-->

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

تحميل كتاب وجوب الهجرة في سبيل الله PDF [رابط ميديا فير مباشر



وجوب الهجرة في سبيل الله وعظيم فضلها

قال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمْ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُوْلَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا * إِلاَّ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنْ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا * فَأُوْلَئِكَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَفُوًّا غَفُورًا * وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا}([1]).

صلة الآيات بما قبلها:

لما ذكر في الآيات السابقة ما يفوت من الأجر على القاعدين عن الجهاد وما أعده للمجاهدين من الأجر العظيم، أتبع ذلك بالوعيد على ترك الهجرة من دار الكفر إلى دار الإسلام([2]).

سبب النزول:

عن ابن عباس رضي الله عنهما أن ناسًا من المسلمين كانوا مع المشركين يكثرون سواد المشركين على عهد النبي r، يأتي السهم فيُرمى به، فيصيب أحدهم فيقتله، أو يُضرب فيُقتل، فأنزل الله: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمْ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ}([3]).

معاني المفردات والجمل:

قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمْ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ}.
"إن" حرف توكيد ونصب.
"الذين" اسم موصول مبني على الفتح في محل نصب اسم "إن".
"توفاهم" فعل ماضٍ مبني على فتح مقدر على الألف لم تلحقه تاء التأنيث، أي: "توفتهم".
فيكون المراد بهؤلاء: الذين ماتوا قبل نزول الآية ممن قتلوا في بدر وغيرهم([4]).
ويحتمل أن يراد به الاستقبال، فيكون فعلًا مضارعًا مرفوعًا بضمة مقدرة على الألف، والتقدير: "تتوفاهم" فحذفت إحدى التاءين([5]).
{ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ} حال من الهاء في قوله "توفاهم"، ويحتمل أن تكون سدت مسد خبر "إن". والأظهر أن خبر "إن" قوله {فأُوْلَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ}.
{تَوَفَّاهُمْ} تقبض أرواحهم من أبدانهم عند الموت([6]).
وسمِّي الميت متوفى، لأنه استوفى رزقه وأجله وعمله. وقيل: تحشرهم إلى النار([7]).
وهو عز وجل تارة يضيف التوفي إلى نفسه كما قال تعالى: {اللَّهُ يَتَوَفَّى الأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا}([8]). لأنه عز وجل هو خالق الموت ومقدره، وهو الآمر للملائكة بقبض روح العبد.
وتارة يضيف التوفي إلى الملائكة، لأنه عز وجل وكلهم بقبض أرواح بني آدم.
{الْمَلائِكَةُ} جمع ملك، والمراد بالملائكة هنا "ملك الموت" وأعوانه، قال تعالى: {قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ}([9])([10])، وقال تعالى: {حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمْ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لا يُفَرِّطُونَ}([11]) فملائكة الرحمة يقبضون روح المؤمن وملائكة العذاب يقبضون روح الكافر كما في حديث الاحتضار: «إن العبد المؤمن إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة، نزل إليه ملائكة من السماء بيض الوجوه، كأن وجوههم الشمس» إلى قوله «وإن العبد الكافر إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة، نزل إليه ملائكة سود الوجوه» الحديث([12]).
والملائكة عالم غيبي، خلقهم الله تعالى من نور، قال r: «خلق الله الملائكة من نور، وخلق الجان من مارج من نار، وخلق آدم مما وصف لكم»([13]).
والإيمان بهم على جهة الإجمال واجب، بل ركن من أركان الإيمان، كما في حديث جبريل عليه السلام الذي رواه عمر بن الخطاب t: «الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره»([14]).
كما يجب الإيمان بما ذكر في الكتاب والسنة من أسمائهم وأوصافهم وأعمالهم على جهة التفصيل،كما قال تعالى في وصفهم: {جَاعِلِ الْمَلائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ}([15])، وقال تعالى في وصف الملائكة الموكلين على النار: {عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ}([16]).
وكما قال تعالى في وصف عملهم وطاعتهم: {لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ}([17])، وقال تعالى: {لا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ}([18]).
وقد ذكر الله من أسمائهم "جبريل" وهو ملك الوحي، قال تعالى: {قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ}([19]).
وسماه الله "الروح الأمين" في قوله: {نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ}([20]).
ومنهم ميكائيل وهو الموكل بالقطر قال تعالى: {مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ}([21]).
ومنهم ملك الموت([22]) وأعوانه الموكلون بقبض الأرواح من الأبدان، قال تعالى: {قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ}([23])، وقال تعالى: {حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمْ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لا يُفَرِّطُونَ}([24]).
ومنهم إسرافيل الموكل بالنفخ في الصور.
ومنهم حملة العرش كما قال تعالى: {وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ}([25]).
ومنهم الصافّون، ومنهم المسبحون، كما قال تعالى عنهم: {وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ * وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ}([26]).
ومنهم من وكّل بالجبال، ومنهم من وكّل بالرحم والنطف، ومنهم الموكلون على العباد بحفظهم وحفظ أعمالهم، ومنهم الموكلون بالسؤال في القبر، ومنهم الموكل بالشمس والقمر والأفلاك، ومنهم الموكلون بالنار، ومنهم الموكلون بعمارة السموات بالصلاة والتسبيح والتقديس. قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ لا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ}([27])، إلى غير ذلك، وهم كما ذكر الله عنهم يعملون بأمره عز وجل {بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ * لا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ}([28])، وقال تعالى: {لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ}([29])([30]).
قوله: {ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ} حال، أي: حال كونهم ظالمي أنفسهم([31]).
و"ظالمي" جمع ظالم، وأصله "ظالمين" حذفت منه النون([32]) للإضافة، و"ظالمي" مضاف وأنفسهم مضاف إليه مجرور لفظًا، وهو من إضافة اسم الفاعل إلى مفعوله.
والظلم: النقص ووضع الشيء في غيره موضعه على سبيل العدوان.
قال تعالى: {كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئًا}([33]). أي: ولم تنقص منه شيئًا.
وأظلم الظلم الشرك بالله([34]) قال تعالى: {إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ}([35])، وقال تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ}([36])، أي: بشرك، وقد يحمل الظلم على مادون الشرك من المعاصي، كما في قوله: {فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ}([37])([38]).
والمعنى "ظالمي أنفسهم" بتركهم الهجرة من أرض الشرك، لأن ترك الهجرة معصية لله وظلم للنفس([39]).
والمراد بالنفس ما يشمل الروح والجسد.
قوله تعالى: {قَالُوا فِيمَ كُنتُمْ}. {قَالُوا} أي: الملائكة.
{فِيمَ كُنتُمْ} استفهام معناه التوبيخ والتقريع([40]).
قال مكي([41]): "حذفت ألف "ما" لدخول حرف الجر عليها للفرق بين الخبر والاستفهام، فتحذف الألف في الاستفهام وتثبت في الخبر، ومثله {عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ}([42])، {لِمَ أَذِنتَ لَهُمْ}([43])، {فَبِمَ تُبَشِّرُونَ}([44]).
ومعنى {فِيمَ كُنتُمْ} أي: في أي مكان كنتم، ولم مكثتم هنا وتركتم الهجرة([45]).
أو فى أي شيء كنتم من أمر دينكم([46])، أو على أي حال كنتم([47]).
وتكون "في" بمعنى "على" كقوله تعالى: {وَلأصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ}([48])، أي: على جذوع النخل، وقوله {سِيرُوا فِي الأَرْضِ}([49])، أي: على الأرض فتضمن قوله {فِيمَ كُنتُمْ} توبيخ الملائكة لهم لما أقاموا في دار الشرك وتركوا الهجرة، وما حالهم في هذا المقام الذليل في أرض الشرك.
قوله: {قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ} هذا جواب الاستفهام السابق {فِيمَ كُنتُمْ}؟ أي: بقينا في هذا المكان وتركنا الهجرة، لأننا كنا مستضعفين في الأرض.
فضمنوا جوابهم هذا الإشارة إلى بقائهم في أرض تجب الهجرة منها، وبيان حالهم، وهو كونهم مستضعفين في الأرض.
وكان حق الجواب أن يقولوا: كنا في كذا أو لم نكن في شيء، ولكنهم لما وبخوا بقول الملائكة: "فيم كنتم؟" أجابوا بما يتضمن الإشارة إلى بقائهم في أرض تجب عليهم الهجرة منها، والاعتذار عن بقائهم فيها، بكونهم مستضعفين في الأرض([50]).
قوله: {مُسْتَضْعَفِينَ} خبر "كان"، وهو جمع "مستضعف" اسم مفعول، وهو الذي استضعفه غيره.
والمعنى: أن الكفار استضعفونا، فكانوا يعالموننا معاملة الضعيف، لضعفنا وقوتهم، ولقلتنا وكثرتهم([51])، فنحن عاجزون عن الهجرة ([52]).
قوله: {فِي الأَرْضِ} أرض مكة([53])، أو كل أرض تجب الهجرة منها.
وقولهم هذا ليس بصحيح واعتذارهم مردود غير مقبول([54])، ولهذا ردت عليهم الملائكة بقولهم: {قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا}.
{قَالُوا} يعني الملائكة: {أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً} "ألم" الهمزة للاستفهام و"لم" حرف نفي وجزم وقلب.
والاستفهام في هذا الموضع يفيد معنيين: الأول التقرير، أي: تقرير أن أرض الله واسعة، كما قال تعالى: {يَا عِبَادِي الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ}([55])، وقال تعالى: {وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ}([56]).
والمعنى الثاني: التبكيت([57]) والتوبيخ لهم، أي لماذا لم تهاجروا إذا كانت أرض الله واسعة.
والمراد بأرض الله مطلق الأرض([58])، أي: أن هناك أراضي كثيرة غير هذه الأرض التي أنتم فيها مستضعفون.
قوله: {فَتُهَاجِرُوا فِيهَا} الفاء سببية، و"تهاجروا" فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد فاء السببية، لأنه جواب استفهام([59]).
ومعنى {فَتُهَاجِرُوا فِيهَا} أي: في أرض الله الواسعة، والهجرة والمهاجرة مأخوذة لغة من الهجر وهو الترك، وهي شرعًا الانتقال من بلد الشرك التي لا يستطيع فيها الإنسان إقامة شعائر دينه إلى بلد الإسلام.
قوله تعالى: {فَأُوْلَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ}.
هذه الجملة خبر "إن" في قوله {إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمْ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ} وما بينهما اعتراض.
ودخلت الفاء على الخبر لما في "الذين" من الإبهام المشابه للشرط([60]).
ويحتمل أن تكون الفاء للعطف، عطفت جملة على جملة([61]).
والإشارة في قوله {فَأُوْلَئِكَ} للذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم بترك الهجرة. قوله: {مَأْوَاهُمْ} أي: مصيرهم الذي يأوون إليه ومسكنهم([62]).
{جَهَنَّمُ} اسم من أسماء النار، سميت به لجهمتها وظلمتها وبعد قعرها، أعاذنا الله وجميع المسلمين منها.
قول تعالى: {وَسَاءَتْ مَصِيرًا} "ساء" فعل جامد لإنشاء الذم كـ"بئس"، ومعناه قبح، و"التاء" للتأنيث، أي: وساءت هي، أي النار، مصيرًا. لأن كل ما فيها يسوء ولا يسر([63]).
قوله: {مَصِيرًا} منصوب على التمييز، ومعناه: مرجعًا ومردًا ومآبًا ومنقلبًا ومستقرًا لهم، وهذا الوعيد إنما يتحقق فيما إذا وجد السبب المقتضي للعقوبة، وانتفى المانع منها من التوحيد والإيمان أو التوبة والاستغفار والحسنات الماحية وغير ذلك من المكفرات.
قوله تعالى: {إِلاَّ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنْ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ}.
{إِلاَّ} أداة استثناء واستدراك بمعنى "لكن"، لأن الاستثناء هنا منقطع، لأن المستثنى وهو "المستضعفين" ليس من جنس المستثنى منه، وهو قوله {إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمْ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ} أو الضمير في قوله {فَأُوْلَئِكَ مَأْوَاهُمْ}، لأن "المستضعفين" لا يتوجه عليهم الوعيد.
وقيل: الاستثناء هنا متصل([64]).
و"المستضعفين" منصوب على الاستثناء.
و"المستضعفين" جمع مستضعف، وهو الذي استضعفه غيره والمعنى: إلا الذين استضعفهم المشركون([65]) بسبب مرضهم أو كبارهم أو صغرهم ونحو ذلك.
قوله تعالى: {مِنْ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ}.
"من" هنا بيانية تبين المستضعفين ممن هم.
و"الرجال" جمع رجل وهم الذكور البالغون، ويطلق على البالغين وغير البالغين من باب تغليب البالغين على غيرهم، والمراد بهم هنا الرجال البالغون فقط، لقوله بعد هذا "والولدان".
و"النساء": اسم للإناث البالغات، وهو جمع امرأة، مفرده من غيره لفظه، ويطلق اسم النساء على الإناث البالغات وغير البالغات من باب التغليب. وأما اسم المرأة فلا يطلق إلا على البالغة.
و"الولدان": جمع وليد، وهم الصغار ذكورًا كانوا أو إناثًا([66]) لضعفهم مطلقًا، ولعل في ذكرهم وهم غير مكلفين ولا يتوجه الوعيد عليهم إشارة إلى أنهم يمثلون ثقلًا على آبائهم، فهم من أسباب عجز آبائهم عن الهجرة([67]) وإشارة أيضًا إلى أنه يجب على آبائهم أن يهاجروا بهم، لأن الولدان عليهم خطر أعظم في جلوسهم بين ظهراني المشركين، لأنهم قد يتربون تربيتهم، ويتأثرون بأخلاقهم، ولهذا يولي المربون عنايتهم بالصغير.
وقيل: المراد بالمستضعفين من الولدان العبيد الإماء، وعلى هذا لا إشكال في دخولهم في المستثنين([68]).
والمعنى: إلا الذين أصابهم الضعف من الرجال والنساء لكبر أو مرض([69]) أو فقر([70]) أو نحو ذلك. ومن الولدان الصغار.
قوله تعالى: {لا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا} صفة للمستضعفين، أو للرجال والنساء والوالدن([71]).
وهذه الجملة بيان وتفسير لقوله: {الْمُسْتَضْعَفِينَ}([72]).
قوله: {لا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً} "لا" نافية، و"حيلة" مفعول "يستطيعون"، وهي نكرة في سياق النفي، فتعم كل حيلة، أي: لا يستطيعون أي حيلة للخروج والتخلص من أيدي المشركين([73]) إما بسبب الضعف البدني أو المالي أو بسببها معًا أو غير ذلك. و"الحيلة" فعلة من الحول أي: لا قوة لهم على الهجرة، أو هي من التحيَّل، أي: التوصل إلى الشيء بما يخالف ظاهره، أي: على وجه لا يشعر به الغير. أي: لا يستطيعون التحيل للتخلص من الكفار([74]).
أي: أنهم لا يستطيعون أي سبب للتخلص([75]).
قوله: {وَلا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا} معطوفة على قوله {لا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً} و"سبيلا" مفعول به منصوب لـ"يهتدون" وهي نكرة في سياق النفي، فتعم كل سبيل، والسبيل الطريق.
أي: لا يعرفون طريقًا يسكلونها وينفذون إليها بأنفسهم للخروج من دار الشرك إلى دار الإسلام.
والمعنى لا يقدرون على الهجرة لعجزهم وقلة حيلتهم، ولو قدروا عليها ما عرفوا طريقًا يسلكونه فيها([76]) وفي هذا بيان لعذر هؤلاء المستضعفين([77]).
قال ابن عباس رضي الله عنهما: "كنت أنا وأمي ممن عذر الله بقوله: {إِلاَّ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنْ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا}([78]).
وعن أبي هريرة t قال: بينا النبي r يصلي العشاء، إذ قال: «سمع الله لمن حمده»، ثم قال قبل أن يسجد: «اللهم نج عياش ابن أبي ربيعة، اللهم نج سلمة بن هشام، اللهم نج الوليد بن الوليد، اللهم نج المستضعفين من المؤمنين، اللهم اشدد وطأتك على مضر، اللهم اجعلها سنين كسني يوسف»([79]).
قوله تعالى: {فَأُوْلَئِكَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ}.
الفاء حرف عطف، {أُوْلَئِكَ} مبتدأ، "أولاء" اسم إشارة مبني على الكسر – يعود على المستضعفين، والكاف للخطاب. وجملة {عَسَى اللَّهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ} في محل رفع خبر المبتدأ.
قوله: {عَسَى اللَّهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ}.
"عسى" في الأصل "فعل" ترج، والترجي والرجاء أن يترجى الإنسان ويطمع في حصول مطلوب، أو زوال مكروه، مع كون ذلك ممكنًا.
كما قال الشاعر:
عسى وعسى من قبل يوم التفرق

بما نرتجي يومًا من الخير نلتقي

وقال الآخر:
عسى الكرب الذي أمسيت فيه

يكون وراءه فرج قريب([80])

عسى فرج يأتي به الله إنه

له كل يوم في خليقته أمر([81])

لكن هذا المعنى لا يمكن أن تفسر به "عسى" إذا جاءت منسوبة إلى الله، لأن الله لا يترجى شيئًا، لأنه سبحانه القادر على كل شيء {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ}([82])، وهو سبحانه المرجو لجلب كل خير ودفع كل ضر.
فإما أن تحمل "عسى" على الرجاء، ويكون المراد بذلك ما يقوم في قلب المخاطب، أي: أن هؤلاء يرجى أن يعفو الله عنهم، وإما أن يكون معناها هنا الوعد من الله تعالى، كما قال ابن عباس: "عسى من الله واجبة"([83]) بمعنى أن "عسى" إذا نسبت إلى الله فليس معناها الترجي، وإنما معناها الوعد من الله عز وجل أن هذا الشيء سيحصل، وإنما عبر بها مع أن أصل معناها الترجي، لئلا يغتر الإنسان بأنه معفو عنه، فيأمن من مكر الله، وقال بعض أهل العلم: معناها التوقع بأنه سيحصل لهم العفو من الله، والفرق بين الترجي والتوقع: أن الترجي رجاء مالم يوجد سبب وقوعه لكنه ممكن، والتوقع ما يوجد سبب وقوعه فيتوقع أن يكون([84]).
قوله: {أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ} أي: يتجاوز عنهم بتركهم الهجرة([85]) والعفو هو التجاوز عن الذنوب مع قدرته – عز وجل – على المؤاخذة والعقوبة، وهذه صفة كمال ومدح بخلاف العفو مع عدم القدرة على العقوبة، ولهذا يقرن سبحانه بين اسميه العفو والقدير ليبين أن عفوه مع قدرته على العقوبة([86]).
كما قال تعالى: {إِنْ تُبْدُوا خَيْرًا أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُوا عَنْ سُوءٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا قَدِيرًا}([87]).
والمعنى: فأولئك – يعني – المستضعفين – {عَسَى اللَّهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ} أي: يُرجى أو يتوقع أن يتجاوز الله عنهم، أو سيتجاوز الله عنهم بتركهم الهجرة لضعفهم.
وإنما جاء التعبير بـ"عسى" بأمر أشبه بالوعد من الله تعالى – والله أعلم – حتى يظل العبد يرجو عفو الله وثوابه، ويخشى نقمته وعقابه، فلا يأمن من مكر الله، فيعتمد على عفو الله، وينسى عقاب الله.
ومثل هذا قوله تعالى: {وَعَسى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ}([88])، وقال تعالى: {فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا}([89])، وقال تعالى: {فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ}([90]). وإنما قال : {عَسَى اللَّهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ } مع أنهم لم يذنبوا بترك الهجرة، لأنهم معذورون، لئلا يحصل التساهل من البعض بترك الهجرة مع قدرتهم عليها وعدم ضعفهم، أو ضعفهم ضعفًا يسيرًا يقدرون معه على الهجرة. وفي هذا تحضيض على الهجرة وتوكيد لوجوبها([91]).
قوله: {وَكَانَ اللَّهُ عَفُوًّا غَفُورًا} هذا مما يؤكد قول ابن عباس وغيره "عسى من الله واجبة"([92]).
و{كَانَ} هنا مسلوبة الزمان تفيد تحقيق الوصف، أي: إنه عز وجل لم يزل عفوًا غفورًا.
{عَفُوًّا} العفو اسم من أسماء الله، يدل على أنه عز وجل ذو عفو عن ذنوب عباده، والعفو معناه التجاوز والصفح عن ذنوب عباده وترك العقوبة عليها.
قوله: {عَفُوًّا} الغفور اسم من أسماء الله على وزن "فعول" صفة مشبهة أو صيغة مبالغة، يدل على إثبات صفة المغفرة الواسعة له عز وجل.
ومعنى المغفرة: ستر الذنب عن الخلق([93]) والتجاوز عن العقوبة كما في حديث ابن عمر في المناجاة «أن الله يدني المؤمن حتى يضع عليه كنفه ويقرره بذنوبه فيقول: أتذكر يوم كذا وكذا حين فعلت كذا وكذا؟ فيقول: نعم. فيقول الله: أنا سترتها عليك في الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم»([94]).
بمعنى: سترتها في الدنيا عن العباد، وأنا أتجاوز عن العقوبة عليها اليوم.
وإذا اجتمع العفو والغفور كما في هذه الآية، فالأولى حمل معنى الغفور على الستر، وحمل معنى العفو على التجاوز.
وقال بعض أهل العلم إذا اجتماع العفو والغفور صار المراد بالعفو ما يقابل ترك الواجب، والغفور ما يقابل فعل المحرم([95]).
قوله تعالى: {وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا}.
لما ذكر الوعيد الشديد على ترك الهجرة ذكر ما يترتب عليها من مراغمة الأعداء والسعة.
قال ابن كثير([96]): "هذا تحريض على الهجرة، وترغيب في مفارقة المشركين، وأن المؤمن حيثما ذهب وجد عنهم مندوحة وملجأ يتحصن فيه".
قوله: {وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً}.
هذا تقرير وتوكيد لما قالته الملائكة: " {أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا}([97]).
"الواو" استئنافية و"من" شرطية..
"يهاجر" فعل الشرط. وجوابه "يجد"([98]).
و"يهاجر": كما سبق مأخوذ من الهجر وهو الترك، والمراد به هنا ترك البلد التي يقيم فيها، والتي لا يستطيع أن يؤدي فيها شعائر دينه، والخروج منها إلى غيرها.
{فِي سَبِيلِ اللَّهِ} "في" للظرفية، وسبيل الله: طريقه كما قال تعالى: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ}([99]).
ومعنى كون الهجرة في سبيل الله، أي: خالصة لله، وتبعًا لشرعه وما جاء به رسول الله r([100]) يدل على هذا قوله تعالى في الآية بعد هذه الآية {مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ} أي: إخلاصًا لله تعالى ومتابعة لرسوله r.
قال r: «إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله، فهجرته إلى الله ورسوله ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه»([101]).
هذا شرط الإخلاص.
أما شرط المتابعة، فمعناه أن يهاجر حيث تجب عليه الهجرة، وإنما تجب عليه الهجرة إذا كان لا يستطيع أن يقيم دينه.
قوله: {يَجِدْ فِي الأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً}.
قوله: {فِي الأَرْضِ} المراد جنس الأرض، أي يجد في أرض الله عمومًا.
قوله: {مُرَاغَمًا كَثِيرًا}: مراغمًا مفعول به منصوب لـ"يجد" وكثيرًا صفة له، أو صفة لموصوف محذوف، أي: مهاجراً مراغمًا.
و"مراغمًا" مصدر يقال: راغم فلان قومه مراغمًا ومراغمه([102]). والرغام في الأصل التراب([103])، لأنه ذليل([104]). ويقال: رغم أنف فلان، أي: التصق بالتراب([105]). وهذا غاية الذل ومنتهاه. وفي حديث أبي سعيد الخدري في سجود السهو: «ترغيمًا للشيطان»([106]).
أي: إذلالًا له وإغاظة.
والمعنى يجد في الأرض مهاجرًا ومتحولًا ومذهبًا في البلاد ومتزحزحًا ومضطربًا يمتنع فيه ويتقوى ويرغم به أنوف أعدائه([107]).
قال النابغة الجعدي([108]):
كطود يلاذ بأركانه

عزيز المراغم والمهرب

وهكذا وجد أصحاب رسول الله r في هجرتيهم الأولى والثانية، ففي هجرتهم الأولى إلى الحبشة استقبلهم النجاشي وأكرمهم، مما أرغم أنوف قريش، فأرسلت من يتكلم فيهم عن النجاشي.
وفي هجرتهم الثانية إلى المدينة وجدوا في دار مهاجرهم إكرامًا من إخوانهم الأنصار، ونصرة، وحصل لهم بذلك قوة ومنعة وتمكين في الأرض، مما أرغم أنوف المشركين وأغاظهم.
قال عز وجل: {وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ}([109]).
وقال تعالى في وصف استقبال الأنصار لإخوانهم المهاجرين وفرحهم بهم: {وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ}([110]).
وقوله: {كَثِيرًا} إشارة إلى أنه يلقى أعوانًا على الحق وأنصارًا، يتكثر بهم بعد القلة، وينتصر بهم بعد الذلة.
وخلاصة القول: أن من هاجر مخلصًا لله، متبعًا سنة رسول الله r فسيجد في أرض مهاجره مصالح دينية ودنيوية، يرغم بذلك ويغيظ أنوف أعدائه {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ}([111]).
قوله: {وَسَعَةً} منصوب عطفًا على "مراغمًا".
أي: ويجد أيضًا سعة في كل شيء؛ سعة في دينه بحيث يقيم شعائر دينه ولا يُضيق عليه في دينه([112]).
وسعة في الأرض، كما قال تعالى: {إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ}([113])، وقال تعالى: {وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ}([114])([115]).
وسعة في الرزق بأن يجد المهاجر في أرض مهاجره رزقًا أوسع مما كان عليه قبل الهجرة ([116]) وإن ترك في سبيل ذلك كل ما يملك من أهل ومال، لأن ما كان في الله تلفه كان على الله خلفه.
وقد قيل:
وإذا رأيت الرزق ضاق ببلدة

وخشيت فيها أن يضيق المذهب

فارحل فأرض الله واسعة الفضا

طولًا وعرضًا شرقها والمغرب

وسعة في الصدر وانشراحًا وزوال هموم وكروب([117]) حيث يقيم المهاجر بين إخوانه المسلمين ويؤدي شعائر دينه بطمأنينة، ويأمن على دينه ونفسه وماله.
قال الطبري([118]) بعد أن ذكر الأقوال في قوله: {مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً}: "وأولى الأقوال في ذلك بالصواب أن يقال: إن الله أخبر أن من هاجر في سبيله يجد في الأرض مضطربًا ومتسعًا، وقد يدخل في "السعة" السعة في الرزق والغنى من الفقر، ويدخل فيه السعة من ضيق الهم والكرب، الذي كان فيه أهل الإيمان بالله من المشركين بمكة وغير ذلك من معاني "السعة" التي هي بمعني الروح والفرج من المكروه. ولم يضع الله دلالة على أنه عنى بقوله: "سعة" بعض معاني السعة التي وصفنا، فكل معاني السعة التي هي بمعنى الروح والفرج مما كانوا فيه من ضيق العيش، وغم جوار أهل الشرك، وضيق الصدر بتعذر إظهار الإيمان بالله وإخلاص توحيده وفراق الأنداد والآلهة داخل في ذلك".
وقدم المراغم على السعة في قوله {يَجِدْ فِي الأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً} لأن في المراغم ابتهاج القلب وسروره بمراغمة أعدائه([119]).
ثم أخبر جل ثناؤه عن حكم من خرج مهاجرًا من أرض الشرك إلى الله ورسوله وأدركه الموت قبل بلوغه أرض الإسلام فقال تعالى: {وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ}.
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: "خرج ضمرة بن جندب إلى رسول الله r فمات في الطريق قبل أن يصل إلى رسول الله r، فنزلت {وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ}([120]).
وعن ابن عباس وغيره([121]): «أن رجلًا خرج من مكة مهاجرًا إلى الله ورسوله فمات في الطريق، وقيل في التنعيم، وقيل في غيره، فسخر به قومه واستهزؤوا به، وقالوا: لا هو بلغ الذي يريد، ولا هو أقام في أهله، يقومون عليه ويدفن، فأنزل الله هذه الآية».
ولما كان من أهم أسباب ترك الهجرة أمران: الأول: طلب الراحة والرفاهية في الوطن وخوف المشقة والشدة وضيق العيش.
والثاني: تخوف المهاجر ألا يصل إلى مقصوده. أجاب عز وجل عن الأول بقوله {وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً}.
ثم أجاب عن الثاني بقوله: {وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ}([122]).
قوله تعالى: {وَمَنْ يَخْرُجْ} الواو عاطفة، و"من" اسم شرط جازم مبني في محل رفع مبتدأ، و"يخرج" فعل الشرط.
قوله: {مِنْ بَيْتِهِ}: من داره([123]) التي تحويه ويبيت فيها ووطنه الذي يسكنه ويألفه.
قوله تعالى: {مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ} مهاجرًا: حال من الضمير المستتر في "يخرج"([124]).
أي: تاركًا لبلده إخلاصًا لله، واتباعًا لرسول الله r، وهذا بمعنى قوله قبل هذا: {وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ}.
قوله تعالى: {ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ}.
ثم عاطفة، و"يدركه" معطوف على "يخرج" ولهذا جزم.والمعنى: ثم يموت بعد خروجه من بيته مهاجرًا إلى الله ورسوله قبل بلوغه دار الإسلام.
وفي قوله: {ثُمَّ يُدْرِكْهُ} إشارة إلى أنه خرج فارًا بدينه هاربًا من دار الشرك، لكن الموت لحقه، فأدركه قبل بلوغه دار الهجرة([125]).
والموت: هو خروج الروح من البدن ومفارقتها له.
وفي الحديث أن جبريل عليه السلام قال للنبي r: «يا محمد عش ما شئت فإنك ميت، وأحبب ما شئت فإنك مفارقه»([126]).
وبه ينكشف الغطاء كما قال تعالى: {وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ * وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ * وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ * لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ}([127]).
قوله تعالى: {فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ} جواب الشرط في قوله {وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ} وقرن بالفاء لوجود "قد".
قال الناظم([128]):
اسمية طلبية وبجامد

وبما وقد وبلن وبالتنفيس

وجملة الشرط "يخرج" وجوابه في محل رفع خبر المبتدأ: "من".
قوله: {فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ} أي: فقد ثبت أجره على الله عو زجل، والأجر هو الثواب. قال الطبري([129]): "فقد استوجب ثواب هجرته على ربه".
والوقوع كالوجوب يتواردان على محل واحد، قال تعالى: {فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا}([130]) أي: سقطت ووقعت([131]).
وسمى الله عز وجل ما وعد به المهاجر من الثواب أجرًا، كأنه يستحقه كما يستحق الأجير أجره على المستأجر من باب التفضل منه سبحانه وتعالى، وأنه عز وجل التزم بهذا على نفسه، كما قال تعالى: {كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ}([132])، وقال تعالى: {وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ}([133]).
قال ابن كثير([134]): "أي ومن خرج من منزله بنية الهجرة فمات في أثناء الطريق فقد حصل له ثواب من هاجر، كما ثبت في الصحيحين عن عمر بن الخطاب t قال قال رسوله r: «إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كان هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة يتزوجها فهجرته إلى ما هاجر اليه»([135]).
وذلك لأنه نوى وجزم وشرع في العمل.
ويدل لهذا أيضًا قصة الذي قتل مائة نفس، «ثم خرج مهاجرًا تائبًا فأدركه الموت قبل أن يصل إلى البلدة التي هاجر إليها، فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب، فأمروا أن يقيسوا ما بين القريتين، فوجد أقرب للبلدة التي هاجر إليها فقبضته ملائكة الرحمة ...»([136]).
وعن عبد الله بن عتيك t قال: سمعت رسول  الله يقول: «من خرج من بيته مجاهدًا في سبيل الله» ثم قال: «وأين المجاهد في سبيل الله – فخر عن دابته فمات فقد وقع أجره على الله، أو لدغته دابة، فقد وقع أجره على الله، أو مات  حتف أنفه فقد وقع أجره على الله»([137]).
قوله تعالى: {وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا}.
"كان" مسلوبة الزمان تفيد تحقيق الوصف أي: إنه عز وجل لم يزل غفورًا رحيمًا([138]).
قوله: {غَفُورًا} الغفور اسم من أسماء الله عز وجل على وزن "فعول" صفة مشبهة أو صيغة مبالغة، يدل على إثبات صفة المغفرة الواسعة لله عز وجل، وهي ستر الذنب عن العباد، والتجاوز عن العقوبة، كما في حديث ابن عمر في المناجاة([139]) أن الله عز وجل يقرر العبد بذنوبه ثم يقول له: «أنا سترتها عليك في الدنيا وأنا أغفرها اليوم».
ومنه سُمِّي المغفر، وهو البيضة، التي توضع على الرأس تستره، وتقيه ضرب السيوف والسهام([140]).
قوله {رَحِيمًا} الرحيم من أسماء الله عز وجل على وزن "فعيل" صفة مشبهة أو صيغة مبالغة يدل على إثبات صفة الرحمة الواسعة لله عز وجل، رحمه ذاتية هي صفة من صفاته الثابتة كما قال تعالى: {فَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقُلْ رَبُّكُمْ ذُو رَحْمَةٍ وَاسِعَةٍ}([141]).
ورحمة فعلية يوصلها من شاء من عباده، كما قال تعالى: {يُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَيَرْحَمُ مَنْ يَشَاءُ}([142]).
رحمة خاصة بالمؤمنين، كما قال تعالى: {وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا}([143]).
ورحمة عامة، كما قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ}([144])([145])
وكثيرًا ما يقرن عز وجل بين هذين الاسمين والوصفين، لأن بالمغفرة زوال المرهوب، وبالرحمة حصول المطلوب.
ويقدم سبحانه – غالبًا – المغفرة على الرحمة – لأن التخلية قبل التحلية- كما يقول أهل العلم. وإن كانت الرحمة هي سبب المغفرة كما هو معلوم فلو لم يكن رحيمًا لما غفر ذنوب عباده.

الفوائد والأحكام:

1- أن الموت غاية كل حي من المخلوقات، لقوله: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمْ الْمَلائِكَةُ} وقال تعالى: { كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ}([146])، وقال تعالى: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ}([147]).
2- أن الملائكة تتوفى بني آدم بقبض أرواحهم من أبدانهم، لقوله: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمْ الْمَلائِكَةُ} كما قال تعالى: {حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمْ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا}([148]) أي رسلنا من الملائكة فهم من رسل الله، كما قال تعالى: {جَاعِلِ الْمَلائِكَةِ رُسُلًا}([149]).
ولا تعارض بين هذا وبين قوله: {اللَّهُ يَتَوَفَّى الأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا}([150]) لأن الله نسب التوفي إليه لأنه بأمره – عز وجل -.
كما لا تعارض بين هذا وبين قوله: {قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ}([151])، فأضيف التوفي إلى ملك الموت بالإفراد لأنه هو المباشر لقبض الروح، وأضيف إلى الملائكة لأنهم أعوانه.
كما في الحديث الصحيح: «أنه إذا قبض ملك الموت الروح، لم يدعوها في يده طرفة عين حتى يأخذوها...»([152]).
3- أن من مات فقد استوفى واستكمل رزقه وأجله وعمله، لقوله: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمْ الْمَلائِكَةُ} أي تقبض أرواحهم.
4- إثبات وجود الملائكة ووجوب الإيمان بهم ([153])، وبما ذكر من توفيهم لبني آدم وتكليمهم لهم لقوله: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمْ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا} فهم ذووا أجسام تفعل وتقول، ومن فعلهم قبض أرواح بني آدم، ومن قولهم توبيخ من لم يهاجر – كما ذكر الله في هذه الآية.
إلى غير ذلك مما دل عليه الكتاب والسنة من أفعالهم وأقوالهم وصفاتهم([154]).
وفي هذا إبطال لقول من زعم أن الملائكة هي القوى الخيِّرة، وأن الشياطين هي القوى الشريرة. خلافًا لما دل عليه الكتاب والسنة وأجمعت عليه الأمة.
5- أن الأعمال بالخواتيم لقوله: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمْ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ} الآية كما قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}([155])، وعن عبد الله بن مسعود t أن رسول الله r قال: «فإن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع، فيسبق عليه الكتاب، فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها، وإن الرجل ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع، فيسبق عليه الكتاب، فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها»([156]) والمراد بقوله: «إلا ذراع» بالنسبة لقرب الأجل، وفي حديث سهل بن سعد: «إن الرجل ليعمل عمل أهل الجنة فيما يبدو للناس وهو من أهل النار، وإن الرجل ليعمل علم أهل النار فيما يبدو  للناس وهو من أهل الجنة»([157]).
6- وجوب الخوف والحذر من سوء الخاتمة، وذلك بأن توافي الإنسان المنية وهو مقيم على الظلم والمعاصي لقوله: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمْ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ}.
ولهذا ينبغي للعبد أن يجمع بين أمرين: الأول: لزوم طاعة الله تعالى والبعد عن المعاصي، كما قال تعالى: {وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ}([158])، الأمر الثاني: أن يسال العبد ربه الثبات على الحق، وحسن الخاتمة، وأن يتوفاه الله على الإسلام، كما قال يوسف عليه السلام: {تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ}([159]).
7- وجوب الهجرة، والانتقال من بلد الشرك الذي لا يستطيع فيه المسلم إقامة شعائر دينه إلى بلد الإسلام لقوله: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمْ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُوْلَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ}([160]).
وقد قال r: «أنا برئ من أي مسلم يقيم بين أظهر المشركين» قالوا يا رسول الله. لم؟ قال: «لا تراءى ناراهما»([161])، وروي عنه: «من جامع المشرك أو سكن معه فإنه مثله»([162]).
والهجرة من بلد الشرك إلى بلد الإسلام باقية إلى قيام الساعة، قال r: «لا تنقطع الهجرة حتى تنقطع التوبة، ولا تنقطع التوبة حتى تطلع الشمس من مغربها»([163]). وأما قوله r: «لا هجرة بعد الفتح»([164]) فمعناه: لا هجرة من مكة، لأنها أصبحت بعد فتحها دار إسلام([165]).
8- توبيخ الملائكة لهؤلاء الذين يموتون، وهم ظالمون لأنفسهم بترك الهجرة، لقوله: {فِيمَ كُنتُمْ}، {أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا}.
9- أن ترك الهجرة معصية وظلم للنفس يوبخ على تركها، لقوله: {ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ}، وقول الملائكة لهم: {فِيمَ كُنتُمْ}.
10- ينبغي للمؤمن أن لا يرضى لنفسه بعيش الذل والهوان، وذلك بأن يقيم في بلد لا يستطيع أن يؤدي فيه شعائر دينه، ويهان في بدنه ومعتقده، لقوله {فِيمَ كُنتُمْ} أي: كيف رضيتم بحياة الذل في بلاد الكفر، كما قال تعالى: {وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمْ الأَعْلَوْنَ}([166]). وقال تعالى: {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ}([167]).
11- كذب هؤلاء الظالمين لأنفسهم باحتجاجهم بقولهم: {كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ}، ولهذا قالت لهم الملائكة: {أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا} ولأن الله توعدهم بالنار، فقال: {فَأُوْلَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ}.
12- أن الظالم إذا انقطعت حجته قد يتعلل بأي علة ولو كانت علة واهية ضعيفة، لقول هؤلاء: {كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ}.
13- أن أرض الله واسعة لمن أراد الفرار بدينه، لقوله: {أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً}، وقال تعالى: {يَا عِبَادِي الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ}([168]). وقال تعالى: {وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ}([169]).
14- الوعيد الشديد لمن ترك الهجرة الواجبة، وأن ذلك من كبائر الذنوب، لأن الله رتب على تركها العقوبة في النار فقال : {فَأُوْلَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ}. وهذا من نصوص الوعيد، يدل على أن جزاء من ترك الهجرة العقوبة في النار، وهذا إنما يتحقق فيما إذا وجد المُقتضي للعقوبة وانتفى المانع منها من التوحيد والإيمان، أو التوبة والاستغفار، والحسنات الماحية للسيئات وغير ذلك من المكفرات، وفيما إذا لم يعف الله عن العقوبة، لأن مادون الشرك من الذنوب تحت مشيئة الله عز جل، إن شاء عفا عنه، وإن شاء عذب به. ولا يخلد في النار إلا من مات على الشرك.
15- أن النار مجهمة سوداء مظلمة بعيدة القعر، لأن الله سماها "جهنم" لجهمتها وظلمتها وبعد قعرها أعاذنا الله وجميع المسلمين منها.
16- أن النار بئست المصير والمنقلب، لقوله: {وَسَاءَتْ مَصِيرًا}.
17- أن الهجرة لا تجب على المستضعفين من الرجال والنساء والولدان، الذين لا حيلة لهم ولا قوة لهم على الهجرة، ولا يعرفون طريقًا يسلكونه لدار الهجرة، لقوله تعالى: {إِلاَّ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنْ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ}، بل إنه إذا كان لا يهتدي إلى السبيل ويخاف أن يضل، فإنه لا يجوز له الخروج لئلا يلقي بنفسه إلى التهلكة.
18- أن من عجز عن فعل مأمور فإنه معذور، لقوله تعالى: {إِلاَّ الْمُسْتَضْعَفِينَ} الآية، كما قال تعالى: {لَيْسَ عَلَى الأَعْمَى حَرَجٌ وَلا عَلَى الأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ}([170])، وقال تعالى: {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ}([171])، وقال r: «إذا أمرتكم بأمر فائتوا منه ما استطعتم»([172]).
19- الإشارة إلى خطر الإقامة في بلاد الشرك، وبخاصة بالنسبة للولدان، لأنهم قد يؤثَّر عليهم فيردون إلى الكفر بعد الإيمان، لهذا ذكرهم الله مع الرجال والنساء وهم غير مكلفين والهجرة غير واجبة عليهم، لكن يجب على أوليائهم أن يهاجروا بهم.
20- أن على المؤمن أن يحتال بأي حيلة ليفر بدينه ويهاجر من بلاد الشرك من أي طريق أمكنه ذلك، لقوله: {لا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا} و"حيلة" و"سبيلًا" كل منهما نكرة في سياق النفي، فمن كان يستطيع أي حيلة للهجرة، ويعرف أي طريق للخروج إليها وجب عليه أن يهاجر، وكذلك الحال بالنسبة للقيام بأي عمل مما أوجبه الله على الإنسان، فعليه أن يحتال لكي يقوم بذلك الواجب، فلو أن إنسانًا منع من الصلاة فعليه أن يحتال بأي حيلة لأدائها وهكذا.
21- جواز التحيل لفعل أمر مشروع لقوله: {لا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً}.
قال ابن القيم([173]): "أراد بالحيلة التحيل على التخلص من بين الكفار، وهذه حيلة محمودة يثاب عليها. وكذلك الحيلة على هزيمة الكفار، كما فعل نعيم بن مسعود يوم الخندق، أو على تخليص ماله منهم، كما فعل الحجاج بن علاط بامرأته([174]). وكذا الحيلة على قتل رأس من رؤوس أعداء الله، كما فعل الذين قتلوا ابن أبي الحقيق اليهودي([175])، وكعب بن الأشرف([176])".
22- أن وجود الدليل شرط لوجوب الحج والعمرة، لقوله: {وَلا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا}.
23- وعد الله تعالى بالعفو عن هؤلاء المستضعفين من الرجال والنساء والولدان، الذين لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلاً، لقوله: {فَأُوْلَئِكَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ} وقد قال ابن عباس رضي الله عنهما وبعض أهل العلم: "عسى" من الله واجبة([177]).
أي: أنها وعد من الله أوجبة على نفسه سبحانه.
24- تيسير الله تعالى على العباد، وأنه سبحانه لا يكلف نفسًا إلا وسعها، فمع العجز والمشقة يسقط الوجوب، وينتفي الحرج، لأن الله استثنى من الوعيد المستضعفين الذين لا قدرة لهم على الهجرة بوجه من الوجوه، فقال: {إِلاَّ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنْ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا}، كما قال تعالى: {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ}([178]).
25- إثبات اسم الله "العفو" وما يدل عليه من إثبات صفة العفو الواسعة لله عز وجل، وهي التجاوز عن ذنوب عباده، لقوله: {وَكَانَ اللَّهُ عَفُوًّا}.
26- إثبات اسم الله "الغفور"، وما يدل عليه من إثبات صفة المغفرة الواسعة لله عز وجل، وهي الستر لذنوب عباده عن الخلق، والتجاوز عن العقوبة عليها لقوله {غَفُورًا}.
27- في اجتماع العفو والغفور، اجتماع التجاوز عن الذنوب وسترها عن العباد، التجاوز عما يحصل من نقص في الواجبات، والستر والتجاوز عما يحصل من ارتكاب لبعض المحظورات. وبالعفو يزول المرهوب، وبالمغفرة حصول المطلوب.
28- أن من هاجر في سبيل الله سيجد في أرض الله ما يرغم به أنوف أعدائه من العز والمنعة والتمكين بعد الذل والهوان , وسيجد سعة بعد الضيق: سعة في الدين تجلب له سعة الصدر وانشراحه بحيث يتمكن  من إظهار شعائر دينه، وسعة في الأرض، فأرض الله واسعة، وسعة في رزقه، لقوله تعالى: {وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً} مع أعده الله له من الأجر، كما قال تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلا نَصَبٌ وَلا مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَطَئُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلًا إِلاَّ كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ}([179])([180]).
29- الحث على الهجرة والترغيب فيها، لقوله: {وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً} فقيها مصالح دينية ودنيوية.
30- أن من هاجر لأجل أمر دنيوي يفوته ما وعد الله به المهاجرين في سبيله من خيري الدنيا والآخرة، لمفهوم قوله: {وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ} وفي الحديث: «إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة يتزوجها فهجرته إلى مات هاجر إليه»([181]).
31- أن من ترك شيئًا لله عوضه الله خيرًا منه، وأن ما كان في الله تلفه كان على الله خلفه، وأنه عز وجل يعطي الكثير على العمل القليل، لقوله: {يَجِدْ فِي الأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً}.
32- أن المشركين والكفرة يغيظهم ويرغم أنوفهم أن يخرج المسلم مهاجرًا من دارهم، فيجد في مهاجره العزة والمنعة، لقوله: {يَجِدْ فِي الأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا}، وقد حصل هذا للمشركين عندما هاجر الصحابة إلى الحبشة، وعندما هاجروا مع الرسول r إلى المدينة.
33- أن الكرب والضيق يعقبهما الفرج والسعة، لقوله تعالى {وَسَعَةً} كما قال تعالى: {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا}([182]). وفي الحديث: «واعلم أن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسرا»([183]).
34- أن العاقبة للمتقين في الدنيا والآخرة، فمن أوذي في الله واستضعف وأهين وأذل وضيق عليه بسبب طاعته لله، فإن الله يجعل له من الأذى مخرجًا، ويبدله بعد الضعف قوة، وبعد الإهانة والذل عزاً وبعد الضيق سعة، لقوله: {يَجِدْ فِي الأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً}.
35- الإشارة إلى وجوب حسن الظن بالله، وبما وعد به المهاجر في سبيل الله من العز والمنعة والسعة، وطرح وساوس الشيطان، وتثبيط قرناء السوء من شياطين الإنس والجن من كون المهاجر يذهب ويترك بلده وماله ومسكنه، وأنه سيفتقر لقوله: {يَجِدْ فِي الأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً} أي: سيجد عزًا بعد الذل وغنى بعد الفقر.
36- إذا ضاق الرزق على المرء في بلد فليطلبه في بلد آخر، لقوله: {وَسَعَةً} فأرض الله واسعة ورزقه واسع أيضًا.
37- أن الهجرة الشرعية ما كانت خالصة لله واتباعًا لرسول r لقوله: {مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ}.
38- أن الأجل قد يحول دون الأمل لقوله: {ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ}.
فينبغي للإنسان أن يكون مستعدًا للموت، مكثرًا من ذكره، قال r: «أكثروا من ذكر هادم اللذات»([184]).
وعن ابن عمر رضي الله عنهما أنه قال: كنت مع رسول الله r فجاءه رجل من الأنصار، فسلم على النبي r ثم قال: يا رسول الله، أي: المؤمنين أفضل؟ قال: «أحسنهم خلقًا»، قال: فأي المؤمنين أكيس؟ قال: «أكثرهم للموت ذكرًا، وأحسنهم لما بعده استعدادًا أولئك الأكياس([185])»([186]).
39- أن من خرج مهاجرًا إلى الله ورسوله فأدركه الموت قبل أن يصل إلى مهاجره فله أجر المجاهد وثوابه([187]) ثابتًا كاملًاَ، لقوله: {وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ}([188]). كما قال تعالى: {إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا}([189]).
وفي الصحيحين في قصة الذي قتل مائة نفس، ثم خرج تائبًا إلى قرية صالحة، فمات في الطريق، فتخاصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب، فوجد أنه أقرب إلى القرية الصالحة بشبر فقبضته ملائكة الرحمة([190]).
وإذا كان هذا فيمن قبلنا، فهذه الأمة أولى بهذا الفضل من الله، لأنها أفضل الأمم، فمن شرع في عمل ثم أدركه الموت قبل إتمامه فله أجر ذلك العمل([191]).
فمن خرج لأداء الصلاة، أو الحج، أو الجهاد، أو طلب العلم فمات في أثناء الطريق كتب الله له أجر ذلك، وفضل الله تعالى واسع([192])، وفي الحديث: «إن العبد إذا هم بحسنة فلم يعملها كتبت له حسنة كاملة»([193]).
قال ابن كثير([194]) بعد أن ذكر حديث عمر بن الخطاب t : «إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ مانوى» قال: "وهذا عام في الهجرة وفي كل الأعمال".
40- فضل الله الواسع على عباده، لأنه عز وجل تكفل وضمن الثواب لمن خرج مهاجرًا وأدركه الموت قبل بلوغ مهاجره، وسمى ذلك أجرًا، فقال: {فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ} فالتزم سبحانه بهذا الثواب كما يلتزم المستأجر بأجر الأجير عنده. مع أن الله عز وجل لا يلزمه شيء لعباده، لكنه سبحانه التزم بذلك لهم تفضلًا منه وكرمًا، كما قال سبحانه: {كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ}([195])، وقال تعالى: {وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ}([196]).
وليس في الآية دليل للمعتزلة الذين يقولون: إن الثواب عوض عن العمل. فيرون أنه يجب على الله بطريق العقل أن يثيب المطيع([197]). والصحيح أن العمل إنما هو سبب للثواب، قال r: «لن يُدخل أحدًا عمله الجنة» قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: «ولا أنا إلا أن يتغمدني الله بفضل ورحمة، فسددوا وقاربوا، ولا يتمنين أحدكم الموت: إما محسنًا فلعله أن يزداد خيرًا، وإما مسيئًا فلعله أن يستعتب»([198]).
41- أنه عز وجل يعطي على العمل القليل الأجر العظيم الوفير، فيعطي سبحانه أجر العمل كاملًا لمن نواه أو شرع فيه، وإن أدركه الموت قبل فعله وإتمامه، لقوله: {فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ}.
42- إثبات اسم الله "الغفور" وما يدل عليه من إثبات صفة المغفرة الواسعة لله عز وجل.
43- إثبات اسم الله "الرحيم" وما يدل عليه من إثبات صفة الرحمة الواسعة لله تعالى، رحمة ذاتية، ورحمة فعلية، رحمة عامة، ورحمة خاصة.



([1]) سورة النساء، الآيات: 97- 100.
([2]) انظر "التفسير الكبير" 11/10.
([3]) أخرجه البخاري في تفسير سورة النساء 4596، والطبري في "جامع البيان" 9/103- 104- الأثران 10262- 10263، والواحدي في "أسباب النزول" ص119.
([4]) انظر "معاني القرآن" للفراء 1/284 "جامع البيان" 9/111.
([5]) انظر "معاني القرآن" للفراء 1/284، "جامع البيان" 9/100، "معاني القرآن وإعرابه" للزجاج 2/102، "أحكام القرآن" للجصاص 2/250.
([6]) ويطلق التوفي على النوم، وهو الموتة الصغرى قال تعالى: {وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُمْ بِالنَّهَارِ} سورة الأنعام الآية (60).
([7]) انظر "المحرر الوجيز" 4/226، "الجامع لأحكام القرآن" 5/345.
([8]) سورة الزمر، آية: 42.
([9]) سورة السجدة، آية: 11.
([10]) انظر "معالم التنزيل" 1/469، "الجامع لأحكام القرآن" 5/345.
([11]) سورة الأنعام، آية: 61.
([12]) أخرجه البخاري في الجنائز 1369، ومسلم في الجنة وصفة نعيمها 2871، وأبو داود في الجنائز 3212، والنسائي في الجنائز 2001، والترمذي في التفسير 3120، وابن ماجه في الجنائز 1548 – من حديث البراء بن عازب t.
([13]) أخرجه مسلم في الزهد والرقائق 2996- من حديث عائشة رضي الله عنها.
([14]) أخرجه مسلم في الإيمان، من حديث عمر بن الخطاب t. وأخرجه البخاري في الإيمان 50، ومسلم في الإيمان 9، 10، والنسائي في الإيمان وشرائعه 4991، وابن ماجه في المقدمة 64- من حديث أبي هريرة t.
([15]) سورة فاطر، آية: 1.
([16]) سورة التحريم: آية 6.
([17]) سورة التحريم، آية: 6
([18]) سورة الأنبياء، آية: 27.
([19]) سورة البقرة، آية: 97.
([20]) سورة الشعراء، آية: 193.
([21]) سورة البقرة، آية: 98.
([22]) ما قيل: إن ملك الموت اسمه "عزرائيل" هو من أخبار بني إسرائيل، ولا دليل عليه من الكتاب والسنة.
([23]) سورة السجدة، آية: 11.
([24]) سورة الأنعام، آية: 61.
([25]) سورة الحاقة، آية: 17.
([26]) سورة الصافات، الآيتان: 165، 166.
([27]) سورة الأعراف، آية: 206.
([28]) سورة الأنبياء، الآيتان: 26، 27.
([29]) سورة التحريم، آية: 6.
([30]) انظر "شرح الطحاوية" 2/405- 410، وانظر ماكتبه الدكتور سليمان بن عمر الأشقر عن أحوال الملائكة وصفاتهم وغير ذلك في كتابه: "عالم الملائكة الأبرار".
([31]) انظر "مشكل إعراب القرآن" 1/206.
([32]) انظر "مشكل إعراب القرآن" 1/206.
([33]) سورة الكهف، آية: 33.
([34]) إنما كان الشرك أظلم الظلم لأن حق الله أوضح الحقوق وأبينها.
([35]) سورة لقمان، آية: 13.
([36]) سورة الأنعام، آية: 82.
([37]) سورة فاطر، آية: 32.
([38]) انظر "تفسير ابن كثير" 6/532.
([39]) انظر "تفسير ابن كثير" 2/343
([40]) انظر "معاني القرآن وإعرابه" للزجاج 1/102، "المحرر الوجيز" 4/226، "الجامع لأحكام القرآن 5/346.
([41]) في "مشكل إعراب القرآن" 1/206- 207.
([42]) سورة النبأ، آية: 1
([43]) سورة التوبة، آية: 43.
([44]) سورة الحجر، آية: 54.
([45]) انظر "تفسير ابن كثير" 2/343.
([46]) انظر "جامع البيان" 9/100، "الجامع لأحكام القرآن" 5/346، "البحر المحيط" 3/334.
([47]) انظر "البحر المحيط" 3/334.
([48]) سورة طه، آية: 71.
([49]) سورة الأنعام، آية: 11. وسورة النمل، آية: 69، وسورة العنكبوت، آية: 20، وسورة الروم: أية: 42.
([50]) انظر "التفسير الكبير" 11/10.
([51]) انظر "جامع البيان" 9/100، "تفسير المنار" 5/355.
([52]) انظر "مدارك التنزيل" 1/349.
([53]) انظر "المحرر الوجيز" 4/226، "الجامع لأحكام القرآن" 5/346.
([54]) انظر "المحرر الوجيز" 4/226، "الجامع لأحكام القرآن" 5/346.
([55]) سورة العنكبوت، آية: 56.
([56]) سورة الزمر، آية: 10.
([57]) انظر "البحر المحيط" 3/334.
([58]) انظر "المحرر الوجيز" 4/226. وقال القرطبي: أرض الله، أي: المدينة "الجامع لأحكام القرآن" 5/346، والصحيح عموم الأرض.
([59]) انظر "مدارك التنزيل" 1/349، "الدر المصون" 2/419، "الجدول في إعراب القرآن" 1/118- 119.
([60]) انظر "التفسير الكبير" 11/10، "مدارك التنزيل" 1/349.
([61]) انظر "البحر المحيط" 3/334.
([62]) انظر "جامع البيان" 9/101.
([63]) انظر "تفسير المنار" 5/355.
([64]) انظر "معاني القرآن" للفراء 1/284، "جامع البيان" 9/101، "معاني القرآن وإعرابه" 2/102، "إعراب القرآن" للنحاس 1/484، "مشكل إعراب القرآن" 1/107، "البيان" لابن الأنباري 1/266، "البحر المحيط" 3/335، "الدر المصون" 2/419.
([65]) انظر "جامع البيان" 9/101، "البحر المحيط" 3/335.
([66]) انظر "جامع البيان" 9/105- 106.
([67]) انظر "البحر المحيط" 3/335.
([68]) انظر "البحر المحيط" 3/335.
([69]) انظر "الجامع لأحكام القرآن" 5/346.
([70]) انظر "جامع البيان" 9/101.
([71]) انظر "الكشاف" 1/293، وقيل حال. انظر "مشكل إعراب القرآن" 1/207.
([72]) انظر "البحر المحيط" 3/335.
([73]) انظر "جامع البيان" 9/111، "المحرر الوجيز" 4/227، "الجامع لأحكام القرآن" 5/347، "إعلام الموقعين" 3/308، "تفسير ابن كثير" 2/343.
([74]) انظر "إعلام الموقعين" 3/308 وانظر "لسان العرب" مادة "حول"، "حيل".
([75]) انظر "البحر المحيط" 3/335.
([76]) انظر "جامع البيان" 9/101، "تفسير ابن كثير" 2/343.
([77]) انظر "جامع البيان" 9/101، و"تفسير ابن كثير"2/343
([78]) أخرجه البخاري في تفسير سورة النساء 4588 والطبري في "جامع البيان" 9/101، الأثر 12070- 12071، 12074، والبيهقي في سننه 9/13.
([79]) أخرجه البخاري في التفسير 4598، ومسلم في المساجد ومواضع الصلاة 675، وأبو داود في الصلاة 1442، والنسائي في التطبيق 1074، وابن ماجه في إقامة الصلاة والسنة فيها 1244، والدارمي في الصلاة 1959. وقد أخرجه الطبري في "جامع البيان" 9/110- الحديث 10275 عن "أبي هريرة بلفظ: "أن رسول الله r كان يدعو في دبر صلاة الظهر: «اللهم خلص الوليد وسلمة بن هشام وعياش بن أبي ربيعة وضعفة المسلمين من أيدي المشركين الذين لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلاً» لكن في إسناده على بن زيد بن عبد الله بن أبي مليكة التيمي ضعيف. فهذا الحديث ضعيف، لكن يشهد له ما أخرجه البخاري من غير هذا الوجه. وانظر "تفسير ابن كثير" 2/344.
([80]) البيت لهدبة بن مشرم، وهو في "ديوانه" ص54.
([81]) البيت لمحمد بن إسماعيل، كما في حاشية "شذور الذهب" ص351، وهو بلا نسبة في "الدرر" 2/157.
([82]) سورة يس، آية: 82.
([83]) أخرجه البيهقي في سننه فيما ذكره الزركشي في "البرهان" 4/288.
    وانظر "جامع البيان" 9/101، "معاني القرآن وإعرابه" للزجاج 2/103، "أحكام القرآن" للشافعي 2/17، "السنن الكبرى" 9/13، "معالم التنزيل" 1/470، "المحرر الوجيز" 4/227، "تفسير ابن كثير" 2/343، "البحر المحيط" 3/336، "تفسير المنار" 5/358.
([84]) انظر كلام شيخنا محمد بن صالح العثيمين رحمه الله على هذه الآية في دروس التفسير.
([85]) انظر "جامع البيان" 9/101، 108، "تفسير ابن كثير" 2/343.
([86]) كما أن في هذا تعريضًا بالظلم إذا قدر الإنسان عليه وقد قيل: إذا دعتك قدرتك إلى ظلم الناس فاذكر قدرة الله عليك" وانظر كلام الشيخ محمد بن صالح العثيمين على هذه الآية في دروس التفسير.
([87]) سورة النساء، آية: 149.
([88]) سورة البقرة، آية: 216.
([89]) سورة النساء، آية: 19.
([90]) سورة المائدة، آية: 52.
([91]) انظر "الكشاف" 1/292، "التفسير الكبير" 11/12، "البحر المحيط" 3/336.
([92])  انظر ما سبق ص17.
([93]) انظر "جامع البيان" 9/103.
([94]) أخرجه البخاري في المظالم والغصب 2441، ومسلم في التوبة 2768.
([95]) انظر كلام شيخنا محمد بن صالح العثيمين على هذه الآية في دروس التفسير.
([96]) في "تفسير" 2/344. وانظر "البحر المحيط" 3/336.
([97]) انظر "البحر المحيط" 3/336.
([98]) انظر "الجامع لأحكام القرآن" 5/347.
([99]) سورة الأنعام، آية: 153.
([100]) انظر "جامع البيان" 9/112.
([101]) أخرجه البخاري في بدء الوحي1، ومسلم في الإمارة 1907، وغيرهما – من حديث عمر بن الخطاب t.
([102]) انظر "جامع البيان" 9/112.
([103]) انظر "معاني القرآن وإعرابه" للزجاج 1/104- 105.
([104]) انظر "النكت والعيون" 1/418.
([105]) انظر "معاني القرآن وإعرابه" للزجاج 1/104- 105، "أحكام القرآن" لابن العربي 1/483- 484، "الجامع لأحاكم القرآن" 5/347.
([106]) أخرجه مسلم في المساجد 571، وأبو داود في الصلاة 1024، والنسائي في السهو 1238، والترمذي في الصلاة 396، وابن ماجه في إقامة الصلاة 1210، والدارمي في الصلاة 1495.
([107]) انظر "مجاز القرآن" 1/138، "جامع البيان" 9/112، 119، 121-123، "النكت والعيون" 1/418، "معالم التنزيل" 1/470، "الكشاف" 1/293، "المحرر الوجيز" 4/227- 228، "الجامع لأحكام القرآن" 5/347، 348، "تفسير ابن كثير" 2/345.
([108]) انظر: "ديوانه" 22، "مجاز القرآن" 1/138، "جامع البيان" 9/112، "لسان العرب" مادة "رغم".
([109]) سورة الأنفال، آية: 30.
([110]) سورة الحشر، آية: 9.
([111]) سورة الطلاق، الآيتان: 2-3.
([112]) انظر جامع البيان" 9/113، "معالم التنزيل" 1/418.
([113]) سورة العنكبوت، آية: 56.
([114]) سورة الزمر، آية: 10.
([115]) انظر "جامع البيان" 9/123، "المحرر الوجيز" 4/228.
([116]) انظر "جامع البيان" 9/121، "معالم التنزيل" 1/418، "المحرر الوجيز" 4/228، "الجامع لأحكام القرآن" 5/348، "تفسير ابن كثير" 2/345.
([117]) انظر "جامع البيان" 9/123، "المحرر الوجيز" 4/228.
([118]) في "جامع البيان" 9/123.
([119]) انظر "التفسير الكبير" 11/13.
([120]) أخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" 3/1051، الأثر 5889، وأبو يعلى قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" 7/10: "ورجاله ثقات" والطبراني: قال السيوطي "بسند رجاله ثقات" وانظر "أسد الغابة" 3/61- 63، "الإصابة" 1/253.
([121]) أجرجه الطبري في "جامع البيان" 9/114- 119 عن ابن عباس وسعيد بن جبير وقتادة وعكرمة والضحاك والسدي، وابن زيد. وانظر "تفسير ابن أبي حاتم" 3/1050، 1051، الآثار 5887- 5890.
([122]) انظر "التفسير الكبير" 11/13.
([123]) انظر "جامع البيان" 9/113.
([124]) انظر "مشكل إعراب القرآن" 1/207.
([125]) انظر "جامع البيان" 9/113.
([126]) أخرجه من حديث سهل بن سعد الساعدي t الشيرازي في الألقاب، والحاكم في المستدرك، والبيهقي في شعب الإيمان. وأخرجه أيضًا البيهقي في الشعب عن جابر t. وأخرجه أبو نعيم في الحلية عن علي t وصححه السيوطي. انظر "الجامع الصغير" 89.
([127]) سورة ق، الآيات: 19-22.
([128]) ذكره الخضري في حاشيته 2/123، والصبان في حاشيته 4/9.
([129]) في "جامع البيان" 9/113، وانظر "مجاز القرآن" 1/138.
([130]) سورة الحج، آية: 36.
([131]) انظر "تفسير المنار" 5/359.
([132]) سورة الأنعام، آية: 54.
([133]) سورة الأعراف، آية: 156.
([134]) في "تفسيره" 2/345، وانظر "التفسير الكبير" 11-13-14.
([135]) سبق تخريجه ص20.
([136]) أخرجه البخاري في أحاديث الأنبياء 3470، ومسلم في التوبة 2766، وابن ماجه في الديات 2626- من حديث أبي سعيد الخدري t.
([137]) أخرجه أحمد 4/36.
([138]) انظر "جامع البيان" 9/113.
([139]) سبق تخريجه ص19.
([140]) انظر مادة "غفر" في "النهاية" و"لسان العرب".
([141]) سورة الأنعام، آية: 147.
([142]) سورة العنكبوت: آية 21.
([143]) سورة الأحزاب، آية 43.
([144]) سورة البقرة، آية: 143، سورة الحج، آية: 65.
([145]) انظر "تيسير العزيز الحميد" ص31، "اللباب في تفسير الاستعادة والبسملة وفاتحة الكتاب" ص97- 100.
([146]) سورة الرحمن، آية: 26.
([147]) سورة آل عمران، آية: 85.
([148]) سورة الأنعام، آية: 61.
([149]) سورة فاطر، آية: 1.
([150]) سورة الزمر، آية: 42.
([151]) سورة السجدة، آية: 11.
([152]) سبق تخريجه ص8.
([153]) الإيمان بهم ركن من أركان الإيمان الستة، كما جاء في حديث جبريل الذي رواه عمر بن الخطاب t : «الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره» وقد سبق تخريجه ص8.
([154]) انظر "شرح الطحاوية" 1/405- 423.
([155]) سورة آل عمران، آية: 102.
([156]) أخرجه البخاري في أحاديث الأنبياء 3332، ومسلم في القدر 2643، وأبو داود في السنة 4708، والترمذي في القدر 2137، وابن ماجه في المقدمة 76.
([157]) أخرجه البخاري في الجهاد والسير 2898، ومسلم في الإيمان 112.
([158]) سورة الحجر: آية: 99.
([159]) سورة يوسف، آية: 101.
([160]) انظر "أحكام القرآن" للجصاص 2/250، "الجامع لأحكام القرآن"5/346، "مدارك التنزيل" 1/349- 350.
([161]) أخرجه أبو داود في الجهاد 2645، والترمذي في السير 1604 من حديث جرير بن عبد الله t، وصححه الألباني.
([162]) أخرجه أبو داود الجهاد 2787 من حديث سمرة بن جندب t وصححه الألباني.
([163]) أخرجه أبو داود في الجهاد 2479، والدارمي في السير 2513 من حديث معاوية t وصححه الألباني.
([164]) أخرجه البخاري في الجهاد والسير 2783، ومسلم في الحج 1353، وأبو داود في المناسك 2017، والنسائي في المناسك 4170، والترمذي في السير 1590، وابن ماجه في الجهاد 2773، والدارمي في السير 2512- من حديث ابن عباس رضي الله عنهما.
([165])كما تنبغي الهجرة من بلد الجهل إلى بلد العلم، ومن بلد المعصية إلى بلد الطاعة، ومن بلد البدعة إلى بلد السنة. قال مالك: "أنا لا أقيم في بلد يسب فيه السلف". انظر "أحكام القرآن" لابن العربي 1/484، "الجامع لأحكام القرآن" 5/350.
([166]) سورة آل عمران، آية: 139.
([167]) سورة المنافقون، آية: 8.
([168]) سورة العنكبوت، آية: 56.
([169]) سورة الزمر، آية: 10.
([170]) سورة الفتح، آية: 17.
([171]) سورة التغابن: آية: 16.
([172]) أخرجه البخاري في الاعتصام 7288، ومسلم في الحج 1337، والنسائي في المناسك 2619، وابن ماجه في المقدمة 1، 2 – من حديث أبي هريرة t.
([173]) في "إعلام الموقعين" 3/308. وانظر "بدائع التفسير" 2/73- 74.
([174]) الحجاج بن علاط بكسر العين وتخفيف اللام ابن خالد السلمي وحيلته المحمودة أنه لما فتح الرسول r خيبر استأذن الرسول r في أن يأتي مكة وقال: إن لي مالًا عند صاحبتي أم شيبة بنت أبي طلحة ولي مال متفرق في تجار مكة. وقال: يا رسول الله لا بد أن أقول أي: احتال عليهم لتخليص مالي. فقال له الرسول r: قل. فجاء إلى أهل مكة وإلى امرأته ولم يكونوا يعلمون بإسلامه فقال لهم: إن محمدًا أسر وقتل أصحابه في خيبر , وإني أريد أن أقدم خيبر فأصيب من فرص البيع فأعينوني يا أهل مكة على جمع مالي وعلى غرمائي لأذهب هناك. فلما جمع ماله خرج وأخبر العباس عم النبي r بحقيقة الأمر، وأن محمدًا r فتح خيبر وتزوج r صفية بنت ملكهم. انظر "السيرة النبوية" 3/359- 361، وانظر "الإصابة" 1/313.
([175]) انظر "السيرة النبوية" 3/286.
([176]) انظر "السيرة النبوية" 3/54- 61.
([177]) انظر ما سبق ص17.
([178]) سورة التغابن، آية: 16.
([179]) سورة التوبة: آية: 120.
([180]) انظر "مدراج السالكين" 1/266- 227.
([181]) سبق تخريجه ص 20.
([182]) سورة الشرح، الآيتان: 5-6.
([183]) أخرجه الترمذي في صفة القيامة 2516، وقال: "حديث حسن صحيح"، وأحمد 4/286، 288، وصححه أحمد شاكر.
([184]) أخرجه النسائي في الجنائز 1824، والترمذي في الزهد 2307، من حديث أبي هريرة t. وقال الترمذي: "حديث حسن صحيح"، وفي الباب عن أبي سعيد" وصححه الألباني.
([185]) الكَيْسُ: الفطنة والذكاء. انظر "النهاية" مادة "كيس".
([186]) أخرجه ابن ماجه في الزهد 4259. وحسنه الألباني.
([187]) وليس في الآية دليل لمن قال إن الغازي إذا مات في الطريق استحق سهمه من الغنيمة، لأن الآية هنا في الأجر والثواب الأخروي. انظر "التفسير الكبير" 11/13- 14.
([188]) انظر "أحكام القرآن" للجصاص 2/251 قال بعض أهل العلم: إذا خرج يريد الحد ثم مات في بعض الطريق وقد أوصى أن يحج عنه فإنه يحج عنه من الموضع الذي مات فيه انظر "أحكام القرآن" للجصاص 2/251.
([189]) سورة الكهف، آية: 30.
([190]) أخرجه البخاري في الأنبياء 3470، ومسلم في التوبة 2766 وغيرهما – من حديث أبي سعيد الخدري t.
([191]) انظر "أحكام القرآن" للجصاص 2/251، "تفسير ابن كثير" 2/345.
([192]) انظر المحرر الوجيز" 4/229، "التفسير الكبير" 11/13.
([193]) أخرجه البخاري في الرقاق 6491، ومسلم في الإيمان 131 من حديث ابن عباس رضي الله عنهما.
([194]) في "تفسيره" 2/345.
([195]) سورة الأنعام: آية: 54.
([196]) سورة الأعراف، آية: 156.
([197]) انظر "التفسير الكبير" 11/13-14.
([198]) أخرجه البخاري في المرضى 5673، ومسلم في صفة القيامة والجنة والنار 2816، والنسائي في الإيمان وشرائعه 5037، وابن ماجه في الزهد 4201- من حديث أبي هريرة t.




لتحميل الكتاب كاملا بصيغة بي دي اف من الرابط اسفل المقال 

تحميل كتاب وجوب الهجرة في سبيل الله PDF [رابط ميديا فير مباشر  من هنا 

التعليقات



جميع الحقوق محفوظة

download pdf books تحميل كتاب pdf

2016