تعريف اليقين
لغة:
اليقين مشتق من الفعل يَقِنَ وأيقن يوقن إيقانًا، وييقن
يقنًا ويقينًا، فهو موقن.
واليقين نقيض الشك، فهو العلم وتحقيق الأمر وإزاحة الشك،
فكما أن العلم نقيض الجهل، فكذلك اليقين نقيض الشك، يقال: علمته يقينًا، أي علمًا
لا شك فيه([1]).
وليس هو من الفعل وقن وأوقن؛ فإن معنى وقن وأوقن: اصطاد
الطير من وقنته، أي وكنته (محضنه)، فالوقنة موضع الطائر في الجبل، ويقال توقن
وأوقن في الجبل: صعد فيه([2]).
نخلص مما سبق أن اليقين مشت من الفعل يقن وأيقن بمعنى
علم علماً لا شك فيه تطمئن إليه النفس اطمئنانًا يزيل الشك ويدفع للعمل بالموقن
به.
والعرب تسمي اليقين ظنًا والشك ظنًا، ومنه قوله تعالى: {وَرَأَى الْمُجْرِمُونَ النَّارَ فَظَنُّوا أَنَّهُمْ مُوَاقِعُوهَا} ([3]) أي فأيقنوا أنهم مواقعوها([4]).
بل
قال بعض المفسرين: "كل ظن في القرآن فهو علم ويقين، كما ذكر ذلك الطبري بسنده
عن مجاهد، وذكر ابن كثير صحة سنده عنه([5]).
اصطلاحًا:
هو اليقين الجازم بعلم وطمأنينة واستقرار نفس، بكل ما
جاء في الكتاب والسنة عن الله تعالى، يقينًا يدفع المرء إلى العبودية لله تعالى مع
حرص شديد على إخلاص النية له سبحانه، واتباع ما جاء به الرسول r.
أو تقول هو أن تتيقن بكل ما ورد من الحق، فيكون عندك
كالشاهد.
فاليقين هو إتقان العلم بانتفاء الشك والشبهة عنه، وهو
العلم الجازم الذي لا شك فيه المؤدي إلى استقرار القلب وطمأنينته، الدافع إلى
العمل، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: "اليقين هو طمأنينة القلب، واستقرار
العلم فيه، وضد اليقين الريب وهو نوع من الحركة والاضطراب" ([6])،
ويقول السعدي: "اليقين هو العلم التام الذي ليس في أدنى شك، الموجب
للعمل"([7]).
ومما ينبغي أن يعلم أن اليقين أعلى درجات الإدراك، قال
ابن تيمية: "ينبغي أن يعلم أن كل واحد من صفات الحي، التي هي العلم والقدرة
والإدراك ونحوها، له من المراتب ما بين أوله وآخره ما لا يستنبطه العباد، كالشك ثم
الظن ثم العلم ثم اليقين ومراتبه، وكذلك الهم والإرادة والعزم..."([8]).
والعبد يعرف من نفسه بلوغه درجة اليقين بالشيء كما يعرف
أنه رأى الشيء أو سمعه، يقول ابن تيمية: "العلم واليقين يجده الإنسان من نفسه
كما يجد سائر إدراكاته وحركاته مثلما يجد سمعه وبصره وشمه وذوقه، فهو إذا رأى
الشيء يقينًا يعلم أنه رآه، وإذا علمه يقينًا يعلم أنه علمه، وأما إذا لم يكن
مستيقنًا؛ فإنه لا يجد ما يجده العالم، كما إذا لم يستيقن رؤيته لم يجد ما يجده
الرائي، وإنما يكون عنده ظن ونوع إرادة توجب اعتقاده"([9]).
منزلة اليقين
اليقين شعبة من شعب الإيمان بل هو من أعلى درجات أعمال
القلوب؛ إذ هو العلم الجازم بإيمان وطمأنينة نفس بما جاء عن الله تعالى يقينًا
يدفع صاحبه إلى اتباع الشرع الحنيف.
يقول ابن القيم: "وهو من الإيمان بمنزلة الروح من
الجسد، وبه تفاضل العارفون، وفيه تنافس المتنافسون، وإليه شمر العاملون... وخصَّ
سبحانه أهل اليقين بالانتفاع بالآيات والبراهين، فقال وهو أصدق القائلين: {وَفِي الأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ} ([10])، وخص أهل اليقين بالهدى والفلاح من بين العاملين فقال: {وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ
إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالآخرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ * أُوْلَئِكَ
عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ} ([11]).
فاليقين روح أعمال القلوب التي هي روح أعمال الجوارح،
وهو حقيقة الصدِّيقية"([12]).
ولهذا ورد عن ابن مسعود t أنه قال: «اليقين هو الإيمان كله» ([13])، ومراده t بيان عظم هذه الشعبة وأنها من أعلى درجات الإيمان، وليس
مقصوده أن الإيمان هو هذه الشعبة أو الدرجة؛ إذ أن اليقين جزء عظيم من حقيقة
الإيمان وليس هي فقط الإيمان، بل الإيمان اعتقاد وقول وعمل، يقول ابن القيم:
"فالإيمان قلب الإسلام ولبه، واليقين قلب الإيمان ولبه"([14]).
ولعظم منزلة اليقين أثنى الله على المتصفين به، في مثل
قوله تعال: {وَبِالآخرَةِ
هُمْ يُوقِنُونَ} ([15])، وقوله: {وَهُمْ بِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ} ([16]).
وغيرها من الآيات، كذا رسول الله r امتدح أهل اليقين وحث عليه وأمر بطلبه؛ إذ هو من أسباب
الصلاح ودخول الجنة.
فقد قال عليه الصلاة والسلام لأبي هريرة: «من لقيت من وراء هذا الحائط يشهد أن لا إله إلا الله
مستيقنًا بها قلبه فبشره بالجنة» ([17]).
وقال r: «صلاح أول هذه الأمة بالزهد واليقين ويهلك آخرها بالبخل والأمل» ([18]).
وقال أيضاً: «... وسلوا الله اليقين والمعافاة؛ فإنه لم يؤت أحد بعد
اليقين خيرًا من المعافاة» ([19]).
وفي المقابل وصف الله تعالى الكفار والمنافقين بنقيض
اليقي؛ إذ وصفهم بالشك والريب والتردد، قال تعالى: {وَإِنَّهُمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ} ([20])، وقال سبحانه: {وَإِنَّ الَّذِينَ أُورِثُوا الْكِتَابَ مِنْ
بَعْدِهِمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ} ([21])، وقال في المنافقين: {إِنَّمَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ لا
يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَارْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِي
رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ} ([22]).
ومما
يدل على المنزلة العظيمة لليقين أن الله سبحانه وتعالى لما أراد أن يزيد إبراهيم
عليه السلام إيمانًا مع قوة إيمانه فهو أبو الأنبياء عليه وعلى رسولنا أفضل الصلاة
والسلام رفعه ورقاه إلى درجة اليقين، فأراده ملكوت السماوات والأرض ليصل إلى تلك
المنزلة الرفيعة، إذ أخبر الله تعالى عن ذلك بقوله: {وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ
السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنْ الْمُوقِنِينَ} ([23]).
حكم
اليقين
اليقين
له مرادان، ولكل مراد حكم يترتب عليه:
المراد
الأول:
قد يراد به اليقين بأصل الإيمان، فهو بهذا المعنى شرط من شروط لا إله إلا الله وأن
محمدًا رسول الله، ولا إيمان مع الشك أو التردد وعدم اليقين فالإيمان لا يقبل إلا
باليقين، قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "فأما اليقين الذي هو صفة العبد، فذلك
قد فعله من حين عبد ربه، ولا تصح العبادة إلا به، وإن كان له درجات متفاوتة"([24]).
ومن
كان عنده شك في الله ورسوله ودين الله فهو كافر قال تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا
بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ
وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمْ الصَّادِقُونَ} ([25]).
وأخبر الله تعالى عن الكفار والمنافقين أنهم في شك وريب
وتردد، فقد أخبر تعالى عن الكفار أنهم قالوا لرسلهم: {إِنَّا كَفَرْنَا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ
وَإِنَّا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَنَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ} ([26])، وقال سبحانه عن المنافقين: {إِنَّمَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ
بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَارْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ
يَتَرَدَّدُونَ} ([27]).
واليقين
بهذا المعنى هو مراد العلماء بذكر "العلم" شرطًا من شروط الشهادتين،
فاليقين هو العلم المستقر في القلب مع اعتقاد العمل بالشهادتين، يقول ابن تيمية:
"اليقين يراد به العلم المستقر في القلب، ويراد به العمل بهذا العلم، فلا
يطلق الموقن إلا على من استقر في قلبه العلم والعمل"([28])، وقال في موضع آخر بأن اليقين يتناول علم القلب وتصديقه
وعمله وطمأنينته([29]).
المراد الثاني: بمعنى زيادة العلم وطمأنينة القلب، فهو درجة أخص من العلم فهو بهذا المعنى
شعبة ودرجة من أعلى درجات الإيمان، والموقنون بهذا المعنى طائفة خاصة من المؤمنين
أعلى درجة ومنزلة واطمئنانًا واستقرارًا من سائر المؤمنين، وهو بهذا المعنى قريب
من معنى الإحسان، وقد قال بعض أهل العلم بأن الإحسان يكون في عمل الجوارح، واليقين في عمل القلب([30]).
فيكون بهذا المعنى منزلة عظيمة يحبها الله تعالى وليست
شرطًا في أصل الإيمان.
يقول شيخ الإسلام: "فكثير من الناس لا يصلون لا إلى
اليقين ولا إلى الجهاد، ولو شُكِّكوا لشكوا، ولو أُمروا بالجهاد لما جاهدوا،
وليسوا كفارًا ولا منافقين، بل ليس عندهم من علم القلب ومعرفته ويقينه ما يدرأ
الريب، ولا عندهم من قوة الحب لله ورسوله ما يقدمونه على الأهل والمال، وهؤلاء إن
عوفوا من المحن وماتوا دخلوا الجنة، وإن ابتلوا بمن يورد عليهم شبهات توجب ريبهم،
فإن لم ينعم الله عليهم بما يزيل الريب، وإلا صاروا مرتابين، وانتقلوا إلى نوع من
النفاق..."([31]).
ثمرات اليقين وآثاره
لليقين آثار كثيرة وثمرات عظيمة في حياة العبد ومعاده،
ومن تلك الثمرات ما يلي:
1- اليقين من أعظم أسباب حياة القلب وطمأنينته وقوته
ونشاطه وسائر لوازم الحياة، فاليقين يزيل الريب والشك والسخط، ويملأ القلب نورًاً
وإشراقًا ورجاءً وخوفًا من الله ومحبة له، ورضى بما قدر، وهو من أسباب زيادة أعمال
القلوب كالتوكل والإنابة والخوف والخشية وإحسان الظن بالله تعالى، ولابد لليقين من
علم صحيح يوصل بالخوف والرجاء فهما يدفعان إلى العمل بتحري الإتباع والإخلاص([32]).
وتأمل حال خليل الرحمن إمام الموحدين إبراهيم عليه
السلام عندما سأل ربه قائلًا كما أخبر الله تعالى عنه: {رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتَى
قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي} ([33])، فإبراهيم عليه السلام بسؤاله هذا "أحب أن يترقى
من علم اليقين بذلك إلى عين اليقين وأن يرى ذلك مشاهدة"([34])،
فقال الله تعالى له:
{أَوَلَمْ تُؤْمِنْ} فأجاب إبراهيم عليه السلام بقوله: {بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي} فرضي الله من
إبراهيم قوله: {بَلَى} وعلم سبحانه من حال هذا الرسول الكريم أنه يريد زيادة الاطمئنان واليقين،
وإزالة ما قد يعترض في النفوس ويوسوس به الشيطان([35]).
فازداد إبراهيم عليه السلام باليقين إيمانًا وقوة حجة
وبرهان.
2- اليقين من أعظم أسباب قوة الإيمان وزيادته، وبه تنال
الإمامة في الدين، يقول ابن القيم سمعت شيخ الإسلام ابن تيمية يقول: "بالصبر
واليقين تنال الإمامة في الدين ثم تلا قوله تعالى: {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ
بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ([36])} ([37]).
كما
أن من ثمراته العظيمة قوة التوكل على الله – كما أشرت في الثمرة الأولى -، هذا
العمل القلبي العظيم، فكلما ازداد اليقين في نفس العبد قوي توكله، قال تعالى: {فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّكَ عَلَى
الْحَقِّ الْمُبِينِ} ([38])
والحق هنا هو اليقين كما ذكر ابن القيم رحمه الله([39]).
3-
اليقين سبب لتوفيق الله لعبده للجواب الصحيح حين سؤال الملكين في القبر – نسأل
الله الثبات على الحق – كما أن اليقين سبب لدخول الجنة: فقد ثبت أن رسول الله r
قال: «...ما
من شيء لم أكن أريته إلا رأيته في مقامي هذا حتى الجنة والنار، فأوحي إلى أنكم
تفتنون في قبوركم مثل أو قريبًا من فتنة المسيح الدجال، يقال: ما علمك بهذا الرجل؟
فأما
المؤمن أو الموقن فيقول: هو محمد رسول الله جاءنا بالبينات والهدى فأجبنا واتبعنا،
هو محمد ثلاثًا، فيقال نم صالحًا قد علمنا إن كنت لموقنًا به، وأما المنافق أو
المرتاب فيقول: لا أدري سمعت الناس يقولون شيئًا فقلته» ([40]).
ويشهد
لذلك الحديث السابق ذكره وهو قوله r
لأبي هريرة: «من لقيت من وراء هذا الحائط
يشهد أن لا إله إلا الله مستيقنًا بها قلبه فبشره بالجنة» ([41])،
وكذلك جاء في سيد الاستغفار قوله r: «من قالها من النهار موقنًا بها فمات من يومه قبل أن يمسي فهو من أهل الجنة،
ومن قالها من الليل وهو موقن بها فمات قبل أن يصبح فهو من أهل الجنة» ([42]).
4- اليقين من أعظم الأسباب المعينة على العبادات والقيام
بالمشروعات والإقدام على الأمر بالمعروف وإنكار المنكر والجهاد في سبيل الله
تعالى؛ وذلك إن اليقين يمنع ورود الشهوات والشبهات على القلوب، ويدفع عن النفس ما
قد تجده من ثقل أو صعوبة في بعض العبادات، يقول ابن القيم: "والقلب متى
استيقن ما أمامه من كرامة الله وما أعد لأوليائه... زالت عنه الوحشة التي يجدها
المتخلفون، ولان له ما استوعره المترفون"([43]).
ويقول الحسن البصري: "ما طلبت الجنة إلا باليقين،
ولا هرب من النار إلا باليقين، ولا صبر على الحق إلا باليقين"([44]).
ويقول سفيان الثوري: "لو أن اليقين وقع في القلب
كما ينبغي لطارت القلوب اشتياقًا إلى الجنة وخوفًا من النار"([45]).
5- اليقين من أسباب انشراح الصدر وسلامة النفس من الخوف
والقلق والتردد، فاليقين يعين على الصبر
والاحتساب والرضا بالقضاء والقدر، ويدفع عن القلب الوساوس والخواطر السيئة.
قال تعالى: {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلاَّ بِإِذْنِ
اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ} ([46])، فاليقين – كما يقول ابن القيم – من
أفضل مواهب الرب لعبده؛ إذ لا تثبت قدم الرضا إلا على درجة اليقين، يقول ابن مسعود
في تفسير الآية السابقة: "هو العبد تصيبه المصيبة فيعلم أنها من الله فيرضى
ويسلم" يقول ابن القيم: "فهذا لم يحصل له هداية القلب والرضا والتسليم
إلا بيقينه"([47]).
ويقول
ابن رجب: "فمن حقق اليقين وثق بالله في أموره كلها، ورضي بتدبيره له، وانقطع
عن التعلق بالمخلوقين رجاء وخوفًا، ومنعه ذلك من طلب الدنيا بالأسباب
المكروهة"([48]).
وتأمل
قصة مسارعة أبي بكر الصديق إلى تصديق الرسول r
في حادثة الإسراء والمعراج، فإن فيها من العبر اليقينية الشيء العظيم؛ فإنه «لما
أسري بالنبي r
إلى المسجد الأقصى أصبح يتحدث الناس بذلك، فارتد ناس ممن كانوا آمنوا به وصدقوه؛
وسعوا بذلك إلى أبي بكر t
فقالوا: هل لك إلى صاحبك يزعم أنه أسري به الليلة إلى بيت المقدس؟ قال: أو قال
ذلك؟ قالوا: نعم، قال: لئن كان قال ذلك لقد صدق، قالوا: أو تصدقه أنه ذهب الليلة
إلى بيت المقدس وجاء قبل أن يصبح؟! قال: نعم؛ إني لأصدقه فيما هو أبعد من ذلك،
أصدقه بخبر السماء في غدوة أو روحة؛ فلذلك سُمي أبو بكر: الصدِّيق» ([49]).
هذه
بعض الثمرات والآثار الحسنة على من تحلى بقوة اليقين، واعتنى بترقيته ومداومة
مراجعته في نفسه.
إنها
ثمرات عظيمة فلا تفوتك أخي المسلم، فالوصول إليها سهل ميسور لمن علم الله منه صدق
الإخلاص والمتابعة وتحري الحق.
تحميل كتاب اليقين مفهومه وآثاره ووسائل تقويته PDF من هنا