احذر..
قيود اليأس
اليأس:
معناه القُنوط، وقيل: اليأس نقيض الرجاء، يئس من الشيء ييأس وييئس واليأس: ضد
الرجاء.
واليأس
من السِّلِّ؛ لأن صاحبه مَيْؤُوسٌ منه.
وفي التنزيل العزيز: }أَفَلَمْ يَيْئَسِ الَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ لَوْ
يَشَاءُ اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعًا{.
قال
أهل اللغة: معناه أفلم يعلم الذين آمنوا علما يئسوا معه أن يكون غير ما علموه؟
وقيل معناه: أفلم ييأس الذين آمنوا من إيمان هؤلاء الذين وصفهم الله بأنهم لا
يؤمنون؟
قال
أبو عبيد: كان ابن عباس يقرأ: أفلم يتبين الذين آمنوا أن لو يشاء الله لهدى الناس
جميعا.
اليأس:
قيد ثقيل يمنع صاحبه من حرية الحركة، فيقبع في مكانه غير قادر على العمل والاجتهاد
لتغيير واقعه؛ بسبب سيطرة اليأس على نفسه، وتشاؤمه من كل ما هو قادم، قد ساء ظنه
بربه، وضعف توكله عليه، وانقطع رجاؤه عن تحقيق مراده، إنه عنصر نفسي سيء، لأنه
يقعد بالهمم عن العمل، ويشتت القلب بالقلق والألم، ويقتل فيه روح الأمل.
إن
العبد المؤمن لا يتمكن اليأس من نفسه أبدًا، فكيف يتطرق اليأس إلى النفس وهي تطالع
قوله تعالى: }وَلَا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ
رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ{ [يوسف:87]. أم كيف يتمكن منها الإحباط وهي تعلم
أن كل شيء في هذا الكون إنما هو بقدر الله تعالى: }مَا
أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ
مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ * لِكَيْ لَا
تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آَتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا
يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ{ [الحديد:22، 23].
فإذا
أيقن بهذا فكيف ييأس؟ إنه عندئذ يتلقى الأمور بإرادة قوية ورضا تام، وعزم صادق على
الأخذ بأسباب النجاح.
إن
القرآن يزرع في نفوس المؤمنين روح الأمل والتفاؤل: }لَا
تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ{ [الزمر:53].
قال
بعض العلماء: لولا الأمل ما بنى بان بنيانًا، ولا غرس غارس غرسًا.
ولا تيأسن من
صنع ربك إنه
|
|
ضمين بأن الله
سوف يديل
|
فإن الليالي
إذ يزول نعيمها
|
|
تبشر أن
النائبات تزول
|
ألم تر أن
الليل بعد ظلامه
|
|
عليه لإسفار
الصباح دليل
|
***
ما هو اليأس؟!..
اليأس:
إحباط يصيب الروح والعقل معًا، فيفقد الإنسان الأمل في إمكانية تغير الأحوال
والأوضاع والأمور من حوله!..
قال الله تعالى: }وَلَئِنْ أَذَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنَّا
رَحْمَةً ثُمَّ نَزَعْنَاهَا مِنْهُ إِنَّهُ لَيَئُوسٌ كَفُورٌ{ [هود:9].
واليأس
نوعان:
-يأس
من رحمة الله؛ وهو محرم ومنهي عنه في ديننا.
-ويأس
من أمر ما في دنيانا التي نعيش فيها.
ما
حكم اليأس شرعًا؟
1-اليأس منهي عنه في الإسلام، بأمر الله عز وجل: }..فَلَا تَكُنْ مِنَ الْقَانِطِينَ{ [الحجر: 55].
2-وصف
الله عز وجل اليائس منه ومن رحمته سبحانه.. بأنه كافر ضال
}.. إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ
الْكَافِرُونَ{ [يوسف: 87].
}قَالَ وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ{ [الحجر:56].
يقول
عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: «لئن أضع جمرة في فمي حتى تنطفئ، أحب إلي من
أن أقول لأمر قضاه الله تعالى: ليت الأمر لم يكن كذلك»!..
لأن
من يفعل ذلك فكأنه ينسب الجهل إلى الله سبحانه وتعالى.. بينما يقول ربنا عز وجل في
محكم التنزيل: }.. أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ
الْعَالَمِينَ{ [الأعراف:54]..
أي إن القدرة بيد الله وحده، لا بيد البشر..
روى
(ابن حبان) الحديث القدسي الشريف: «أنا عند ظن عبدي بي، فليظن بي ما يشاء».. ويقول
(الشوكاني): (فمن ظن بربه الخير عامله الله سبحانه على حسب ظنه به، وإن ظن بربه
السوء عامله الله سبحانه على حسب ظنه به)!..
ما
أسباب اليأس؟!..
1-استعجال
الإنسان للأمور.
}وَكَانَ
الْإِنْسَانُ عَجُولاً{ [الإسراء: 11]..
لنعلم أن المتعجلين هم أقصر الناس نفسا.. وأسرعهم يأسًا؛ وذلك عندما لا تجري
الأمور على هواهم أو حسب ما يتمنون ويحبون ويشتهون!..
2-وزن
الأمور بموازين الأرض لا بميزان السماء:
فقد
قال رجل لأحد الحكماء: إن لي أعداء فقال له: }... وَمَنْ يَتَوَكَّلْ
عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ{ [الطلاق:3]..
قال الرجل: ولكنهم يكيدون لي، فقال له: }.. وَلَا يَحِيقُ
الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ{ [فاطر: 43].. قال الرجل: ولكنهم كثيرون، فقال له: }..كَمْ مِنْ فِئَةٍ
قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ{ [البقرة: 249]!..
وهكذا،
فعندما نرد كل أمر يواجهنا في حياتنا إلى الله عز وجل وحده.. فإننا لن نيأس مطلقًا،
بل ستبقى قلوبنا معلقة بالأمل بالله عز وجل.. خالقنا وحده لا شريك له، ومدبر الأمر
كله!.. والمؤمن عليه أن يكون ممتلئًا بالأمل.
على الرغم من أن الآخرين من حوله قد يكون في غاية اليأس والإحباط.. فهي قضية
إيمانية أولاً وآخرا، فلنكن مؤمنين حق الإيمان؟!..
حتى
لا نكون من القانطين اليائسين.
استعن... بالله
كان نفر من قريش يؤذون رسول الله صلى الله
عليه وسلم وكان منهم أبو لهب، والحكم بن أبي العاص بن أمية، وعقبة بن
أبي معيط، وعدي بن حمراء الثقفي، وابن الأصداء الهذلي, وكانوا جيرانه لم يدخل
الإسلام منهم فيما بعد إلا الحكم بن أبي العاص، فكان أحدهم يطرح عليه رحم الشاة وهو
يصلي، حتى اتخذ رسول الله r حجرا؛ ليستتر به منهم إذا صلى وازداد عقبة بن أبي معيط في
شقاوته وخبثه، فقد روى عبد الله بن مسعود رضي الله عنه:
"أن
النبي صلى الله
عليه وسلم
كان يصلي عند البيت، وكان أبو جهل وأصحاب له جلوسًا, إذ قال بعضهم لبعض: أيكم يجيء
بسلا جزور بني فلان فيضعه على ظهر محمد إذا سجد، فانبعث أشقى القوم وهو عقبة بن
أبي معيط فجاء به فانتظر، حتى إذا سجد النبي وضعه على ظهره بين كتفيه, يقول عبد
الله بن مسعود: وأنا أنظر، لا أغني شيئا عنه لو كانت لي منعة، فجعلوا يضحكون،
ورسول الله صلى الله
عليه وسلم
ساجد، لا يرفع رأسه، حتى جاءت فاطمة رضي الله عنها، فطرحته عن ظهره، فرفع رأسه، ثم
قال:
«اللهم
عليك بقريش ثلاث مرات، فشق ذلك عليهم إذ دعا عليهم، وكانوا يرون أن الدعوة في
ذلك البلد مستجابة، ثم سمي:
اللهم عليك
بأبي جهل، وعليك بعتبة بن ربيعة، وشيبة بن ربيعة، والوليد بن عتبة، وأمية بن خلف،
وعقبة بن أبي معيط».
فوالذي
نفسي بيده لقد رأيت الذين عد رسول الله صلى الله عليه وسلم صرعي في قليب
بدر."
فلا
تيأس أيها المؤمن واعلم أن لك ربا رحيما يسمع نجواك وينصر ضعفك حين يحيط بك القوم..
فقط قل يا رب وارفع رأسك نحو السماء حين يشتد عليك البلاء واستعن بربك!
إن مع العسر يسرًا
وعد
من الله تبارك وتعالى وهو لا يخلف الميعاد }فَإِنَّ
مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا{ [سورة الشرح:5، 6].
وإذا
جاز تخلف وعود البشر وتبدل قوانينهم، فوعد الله لا يتخلف، وسنة الله لا تتبدل إنه
وعد من الله سبحانه يتجاوز حدود الزمان والمكان، ولا يقف عند حد ما نزلت فيه
الآيات التي فهم منها السلف هذا المعنى الواسع، فقالوا: لن يغلب عسر يسرين،
وقالوا: لو كان العسر في جحر ضب لدخل عليه اليسر فأخرجه.
قال
الله تعالى: }وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا{ [الطلاق:4] وسنة الله تعالى، أنه حين تشتد الأزمات
وتتفاقم، يأتي اليسر والفرج، أرأيت كيف فرج الله للأمة بعد الهجرة وقد عاشت قبلها
أحلك الظروف وأصعبها حين كان النبي عليه الصلاة والسلام وصحبه يؤذون في مكة وبين
شعابها؟
وفي الأحزاب حين بلغت القلوب الحناجر وظن الناس بعدها بالله
الظنون، بعد ذلك كانت مقولة النبي - صلى الله عليه وسلم- وهي مقولة صدق: «الآن
نغزوهم ولا يغزوننا».
وحين
مات النبي - صلى الله
عليه وسلم
– وضاقت البلاد بأصحابه، وارتد العرب، وأحدق الخطر وما هي إلا أيام وزال الكرب،
وتحول المسلمون إلى فاتحين لبلاد فارس والروم، وصار المرتدون بإذن الله بعد ذلك
جنودًا في صفوف المؤمنين.
والعبر
في التاريخ لا تنتهي:
والأمر قد يكون في ظاهره شرًا، ثم تكون العاقبة خيرًا بإذن
الله، أرأيت حادثة الإفك وفيها من الشناعة والبشاعة ما فيها، ومع ذلك هي بنص القرآن:
}لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ
لَكُمْ{.
وها
هو سراقة بن مالك (رضي الله عنه) يلحق بالنبي - صلى الله عليه وسلم
– فكان أول النهار عازما على قتله، وأصبح في آخره من جنوده المؤمنين!
*فلننظر
إلى الأمور بعين التفاؤل وإن بدت في ظاهرها على عكس ذلك،، ولندع اليأس والتخذيل
ألم يقل حبيبنا المصطفى عليه أفضل الصلاة والتسليم «تفاءلوا بالخير تجدوه»
فافتح نوافذك أيها اليائس.. دع الضياء يغزو.. حجيراتك المظلمة.. فزواياها الكئيبة
بشوق لخيوط الأمل المنيرة!
توماس إديسون.. الطفل البليد
ولد
توماس أديسون سنة 1847م في مدينة ميلانو بولاية أوهايو الأمريكية ولم يتعلم في
مدارسها الابتدائية إلا ثلاثة أشهر, فقد وجده ناظر المدرسة طفلاً بليدًا متخلفًا
عقليًا! فتم طرده من المدرسة ولم يسمح له بمواصلة الدراسة فيها!!!
إن
هذا الطفل البليد الذي حكم عليه التفكير المدرسي بالبلادة والعجز والتخلف قد سجل
(1093) براءة اختراع وما زال هذا الرقم القياسي المسجل لدى مكتب براءات الاختراع
في الولايات المتحدة الأمريكية.
حين حرمته المدرسة من مواصلة التعليم, أدركت أمه أن حكم
المدرسة على ابنها كان حكمًا جائرًا وخاطئًا فعلمته بالمنزل فأظهر شغفًا شديدًا
بالمعرفة وأبدى نضجًا واضحًا مبكرًا, أديسون كان أكثر نضجًا وأنفذ بصيرة من
المدرسة بمديرها ومعلميها الذين ضاقوا بكثرة أسئلته فاستنتجوا بأن كثرة الأسئلة
دليل على قصور الفهم وأنها برهان على الغباء, رغم أن العكس هو الصحيح فكثرة
الأسئلة تدل على يقظة العقل واستقلال التفكير.
ولقد
كادت تجاربه في مجال الكيمياء أن تذهب بحياته, فقد اشتعل المختبر وهو غارق فيه
وكادت النيران أن تلتهمه وانتهت هذه الواقعة بإصابته بشيء من الصمم.
كان
اختراع الحاكي (المسجل) هو أول اختراع يحصل على براءة اختراعه, وقد باعه بمبلغ أربعين
ألف دولار وهو مبلغ ضخم في ذلك الوقت؛ وبذلك ودع أيام الجوع واستغنى عن النوم في
الأمكنة الخلفية القذرة, واستطاع أن يتفرغ للاختراع وأن ينشئ معملا كبيرًا في
نيويورك, كان فاتحة المعامل والمختبرات للشركات والمصانع في العالم...
وكان جراهام بل قد توصل إلى إمكانية نقل الكلام بواسطة
التيار الكهربائي, لكنه لم يتمكن من اختراع جهاز يتمكن من تحويل هذا الاكتشاف
المهم إلى هاتف يتيح الاستخدام
على نطاق تجاري فطلبت شركة (وسترن يونيون) من أديسون أن يحاول صناعة هاتف قابل للاستعمال العام, وبعد بضعة أشهر تمكن أديسون من تسجيل هذا الاختراع وباعه إلى الشركة المذكورة بمبلغ مائة ألف دولار, وكانت الشركة تريد أن تدفع له المبلغ كاملاً مرة واحدة, لكنه طلب منها أن تدفع له القيمة أقساطا موزعة على سبعة عشر عاما؛ ليضمن راحة البال خلال هذه السنوات لأنه خشي أن يغامر بالمبلغ في مشاريع خاسرة, كما أنه أراد أن يؤمن مستقبله بهذه الطريقة.
على نطاق تجاري فطلبت شركة (وسترن يونيون) من أديسون أن يحاول صناعة هاتف قابل للاستعمال العام, وبعد بضعة أشهر تمكن أديسون من تسجيل هذا الاختراع وباعه إلى الشركة المذكورة بمبلغ مائة ألف دولار, وكانت الشركة تريد أن تدفع له المبلغ كاملاً مرة واحدة, لكنه طلب منها أن تدفع له القيمة أقساطا موزعة على سبعة عشر عاما؛ ليضمن راحة البال خلال هذه السنوات لأنه خشي أن يغامر بالمبلغ في مشاريع خاسرة, كما أنه أراد أن يؤمن مستقبله بهذه الطريقة.
ورغم
أنه سجل أكثر من ألف اختراع وهو رقم قياسي،لم يسجله أحد قبله ولا بعده، إلا أن
الفتح الأكبر كان اختراعه المصباح الكهربائي وإقدامه على إنشاء محطة لتوليد
الكهرباء وإقامة شبكة لتوزيعه على المنازل والمحلات، فلقد كان الناس في كل الدنيا
منذ وجودهم على هذه الأرض يعيشون ليلا في ظلام حالك وبهذا الاختراع تحولت المدن
والبيوت والمحلات إلى أنوار ساطعة.
كان
توماس أديسون سابقًا لعصره لذلك لقي الكثير من السخرية حين أعلن بداية عصر
الكهرباء وانتهاء عصر الأتاريك والسرج والظلام.
إن
قصة توماس أديسون تعتبر من أروع قصص العصامية والكفاح, وفيها دروس باهرة ودلالات
كبيرة تبرهن على أن الإنسان النبيه إذا توقد اهتمامه؛ فإنه قادر على تعليم نفسه
بنفسه, والوصول إلى أرفع الذرى في العلم والابتكار.
وقد
فسر أديسون سر نجاحه (بأن اثنين بالمائة منه وحي وإلهام وثماني وتسعين بالمائة جهد
واجتهاد) لذا استحق أن يسجل اسمه كواحد من أبرز الخالدين في التاريخ فقط؛ لأنه لم
يستسلم لليأس يوما!
ولم
ينزو بكل تشاؤم في دهاليز الظلام؛ ليبتعد عن أعين الفضوليين التي كانت تتفرس بشكل
رأسه الغريب, ولم يتوقف طويلا عند نعتهم له بالمتخلف البليد.
ولأنه
تحدى اليأس فقد استحق ما وصل إليه بجدارة.
*فهل
نتعلم شيئا من قصة هذا المخترع الذي لم يحن رأسه لأعاصير اليأس القاتلة رغم اشتداد
رياحها في سماء حياته أحيان كثيرة.
(سارقو الأحلام)
هناك
أناس سيحاولون إقناعك بالتخلي عن رؤيتك، سيخبرونك بأنك مجنون وبأنه من غير الممكن
تحقيق تلك الرؤية، وسيكون هناك آخرون يضحكون عليك ويسخرون منك, ويحاولون النزول بك
إلى مستواهم، مونتي روبرتس يسمي هؤلاء الناس (سارقو الأحلام) فلا تنصت إليهم.
فعندما
كان مونتي طالبا في المدرسة العليا، أعطى المدرس طلاب الصف مهمة الكتابة عما
يرغبون في عمله عندما يكبرون؛ كتب مونتي أنه يرغب في امتلاك مزرعة على مساحة هائلة
من الأرض يربي فيها العديد من خيول السباقات. أعطاه المدرس درجة ضعيف جدا, وبرر
ذلك بأن الدرجة تعكس اعتقاده بأن الهدف كان بعيدًا عن الواقعية. فما من غلام فقير يعيش
في البر على ظهر شاحنة يمكنه بأي حال من الأحوال أن يجمع مالا يكفي لشراء مزرعة
على مساحة هائلة من الأرض، وشراء الخيول وأدواتها ومتطلبات تربيتها، وأيضا دفع
أجور العاملين في المزرعة.
وعندما
عرض المدرس على مونتي فرصة إعادة كتابة ورقته من أجل الحصول على درجة أعلى، قال له
مونتي: (احتفظ أنت بالدرجة، وسأحتفظ أنا بحلمي).
واليوم
أصبح مونتي يمتلك مزرعته المقامة على مساحات شاسعة من الأرض في كاليفورنيا، يربي
فيها خيل السباق ويدرب المئات من مربي الخيول.
*لأنه
فقط لم يدع أحدًا يسرق حلمه..!!
ابتعد عن المرساة
يقول ويلاند: هناك نوعان من الناس: نوع المرساة ونوع
المحرك، إنك بحاجة إلى الابتعاد عن المرساة والارتباط بالمحرك؛ لأن الأشخاص من نوع
المحرك يتحركون صوب هدف ما ويستمتعون بالمزيد من المرح، أما الأشخاص من نوع
المرساة فسيجذبونك لأسفل فحسب.
وتذكر
أن كلمة (لا) هي كلمة لا بد أن تكون في طريقك نحو الحصول على
(نعم), فلا تستسلم بسرعة أكبر مما ينبغي، حتى وإن كان والدك، وأصدقاؤك، وأقاربك،
(نعم), فلا تستسلم بسرعة أكبر مما ينبغي، حتى وإن كان والدك، وأصدقاؤك، وأقاربك،
زملاؤك،
حسني النية يقولون لك احصل على وظيفة حقيقية. فلتعلم أن أحلامك هي وظيفتك
الحقيقية.
والآن
هل عرفت أي نوع من الأصدقاء هم الذين يحيطون بك الآن؟
انظر
إليهم جيدًا واسأل نفسك هل هم من نوع المحرك أو المرساة؟
عمر المختار.. الشيخ المجاهد
ولد
عمر المختار من أبوين مؤمنين صالحين عام 1858م في بلدة البطنان ببرقة، وقد توفي
والده وهو في طريقه إلى مكة لأداء فريضة الحج.
ومنذ
مجيء الطليان إلى برقة وطرابلس حتى وقت خروجهم منها مهزومين مقهورين؛ خط الليبيون
قصة كفاحهم بدمائهم وأقاموا الدليل بعد الآخر على أن الشعوب التي تعتز بعقائدها
وتاريخها لا يمكن فناؤها مهما تضافرت ضدها القوى المادية التي تعتمد على البندقية
والمدفع وإزهاق الأرواح، وقد انتشر في طول البلاد وعرضها خبر اعتداءات الطليان على
برقة وطرابلس، وكان في مقدمة الذين خفوا لنجدة العثمانيين والالتحام مع العدو في
برقة المجاهد عمر المختار، تولى عمر المختار قيادة (الجبل الأخضر) ثم أسندت إليه
القيادة العامة للمجاهدين، ولم يتردد هذا البطل المغوار في قبولها، فشكل جيشا
وطنيا جعل من خطته التزام الدفاع والتربص بالعدو، حتى إذا خرج الطليان من مراكزهم
انقض المجاهدون عليهم فأوقعوا بهم شر مقتلة وغنموا منهم أسلابًا كثيرة؛ أمدتهم
بالكثير من الأسلحة والعتاد مما كانوا في حاجة ملحة إليه.
ثم لجأ الطليان إلى محاولة زرع بذور الشقاق بين المجاهدين،
كما حاولوا استمالة السيد عمر المختار نفسه وعرضوا عليه عروضًا سخية من الأموال
الطائلة، وأغروه بالجاه العريض في ظل حياة رغدة ناعمة، ولكنهم لم يفلحوا، واستطاع
الطليان بعد احتلال الجغبوب عام 1927م أن يقطعوا السبل بين المجاهدين في الجبل الأخضر
وبرقة وبين مصر من الناحية الشرقية، وبين مراكز السنوسية الباقية في الجنوب فوضعوا
المختار والمجاهدين في عزلة تامة في الشمال.
فهل
وهن المختار وضعف ووجد اليأس إلى قلبه سبيلاً؟ كلا بل إن الأحداث لم تنل منه
شيئا.. وكان يبتسم ابتسامة الواثق بربه المؤمن برسالته، بل إنه واصل الجهاد رغم
الظروف والنتائج.. وفي خلال هذه الظروف السوداء القاتمة ظل يشن الغارة بعد الغارة
على درنة وما حولها، حتى أرغم الطليان على الخروج بجيوشهم لمقابلته فاشتبك معهم في
معركة شديدة استمرت يومين كان النصر فيها حليفه.
ولما
أراد الله أن يختم له بالشهادة ذهب كعادته في نفر قليل يقدر بأربعين فارسًا،
يستكشف مواقع العدو، ويتفقد مراكز إخوانه المجاهدين، ومر بواد صعب المسالك كثير
الغابات، وعلمت به القوات الإيطالية بواسطة جواسيسها، فأمرت بتطويق الوادي، فما
شعر المختار ومن معه إلا وهم وسط العدو، ودارت معركة، وعلى الرغم من كثرة عدد
العدو واحتياطاته فقد تمكن المجاهدون من خرق صفوفه ووصلوا إلى غربي سلطنة..
ففاجأتهم قوة طليانية أخرى، وكانت ذخيرتهم على وشك النفاد، فاشتبكوا في معركة
جديدة قتل فيها جميع من بقي مع المختار، وقتل حصانه أيضا ووقع عليه، فتمكن من
التخلص من تحته، وظل يقاوم وحده إلى أن جرح في يده، ثم تكاثر عليه الأعداء وغلب
على أمره، وأسروه وهم لا يعرفون من هو. ثم عرف وأرسل إلى سوسة، ومنها أركب الطراد
إلى بنغازي حيث أودع السجن.
وجاء
الطليان بالسيد عمر المختار إلى قاعة المحكمة مكبلا بالحديد وحوله الحرس من كل
جانب.. وكانت محاكمة صورية شكلاً وموضوعًا، وكانوا قبل بدء المحاكمة بيوم واحد قد
أعدوا (المشنقة) وانتهوا من ترتيبات الإعدام وتنفيذ الحكم قبل صدوره.. لقد استغرقت
المحاكمة من بدئها إلى نهايتها ساعة واحدة وخمس عشرة دقيقة، وصدر الحكم بإعدام
المختار.. فقابل ذلك بقوله: }إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ{ [البقرة:156].
وفي صباح يوم الأربعاء 11سبتمبر 1931م نفذ الطليان حكم
الإعدام شنقا في الشيخ عمر المختار.. وعندما وجدوا أنه لم يمت أعادوا عملية الشنق
مرة
ثانية. وكأنما الرعب يملأ قلوبهم من البطل حتى وفاته، فما إن أتموا عملية الشنق حتى نقلوه إلى مقبرة الصابري بناحية بنغازي، ودفنوا جسده الطاهر في قبر عظيم
ثانية. وكأنما الرعب يملأ قلوبهم من البطل حتى وفاته، فما إن أتموا عملية الشنق حتى نقلوه إلى مقبرة الصابري بناحية بنغازي، ودفنوا جسده الطاهر في قبر عظيم
العمق
بنوه بالأسمنت المسلح، وأقاموا على القبر جندًا يحرسونه زمنا طويلا خوفا من أن
ينقل المواطنون جثمانه الطاهر.
ولو
فتح المختار لليأس قلبه, وانهزم عند أول عقبة لما انطلقت بذرة الجهاد من بعده حتى
نالت ليبيا استقلالها وطردت الاستعمار الإيطالي من أرضها, وهكذا هم العظماء نفوسهم
تتعلق دوما بخالقها ومن كان كذلك فلا يمكن أن يعرف اليأس إلى قلبه طريقا.
ما مضى فات
تَذَكُّرُ
الماضي والتفاعل معه واستحضاره، والحزن لمآسيه حمق وجنون، وقتل للإرادة وتبديد
للحياة الحاضرة. إن ملف الماضي عند العقلاء يطوى ولا يروى، يغلق عليه أبدًا في
زنزانة النسيان يقيد بحبال قوية في سجن الإهمال فلا يخرج أبدًا، ويوصد عليه فلا
يرى النور؛ لأنه مضى وانتهى، لا الحزن يعيده، ولا الهم يصلحه، ولا الغم يصححه، لا
الكدر يحييه؛ لأنه عدم، لا تعش في كابوس الماضي وتحت مظلة الفائت، أنقذ نفسك من
شبح الماضي، أتريد أن ترد النهر إلى مصبه، والشمس إلى مطلعها، والطفل إلى بطن أمه،
واللبن إلى الثدي، والدمعة إلى العين، إن تفاعلك مع الماضي، وقلقك منه واحتراقك بناره،
وانطراحك على أعتابه وضع مأساوي رهيب مخيف مفزع.
القراءة
في دفتر الماضي ضياع للحاضر، وتمزيق للجهد، ونسف للساعة الراهنة، ذكر الله الأمم
وما فعلت ثم قال: }تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ{ انتهى الأمر وقضي، ولا
طائل من تشريح جثة الزمان، وإعادة عجلة التاريخ.
إن
الذي يعود للماضي، كالذي يطحن الطحين وهو مطحون أصلا، وكالذي ينشر نشارة الخشب.
وقديما قالوا لمن يبكي على الماضي: لا تخرج الأموات من قبورهم، وقد ذكر من يتحدث
على ألسنة البهائم أنهم قالوا للحمار: لم لا تجتر؟ قال: أكره الكذب.
إن
بلاءنا أننا نعجز عن حاضرنا ونشتغل بماضينا، نهمل قصورنا الجميلة، ونندب الأطلال
البالية، ولئن اجتمعت الإنس والجن على إعادة ما مضى لما استطاعوا؛ لأن هذا هو
المحال بعينه.
إن
الناس لا ينظرون إلى الوراء ولا يلتفتون إلى الخلف؛ لأن الريح تتجه إلى الأمام
والماء ينحدر إلى الأمام، والقافلة تسير إلى الأمام، فلا تخالف سنة الحياة.
حارب اليأس.. فأصبح أغنى الرجال في
العالم!
يعتبر
بيل غيتس مؤسس شركة (مايكروسوفت) من أشهر وأغنى الرجال في العالم وتعد شركته من
أشهر الشركات في إنتاج برامج الكمبيوتر وكالعديد من الشركات تأسست (مايكروسوفت) من
فكرة لكن هذه الفكرة كانت بمثابة حلم أو رؤية بعيدة المدى فقد كان الكمبيوتر غير
معروف في أواسط السبعينات، وقد ولد بيل غيتس في سياتل في الولايات المتحدة، من
عائلة غنية، ولكنه رفض أن يستخدم دولارا واحدا في بناء نفسه وإمبراطوريته, وكان
شغوفا بالرياضيات والعلوم، أرسله أهله إلى مدرسة ليك سايد وكانت مدرسة خاصة
بالذكور.
في
عام 1968م اتخذت المدرسة قرارا غير مجرى حياة بيل غيتس البالغ من العمر حينها 13
عامًا، فقد تم جمع تبرعات خاصة من الأهالي؛ وذلك لتتمكن المدرسة من شراء جهاز
كمبيوتر مع برنامج معالج البيانات؛ وقد كان ثلاثة من الطلاب الأكثر اهتماما به وهم
بيل غيتس وإيفانس وبول آلن الذي كان أكبر من غيتس بسنتين وأسس معه بعد ذلك
مايكروسوفت, وكان الثلاثة يجلسون مسمرين أمام الكمبيوتر في أوقات فراغهم، حتى أنهم
أصبحوا يفهمون بالكمبيوتر أكثر من أساتذتهم مما سبب لهم مشكلات عدة مع الأساتذة، وكانوا
يهملون دراستهم بسبب هذه الآلة الجديدة.
انغمس
بيل في عالم الكمبيوتر أكثر فأكثر، وكان يعمل لساعات طويلة ويبدأ نهاره الساعة
الرابعة فجرًا.
وقد جاءت نقطة التحول لعصر الكمبيوتر الشخصي حين انكب بيل
غيتس وزميله بول آلن لمدة 8 أسابيع على تصميم برنامج بلغة BASIC فكان هذا الأمر نقطة تحول بالنسبة إلى عالم
الكمبيوتر الشخصي، وهو السبب الرئيسي لولادة شركة (MICROSOfT).
التي
كان شعارها: (اعمل بكد وجهد، طور في منتجاتك، واربح).
قرر
بيل غيتس وشريكه أن ينقلا مكاتب الشركة إلى مكان أكبر؛ لاستيعاب العمل المتزايد،
وكان قدوة لكل الموظفين في العمل الجاد والمتواصل، وكان يعتقد بأن أية صفقة أفضل
من لا صفقة أبدا, وكان يأكل البيتزا الباردة ويبقى طوال الليل في المكتب، وكان عدد
موظفي مايكروسوفت 13 موظفا عندما جمعت أول مليون دولار.
جمع
بيل غيتس ثلاثين مبرمجًا من أفضل المبرمجين وقضوا عامين، مع عمل ساعات إضافية، في
محاولة لاختراع ويندوز، النتائج كانت مخيبة للآمال، لكنهم لم يستسلموا! وهنا يكمن
سر نجاحهم!
ويندوز
الذي بين أيدينا الآن استغرق اختراعه جهد عامين كاملين متواصلين من العمل الشاق
ليل نهار وثلاثون مبرمجا بارعا ورغم الإخفاقات التي تعرض لها بيل غيتس ومجموعته,
إلا أنه لم ييأس ولو فعل واستسلم لما كنا الآن نحظى بهذا الاختراع المدهش, الذي
وفر علينا الكثير من الوقت والجهد.
بلغت
ثروة بيل غيتس ما يقرب من 46 مليار دولار، ولا يزال، وللسنة الثانية عشرة على
التوالي يتصدر لائحة الرجال الأكثر ثراء في العالم.
إذًا
بدأ بيل غيتس من مجرد فكرة آمن بها, ورغم توالي الصعوبات عليه إلا أنه لم ييأس ولم
يتخل عن فكرته التي ناضل بشدة لتحقيقها رغم كل العوائق!
لا تدمر كل المباني من حولك
*إن
العقل كالحقل وكل فكرة نفكر فيها لفترة طويلة هي بمثابة عملية ري, ولن نحصد سوى ما
نزرع من أفكار سلبية أو إيجابية.
*إن
الشيء الذي يميز بين شخص وآخر, هو النظرة السليمة للأشياء.
*إن
خسارة معركة في كثير من الأحيان, تعلمك كيف تربح الحرب.
*إن
مفتاح الفشل, هو محاولة إرضاء كل شخص تعرفه.
*إن
النجاح ليس كل شيء، إنما الرغبة في النجاح هي كل شيء.
*إن
كل ما نراه عظيمًا في الحياة, بدأ بفكرة صغيرة.
*توجد
هناك دائمًا طريقة أفضل للقيام بعمل ما، ويجب أن نحاول دائما أن نجدها.
*إن
العمل أفضل بكثير من الكلام الجيد.
*إن
التنافس مع الذات هو أفضل تنافس في العالم، وكلما تنافس الإنسان مع ذاته, تطور
بحيث لا يكون اليوم كما كان بالأمس، ولا يكون الغد كما هو اليوم.
*عندما
تلوم الآخرين والظروف والمواقف, فإنك تعطيهم القوة لقهرك، لذا يجب عليك أن تتوقف
عن لوم الآخرين, وأن تتحمل مسؤولية حياتك.
*حين توظف أناسًا أذكى منك، وتصل إلى أهدافك، فأنت بذلك تثبت
أنك أذكى منهم.
*إن
من أكثر اللحظات سعادة في الحياة, هي عندما تحقق أشياء يقول الناس عنها أنك لا
تستطيع تحقيقها.
*إن
الإنسان لا يستطيع أن يتطور, إذا لم يجرب شيئا غير معتاد.
*إن
الطموحات لا تتحقق دون معاناة.
*إن
الحظ في الحياة هو نقطة الالتقاء بين التحضير الجيد والفرص التي تمر.
*إن المتسلق الجيد يركز على هدفه ولا ينظر إلى الأسفل، حيث
المخاطر التي تشتت الذهن.
*إن
الفشل لا يعتبر أسوأ شيء في هذا العالم، إنما الفشل هو أن لا نجرب.
*إن
هناك طريقتين ليكون لديك أعلى مبنى.. إما أن تدمر كل المباني من حولك، أو أن تبني
أعلى من غيرك.. اختر دائمًا أن تبني أعلى من غيرك.
*لا
ينتهي المرء عندما يخسر، إنما عندما ينسحب.
*لا
يتم تحقيق أي شيء عظيم في هذه الحياة من دون حماسة.
*إن
الذي يكسب في النهاية من لديه القدرة على التحمل والصبر.
*إن
كل الاكتشافات والاختراعات التي نشهدها في الحاضر، تم الحكم عليها قبل اكتشافها أو
اختراعها بأنها مستحيلة.
*من
أكثر الأسلحة الفعالة التي يملكها الإنسان هي الوقت والصبر.
*يجب
على المرء ألا يحاول أن يكون إنسانا ناجحًا، إنما أن يحاول أن يكون إنسانًا له
قيمة وبعدها يأتي النجاح تلقائيًا.
*يجب
على الإنسان أن يحلم بالنجوم، ولكن في نفس الوقت يجب ألا ينسى رجليه على الأرض.
*من
لا يعمل لا يخطئ.
*إن
قاموس النجاح لا يحتوي على كلمتي (إذا) و(لكن).
*لكي
ننجح فلا بد أولاً أن نؤمن بأننا نستطيع النجاح.
*إن
هناك قرارات مهمة يجب أن يتخذها الإنسان مهما كانت صعبة, ومهما أغضبت أناسًا من
حوله.
*هناك
فرق كبير بين التراجع والهروب.
*إن
الشجرة المثمرة هي التي يهاجمها الناس.
*إن
النقاش والجدال خاصة مع الجهلة خسارة بكل معنى الكلمة.. لأن الناس لا يعترفون
بأخطائهم بسهولة.
*من
أجمل الأحاسيس هو الشعور من داخلك بأنك قمت بالخطوة الصحيحة حتى ولو عاداك العالم
أجمع.
يا صبر... أيوب!
هذه
القصة تضرب المثل الأعظم في الصبر، وعدم اليأس من رحمة الله تعالى, تلك الفضيلة
التي تظهر ساعة المحن، وكما يقال: (إن الصبر مطية لا تكبو) ونبي الله أيوب يضرب به
المثل في الصبر، عندما تعرض لبلاء شديد، فأعطى درسا عظيما في الصبر والاحتساب
والرضا بقضاء الله تعالى، ليصفه المولى عز وجل بقوله: }إِنَّا
وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ{ [ص:44].
أيوب
عليه السلام كان يعيش مع زوجته في نعيم مقيم ببلاد الشام، وكان كما يقول علماء
التفسير والتاريخ كثير المال، بر, تقي, رحيم، يحسن إلى المساكين, ويكفل الأيتام
والأرامل ويكرم الضيف، ويشكر الله سبحانه وتعالى على نعمائه ويؤدي حق الله في
ماله, كانت زوجته ترفل في هذا النعيم شاكرة المولى عز وجل على ما رزقها من البنين
والبنات وعلى ما أوسع على زوجها من الرزق.
وجاءت
بداية الابتلاء بأن مات كل أهله إلا زوجته، وابتلي في جسده بأنواع عدة من الأمراض،
ولم يبق منه عضو سليم سوى قلبه ولسانه يذكر بهما المولى عز وجل، وهو في ذلك كله
صابر محتسب، يذكر الخالق في ليله ونهاره وصبحه ومسائه، ثم طال مرضه وانقطع عنه
الناس، ولم يبق أحد يحنو عليه سوى زوجته التي ضعف حالها وقل مالها، حتى باتت تخدم
في البيوت بالأجر؛ لتطعم زوجها المريض، تفعل ذلك وهي الزوجة الصابرة المحتسبة،
وكلما زاد الألم بأيوب؛ زاد صبره وحمد الله وشكره على قضائه.
أما
الزوجة الوفية فقد عاشت مع زوجها محنته طوال ثمانية عشر عامًا، فكانت مثالا للمرأة
البارة بزوجها الحانية عليه.
وهكذا
ورغم المرض الشديد والابتلاء القاسي الذي تعرض له نبي الله أيوب عليه السلام، إلا
أنه كان ذا قلب راض وصابر، ولم يسخط لحظة واحدة، ولذلك وصفه المولى عز وجل بقوله: }إِنَّا
وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ{ [ص:44] أي تواب رجاع مطيع، وسئل سفيان الثوري
عن عبدين أبتلي أحدهما فصبر وأنعم على الآخر فشكر، فقال: كلاهما سواء؛ لأن الله
تعالى أثنى على عبدين أحدهما صابر والآخر شاكر ثناء واحدا، فقال في وصف أيوب: }نِعْمَ
الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ{.
وقال في وصف سليمان }نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ{.
وبعد
كل هذه المعاناة توجه أيوب إلى ربه بالدعاء، يطلب منه كشف ما به من بلاء }أَنِّي
مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ{ [الأنبياء:83] و }أَنِّي
مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ{ [ص:41].
واستجاب
الله دعاءه، وكشف عنه بلاءه، بقدرته سبحانه التي لا حدود لها، الذي يقول للشيء كن
فيكون، عندئذ جاء الفرج الإلهي بوصفة ربانية بقوله تعالى: }ارْكُضْ
بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ{ [ص:42] فلقد أمر الله نبيه عليه السلام أن
يضرب برجله الأرض، التي نبع منها الماء العذب، فشرب منه ليشفي من كل الأمراض التي
في بطنه، ثم اغتسل فشفاه الله من كل ما كان يعانيه من ظاهر جسده.
رجع أيوب إلى زوجته يمشي على قدميه، وهو في حالة من الصحة
والنشاط، فلما رأته الزوجة الصابرة لم تعرفه، رغم أنها رأت فيه شبهًا لزوجها قبل
أن يفتك به المرض، فسألته: هل رأى زوجها المريض المبتلى؟ وذكرت له ما لاحظته من
شبه بينهما أيام كان صحيحا، فقال لها نبي الله إنه هو أيوب، وأن الله شفاه من كل
ما أصابه، ثم أفاض الله عليه من نعمائه بقوله تعالى: }وَوَهَبْنَا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً
مِنَّا وَذِكْرَى لِأُولِي الْأَلْبَابِ{، فأرغد الله
سبحانه وتعالى على أهله العيش فزاد نسلهم حتى بلغ عددهم عدد من مضي، فكان له ضعف
ما كان، وكما رد الله عليه
عافيته
وصحته رد عليه ضعفي المال الذي فقده، وضعفي ما كان عنده من الأولاد.
فانظر
أيها اليائس وتفكر هل أصابك من الضر مثل ما أصاب أيوب عليه السلام؟
هل
فقدت جميع أولادك وبناتك؟
هل
فقدت كل مالك؟
هل
فقدت صحتك وعافيتك؟
هل
تنكر كل الناس لك؟
هل
لبثت في الابتلاء سنين وراء سنين صابرًا محتسبا مثل أيوب عليه السلام؟
أما
آن لك أيها اليائس البائس أن ترفع يديك بالدعاء إلى ربك أن يعفو عنك, حين قنطت من
رحمته ويئست من فرجه ويسره...!
*ارفع
عينيك إلى السماء وقل يا رب.. امنحني الأمل وفرج كربي فأنت وحدك القادر على ذلك.
*ارفع
عينيك إلى السماء وقل يا رب.. امنحني الأمل وفرج كربي فأنت وحدك القادر على ذلك.
وقل
كما قال أيوب عليه السلام }أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ{.
هل... أنت متشائم؟
التشاؤم
هو: النظر إلى الكون بكره، والتطلع إلى الدنيا بمقت, فالمتشائم يرى كل شيء أسود،
الزهرة شوكة، والسنبلة قنبلة، والنخلة حنظلة، والمطر نار.
المتشائم
معقود الجبين، كالح الوجه، ضيق الصدر، فليس عنده أمل ولا رجاء ولا فرج ولا يسر،
فهو يرى أن الليل سوف يبقى، والفقر سوف يستمر، والجوع سوف يدوم، والمرض لن يقلع،
في قاموس المتشائم الموت والسقم والهلاك والفشل والإحباط، والسقوط }يَحْسَبُونَ
كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ{.
المتشائم
يموت كل يوم مرات، ويجوع وهو شبعان، ويفتقر وهو غني، لأنه أطاع الشيطان: }الشَّيْطَانُ
يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ{ والمتشائم لا يقرأ قوله
تعالى: }وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ{.
قريب:
يسمع فيجيب، يعطي البعيد والقريب.
قريب:
يغيث اللهفان، ويشبع الجوعان، يسقي الظمآن، ويتابع الإحسان.
قريب:
عطاؤه ممنوح، وخيره يغدو ويروح، وبابه مفتوح، حليم كريم صفوح.
قريب:
يدعوه الغريق في البحار، والضال في القفار، والمحبوس خلف الأسوار كما دعاه عبده في
الغار.
قريب:
فرجه في لمح البصر، وغوثه في لفتة النظر، المغلوب إذا دعاه انتصر، اطلع فستر، وعلم
فغفر، وعبد فشكر، وأوذي فصبر.
قريب:
جواد مجيد، لا ضد له ولا نديد، أقرب للعبد من حبل الوريد، على كل نفس قائم وشهيد،
محمود ممدوح حميد.
قريب:
دعا المذنبين للمتاب، وفتح للمستغفرين الباب, ورزق عباده من غير حساب.
*فاسأل
نفسك بصدق...وأجبها بصدق.. هل ستبقى متشائما بعد كل هذا الفضل من ربك؟؟
بيبسي كولا
من منا لم يتذوق طعم البيبسي؟ هذا الشراب المرطب الذي دخل
إلى
أفواه الملايين، ولم يترك زاوية من دون أن يغزوها في 195دولة في مختلف أنحاء كوكب الأرض، فكرة بسيطة انطلقت من رأس صيدلي كان يحاول أن يركب دواء لمعالجة
أفواه الملايين، ولم يترك زاوية من دون أن يغزوها في 195دولة في مختلف أنحاء كوكب الأرض، فكرة بسيطة انطلقت من رأس صيدلي كان يحاول أن يركب دواء لمعالجة
سوء
الهضم، وإذا به يكتشف شرابا لذيذا ومرطبا غير من نمط الأكل والشرب في العالم، وصال
يطلبه الصغير قبل الكبير. كيف توصل كاليب براد هام إلى هذا الاكتشاف؟
لقد بدأ من خلال عمله في الصيدلية بمزج الوصفات الطبية
والأدوية ووظف خلال عمله مساعدا له؛ ليستطيع التفرغ إلى مزج خلطة من شراب بنكهة
الفواكه مع ماء الصودا، وفي يوم صيف حار ورطب سنه 1898 اكتشف براد هام والبالغ من
العمر 22 سنة شرابا لذيذا ومرطبا يقدمه إلى زبائن الصيدلية لينجح هذا الشراب
المرطب نجاحًا غير متوقع.
قرر
هام أن يسمي شرابه المميز باسم(بيبسي كولا) لأنه كان في رأيه يعالج مرض سوء الهضم
والذي يعرف بـ Dyspepsia.
حظي
شراب بيبسي بشعبية عارمة مما دفع براد هام إلى الإعلان عن هذا الشراب الغازي
والمرطب، وتدافع الناس على طلبه، وبدأت المبيعات بالارتفاع إلى درجة اقتنع بها
كاليب بأن يفتح شركة لتسويق شرابه المميز.
أسس
عام 1902 شركة بيبسي كولا من الغرفة الخلفية في صيدليته، وتقدم ببراءة اختراع
ليسجل اختراعه كماركة مسجلة، في البداية كان يخلط الشراب ويبيعه من خلال ماكينات
مياه الصودا، ولكن بما "أن الحاجة هي أُمُّ الاختراع" قرر براد هام أن
يبيع بيبسي في قوارير صغيرة؛ ليستطع أن يشربها أيا كان وفي أي مكان، تطور العمل
بشكل كبير وفي 16 يونيو 1903 حصلت البيبسي كولا على ماركتها المسجلة من مكتب تسجيل
الماركات والعلامات التجارية في الولايات المتحدة الأمريكية، وخلال السنة نفسها
باع كاليب 7968 قالونا من بيبسي، وكانت دعايته تقول: (منعش، مقوي، مهضم) ثم بدأ
ببيع حقوق امتياز لتعبئة بيبسي في العلب المعدنية والزجاجات، وارتفع العدد من
فرعين عام 1905 إلى 15 فرع 1906 وإلى 40 فرع في عام 1907، ومع نهاية العام 1910
أصبح لدى بيبسي كولا فروع في 24 ولاية، وكان هذا الإنجاز من أهم ما فعله براد هام،
وزادت مبيعات شركته على 100.000 جالون من الشراب في السنة.
بعد
17عاما من النجاح جاءت الحرب العالمية الأولى، وانتكست بيبسي متأثرة بما يجري
حولها، وتقلبت أسعار السكر بشكل خطير مما أثر في إنتاج بيبسي كولا، وكان براد هام
مجبرًا على المخاطرة ببعض الصفقات حتى يستطيع الاستمرار إلى أن اضطر في النهاية
وبعد 3 سنوات مرهقة أن يعلن إفلاسه بعدما خزن السكر بكميات هائلة وهبط سعره بشكل
مفاجئ عشرات المرات، وكان ذلك من سوء حظه، ولم يبق من مصانع بيبسي سوى اثنين عام
1924م.
عاد
براد هام إلى صيدليته ووضع اسم بيبسي برسم البيع، وبالفعل باعه إلى روي ميجار جيل،
والذي تعاقب بعده أربعة مالكين للاسم، فشلوا جميعا في إيصال بيبسي إلى بر الأمان
وإلى التحليق عاليا إلى أن جاء مُصَنِّع شوكولا ناجح يدعى شارلز غوث، كان هذا
الشخص بمثابة المنقذ لبيبسي حيث استفادت الشركة من أفكاره ومن خبراته، وبعد 15 سنة
من الفشل ومن تاريخ إفلاس براد هام والذي توفي عن عام يناهز 58 أي بعد عشر سنوات
من تاريخ إفلاسه وقفت الشركة على قدميها مرة ثانية، وخلال الحرب العالمية الثانية
عادت الشركة إلى الوراء، وعانت من الركود والوضع الاقتصادي المتأزم، وكان الناس لا
يدفعون 5 سنتات مقابل مشروب مرطب، إلى أن ضاعف روث حجم بيبسي مقابل السعر نفسه
منافسًا بذلك شركات المرطبات الأخرى، وعادت بيبسي للإقلاع من جديد بعد الحرب
العالمية الثانية بأفكار جديدة وشعارات جديدة وإعلانات متميزة، وتعتبر بيبسي اليوم
من أفضل الشركات في العالم وترتيبها 21 في الشركات الخمسمائة في الولايات المتحدة
الأمريكية.
*فكرة
بسيطة ورغبة متواضعة اكتشفت شرابا أسود اللون، وصل إلى كل زاوية الكرة الأرضية،
وطافت مياهه السوداء بكميات تستطيع أن تملأ الأنهار.
إنه
التصميم على النجاح رغم الفشل والعثرات!
***
استمع للحكماء... بعقلك!
*غالبا
ما يكون النجاح حليف هؤلاء الذين يعملون بجرأة، ولكنه نادرًا ما يكون حليف أولئك
المترددين الذين يتهيبون المواقف ونتائجها. (جواهر لال نهرو).
*نحن
نسقط لكي ننهض... ونهزم في المعارك لنحرر نصرًا أروع.. تماما كما ننام لكي نصحوا
أكثر قوة ونشاطًا. (بروانيج).
*الرجل
الناجح هو الذي يظل يبحث عن عمل، بعد أن يجد وظيفة!!
*ينقسم
الفاشلون إلى نصفين: هؤلاء الذين يفكرون ولا يعملون، وهؤلاء الذين يعملون ولا
يفكرون أبدًا. (جون تشارلز سالاك).
*لا
يصل الناس إلى حديقة النجاح دون أن يمروا بمحطات التعب والفشل واليأس وصاحب
الإرادة القوية لا يطيل الوقوف في هذه المحطات.
*إننا
ندفع ثمنا غاليًا من جراء خوفنا من الفشل، إنه عائق كبير للتطور يعمل على تضييق
أفق الشخصية ويحد من الاستكشاف والتجريب، فلا توجد معرفة تخلو من صعوبة وتجربة من
الخطأ والصواب... وإذا أردت الاستمرار في المعرفة عليك أن تكون مستعدًا طيلة حياتك
لمواجهة خطورة الفشل. (جون جاردينر).
*يلوم
الناس ظروفهم على ما هم فيه من حال.. ولكني لا أؤمن بالظروف فالناجحون في هذه
الدنيا أناس بحثوا عن الظروف التي يريدونها فإذا لم يجدوها وضعوها بأنفسهم.
(برنارد شو).
*إن
أعظم اكتشاف لجيلي، هو أن الإنسان يمكن أن يغير حياته، إذا ما استطاع أن يغير
اتجاهاته العقلية (وليام جيمس).
*إن
المرء هو أصل كل ما يفعل (أرسطو).
*يجب
أن تثق بنفسك... وإذا لم تثق بنفسك فمن ذا الذي سيثق بك؟!!
*إن
ما تحصل عليه من دون جهد أو ثمن ليس له قيمة.
*إذا
لم تفشل، فلن تعمل بجد.
*ما
الفشل إلا هزيمة مؤقتة تخلق لك فرص النجاح.
*الهروب هو السبب الوحيد في الفشل؛ لذا فإنك لن تفشل طالما
لم تتوقف عن المحاولة.
*إن
الاتصال في العلاقات الإنسانية يتشابه بالتنفس للإنسان، كليهما يهدف إلى استمرار
الحياة (فرجينيا ساتير).
*إن
السعادة تكمن في متعه الإنجاز ونشوة المجهود المبدع (روزفلت).
*إن
الاتجاه الذي يبدأ مع التعلم سوف يكون من شأنه أن يحدد حياة المرء في المستقبل
(أفلاطون).
*ليس
هناك وصف للقائد أعظم من أنه يساعد رجاله على التدريب على القوة والفعالية
والتأثير (منسيوس).
*في
كل الأمور يتوقف النجاح على تحضير سابق وبدون مثل هذا التحضير لا بد أن يكون هناك
فشل.
*إن
قضاء سبع ساعات في التخطيط بأفكار وأهداف واضحة لهو أحسن وأفضل نتيجة من قضاء سبع
أيام بدون توجيه أو هدف.
*عندما
تعرض عليك مشكلة أبعد نفسك عن التحيز والأفكار المسبقة.. وتعرف على حقائق الموقف
ورتبها ثم اتخذ الموقف الذي يظهر لك أنه أكثر عدلاً وتمسك به.
*أعمالنا
تحددنا بقدر ما نحدد نحن أعمالنا!!
*إن
أرفع درجات الحكمة البشرية هي معرفة مسايرة الظروف, وخلق سكينة وهدوء داخليين على
الرغم من العواصف الخارجية.
*البحث
يعلم الإنسان بخطئه, والافتخار بهذه الحقيقة أكثر من أن يحاول بكل قوته الدفاع عن
شيء غير منطقي, خوفا من الاعتراف بالضعف, بينما الاعتراف علامة القوة.
*إن
الخصال التي تجعل المدير ناجحا هي الجرأة على التفكير, والجرأة على العمل والجرأة
على توقع الفشل..!!
*قدرتك
على حفظ اتزانك في الطوارئ, ووسط الاضطرابات, وتجنب الذعر هي العلامات الحقيقية
للقيادة.
*الرئيس
هو ذلك الرجل الذي يتحمل المسؤولية, فهو لا يقول غُلِبَ رجالي إنما يقول غُلِبْتُ
أنا.. فهذا هو الرجل حقًا.
*نحن
نعيب على الآخرين أنهم يرتكبون نفس أخطائنا.!!!
*الأفضل
أن تصل مبكرًا ثلاث ساعات من أن تتأخر دقيقة واحدة.
*لا
يقاس النجاح بالموقع الذي يتبوأه المرء في حياته.. بقدر ما يقاس بالصعاب التي
يتغلب عليها...!!
*العبرة
تكمن في عدد الإنجازات المحققة بغض النظر عن من الذي حققها.
*إن
أكثر الأخطاء التي يرتكبها الإنسان في حياته...كانت نتيجة لمواقف كان من الواجب
فيها أن يقول: لا... فقال: نعم!!!
*الصلاح
مصدر قوة, فالرجل المستقيم الصدوق النافع قد لا يصبح مشهورًا أبدًا... لكن يصير
محترما ومحبوبًا من جميع معارفه... لأنه أقام أساسًا متينًا من النجاح وسوف يأخذ
حقه من الحياة.
*قد
تكون أفضل الطرق أصعبها, ولكن عليك دائما باتباعها إذ إن الاعتياد عليها سيجعل
الأمور تبدو سهلة.
*جوهر
الإدارة هو قوة التنبؤ قبل حدوث الأشياء (هنري فابول).
*إن
الإجابة الوحيدة على الهزيمة هي الانتصار (ونستون تشرشل).
*لعله
من عجائب الحياة، أنك إذا رفضت كل ما هو دون مستوى القمة، فإنك دائما تصل إليها
(سومرست موم).
*قد
يتقبل الكثيرون النصح، لكن الحكماء فقط هم الذين يستفيدون منه (بابليليوس سيرس).
*ليس
هناك أي شيء ضروري لتحقيق نجاح من أي نوع أكثر من المثابرة؛ لأنه يتخطى كل شيء.
*عليك
أن تفعل الأشياء التي تعتقد أنها ليست باستطاعتك أن تفعلها. (روزفلت).
***
متوقد.. رغم سكون الجسد
في
فجر الاثنين غرة صفر 1425هـ، الثاني والعشرين من مارس 2004م حط المجاهد رحاله،
وسلم راية الجهاد عالية خفاقة إلى الأجيال من أجل تحرير فلسطين.
كان
موعد تسليم الراية هو موعد إسلام الروح الطاهرة، إلى بارئها في وقت مبارك، هو صلاة
الفجر، وفي مكان طاهر هو بوابة المسجد.. صلى الشهيد البطل (أحمد ياسين) الفجر، وما
إن انتهى حتى كان موعده مع الشهادة في سبيل الله، التي طالما تمناها وطلبها.
رجل
مشلول شللا رباعيا.. لا يتحرك منه سوى رأسه وفؤاد صادق يخفق بين أضلعه الباردة, لا
يجلس إلا على كرسي متحرك, ولا يأكل إلا بمساعدة الآخرين, حتى في شرابه الماء قد
يموت عطشا وهو ينظر إليها إن لم يساعده الآخرون في رفعها إلى فمه.
ابتلاء
عظيم من الله سبحانه وتعالى وهكذا هم المؤمنين؛ يحبهم الرحمن فيبتليهم, عجز تام
وشلل يجعل العالم من حولك يتوقف تماما حيث توقفت!
فهل
فعل الشيخ أحمد ياسين هذا؟ هل حطم اليأس روحه؟ هل استسلم لطوفانه المدمر؟
هل
انكفأ على ذاته وهو يرقب تلك النظرات المشفقة التي تحيط به؟
سبحـان
الله!
انظروا
إلى أرواح المؤمنين حين تحارب اليأس.. حين تستسلم لقضاء ربها بنفس مطمئنة وقلب
راض.
لكنها
لا تستسلم لروح الخنوع والاستكانة والانهزامية أبدا!
الشهيد
أحمد ياسين مثال عظيم لرجل مناضل أثبت لنا أن عزيمة الإنسان المؤمن بصدق قضيته لا
يمكن أن يوهنها جسد مقعد وكرسي متحرك.
فمن
فوقه قاد قوافل المجاهدين ولم تهتز شجاعته ولم يستسلم للراحة التي يحتاجها مريض
مثله.
وإذا كانت النفوس كبارا
|
|
|
|
تعبت في مرادها الأجسام
|
|
لم
ييأس حين غيب في ظلمات السجون؛ لأنه يعلم أن نور المؤمن يتدفق من أعماقه, ولا يمكن
لسلاسل السجانين أن تصل إليه أبدا.
إن
الشيخ الشهيد يمثل ظاهرة معجزة، في تاريخ النضال الوطني على امتداد العالم. فلم
يعرف التاريخ رجلاً قاد كفاح شعب، وهو مشلول بالكامل ما عدا رأسه سوى الشيخ
المجاهد الشهيد (أحمد ياسين) لم يقد كفاح شعبه فقط، وإنما خطط وأبدع وبنى –بفضل
الله- منظومة جهادية استشهادية ضمت تحت لوائها خيرة أبناء الشعب الفلسطيني.
عاش
مناضلا موقنًا أن الشلل الحقيقي والعجز التام, إنما يسكن في نفوس اليائسين
القانطين من رحمة الله فلا يجتمع في قلب مؤمن يأس من روح الله وإيمان به.
كان
الشهيد منطلقا بروحه إلى آفاق الكون الرحبة.. لم يجزع من وصول أيدي الأعداء له فهو
لا يستطيع الهرب إن أراد..
لأنه
يعلم أن الهرب قد ترك للجبناء.. اليائسين الذين لا يستطيعون
مواجهة الواقع. انظروا إلى الرضا بقضاء الله والهمة العالية كيف يجعلان من رجل مقعد
مواجهة الواقع. انظروا إلى الرضا بقضاء الله والهمة العالية كيف يجعلان من رجل مقعد
أسطورة
من أساطير النضال والجهاد, كثيرون هم الأصحاء الذين عاشوا قبله ومعه وبعده, ولكن
من كان منهم قادرا أن يجعل التاريخ يسطر اسمه في أوراقه الخالدة مثلما فعل الشهيد
أحمد ياسين!
عاش
مناضلا.. مؤمنا بقضيته ومات شهيدا تلك هي الحياة وربي التي لم يعشش في زواياها
اليأس يوما.
*فاقرأ
أيها اليائس سيرة هذا الرجل وقل.. سبحان الله!
كان أغبى طالب في الفيزياء..
حصلت هذه القصة في جامعة كوبنهاجن بالدنمارك، وفي امتحان
الفيزياء كان أحد الأسئلة كالتالي, كيف تحدد ارتفاع ناطحة سحاب باستخدام
البارومتر؟ (البارومتر جهاز قياس الضغط الجوي) والإجابة الصحيحة كانت بديهية وهي
قياس الفرق بين الضغط الجوي على الأرض, وأعلى ناطحة السحاب, كانت إجابة أحد الطلبة
مستفزة لأستاذ الفيزياء لدرجة أنه أعطاه صفرا دون إتمام إصلاح بقية الأجوبة وأوصى
برسوبه لعدم قدرته المطلقة على النجاح، وكانت إجابة الطالب كالتالي: أربط
البارومتر بحبل طويل وأدليه من أعلى الناطحة؛ حتى يمس الأرض, ثم أقيس طول الخيط.
قدم الطالب تظلما لإدارة الجامعة مؤكدا أن إجابته صحيحة مائة في المائة, وحسب
قانون الجامعة عين خبير للبت في القضية، وأفاد تقرير الخبير أن إجابة الطالب صحيحة
لكنها لا تدل على معرفته بمادة الفيزياء وقرر إعطاء الطالب فرصة أخرى وإعادة
الامتحان شفهيًا وطرح عليه الخبير نفس السؤال فكر الطالب قليلاً ثم قال: لدي
إجابات كثيرة ارتفاع الناطحة ولا أدري أيها أختار، فقال له الخبير: هات كل ما عندك
فأجاب الطالب: يمكن إلقاء البارومتر من أعلى الناطحة, ويقاس الذي يستغرقه حتى يصل
إلى الأرض؛ وبالتالي يمكن معرفة ارتفاع الناطحة إذا كانت الشمس مشرقة، أو يمكن
قياس طول ظل البارومتر وطول الناطحة فنعرف طول الناطحة من قانون التناسب بين
الطولين
وبين الظلين, وإذا أردنا أسرع الحلول فإن أفضل طريقة هي أن نقدم البارومتر هدية
لحارس الناطحة على أن يعلمنا بطولها, أما إذا أردنا تعقيد الأمور فسنحسب ارتفاع
الناطحة بواسطة الفرق بين الضغط الجوي على سطح الأرض وأعلى الناطحة باستخدام
البارومتر, كان الخبير ينتظر الإجابة الأخيرة التي تدل على فهم الطالب لمادة الفيزياء،
بينما الطالب يعتبرها الإجابة الأسوأ نظرًا لصعوبتها وتعقيدها، بقي أن تعرف أن اسم
الطالب هو (نيلز بور).
وهو لم ينجح فقط في مادة الفيزياء, بل إنه الدنماركي الوحيد
الذي حاز جائزة نوبل للفيزياء..
*فإن
أخبرك يوما أحدهم بأنك غبي وأنت ترى في نفسك غير ذلك فلا تصدقه, بل كن واثقا
بذاتك.
فمن يدري فلربما حزت يوما على جائزة نوبل مثل نيلز الذي لم
تهتز ثقته بنفسه أبدا!!
ما السر... في هذا؟!
ما
السر في أن المؤمن عنده أمل والكافر يائس قانط؟
السر أن المؤمن يؤمن بأن هناك إلهًا رحيمًا قديرًا يجيب
المضطر إذا دعاه، ويكشف السوء، ويمنح الجزيل، ويغفر الذنوب، ويقبل التوبة، ويعفو
عن السيئات، أرحم من الوالدة بولدها، وأبر بخلقه من أنفسهم يبسط يده بالليل ليتوب
مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل، يفرح بتوبة عبده أشد من فرحة
الحائر إذا وجد ضالته، والغائب إذا وفد، والظمآن إذا ورد. إله يجزي الحسنة بعشرة
أمثالها إلى سبعمائة ضعف ويزيد، ويجزي السيئة بمثلها أو يعفو، إليه يدعو المعرض
عنه من قريب، ويتلقى المقبل عليه من بعيد، ويقول: «أنا عند ظن
عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني؛ وإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ
ذكرته
في ملأ خير
منهم، وإن تقرب إليَّ شبرًا تقربت إليه ذراعًا، وإن تقرب إليَّ ذراعًا تقربت إليه
باعًا، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة».
إله
يداول الأيام بين الناس، فيبدل من بعد الخوف أمنا ومن بعد الضعف قوة، ويجعل من كل
ضيق فرجًا، ومن كل هم مخرجًا.. ومع كل عسر يسرًا، فلذلك يأمل المؤمن فيه، هذا مبعث
الأمل وهذا هو السر: الاعتصام بالإله البر الرءوف الرحيم العزيز الكريم الفعال لما
يريد، يعيش المؤمن على أمل لا حد له، ورجاء لا تنفصم عراه، إنه دائمًا متفائل،
ينظر إلى الحياة بوجه غير الذي ينظر إليها الكافر، لا ينظر إلى الحياة بوجه عبوس
قمطرير، فهو إذا حارب فهو واثق بالله أنه سينصره؛ لأنه مع الله والله معه }إِنَّهُمْ
لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ * وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ{ [الصافات:172-173].
إذا
مرض لم ينقطع أمله أبدًا من العافية: }الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ * وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي
وَيَسْقِينِ * وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ{ [الشعراء:78-80].
إذا
اقترف ذنبا أو جرما فإنه لا ييأس من المغفرة، ومهما كان الذنب عظيما فإن عفو الله
أعظم }قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا
تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا
إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ{ [الزمر:53].
والمؤمن
إذا أعسر وضاقت ذات يده أمل في الله, ولا يزال إيمانه فيه عظيمًا لقوله تعالى: }فَإِنَّ
مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا{ [الشرح:5-6] ولن يغلب عسر يسرين ولو دخل العسر
جحرًا لدخل اليسر عليه حتى يخرجه.
والمؤمن
إذا انتابته كارثة من كوارث الزمن ووقعت به المصيبة؛ فإن أمله في الله مازال موجودًا،
كيف يكون موجودًا والولد قد مات؟ كيف يكون موجودًا والبيت قد احترق، والمال قد ذهب؟
نعم إنه موجود في رجاء الأجر على احتساب المصيبة بالصبر }الَّذِينَ
إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ
رَاجِعُونَ{ [البقرة:156].
هذا
هو السر في عدم يأس المؤمن؛ لأن أمله موصول بخالقه ومن كان كذلك فقد فاز وأفلح
وطرد اليأس من قاموس حياته!
هيلين كيلر.. أعجوبة التحدي!
ولدت
هيلين كيلر في مدينة (تسكمبيا) بالولايات المتحدة الأمريكية عام 1880م، وقبل أن
تبلغ الثانية من عمرها, أصيبت بمرض أفقدها السمع والبصر، وبالتالي عجزت عن الكلام
لانعدام السمع.
سعت
والدتها إلى تعليمها استعمال يديها في عمل إشارات؛ تفصح بها جزئيًا عما تود قوله،
ثم وضعها والدها في معهد للعميان، وطلب من رئيس القسم أن يرشدها إلى معلمة لها،
فأرشدها إلى (آن سوليفان) التي كانت قد أصيبت أول عمرها بمرض أفقدها بصرها، ودخلت
معهد العميان في الرابعة عشرة من عمرها، وبعد حين عاد إليها بصرها جزئيًا.
وقد
التقت بعد انتهاء دراستها بهيلين كيلر لتبدأ معها رحلة طويلة مثيرة هي أشبه
بالأعجوبة وتمثل في الحقيقة أروع إنجاز تم في حقل تأهيل المعوقين.
رحبت
أسرة كيلر بالمعلمة سوليفان ترحيبًا حارًا، وكانت هيلين آنذاك في حوالي السادسة من
عمرها، بدأت سوليفان تعلمها الحروف الأبجدية بكتابتها على كفها بأصابعها واستعملت
كذلك قطعا من الكرتون عليها أحرف نافرة، كانت هيلين تلمسها بيديها وتدريجيا بدأت
تؤلف الكلمات والجمل بنفسها.
وبدأت
المعلمة الجديدة مهمة تعليمها الكلام، بوضع يديها على فمها أثناء حديثها؛ لتحس
بطريقة تأليف الكلمات باللسان والشفتين.
وانقضت
فترة طويلة قبل أن يصبح باستطاعة أحد أن يفهم الأصوات التي كانت هيلين تصدرها.
ولقد
أتقنت هيلين الكتابة وكان خطها جميلاً مرتبًا.
ثم التحقت هيلين بمعهد كمبردج للفتيات، وكانت الآنسة سوليفان
ترافقها وتجلس بقربها في الصف لتنقل لها المحاضرات التي كانت تلقى, وأمكنها أن
تتخرج
من
الجامعة عام 1940م حاصلة على بكالوريوس علوم وهي في سن الرابعة والعشرين.
ذاعت
شهرة هيلين كيلر؛ فراحت تنهال عليها الطلبات لإلقاء المحاضرات وكتابة المقالات في
الصحف والمجلات.
بعد
تخرجها من الجامعة عزمت على تكريس كل جهودها للعمل من أجل المكفوفين، وشاركت في
التعليم وكتابة الكتب ومحاولة مساعدة هؤلاء المعاقين قدر الإمكان.
وفي
أوقات فراغها كانت هيلين تخيط وتطرز وتقرأ كثيرًا، وأمكنها أن تتعلم السباحة
والغوص وقيادة المركبة ذات الحصانين.
ثم
قفزت قفزة هائلة بحصولها على شهادة الدكتوراة في العلوم والدكتوراة في الفلسفة.
في
الثلاثينات من هذا القرن قامت هيلين بجولات متكررة في مختلف أرجاء العالم في رحلة
دعائية لصالح المعوقين؛ للحديث عنهم وجمع الأموال اللازمة لمساعدتهم، كما عملت على
إنشاء كلية لتعليم المعوقين وتأهيلهم، وراحت الدرجات الفخرية والأوسمة تتدفق عليها
من مختلف البلدان، وانتخبت من أهم عشر سيدات في العالم.
ألفت
هيلين كتابين، وكانت وفاتها عام 1968م عن ثمانية وثمانين عامًا.
من
أقوالها:
*
(إن الذين يراقبوني من شرفة وجودهم المعافى؛ يرثون لحالي ولكن مهما بدا طريقي
مظلما في أعينهم, فإني أحمل نورًا عجائبيًا في قلبي، فالإيمان ينير كل سبيل
أسلكه).
*
في حين صرحت (هيلين كيللر)- يوما وهي العمياء، والصماء، البكماء – بقولها: لقد
استمتعت بمباهج الحياة، ونعمت بجمالها!
*
وقالت وهي الصماء البكماء العمياء (لا تحن رأسك لمشاكلك, ولكن أبقها عالية، وحينها
سترى العالم مستقيما أمامك).
*
وأظن أن كل يائس سيشعر بالخجل كثيرا حين يقرأ قصة هذه الأعجوبة التي تحدت كل
إعاقاتها الجسيمة وفوق ذلك ترى من جمال الحياة ومباهجها ما لا يراه اليائس المحبط
الذي يملك السمع والبصر والنطق!
فسبحان
الله!
هذه.. هي الدنيا
الدنيا
طافحة بالأنكاد والأكدار، مطبوعة على المشاق والأهوال، والعوارض والمحن، هي كالحر
والبرد لا بد للعبد منهما }وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ
مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ{ [البقرة:155] والقواطع محن يتبين بها الصادق من
الكاذب }أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا وَهُمْ
لَا يُفْتَنُونَ{ [العنكبوت:2].
والنفس لا تزكو إلا بالتمحيص، والبلايا تظهر الرجال، يقول ابن الجوزي: (من أراد أن
تدوم له السلامة والعافية من غير بلاء, فما عرف التكليف ولا أدرك التسليم)، ولا بد
من حصول الألم لكل نفس سواء آمنت أم كفرت؟، والحياة مبنية على المشاق وركوب
الأخطار ولا يطمع أحد أن يخلص من المحنة والألم، والمرء يتقلب في زمانه في تحول
النعم واستقبال المحن، آدم عليه السلام سجدت له الملائكة ثم بعد برهة يخرج من
الجنة، وما الابتلاء إلا عكس المقاصد وخلاف الأماني ومنع الملذات، والكل حتما
يتجرع مرارته ولكن ما بين مقل ومستكثر، يبتلى المؤمن ليهذب لا ليعذب، فتن في
السراء ومحن في الضراء }وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ
يَرْجِعُونَ{ [الأعراف:168]
والمكروه قد يأتي بالمحبوب، والمرغوب قد يأتي بالمكروه، فلا تأمن أن توافيك المضرة
من جانب المسرة، ولا تيأس أن تأتيك المسرة من جانب المضرة، قال تعالى: }وَعَسَى
أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا
وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ{ [البقرة:216]..
فما
منعك ربك أيها المبتلى إلا ليعطيك، ولا ابتلاك إلا ليعافيك، ولا امتحنك إلا
ليصطفيك، يبتلي بالنعم، وينعم بالبلاء.
يقول
أبو الدرداء: (من هوان الدنيا على الله أنه لا يعصى إلا فيها, ولا ينال ما عنده
إلا بتركها) فتشاغل بما هو أنفع لك من حصول ما فاتك من رفع خلل أو اعتذار عن زلل
أو وقوف على الباب إلى رب الأرباب, وتلمح سرعة زوال بليتك تهن فلولا كرب الشدة ما
رجيت ساعة الراحة، وأجمع اليأس مما في أيدي الناس تكن أغناهم، ولا تقنط فتخذل
وتذكر كثرة نعم الله عليك، وادفع الحزن بالرضا بمحتوم القضاء, فطول الليل وإن
تناهى فالصبح له انفلاج، وآخر الهم أول الفرج, والدهر لا يبقى على حال بل كل أمر
بعده أمر وما من شدة إلا ستهون, ولا تيأس وإن تضايقت الكروب فلن يغلب عسر يسرين،
واضرع إلى الله يسرع نحوك بالفرج، وما تجرع كأس الصبر معتصم بالله إلا أتاه
المخرج.
***
وحيدة في الصحراء
هناك..
في صحراء مكة القاحلة.. حيث لا زرع ولا ماء.. ولا أنيس ولا رفيق.. تركها زوجها هي
ورضيعها.. ثم مضى في طريق عودته بعد أن ترك لهم شيئا يسيرا من الماء والزاد.
فنادته
زوجته قائلة: يا إبراهيم! أين تذهب وتتركنا في هذا الوادي، الذي ليس فيه أنيس؟!
فلم يلتفت إليها الزوج، وكأنه على يقين من وعد الله الذي لا يتخلف ولا يخيب.
فقالت الزوجة- وكأنها أدركت أن أمرا ما يمنع زوجها من الرد
عليها -: أالله أمرك بهذا؟
فيرد
الزوج: نعم.
فتقول
الزوجة التي آمنت بربها، وعرفت معني اليقين بصدق وعد الله، وفهمت كيف تكون معينة
لزوجها على طاعة ربها، في غير تردد ولا قلق، إذن لا يضيعنا وانصرف إبراهيم –عليه
السلام- وهو يدعو ربه ويقول: }رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي
زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ
أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ
لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ * رَبَّنَا إِنَّكَ تَعْلَمُ مَا نُخْفِي وَمَا نُعْلِنُ
وَمَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ{ [إبراهيم:37-38].
ونفد
الماء والزاد، والأم لا تجد ما تروي به ظمأ طفلها، وقد جف لبنها فلا تجد ما ترضعه،
والطفل يتلوى جوعا وعطشًا؛ ويصرخ، ويتردد في الصحراء والجبال صراخه الذي يدمي قلب
الأم الحنون.
وتسرع
وتصعد على جبل الصفا، لعلها ترى أحدا ينقذها هي وطفلها من الهلاك، أو تجد بعض
الطعام أو الشراب، ولكنها لا تجد فتنزل مسرعة وتصعد جبل المروة، وتفعل ذلك سبع
مرات حتى تمكن منها التعب، وأوشك اليأس أن يسيطر عليها، فيبعث الله جبريل – عليه
السلام – فيضرب الأرض بجناحه؛ لتخرج عين ماء بجانب الصغير، فتهرول الأم نحوها
وقلبها ينطق بحمد الله على نعمته، وجعلت تغرف من مائها، وتحاول جاهدة إنقاذ فلذة
كبدها، وتقول لعين الماء: زُمّى زُمّي، فسميت هذه العين زمزم يقول النبي r:
«يرحم الله
أم إسماعيل، لو تركت زمزم لكانت زمزم عينا معينا» [البخاري].
إنها
هاجر، أم إسماعيل، وزوج إبراهيم خليل الله – رضي الله عنها – عرفت في التاريخ بأم
العرب العدنانيين.
وهبها
ملك مصر إلى السيدة سارة – زوج إبراهيم الأولى – عندما هاجرا إلى مصر. ولما أدركت
سارة أنها كبرت في السن، ولم تنجب، وهبت هاجر لزوجها ليتزوجها؛ عسى الله أن يرزقه
منها الولد.
وتزوج إبراهيم – عليه السلام – السيدة هاجر، وبدت عليها
علامات الحمل، ثم وضعت إسماعيل – عليه السلام – ووجدت الغيرة طريقها إلى قلب
السيدة سارة،
فكأنها
أحست أنها فقدت المكانة التي كانت لها في قلب زوجها من قبل، فطلبت منه أن يأخذ
السيدة هاجر بعيدًا عنها، فأخذها سيدنا إبراهيم – عليه السلام – إلى صحراء مكة،
بأمر من الله، ولحكمه يريدها عز وجل، وحدث ما حدث لها ولرضيعها.
ومرت
الأيام بطيئة ثقيلة، حتى نزل على هاجر وابنها إسماعيل بعض أناس من قبيلة (جرهم)
وأرادوا البقاء في هذا المكان؛ لما رأوا عندها الماء، فسمحت لهم بالسكن بجانبها،
ومشاركتها في الشرب من ماء زمزم، واستأنست بهم، وشب الطفل الرضيع بينهم، وتعلم
اللغة العربية منهم، ولما كبر تزوج امرأة منهم. هذه هي هاجر أم الذبيح، تركت لنا
مثالا رائعًا للزوجة المطيعة، والأم الحانية، والمؤمنة القوية؛ فقد أخلصت النية
لله تعالى، فرعاها في وحشتها، وأمنها في غيبة زوجها، ورزقها وطفلها من حيث لا
تحتسب؛ لأنها لم تيأس من رحمة ربها.
وقد
جعل الله – سبحانه – ما فعلته السيدة هاجر – رضي الله عنها – من الصعود والسعي بين
الصفاء والمروة من أعمال الحج, فسبحان الله الرحمن الرحيم ألا تتفكر أيها المؤمن
كيف يفرج الله الكرب, ويزيل الهم والضيق!
حين تكبو فانهض
حين
تكبو فانهض... لا تنتظر من أحدهم أن يمد يده إليك ليساعدك.. أزل الغبار عن ثيابك,
واجمع حاجياتك المتناثرة والبس نعليك وأكمل المسير؛ فالطريق لم ينته بعد!
حين
تكبو فانهض.. فالفشل لا يعني نهاية العالم..؛لأنك حين تبحث ستجد أشياء جميلة في
هذا العالم تستحق منك أن تبدأ من جديد..!
حين
تكبو فانهض.. وأطفئ شموع اليأس التي تتراقص ظلالها على جدران حياتك.. وانفث من
أنفاس إرادتك ما يجعلها تخبو للأبد, واسكب الزيت بهدوء في قناديل الأمل!
حين
تكبو فانهض.. وقَلِّب أوراق التاريخ العتيقة, وأطلق العنان لنفسك المثقلة بالهموم
لتبحر في لجة أمواج الصراع التي عاشها العظماء ضد الفشل, وأصغ السمع لأنين اليأس
الذي ولى الأدبار مثخن الجراح أمام عنفوان إرادتهم!
حين
تكبو فانهض.. وحطم دوائر الحزن التي حاكتها حول قلبك خيوط اليأس, واعلم أن تشبثك
بالأمل سيحيل خيوطها أنكاثا فاصمد!
حين تكبو فانهض... أطلق أسر دموعك دعها تجري أنهارا فوق
وجنتيك.. تخلص من ملوحة الانكسار.. لا تكبت مشاعر الانهزام في داخلك.. بل اقذف بها
بعيدا عن حقولك.. فليس عارًا أن نبكي, لكن العار أن نظل نبكي للأبد وأشجارنا في
حقولنا تحترق!
حين
تكبو فانهض... حطم تماثيل الوهم التي نصبتها في قلبك.....
لمن
لا يستحق نبضاته.. فشيء رائع أن نرسم صورة جميلة لمن نحب, لكن الأروع أن نؤمن أن
تلك الصورة لا توجد إلا في الخيال فقط... فلملم شتات قلبك وأكمل المسير ولا تلتفت
وراءك أبدا!
حين
تكبو فانهض... وانظر لجمال الورود من حولك, واستنشق عبيرها الفواح.. وتعلم منها
كيف أنها تتباهى بجمالها رغم الأشواك التي تحيط بها!
حين
تكبو فانهض.. لأن نهوضك سيمنحك لذة الانتصار الذي يعلمك أن تنهض كلما كبوت!
هل تعرف.. لويس برايل؟
في عام 1809م ولد لويس برايل وكان طفلاً ذا عينين جميلتين
يحسده كل من رآه وكان على درجة من الذكاء, وعنده حب استطلاع كبير بالنسبة لسنه
كطفل صغير، وكان أحيانا يساعد والده في عمله الذي كان عبارة عن تصنيع سرج الخيل
واللجام،
وذات مرة وبينما هو يعمل مع والده, أخذ إبرة كبيرة ومطرقة وقطعة من الجلد ووضع
قطعة الجلد على الأرض وثبت عليها الإبرة وأخذ يطرق عليها بالمطرقة محاولا إدخال
الإبرة في الجلد، وكان يجد مقاومة كبيرة من الجلد لدرجة أن الإبرة أفلتت من يده
وللأسف جرحت عينه جرحا عميقا؛ ووقع على الأرض يبكي ويصرخ من الألم وتسبب الجرح
بسرعة في التهاب العصب البصري، وفقد البصر بعينه اليسرى، ولما بلغ سن 3 سنوات أصاب
الالتهاب عينه الأخرى وأصبح كفيفا تماما، وسأل نفسه لماذا يحدث كل ذلك لي أنا
بالذات؟ وشعر بالحزن والوحدة، ومرت الأيام وأرسله والده لأخذ دروس في عزف البيانو،
وأصبح مولعا بالعزف عليه وأصبح أيضا ماهرًا جدًا في ذلك، ولما بلغ سن 8سنوات أصبح
مشهورًا في المعهد القومي للعميان في باريس, وكان نابغًا في الموسيقى والرياضيات
والعلوم والجغرافيا، وكانت طريقة تدريس القراءة في المعهد هي بلمس حروف كبيرة من
المعدن كانت تقطع وتلصق على الورق, وكان الأطفال يتعلمون لمس الحروف المعدنية
بالأصابع ويتعرفون على أشكالها، وفي اعتقاد لويس أن هذه الطريقة كانت غير عملية؛
لأن طول الحرف كان يبلغ حوالي 3بوصات بالإضافة إلى أنها كانت ثقيلة جدا؛ مما دفعه
إلى أن يقضي وقتًا طويلاً يفكر بينه وبين نفسه أنه لا بد من أن يكون هناك طريقة
أفضل من ذلك, حين بلغ العشرين من عمره تم تعينه مدرسًا في المعهد، وفي عام 1829نجح
في تكوين حروف الكتابة باستخدام ست نقاط فقط وبدأ في تجربتها واستخدامها في
المعهد، وفي عام 1839م نشر طريقته حتى يطلع العالم على اكتشافه، وواجه مقاومة
كبيرة من الجميع بما فيها المعهد نفسه، وألف أول كتاب له يحتوي على ترجمة قصائد
للشاعر الإنجليزي الأعمى جون ميلتون، وحتى يمكنه الكتابة استعمل إبرة كبيرة مشابهة
لتلك التي تسببت في إصابته بالعمى في البداية، ورغم هذا الاكتشاف إلا أنه لم يكن
مقبولا ولا معترفا به، ولم يستسلم وظل مداومًا على تعليم طريقته لتلاميذه وحاول
مرات عديدة أن يقدم مشروعه للأكاديمية الفرنسية, ولكن مشروعه كان يقابل دائما
بالرفض.
وفي
أحد الأيام كانت إحدى تلميذاته تقوم بالعزف على البيانو في أحد أكبر مسارح باريس
ولما انتهت من العزف صفق لها الحاضرون بإعجاب شديد, ونهض الجميع وقوفا معبرين عن
تقديرهم لأداء هذه التلميذة فاقتربت من الجمهور وقالت: (لست أنا التي أستحق كل هذا
التقدير, ولكن الذي يستحقه هو الرجل الذي علمني عن طريق اكتشافه الخارق, وهو الآن
يرقد على فراش المرض وحيدا منزويا بعيدا عن الجميع) فبدأت الجرائد والمجلات حملة
قومية تعضد لويس برايل وتؤيد وتدعم طريقته وكان من نتيجة هذه الدعاية المكثفة؛ أن
اعترفت الحكومة الفرنسية باكتشافه وجرى أصدقاؤه يبلغونه بالأخبار الجميلة وقال لهم
برايل والدموع تملأ عينيه: (لقد بكيت 3مرات في حياتي أولهما عندما فقدت بصري،
والثانية كانت عندما اكتشفت طريقة حروف الكتابة وهذه هي المرة الثالثة، وهذا يعني
أن حياتي لم تذهب هباء).
وفي عام 1852م توفي برايل بمرض السرطان ولم يتعد عمره 43 عاما.
*حارب
الآخرون اكتشافه وقابلوا فكرته بالرفض, لكنه أكمل ما بدأه؛ لأن هدفه كان واضحا
أمامه, رغم تهكمات الآخرين وتجاهلهم لاختراعه العظيم.
نجاح رغم الفشل
إبراهام
لنكولن فشل في الأعمال الحرة عندما كان عمره 21 عاما...
ثم
خسر في الانتخابات عندما كان عمره 32 عاما...
وفشل
مرة أخرى في الأعمال الحرة عندما كان عمره 34عاما...
وتوفيت
خطيبته عندما كان عمره 35عاما...
وأصيب
بانهيار عصبي عندما أصبح في 36عاما من عمره...
ثم
خسر الانتخابات وعمره 38عاما...
وخسر
انتخابات الكونغرس حين كان عمره 43عاما...
وخسر
مرة أخرى عندما كان عمره 46عاما...
ثم
خسر سباقا للفوز بلقب سيناتور.
وفشل
في أن يكون نائبًا للرئيس, وعندما أصبح عمره 52 عاما أصبح رئيسًا للولايات المتحدة
الأمريكية.
*ما
أعجب الإصرار على النجاح, رغم الإخفاقات المتتالية التي تعرض لها... إنه الانتصار
على اليأس وتحويله من قوة سلبية ضاغطة إلى قوة إيجابية دافعة للإمام!
سعيد رغم إعاقته
أحد
السلف كان أقرع الرأس.. أبرص البدن. أعمى العينين.. مشلول القدمين واليدين، وكان
يقول: (الحمد لله الذي عافاني مما ابتلى به كثيرا من خلقه، وفضلني عليهم تفضيلا)
فمر به رجل فقال له: مما عافاك؟؟ أعمى وأبرص وأقرع ومشلول.. فمما عافاك؟ فقال:
ويحك يا رجل؛ جعل لي لسانا ذاكرًا، وقلبا شاكرًا، وبدنًا على البلاء صابرًا، اللهم
ما أصبح بي من نعمة, أو بأحد من خلقك فمنك وحدك لا شريك لك، فلك الحمد ولك الشكر،
قال تعالى: }وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا
فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ{ [الزخرف:36].
الماشطــة
لما
أُسري بالنبي صلى الله
عليه وسلم,
شم ريحًا طيبة؛ فقال:«يا جبريل ما هذه الريح الطيبة؟ قال: هذه ريح قبر
الماشطة وابنيها وزوجها».
انتشر أمر موسى – عليه السلام – وكثر أتباعه، وأصبح
المؤمنون برسالته خطرًا مستمرًا، يهدد فرعون وملكه، وظل فرعون في قصره في حالة
غليان مستمر, يمشي ذهابًا وإيابًا، يفكر في أمر موسى، وماذا يفعل بشأنه وشأن
أتباعه، فأرسل في طلب رئيس وزرائه هامان؛ ليبحثا معًا الأمر، وقررا أن يقبض على كل
من يؤمن بدعوة موسى، وأن يعذب حتى يرجع عن دينه، فَسَخَّر فرعون جنوده في البحث عن
المؤمنين بدعوة موسى، وأصبح قصر فرعون مقبرة للأحياء من المؤمنين بالله والموحدين
له، وكانت صيحات المؤمنين وصرخاتهم ترتفع من شدة الألم ووطأة التعذيب, تلعن
الظالمين وتشكو إلى ربها صنيعهم.
وكان في قصر فرعون امرأة تقوم بتمشيط شعر ابنته وتجميلها،
وكانت من الذين آمنوا، وكتموا الإيمان في قلوبهم، وذات مرة كانت تمشط ابنة فرعون
كعادتها كل يوم، فسقط المشط من يدها على الأرض، ولما همت بأخذه من الأرض، قالت:
بسم الله، فقالت لها ابنة فرعون: أتقصدين أبي؟ قالت: لا. إنما أقصد الله ربي ورب
أبيك، فغضبت ابنة فرعون من الماشطة وهددتها بإخبار أبيها بذلك، ولكن الماشطة لم
تخف، فأسرعت البنت لتخبر أباها بأن هناك في القصر من يكفر به، فلما سمع فرعون ذلك اشتعل
غضبه، وأعلن أنه سينتقم منها ومن أولادها، فدعاها، وقال لها: أو لك رب غيري؟!
قالت: نعم، ربي وربك الله. وهنا جن جنونه، فأمر بإحضار وعاء ضخم من نحاس وأوقد
النار فيه، وأمر بإلقائها هي وأولادها فيه، فما كان من المرأة إلا أن قالت لفرعون:
إن لي إليك حاجة، فقال لها: وما حاجتك؟ قالت: أحب أن تجمع عظامي وعظام أولادي في
ثوب واحد وتدفننا، فقال: ذلك علينا. ثم أمر بإلقاء أولادها واحدًا تلو الآخر،
والأم ترى ما يحدث لفلذات كبدها، وهي صابرة محتسبة، والأولاد يصرخون أمامها، ثم
يموتون حرقا، وهي لا تستطيع أن تفعل لهم شيئًا، وأوشك الوهن أن يدب في قلبها لما
تراه وتسمعه، حتى أنطق الله – عز وجل – آخر أولادها- وهو طفل رضيع – حيث قال لها:
يا أماه، اصبري، فإنك على الحق.
فاقتحمت المرأة مع أولادها النار، وهي تدعو الله أن يتقبل
منها إسلامها، فضربت بذلك مثالاً طيبًا للمرأة المسلمة التي تعرف الله حق معرفته،
وتتمسك
بدينها
, وتصبر في سبيله، وتمتحن بالإرهاب، فلا تخاف، وتبتلى بالعذاب فلا تهن أو تلين،
وماتت ماشطة ابنة فرعون وأبناؤها شهداء في سبيل الله، بعدما ضربوا أروع مثال في
التضحية والصبر والفداء وعدم اليأس من رحمة الله.
امرأة
بسيطة تعلقت روحها بالأمل الكبير الذي تطمح نحوه كل نفس مؤمنة وهو رضا الله
والجنة.
أمل
كان يحدوها ويطرد اليأس من نفسها وهي ترى فلذات كبدها يحترقون بنار فرعون وجبروته,
وصرخاتهم المتألمة تحثها على التراجع واليأس وفقدان الأمل والتبرم من هذا الوضع
الأليم!
لكنه
الإيمان حين يتغلغل إلى الروح المؤمنة فتأتيها البشرى سراعًا (اصبري، يا أماه فإنك
على الحق).
دعاء
هيا
اهتف بهذا الدعاء الحار الصادق؛ فإنه لكشف الكرب والهم والحزن: «لا إله
إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب
السموات ورب الأرض ورب العرش الكريم، يا حي يا قيوم لا إله إلا أنت برحمتك أستغيث».
«اللهم
رحمتك أرجو، فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين، وأصلح لي شأني كله، لا إله إلا أنت»
«استغفر
الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه».
«لا إله
إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين».
«اللهم إني عبدك، ابن عبدك، ابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماض في
حكمك، عدل في قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك،
أو
علمته أحدًا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي،
ونور صدري، وذهاب همي، وجلاء حزني».
«اللهم إني
أعوذ بك من الهم والحزن، والعجز والكسل، والبخل والجبن، وضلع الدين وغلبة الرجال».
«حسبنا
الله ونعم الوكيل».
لتحميل الكتاب كاملا بصيغة بي دي اف من الرابط اسفل المقال
تحميل كتاب هكذا هزموا اليأس PDF برابط ميديا فير من هنا