
(3) وروى عبد الله بن حبشي الخثعمي t أن النبي r سئل: أي الأعمال أفضل؟ قال: «إيمان لا شك فيه، وجهاد لا غلول فيه، وحجة مبرورة»، قيل: فأي الصلاة أفضل؟ قال: «طول القنوت»، قيل: فأي الصدقة أفضل؟ قال: «جهد المقل»، قيل: فأي الهجرة أفضل؟ قال: «من هجر ما حرم الله عز وجل»، قيل: فأي الجهاد أفضل؟ قال: «من جاهد المشركين بماله ونفسه»، قيل: فأي القتل أشرف؟ قال: «من أهريق دمه وعقر جواده»([95]) ، ومعنى جهد المقل؛ أي ما يعطيه المقل على قدر طاقته.
وقد روى الحسن قال: قال رجل لعثمان بن عفان t: ذهبتم يا أصحاب الأموال بالخير؛ تتصدقون وتعتقون وتحجون وتنفقون، فقال عثمان: وإنكم لتغبطوننا، وإنا لنغبطكم؛ قال: فوالله لدرهم ينفقه أحد من جهد، خير من عشرة آلاف درهم غيض من فيض.اهـ([96]).
وهذا مصداق الحديث الذي رواه أبو هريرة t أن رسول الله r قال: «سبق درهم مائة ألف درهم» قال: وكيف؟ قال: «كان لرجل درهمان فتصدق بأحدهما، وانطلق رجل إلى عُرْضِ ماله فأخذ منه مائة ألف درهم فتصدق بها»([97]).
وأما ما يتعلق بمدى نفعها؛ فيختلف ذلك من وقت إلى آخر، فكلما عظمت حاجة الناس لها عظم ثوابها، ولو كان المحتاج لها رحمًا مخاصمًا غير مرغوب فيه.
فعندما عظمت حاجة الناس إلى الماء أوصى r من سأله عن أفضل الصدقات بسقي الماء، وعندما احتاج المجاهدون إلى الدعم المالي أوصى r من سأله عن أفضل الصدقات بالإنفاق في سبيل الله.
(1) فقد روى حكيم بن حزم t أن رجلا سأل رسول الله r عن الصدقات: أيها أفضل؟ قال: «على ذي الرحم الكاشح»([98]) ، وهو الذي يضمر العداوة([99]).
(2) وروى سعد بن عبادة t قال: قلت: يا رسول الله إن أمي ماتت، فأي الصدقة أفضل؟ قال: (الماء) ، فحفر بئرًا وقال: هذه لأم سعد([100]).
وروى أبو هريرة t عن النبي r قال «ليس صدقة أعظم أجرًا من ماء»([101]).
(3) وروى أبو أمامة t قال: قال رسول الله r: «أفضل الصدقات ظِلُّ فُسْطَاط في سبيل الله، وَمَنِيحَةُ خادم في سبيل الله، أو طَرُوقَةُ فَحْلٍ في سبيل الله»([102]).
والمعنى أن أفضل الصدقات أن يمنح المجاهد في سبيل الله خيمة يستظل بها، أو عبدًا يخدمه، أو ناقة – تجاوز سنها ثلاث سنين صلحت لطرق الفحل – ليركبها.
فعلى المسلم الفطن أن يتحرى حاجات الفقراء الملحة في كل موسم ويبادر إلى تقديمها لهم ليزداد ثوابه ويثقل ميزانه.
العمل التاسع: الأعمال التي يعدل ثوابها الصدقة على المحتاجين:
هناك بعض الأعمال الصالحة التي يمنح أصحابها ثواب المتصدق على المحتاجين والتي أهمها:
1-القرض الحسن:
فعن عبد الله بن مسعود t أن النبي r قال: «ما من مسلم يقرض مسلمًا قرضًا مرتين إلا كان كصدقتها مرة»([103]) ، وجاء عنه t أن النبي r قال: «إن السلف يجري مجرى شطر الصدقة»([104]) ، وكان ابن مسعود t يقول: لأن أقرض مرتين أحب إليَّ من أن أتصدق به مرة([105]).
2-إنظار المعسر
فعن بريدة الأسلمي t أن النبي r قال: «من أنظر معسرًا فله بكل يوم مثله صدقة قبل أن يحل الدين، فإذا حل الدين فأنظره فله بكل يوم مثلاه صدقة»([106]).
العمل العاشر: الإنفاق على العيال والأهل وعدم التقتير عليهم
إذا علمت قدر ثواب الصدقة من العمل الثامن، فاعلم بأن الإنفاق على العيال والأهل أعظم أجرًا عند الله عز وجل من الصدقة على المحتاجين؛ لأن الأول واجب والثاني مندوب.
فعن أبي هريرة t قال: قال رسول الله r: «دينار أنفقته في سبيل الله، ودينار أنفقته في رقبة، ودينار تصدقت به على مسكين، ودينار أنفقته على أهلك، أعظمها أجرًا الذي أنفقته على أهلك»([107]).
كثير من الناس يشح على أولاده وزوجته ويقتر عليهم في النفقة، وقد تراه محسنًا إلى الفقراء والمساكين ومفرجًا لكربهم، ظنًا منه أن ذلك أعظم أجرًا عند الله تعالى من إنفاقه على من يعول، فيدب بتصرفه ذلك العديد من المشكلات الأسرية وتتوتر العلاقة الزوجية، ويزرع في قلب أهله وأولاده بغضه والنفور منه وقد يتمنوا وفاته، وقد روى عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن النبي r قال: «كفى بالمرء إثمًا أن يُضَيِّعَ من يَقُوتُ»([108]).
إن المسلم الذي يستشعر ثواب إنفاقه على أسرته ويحتسب ذلك عن الله عز وجل؛ يجعل حياته داخل أسرته مفعمة بالمتعة والسعادة ومليئة بالحب والتعاون؛ لأنه يستشعر أن كل ما يقدمه لهم يسجل صدقة في ميزان حسناته، بل هي من أفضل الصدقات، فعن أبي مسعود عقبة بن عمرو بن ثعلبة عن النبي r قال: «إذا أنفق الرجل على أهله يحتسبها فهو له صدقة»([109]).
ألا تفعل كما فعل العرباض بن سارية t حينما سمع رسول الله r يقول: «إن الرجل إذا سقى امرأته من الماء أُجِر»، قال: فأتيتها فسقيتها وحدثتها بما سمعت من رسول الله r([110]).
العمل الحادي عشر: التحلي ببعض آداب الجمعة
فعن أوس بن أوس الثقفي t أن النبي r قال: «من غسل يوم الجمعة واغتسل، ثم بكر وابتكر، ومشى ولم يركب، ودنا من الإمام، فاستمع ولم يلغ، كان له بكل خطوة؛ عمل سنة؛ أجر صيامها وقيامها»([111]).
فتأمل عظم ثواب الخطوة الواحدة ومدى ثقلها في الميزان؛ لأنها خطوة محملة بثواب من صام سنة كاملة وقامها، فكيف بمن مشى مئات الخطوات، وذلك كل جمعة؟ إنه لفضل عظيم غفل عنه كثير من المسلمين، فلنحرص على آداب الجمعة ولنعطها قدرًا أكبر من الاهتمام.
العمل الثاني عشر: قيام ليلة القدر
وثواب قيامها يزيد على ثواب من قام ألف شهر، قال الله تعالى: }لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ{،وتأمل كيف أن الله جل وعلا تكفل بذكر ثوابها في كتابه، بل وذكرها في قصار السور ليحفظها الصغير والكبير ويتربوا عليها.
العمل الثالث عشر: دعاء السوق
فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله r قال: «من قال حين يدخل السوق: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيى ويميت، وهو حي لا يموت، بيده الخير كله، وهو على كل شيء قدير، كتب الله له ألف ألف حسنة، ومحا عنه ألف ألف سيئة، وبنى له بيتًا في الجنة»([112]).
تصور مليون حسنة توضع في كفه حسناتك، وفوق ذلك فإن مليون سيئة ستمسح من الكفة الأخرى، فلا شك أن ذلك سيثقل ميزانك كثيرًا.
فلا نستغرب إذا علمنا أن بعض الصالحين بلغ من حرصه على هذا الثواب؛ أنه كان يذهب إلى السوق وليس له فيه حاجة، سوى قول هذا الدعاء، ثم ينصرف، لعله أن يثقل ميزانك، حيث روى محمد بن واسع رحمه الله تعالى قال: قدمت مكة فلقيت بها أخي سالم بن عبد الله فحدثني عن أبيه عن جده أن النبي r قال: «من دخل السوق... الحديث»، قال: فقدمت خراسان فلقيت قتيبة بن مسلم فقلت: إني أتيتك بهدية فحدثته، فكان يركب في موكبه فيأتي السوق فيقوم فيقولها ثم يرجع([113]).
العمل الرابع عشر: ذكر الله عز وجل
فإن ذكر الله تعالى باختلاف أنواعه يثقل الميزان، وقد جاءت عدة أحاديث عن بعض الأذكار والتسبيحات التي لها ثقل في الميزان، ومن شفقته r بنا أنه أخبرنا بهذه الأذكار السهلة كي نتشبث بها، ونرطب ألسنتنا بها، لتكثر حسناتنا، ويثقل ميزاننا، ويخف كربنا والتي منها:
[1]عن أبي هريرة t أن رسول الله قال: «كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرحمن: سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم»([114]).
كثير من الناس يعرفون فضل هاتين الكلمتين، ولكن القليل منهم الذي يرددها ليثقل بها ميزانه، ولا يذكرها إلا إذا سئل عنها في مسابقة ثقافية أو غيرها.
[2]وعن أبي مالك الأشعري t أن رسول الله r قال: «الطهور شطر الإيمان، والحمد لله تملأ الميزان، وسبحان الله والحمد لله تملآن أو تملأ ما بين السماوات والأرض... الحديث»([115]).
[3]وعن أبي هريرة t قال: قال رسول الله r: «من قال حين يصبح وحين يمسي: سبحان الله وبحمده مائة مرة لم يأت أحد يوم القيامة بأفضل مما جاء به، إلا أحد قال مثل ما قال أو زاد عليه»([116]).
[4]وعن أبي أمامة الباهلي t عن النبي r قال: «من قال دبر صلاة الغداة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، يحيي ويميت، بيده الخير، وهو على كل شيء قدير مائة مرة، قبل أن يثني رجليه، كان يومئذ من أفضل أهل الأرض عملاً، إلا من قال مثل ما قال، أو زاد على ما قال»([117]).
[5]وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما عن النبي r قال: «من قال في يوم مائتي مرة [مائة إذا أصبح، ومائة إذا أمسى]: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، لم يسبقه أحد كان قبله، ولا يدركه أحد بعده، إلا من عمل أفضل من عمله»([118]).
[6]وعن ثوبان t عن النبي r قال: «بخ بخ لخمس ما أثقلهن في الميزان: لا إله إلا الله وسبحان الله والحمد لله والله أكبر، والولد الصالح يتوفى للمرء المسلم فيحتسبه»([119]).
[7]وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن النبي r قال: «إن نبي الله نوحا r لما حضرته الوفاة قال لابنه: إني قاص عليك الوصية، آمرك باثنتين وأنهاك عن اثنتين، آمرك بلا إله إلا الله، فإن السموات السبع، والأرضين السبع، لو وضعت في كفة، ووضعت لا إله إلا الله في كفة، رجحت بهن لا إله إلا الله»([120]).
[8]وعن جويرية رضي الله عنها أن النبي r خرج من عندها بكرة حين صلى الصبح وهي في مسجدها، ثم رجع بعد أن أضحى وهي جالسة، فقال: «ما زلت على الحال التي فارقتك عليها؟» قالت: نعم، قال النبي r: «لقد قلت بعدك أربع كلمات، ثلاث مرات، لو وزنت بما قلت منذ اليوم لوزنتهن؛ سبحان الله وبحمده، عدد خلقه، ورضا نفسه، وزنة عرشه، ومداد كلماته»([121]).
وفي رواية عند ابن ماجة أن النبي r قال لها: «لقد قلت منذ قمت عنك أربع كلمات ثلاث مرات، وهي أكثر وأرجح أو أوزن مما قلت: سبحان الله عدد خلقه، سبحان الله رضا نفسه، سبحان الله زنة عرشه، سبحان الله مداد كلماته».



([1]) رواه البيهقي في شعبه ، وابن حبان (173) ، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2798).
([2]) رواه الإمام أحمد – الفتح الرباني – (24-151) ، والترمذي واللفظ له (2639) ، وابن ماجة (4300) والحاكم (7) وابن حبان (225) ، وصححه الألباني في صحيح الجامع (1776).
([3]) رواه الإمام أحمد واللفظ له – الفتح الرباني – (19-225) والنسائي في السنن الكبرى (10668) ، والحاكم (154) ، والبزار ، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (134).
([4]) رواه الحاكم (8739) ، وابن أبي شيبة (34195) ، وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (3626).
([5]) رواه الإمام أحمد – الفتح الرباني – (14/148) ، والترمذي (3165) ، وصححه الألباني في صحيح الترمذي (2531).
([6]) رواه الإمام البخاري (4729) ، ومسلم واللفظ له (2785) ، والطبراني في الأوسط (192) رواه الإمام أحمد –الفتح الرباني- (14/148) والترمذي (3165) وصححه الألباني في صحيح الترمذي (2531).
([7]) رواه الإمام أحمد –الفتح الرباني – (24/144) ، وأبو داود واللفظ له (4755) ، والحاكم (8722) ، وقال العراقي في تخريج الإحياء : إسناده جيد (5/280) ، وحسنه شعيب الأرناؤوط في تخريج أحاديث جامع الأصول لابن الأثير (10/475) ، وضعفه الألباني في ضعيف الترغيب والترهيب (2108).
([8]) سبق تخريجه في الحاشية رقم (9).
([9]) رواه الإمام أحمد –الفتح الرباني – (24/132) والترمذي (2433) والبيهقي ، وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (3625).
([10]) تفسير القرآن العظيم لابن كثير (1/511).
([11]) رواه الإمام أحمد واللفظ له –الفتح الرباني – (22/312) ، وابن حبان (7069) ، والحاكم (5385) , والبخاري في الأدب المفرد (237) ، والطبراني في الكبير (8452) ، وأبو يعلي (5310) ، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (2750).
([12]) سبق تخريجه في الحاشية رقم (11).
([13]) رواه الإمام أحمد واللفظ له –الفتح الرباني- (7/74) ، وأبو داود (4753) ، والحاكم (107) ، وابن خزيمة ، وصححه الألباني في صحيح الجامع (1676).
([14]) رواه ابن حبان (3113) ، والحاكم (1403) ، والطبراني في الأوسط (2630) ، وحسنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (3561).
([15]) رواه الإمام أحمد–الفتح الرباني- (19/78) ، والترمذي واللفظ له (2003) ، وأبو داود (4799) ، وابن حبان (481) ، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5726).
([16]) رواه الإمام أحمد –الفتح الرباني- (22/179) ، ومسلم واللفظ له (223) ، والترمذي (3517) ، وابن ماجة (280) ، والدارمي (653) ، وابن حبان (844).
([17]) كتاب الفتن والملاحم – وهو النهاية – لابن كثير (2/59).
([18]) رواه الإمام أحمد –الفتح الرباني- (14/131) والبخاري وللفظ له (2853) ، والنسائي (3584) ، وابن حبان (4673) ، والحاكم (2456) ، والبيهقي (19531).
([19]) فتح الباري بشرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلاني (6/68 ح 2853).
([20]) شرح سنن النسائي للسندي (6/534ح 3584).
([21]) رواه الإمام أحمد –الفتح الرباني- (18/69) ، ومسلم (804) ، وابن حبان (116) والبيهقي (3862) ، والطبراني في الكبير(7542).
([22]) مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح للملا على القارئ (4/627 ح 2120).
([23]) كتاب الفتن والملاحم – وهو النهاية – لابن كثير (2/60).
([24]) رواه ابن خزيمة (2433) ، والحاكم (1518) ، وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (878).
([25]) رواه ابن حبان (373) ، والحاكم (212) ، وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (876).
([26]) سبق تخريجه في الحاشية رقم (7).
([27]) رواه النسائي (3140) ، والطبراني في الكبير (7628) ، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (1856).
([28]) جامع العلوم والحكم لابن رجب الحنبلي ، تحقيق شعيب الأرناؤوط وإبراهيم باجس (1/71)..
([29]) حلية الأولياء وطبقات الأصفياء لأبي نعيم (4/92).
([30]) رواه الإمام أحمد –المسند- (8710) ، والنسائي (2527) ، والحاكم (1519) ، وابن حبان (3347) ، وابن خزيمة (2443) ، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3606).
([31]) رواه الإمام أحمد –الفتح الرباني – (9/165) ، وأبو داود واللفظ له (1677) ، والنسائي (2526) ، وابن حبان (3346) ، وابن خزيمة (2444) ، والحاكم (1509) ، والبيهقي (7561) ، وصححه الألباني في صحيح الجامع (1112)..
([32]) رواه أبو يعلي، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3821).
([33]) رواه أبو داود (560) ، وابن حبان (1749) ، والحاكم (753) ، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3871).
([34]) حلية الأولياء وطبقات الأصفياء لأبي نعيم (3/240).
([35]) منهاج السنة النبوية لابن تيمية (3/182) ، ومدارج السالكين لابن القيم (1/332).
([36]) رواه الإمام أحمد – الفتح الرباني – (19/87) ، والبخاري واللفظ له (3467) ، ومسلم (2245) ، وابن حبان (386) ، والبيهقي (15597) ، وأبو يعلي (6035).
([37]) منهاج السنة النبوية لابن تيمية (3/183) ، ومدارج السالكين لابن القيم (1/332).
([38]) مدارج السالكين لابن قيم الجوزية (1/330) ، وتهذيب مدارج السالكين لعبد المنعم العزي (صفحة 187).
([39]) رواه الترمذي واللفظ له (2002) ، وأبو داود (4799) ، وابن حبان (5693) ، والبيهقي (20587) ، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5632).
([40]) رواه الإمام أحمد –الفتح الرباني- (19-78) ، وابن حبان واللفظ له(481) ، وصححه الألباني في صحيح الجامع (134).
([41]) رواه ابن حبان (5695) والبيهقي (20587) ، والبخاري في الأدب المفرد (464) ، وصححه الألباني في صحيح الأدب المفرد (361).
([42]) مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح للملا على القاري (8/809).
([43]) رواه الإمام أحمد – الفتح الرباني – (14-281) وابن حبان (959) ، وأبو يعلي (5075) ، والطيالسي (374) ، والطبراني في الدعاء (368) ، وأبو الشيخ الأصبهاني في أخلاق النبي واللفظ له (493) ، وصححه الألباني في صحيح الجامع (1307).
([44]) رواه الترمذي (3591) ، وابن حبان (960) ، والحاكم (1949) ، والطبراني في لكبير (36) ، وصححه الألباني في صحيح الجامع (1298).
([45]) رواه البزار ، وصححه الألباني في صحيح الجامع (1578).
([46]) رواه الإمام أ؛مد –الفتح الرباني- (19/78) ، وابن ماجة واللفظ له (4189) ، والبخاري في الأدب المفرد (1318) ، والطبراني في الأوسط (7282) ، وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (2752).
([47]) رواه الإمام أحمد –الفتح الرباني – (19-79) ، وأبو دود (4777) ، والترمذي (2493) ، وابن ماجة (4186) ، والبيهقي (16422) ، والطبراني في الكبير (417) ، وحسنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (2753).
([48]) رواه الإمام مالك (1681) ، وأحمد –الفتح الرباني- (19/79) ، والبخاري (6114) ، ومسلم (2609) ، وابن حبان (2950) ، والنسائي في السنن الكبرى (10226) ، والبيهقي (6937) ، والبخاري في الأدب المفرد (1317).
([49]) رواه الإمام أحمد –الفتح الرباني – (7/198) والبخاري (47) ، وأبو داود (3168) ، والبيهقي.
([50]) رواه الإمام أحمد – الفتح الرباني – (7/198) ، والبخاري (1325) ، ومسلم واللفظ له (945) ، والترمذي (1040) ، والنسائي (1940) ، وابن ماجة (1539) ، وابن حبان (3080).
([51]) رواه الطبراني في الكبير (1253) ، وحسنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (638).
([52]) رواه أبو داو اللفظ له (1398) ، وابن حبان (2572) ، وابن خزيمة (1144) ، والدارمي (3444) ، والحاكم (2041) ، وقال الألباني في صحيح الترغيب والترهيب : حسن صحيح (639).
([53]) رواه الترمذي (3549) ، وابن خزيمة (1135) ، والحاكم (1156) ، وقال الألباني في صحيح الترغيب والترهيب : حسن لغيره (624).
([54]) حلية الأولياء وطبقات الأصفياء لأبي نعيم (4/6).
([55]) رواه الطبراني في الكبير (7795) ، وقال الألباني في صحيح الترغيب والترهيب: صحيح لغيره (1541).
([56]) رواه الإمام مالك (371) ، وأحمد –الفتح الرباني- (5/168) ، ومسلم (656) ، والترمذي (221) ، وأبو داود واللفظ له (555) ، والدارمي (1224)..
([57]) رواه ابن أبي شيبة في مصنفه (5940) ، وحسنه الألباني في السلسلة الصحيحة (1431).
([58]) رواه أبو داود (3128) ، والترمذي في الشمائل، وقال الألباني في صحيح الترغيب والترهيب : حسن لغيره (585).
([59]) رواه الترمذي واللفظ له (426) ، والبيهقي ، وحسنه الألباني في صحيح الترمذي (350).
([60]) جامع الترمذي لأبي عيسى الترمذي (ح 426).
([61]) رواه الإمام أحمد –الفتح الرباني- (5/11) ، وأبو داود واللفظ له (1375) ، والترمذي (806) ، والنسائي (1364) ، وابن ماجة (1327) ، وصححه الألباني في صحيح الجامع (1615).
([62]) رواه الإمام أحمد –الفتح الرباني- (9/220) ، والبخاري (37) ، ومسلم (759) ، والترمذي (808) ، والنسائي (1602) ، وأبو داود (1371).
([63]) رواه الإمام أحمد واللفظ له –الفتح الرباني – (18/11) ، والدارمي (3450) وصححه الألباني في صحيح الجامع (6468).
([64]) رواه الإمام أحمد –الفتح الرباني – (18/29) ، ومسلم واللفظ له (747) ، والترمذي (581) ، والنسائي (1790) ، وأبو داود (1313) ، وابن ماجة (1343) ، والدارمي (1477).
([65]) تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي للمباركفوري (3/185 ح581).
([66]) سبق تخريجه في الحاشية رقم (57).
([67]) رواه الإمام أحمد –الفتح الرباني- (18/99) ، والبخاري واللفظ له (5010) ، ومسلم (807) ، والترمذي (2881) ، وأبو داود(1397) ، وابن ماجة (1369) ، والدرامي (1487).
([68]) صحيح مسلم بشرح النووي (6/340 ح 807).
([69]) فتح الباري بشرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلاني (8/673 ح 5010).
([70]) حلية الأولين وطبقات الأصفياء لأبي نعيم (3/354).
([71]) رواه الإمام مالك (1675) ، وأحمد واللفظ له – الفتح الرباني – (19/76) وأبو داود (4798) ، وابن حبان () ، والحاكم () ، وصححه الألباني في صحيح الجامع (1620).
([72]) عون المعبود شرح سنن أبي داود لأبي الطيب محمد شمس الدين الحق العظيم آبادي (13/154 ح 4798).
([73]) رواه الإمام أحمد ، الفتح الرباني – (3/181) ، ومسلم (771) ، والترمذي (3421) ، والنسائي واللفظ (897) ، وأبو داود (760) ، والدارمي (1238) وابن خزيمة (462) ، والبيهقي (2172) , وأبو يعلي (285).
([74]) سبق تخريجه في الحاشية رقم (48).
([75]) رواه الإمام أحمد – الفتح الرباني – (23-13) والترمذي واللفظ له (2018) ، والطبراني في الكبير (10424) ، والبخاري في الأدب المفرد (272) ،وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (2649).
([76]) رواه أبو داود واللفظ له (4800) ، والبيهقي (20965) ، والطبراني في الكبير (7488) ، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (1464).
([77]) رواه الإمام أحمد –الفتح الرباني – (16/55) ، والبخاري واللفظ له (5353) ، ومسلم (2982) ، والترمذي (1969) ، والنسائي (2577) ، وابن ماجة (2140) ، وابن حبان (4255) والبيهقي (12444)..
([78]) رواه الإمام أحمد –الفتح الرباني- (6/51) ، والترمذي (496) ، وأبو داود واللفظ له (345) ، والنسائي (1381) ، وابن ماجة (1087) ، والدارمي (1547) ، والحاكم (1041) ، وابن خزيمة (1758) ، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6405).
([79]) رواه الإمام البخاري (2892) ، ومسلم واللفظ له (1913) ، والنسائي (3168)..
([80]) رواه النسائي (1787) ، وابن ماجة (1344) ، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (5941)..
([81]) رواه الإمام أحمد –الفتح الرباني- (18/21) ، وابن ماجة (138) ، وابن حبان (7076) ، والحاكم (2894) ، والنسائي في الكبرى (8256) ، والطبراني في الكبير (8417) ، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5961) عن أبي بكر وعمر رضي الله عنهما.
([82]) سبق تخريجه في الحاشية رقم (16) ، واللفظ لابن حبان.
([83]) المرجع السابق واللفظ للبخاري في الأدب المفرد، وقال الألباني في صحيح الأدب المفرد: صحيح لغيره (176).
([84]) لطائف المعارف فيما لمواسم العام من الوظائف للحافظ ابن رجب (صفحة 147)..
([85]) تاريخ مدينة دمشق لعلي بن الحسن بن هبة الله وتحقيق العمري (16/250).
([86]) رواه الإمام أحمد –الفتح الرباني – (1//12) ، وابن ماجة (3781) ، والدارمي (3391) ، والطبراني في الأوسط واللفظ له (5764) ، والبيهقي ، وحسنه ابن حجر العسقلاني في المطالب العالية (4/66) ، وصححه السيوطي في البدور السافرة في أمور الآخرة (231) ، ووافقه الألباني في السلسلة الصحيحة (2829).
([87]) رواه الإمام أحمد –الفتح الرباني – (9/44) ، والبخاري واللفظ له (1410) ، ومسلم (1014) ، والترمذي (661) ، والنسائي (2525) ، وابن ماجة (1842) ، وابن حبان (3316) ، والدارمي (1675) ، وابن خزيمة (2426) ، والحاكم (3283)..
([88]) صحيح مسلم بشرح النووي (7/99 ح 1014).
([89]) حلية الأولياء وطبقات الأصفياء لأبي نعيم (2/145).
([90]) المرجع السابق (4/253).
([91]) المرجع السابق (4/192).
([92]) رواه الإمام أحمد –الفتح الرباني- (15/181) ، والبخاري واللفظ له (1419) ، ومسلم (1032) ، وأبو داود (2865) ، والنسائي (3611) وابن ماجة (2706) ، وابن حبان (3312) ، وابن خزيمة (2454) ، والبخاري في الأدب المفرد (778).
([93]) حلية الأولياء وطبقات الأصفياء لأبي نعيم (4/87).
([94]) رواه الإمام احمد –الفتح الرباني – (17-61) ، والبخاري (1426) ، ومسلم (1034) ، وأبو داود (1676) ، والنسائي (2544) ، والدارمي (1653) ، وابن حبان (3345) ، والبخاري في الأدب المفرد (196).
([95]) رواه الإمام أحمد –الفتح الرباني- (14/24) ، والنسائي واللفظ (2526) ، وأبو داود (1449) ، وابن حبان (3346) ، وابن خزيمة (2444) ، والحاكم (1509) ، وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (1318).
([96]) عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين لابن القيم الجوزية (1/148).
([97]) سبق تخريجه في الحاشية (35).
([98]) رواه الإمام أحمد –الفتح الرباني – (19/53) ، والدارمي (1679) ، وابن خزيمة (2386) ، والحاكم (1475) ، والطبراني في الكبير (4051) ، وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (893).
([99]) فيض القدير شرح الجامع الصغير للمناوي (2/38).
([100]) رواه أبو داود (1681) ، والنسائي (3664) ، وابن ماجة (3684) ، وابن حبان (3353) ، وابن خزيمة (2496) ، والبيهقي (12411) ، والحاكم (1530) ، والطبراني في الكبير (5379) ، وحسنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (962).
([101]) رواه البيهقي في شبه (3378) ، وقال الألباني في صحيح الترغيب والترهيب حسن لغيره (960).
([102]) رواه الإمام أحمد –الفتح الرباني- (9/172) ، والترمذي واللفظ له (1627) ، والحاكم (2452) ، والطبراني في الكبير (7916) ، وحسنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (1240).
([103]) رواه ابن ماجة واللفظ له (2430) ، والبيهقي في شعبه (3561) ، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5769).
([104]) رواه الإمام أحمد –الفتح الرباني- (15/83) ، وصححه الألباني في صحيح الجامع (1640)..
([105]) رواه البيهقي في شعبه (3560).
([106]) رواه الإمام أحمد –الفتح الرباني- (15/97) ، وابن ماجة (2418) ، والحاكم (2225) ، والبيهقي (10758) ، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6108).
([107]) رواه الإمام أحمد –الفتح الرباني- (17/57) ، ومسلم واللفظ له (995) ، والنسائي في السنن الكبرى (9183) ، والبيهقي (15475)..
([108]) رواه الإمام أحمد –الفتح الرباني- (17/57) ، ومسلم (996) ، وأبو داود واللفظ له (1692) ، وابن حبان (4240) ، والحاكم (1515) ، والبيهقي (17601) ، والطبراني في الكبير (13414).
([109]) رواه الإمام أحمد –الفتح الرباني- (17/58) ، والبخاري واللفظ له (55) ، ومسلم (1002) ، والترمذي (1965) ، والنسائي (2545) ، وابن ماجة (2138) ، وابن حبان (4239) ، والحاكم (2311) ، والبيهقي (20921) ، والبخاري في الأدب المفرد (749)..
([110]) رواه الإمام أحمد –الفتح الرباني- (16/223) ، والطبراني في الكبير (646). وحسنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (1963).
([111]) سبق تخريجه في الحاشية رقم (83).
([112]) رواه الإمام أحمد –الفتح الرباني- (14/256) ، والترمذي (3429) ، وابن ماجة واللفظ له (2235) ، والدارمي (2692) ، والحاكم (1976) ، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (6231)..
([113]) سنن الدارمي (1692).
([114]) رواه الإمام أحمد –الفتح الرباني- (14/324) ، والبخاري (6406) ، ومسلم (2694) ، والترمذي (3467) ، وابن ماجة (3806) ، وابن حبان (831) ، والنسائي في السنن الكبرى (10666).
([115]) سبق تخريجه في الحاشية رقم (21).
([116]) رواه الإمام أحمد –الفتح الرباني- (14/240) ، ومسلم واللفظ له (2692) ، والترمذي (3469) ، وأبو داود (5091) ، وابن حبان (860) ، والنسائي في السنن الكبرى (10403).
([117]) رواه الطبراني في الأوسط ، وحسنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (476).
([118]) رواه الإمام أحمد –الفتح الرباني- (14/215) ، والطبراني ، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (2762).
([119]) رواه الإمام أحمد –الفتح الرباني- (19/195) ، والنسائي في السنن الكبرى (9995) ، والحاكم (1885) ، والطبراني في الكبير (873) ، وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (2009)..
([120]) سبق تخريجه في الحاشية رقم (8).
([121]) رواه الإمام أحمد –الفتح الرباني- (14/223) ، ومسلم واللفظ له (2726) ، والترمذي (3555) ، وأبو داود (1503) ، والنسائي (1352) ، وابن ماجة (3808) ، وابن حبان (828). 



لتحميل الكتاب كاملا بصيغة بي دي اف من الرابط اسفل المقال 

تحميل كتاب كيف تثقل ميزانك PDF برابط ميديا فير من هنا

التعليقات



جميع الحقوق محفوظة

download pdf books تحميل كتاب pdf

2016