-->

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

تحميل كتاب ضرورة تعلم مسائل القدر والنهي عن الخوض فيه PDF



التمهيد
تعريف القضاء والقدر والفرق بينهما
تعريف القضاء لغة:
هو بالمد ويقصر؛ معناه: الحكم والإتقان والإنفاذ، أصله: قضاي؛ لأنه من قضيت، إلا أن الياء لما جاءت بعد الألف قلبت همزة، قال ابن فارس (ت 395هـ):
"القاف والضاد والحرف المعتل أصل صحيح يدل على إحكام أمر وإتقانه وإنفاذه"([1]).
وقد يكون بمعنى الفراغ؛ يقال: قضيت حاجتي؛ أي فرغت منها، ويكون بمعنى الأداء والإنهاء؛ ومنه قوله تعالى: }وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إسْرائِيلَ فِي الْكِتَابِ{ [الإسراء: 4]، ويأتي بمعنى التقدير؛ يقال: قضاه: أي قدره؛ ومنه قوله تعالى: }فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ{ [فصلت: 12]، ومنه القضاء والقدر([2]).
قال ابن الأثير (ت 606هـ): "وقد تكرر في الحديث ذكر القضاء، وأصله: القطع والفصل، يقال: قضى يقضي قضاء فهو قاض؛ إذا حكم وفصل. وقضاء الشيء: إحكامه وإمضاؤه والفراغ منه"([3]).
تعريف القدر لغة:
القدر مصدر قَدَرَ يقدُرُ قَدَراً، وقد تسكن داله، وهو عبارة عما قضاه الله وحكم به من الأمور([4]).
قال ابن فارس: "قدر: القاف والدال والراء أصل صحيح يدل على مبلغ الشيء وكنهه ونهايته؛ فالقدر مبلغ كل شيء؛ يقال: قَدرُه كذا؛ أي مبلغه، وكذلك القَدَر، وقدرت الشيء أقدِرُه وأقدُرُه؛ من التقدير"([5]).
ويطلق القدر على الحكم والقضاء، ومنه قوله r في حديث الاستخارة: «فاقدره لي، ويسره لي»([6]).
ويأتي القدر بمعنى  التضييق([7])؛ ومنه قوله تعالى: }وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ{ [الفجر: 16].
كما يأتي القدر بمعنى الطاقة([8])، ومنه قوله تعالى: }عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَدَرُهُ{ [البقرة: 236].
ويقول الفيروزآبادي (ت 817هـ) في تعريف القدر: "القضاء، والحكم، ومبلغ الشيء، والتقدير: التروية والتفكر في تسوية الأمر"([9]).
تعريف القضاء والقدر شرعا:
سئل الإمام أحمد (ت 241هـ) عن القدر، فقال: "القدر قدرة الله على العباد"([10]).
وقال السفاريني (ت 1188هـ) في تعريف القضاء: "إرادة الله الأزلية المتعلقة بالأشياء على ما هي عليه فيما لا يزال"([11])، وفي موضع آخر عرَّفه بأنه: "ما سبق به العلم، وجرى به القلم مما هو كائن إلى الأبد، وأنه عز وجل قدر مقادير الخلائق وما يكون من الأشياء قبل أن تكون في الأزل، وعلم سبحانه أنها ستقع في أوقات معلومة عنده تعالى، وعلى صفات مخصوصة؛ فهي تقع على حسب ما قدرها"([12]).
وذكر شيخ الإسلام ابن تيمية (ت 728هـ) أن: "الإيمان بالقدر على درجتين؛ كل درجة تتضمن شيئين:
فالدرجة الأولى: الإيمان بأن الله تعالى عليم بالخلق، وهم عاملون بعلمه القديم، الذي هو موصوف به أزلا وأبدا، وعلم جميع أحوالهم في الطاعات والمعاصي والأرزاق والآجال، ثم كتب الله في اللوح المحفوظ مقادير الخلق...
وأما الدرجة الثانية: فهي مشيئة الله النافذة، وقدرته الشاملة، وهو الإيمان بأن ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن، وأنه ما في السموات وما في الأرض من حركة ولا سكون إلا بمشيئة الله سبحانه؛ لا يكون في ملكه ما لا يريد، وأنه سبحانه على كل شيء قدير من الموجودات والمعدومات، فما من مخلوق في الأرض ولا في السماء إلا الله خالقه سبحانه، ولا خالق غيره ولا رب سواه"([13]).
وقال ابن القيم (ت 751هـ): "مراتب القضاء والقدر، التي من لم يؤمن بها لم يؤمن بالقضاء والقدر؛ وهي أربع مراتب: (المرتبة الأولى): علم الرب سبحانه بالأشياء قبل كونها، (المرتبة الثانية): كتابه لها قبل كونها، (المرتبة الثالثة): مشيئته لها، (الرابعة): خلقه لها"([14]).
الفرق بين القضاء والقدر:
للناس في الفرق بين القضاء والقدر أقوال؛ أهمها ما يأتي:
الأول: أنه لا فرق بينهما؛ فإذا أطلق أحد اللفظين شمل معنى الآخر.
الثاني: أن القضاء هو العلم السابق الذي حكم الله به في الأزل، والقدر هو وقوع الخلق على وزن الأمر المقضي السابق.
نقل ابن حجر (ت 852هـ) عن بعض أهل العلم قوله: "القضاء الحكم بالكليات على سبيل الإجمال في الأزل، والقدر الحكم بوقوع الجزئيات التي لتلك الكليات على سبيل التفصيل"([15]).
وفي موضع آخر قال: "وقالوا ـ أي العلماء ـ: القضاء هو الحكم الكلي الإجمالي في الأزل، والقدر جزئيات ذلك الحكم وتفاصيله"([16]).
الثالث: أن القدر هو العلم السابق الذي حكم الله به في الأزل، والقضاء هو الخلق.
يقول الراغب الأصفهاني (ت 502هـ): "والقضاء من الله تعالى أخص من القدر؛ لأنه الفصل بين التقدير، فالقدر هو التقدير، والقضاء هو الفصل والقطع"([17]).
ويقول الخطابي (388هـ): "القدر اسم لما صار مقدرا عن فعل القادر؛ كالهدم والنشر والقبض: أسماء لما صدر من فعل الهادم والناشر والقابض، والقضاء في هذا معناه الخلق؛ كقوله تعالى: }فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ{ [فصلت: 12] أي خلقهن"([18]).
ويذكر ابن الأثير وغيره أن القضاء والقدر أمران متلازمان لا ينفك أحدهما عن الآخر؛ لأن أحدهما بمنزلة الأساس، وهو القدر، والآخر بمنزلة البناء وهو القضاء، فمن رام الفصل بينهما فقد هدم البناء ونقضه([19]).
الرابع: أنهما إذا اجتمعا تفرقا، وإذا تفرقا اجتمعا؛ فإذا أطلق القضاء مفردا شمل القدر، والقدر إذا أطلق مفردا شمل القضاء، لكن إذا اجتمعا، فالقضاء ما يقضيه الله تعالى في خلقه من إيجاد أو إعدام أو تغيير، والقدر ما قدره الله تعالى في الأزل؛ فالقدر سابق، والقضاء لاحق([20]).

المبحث الأول
منزلة الإيمان بالقضاء والقدر من الدين
الإيمان بالقضاء والقدر أصل عظيم من أصول الدين؛ فهو الركن السادس من أركان الإيمان الستة، التي لا يتم الإيمان إلا بها، وهي الواردة في حديث جبريل عليه السلام، الذي يرويه عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وفيه قوله r عندما سأله جبريل عن الإيمان: «أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره»([21]).
والأدلة على وجوب الإيمان بالقضاء والقدر من كتاب الله تعالى وسنة رسوله r كثيرة جدا؛ منها قوله تعالى: }إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ{ [القمر: 49]، وقوله تعالى: }وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدَارٍ{ [الرعد: 8]، وقوله: }وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَقْدُورًا{ [الأحزاب: 38]، وقوله: }مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ{ [التغابن: 11].
ومن السنة ما رواه جابر بن عبد الله ـ رضي الله عنهما ـ قال: قال رسول الله r : «لا يؤمن عبد حتى يؤمن بالقدر خيره وشره من الله، حتى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وأن ما أخطأه لم يكن ليصيبه»([22]).
وما رواه علي رضي الله عنه قال: قال رسول الله r : «لا يؤمن عبد حتى يؤمن بأربع: يشهد أن لا إله إلا الله، وأني رسول الله بعثني بالحق، ويؤمن بالموت، وبالبعث، ويؤمن بالقدر»([23]).
وما رواه عبد الله بن عمر ـ رضي الله عنهما ـ قال: قال رسول الله r : «كل شيء بقدر؛ حتى العجز والكيس»([24])، إلى غير ذلك من الأدلة الكثيرة.
من النصوص السابقة يتبين لنا عظم منزلة الإيمان بالقضاء والقدر من الدين.


المبحث الثاني
أهمية تعلم مسائل القدر وتعليمها
لدراسة مسائل القضاء والقدر، وتعلمها، وتعليمها أهمية عظيمة؛ ينبغي على كل مسلم العناية بها، وأخذها من مصادرها الأصلية: كتاب الله تعالى وسنة رسوله r ؛ المصدرين المحفوظين بحفظ الله لهما، العاصمين لمن تمسك بهما من الزلل والانحراف إلى متاهات الفرق الضالة.
وتتضح أهمية تعلم مسائل القدر وتعليمها ودراستها والعناية بها من خلال ما يلي:
أولا: أن علم القضاء والقدر من علم أصول الدين الذي هو: "اشرف العلوم؛ إذ شرف العلم بشرف المعلوم، وهو الفقه الأكبر بالنسبة إلى فقه الفروع، ولهذا سمى الإمام أبو حنيفة ـ رحمة الله عليه ـ ما قاله وجمعه في أوراق من أصول الدين: (الفقه الأكبر)، وحاجة العباد إليه فوق كل حاجة، وضرورتهم إليه فوق كل ضرورة؛ لأنه لا حياة للقلوب ولا نعيم ولا طمأنينة إلا بأن تعرف ربها ومعبودها وفاطرها بأسمائه وصفاته وأفعاله، ويكون مع ذلك كله أحب إليها مما سواه، ويكون سعيها فيما يقربها إليه دون غيره من سائر خلقه.
ومن المحال أن تستقل العقول بمعرفة ذلك وإدراكه على التفصيل، فاقتضت رحمة العزيز الرحيم أن بعث الرسل به معرفين، وإليه داعين، ولمن أجابهم مبشرين، ولمن خالفهم منذرين، وجعل مفتاح دعوتهم وزبدة رسالتهم معرفة المعبود سبحانه بأسمائه وصفاته وأفعاله؛ إذ على هذه المعرفة تبنى مطالب الرسالة كلها من أولها إلى آخرها"([25])، ولا شك أن القضاء والقدر من صفات الرب تعالى، وبمعرفتهما وما يتعلق بهما تزداد معرفة العبد بربه ومعبوده.
ولهذا يشير الطحاوي إلى مكانة الإيمان بالقدر بقوله: "وذلك من عقد الإيمان ، وأصول المعرفة، والاعتراف بتوحيد الله تعالى وربوبيته"([26]).
ويقول ابن أبي العز الحنفي؛ شارحا قول الطحاوي: "قوله: وذلك من عقد الإيمان: الإشارة إلى ما تقدم من الإيمان بالقدر وسبق علمه بالكائنات قبل خلقها؛ قال r في جواب السائل عن الإيمان: «أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره»، وقال r في آخر الحديث: «يا عمر، أتدري من السائل؟» قال: الله ورسوله أعلم، قال: «فإنه جبريل أتاكم يعلمكم دينكم»رواه مسلم([27]).
وقوله: والاعتراف بتوحيد الله وربوبيته؛ أي: لا يتم التوحيد والاعتراف بالربوبية إلا بالإيمان بصفاته تعالى؛ فإن من زعم خالقا غير الله فقد أشرك، فكيف بمن يزعم أن كل أحد يخلق فعله"([28])، ولهذا روي عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ أنه قال: "القدر نظام التوحيد، فمن وحد الله وكذب بالقدر نقض تكذيبُهُ توحيدَه"([29]).
يتبين مما سبق أن الإيمان بالقضاء والقدر مرتبط مباشرة بالإيمان بالله تعالى، ومبني على المعرفة الصحيحة بذات الله تعالى، وأسمائه وصفاته، وقد جاء في صفاته تعالى: صفة العلم، والإرادة، والقدرة، والخلق، ومعلوم أن القدر إنما يقوم على هذه الأسس.
والمتأمل في الآيات التي تذكر أركان الإيمان لا يجد فيها التصريح بالقضاء والقدر، ولعل السبب في ذلك هو ارتباط هذا الركن العظيم بالركن الأول من أركان الإيمان - وهو الإيمان بالله تعالى - فإن الإيمان بالقدر هو إيمان بربوبية الله وأسمائه وصفاته، كما أن مراتب القدر الأربع هي صفات الله تعالى([30]).
ثانيا: أن في تعلم مسائل القضاء والقدر وتعليمها من مصادر الدين الأصلية - كتاب الله تعالى وسنة رسوله r - حفظا للأمة من الانحراف في عقيدتها؛ فإن أعظم أسباب الانحراف في العقيدة وفي غيرها هو التفريط في تلقي العلم من تلك المصادر المعصومة.
يقول ابن القيم (ت 751هـ): "أما بعد: فإن القدر بحر محيط لا ساحل له، ولا خروج عنه لأحد من العالمين، وقد سلك الناس في هذا الباب في كل واد، وأخذوا في كل طريق، وتولجوا في كل مضيق، وركبوا كل صعب وذلول، وقصدوا الوصول إلى معرفته من كل سبيل، وتكلمت فيه الأئمة قديما وحديثا، وساروا فيه بطيئا وقاصدا وحثيثا، وخاضت فيه الفرق على تباينها واختلافها، وصنفت فيه الطوائف على تنوع أصنافها، وكل قد اختار لنفسه مذهبا لا يعتقد الصواب في سواه، ولا يرتضي إلا إياه، وكلهم - إلا من اهتدى بالوحي - عن طريق الصواب مصدود، وباب الهدى في وجهه مسدود، قد قمّش([31]) علماً غير طائل، وارتوى من ماء آجن؛ قد طاف على أبواب المذاهب، ففاز بأخس الآراء والمطالب، فرح بما عنده من العلم الذي لا يسمن ولا يغني من جوع، وقدَّم آراء من أحسن به الظن على الوحي المنزل والنص المرفوع؛ حيران يأتم بحيران، يحسب كل سراب شرابا، فهو طول عمره ظمآن، ينادى إلى الصواب من مكان بعيد، ويدعى إلى الهدى فلا يستجيب إلى يوم الوعيد، قد فرح بما عنده من الخيال، وتشبع بأنواع الباطل وأصناف المحال، منعه الكفر الذي في صدره، وليس هو ببالغه، عن الانقياد للهداة المهتدين"([32]).
ثم يقول: "ولم يزل أهل الكلام الباطل المذموم موكلين برد أحاديث رسول الله r ، التي تخالف قواعدهم الباطلة، وعقائدهم الفاسدة، كما ردوا أحاديث الرؤية، وأحاديث علو الله على خلقه، وكما ردت المعطلة أحاديث الصفات والأفعال الاختيارية، وكما ردت القدرية المجوسية أحاديث القضاء والقدر السابق.
وكل من أصل أصلا لم يؤصله الله ورسوله قاده قسرا إلى رد السنة أو تحريفها عن مواضعها، فلذلك لم يؤصل حزب الله ورسوله أصلا غير ما جاء به الرسول r ؛ فهو أصلهم الذي عليه يعولون، وآخيتهم([33]) التي إليها يرجعون"([34]).
يقول ابن أبي العز الحنفي (ت 792هـ) في معرض حديثه عن أهمية علم أصول الدين: "وينبغي أن يعرف أن عامة من ضل في هذا الباب، أو عجز فيه عن معرفة الحق؛ فإنما هو لتفريطه في اتباع ما جاء به الرسول، وترك النظر والاستدلال الموصل إلى معرفته، فلما أعرضوا عن كتاب الله ضلوا؛ كما قال تعالى: }فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى * وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا * قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آَيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى{ [طه: 123 - 126].
قال ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ: تكفل الله لمن قرأ القرآن، وعمل بما فيه أن لا يضل في الدنيا ولا يشقى في الآخرة، ثم قرأ هذه الآية([35])...
ولا يقبل الله من الأولين والآخرين دينا يدينونه إلا أن يكون موافقا لدينه الذي شرعه على ألسنة رسله عليهم السلام"([36]).
ولهذا فإنه ما ضل من ضل إلا بسبب استيلاء شياطين الجن والإنس عليهم بعد ما قدموا أهواءهم وعقولهم على نصوص الوحي، "وعزلوا لأجلها النصوص، فأقفرت قلوبهم من الاهتداء بالنصوص، ولم يظفروا بقضايا العقول الصحيحة المؤيدة بالفطرة السليمة والنصوص النبوية، ولو حكموا نصوص الوحي لفازوا بالمعقول الصحيح، الموافق للفطرة السليمة.
بل طل فريق كل فريق كم أرباب البدع يعرض النصوص على بدعته وما ظنه معقولا، فما وافقه قال إنه محكم وقبله، واحتج به، وما خالفه قال إنه متشابه، ثم رده، وسمى رده تفويضا، أو حرفه، وسمى تحريفه تأويلا، فلذلك اشتد إنكار أهل السنة عليهم.
وطريق أهل السنة أن لا يعدلوا عن النص الصحيح، ولا يعارضوه بمعقول ولا قول فلان"([37]).
ولقد كثرت أقاويل أهل البدع حول القدر، واختلفوا، وتوسعوا في الجدل والمراء، والتأويل الفاسد لآيات القرآن الكريم الواردة بذكر القدر، "بل وأصبح أعداء الإسلام في كل زمن يثيرون البلبلة في عقدية المسلمين عن طريق الكلام في القدر، ودس الشبهات حوله، ومن ثم أصبح لا يثبت على الإيمان الصحيح، واليقين القاطع إلا من عرف الله بأسمائه الحسنى وصفاته العليا، مسلما الأمر لله، مطمئن النفس، واثقا بربه تعالى، فلا تجد الشكوك والشبهات إلى نفسه سبيلا، وهذا ولا شك أكبر دليل على أهمية الإيمان به بين بقية الأركان"([38])، ولا يتم ذلك إلا عن طريق العلم بهذا الركن، وتلقيه من مصدريه الأصليين: كتاب الله، وسنة رسوله r .
ثالثا: ومما يدل على أهمية دراسة مسائل القضاء والقدر وتعلمها: أن الله سبحانه وتعالى أمرنا بتدبر القرآن الكريم وتعلمه؛ قال تعالى: }أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا{ [النساء: 82]، وقال تعالى: }كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آَيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ{ [ص: 29]، وقال سبحانه: }أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا{ [محمد: 24].
فالله جل وعلا أمرنا بتدبر القرآن الكريم، وتفهم معانيه، وما ورد فيه، ومما ورد فيه: ذكر القدر في مواضع كثيرة منه، فيشملها الأمر بالتدبر والتعلم.
يقول ابن كثير (ت 774هـ) في تفسير آية النساء: "يقول تعالى آمرا لهم بتدبر القرآن، وناهيا لهم عن الإعراض عنه، وعن تفهم معانيه المحكمة وألفاظه البليغة، ومخبرا لهم أنه لا اختلاف فيه ولا اضطراب، ولا تعارض؛ لأنه تنزيل من حكيم حميد؛ فهو حق من حق، ولهذا قال تعالى: }أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ{ ثم قال: }وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ{ أي لو كان مفتعلا مختلقا ـ كما يقوله من يقوله من جهلة المشركين والمنافقين في بواطنهم ـ }لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا{: أي اضطرابا وتضادا كثيرا، أي وهذا سالم من الاختلاف، فهو من عند الله"([39]).
وقال سبحانه وتعالى: }أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ أَمْ جَاءَهُمْ مَا لَمْ يَأْتِ آَبَاءَهُمُ الْأَوَّلِينَ{ [المؤمنون: 68].
يقول ابن كثير في تفسير هذه الآية: "يقول تعالى منكرا على المشركين في عدم تفهمهم للقرآن العظيم وتدبرهم له، وإعراضهم عنه مع أنهم قد حظوا بهذا الكتاب الذي لم ينزل الله على رسول أكمل منه ولا أشرف، لاسيما آباؤهم الذين ماتوا في الجاهلية؛ حيث لم يبلغهم كتاب، ولا أتاهم نذير، فكان اللائق بهؤلاء أن يقابلوا النعمة التي أسداها الله عليهم بقبولها، والقيام بشكرها وتفهمها، والعمل بمقتضاها آناء الليل وأطراف النهار، كما فعله النجباء ممن أسلم اتبع الرسول r ورضي عنهم"([40])، ومن تدبر القرآن الكريم وتفهمه: تدبر آيات القضاء والقدر، وتعلمها والاجتهاد في فهمها.
رابعا: ورود القضاء والقدر بمسائله الكثيرة في كثير من أحاديث الرسول r ، التي يجب تعلمها وتفهمها، وبخاصة ذكر الإيمان بالقدر خيره وشره مع أصول الإيمان الأخرى في حديث جبريل، "وهو حديث عظيم جدا، يشتمل على شرح الدين كله، ولهذا قال النبي r في آخره: «هذا جبريل أتاكم يعلمكم دينكم»([41])، بعد أن شرح درجة الإسلام ودرجة الإيمان، ودرجة الإحسان، فجعل ذلك كله دينا"([42]).
يقول ابن دقيق العيد (ت 702هـ) في ذكر منزلة هذا الحديث: "هذا حديث عظيم اشتمل على جميع وظائف الأعمال الظاهرة والباطنة، وعلوم الشريعة كلها راجعة إليه، ومتشعبة منه؛ لما تضمنه من جمعه علم السنة، فهو كالأم للسنة، كما سميت الفاتحة أم القرآن لما تضمنته من جمعها معاني القرآن"([43]).
ويقول النووي (ت 676هـ): "واعلم أن هذا الحديث يجمع أنواعا من العلوم والمعارف والآداب واللطائف، بل هو أصل الإسلام"([44]).
ويقول القاضي عياض (ت 544هـ): "وهذا الحديث قد اشتمل على شرح جميع وظائف العبادات، الظاهر والبطانة، من: عقود الإيمان، وأعمال الجوارح، وإخلاص السرائر، والتحفظ من آفات الأعمال، حتى إن علوم الشريعة كلها راجعة إليه، ومتشعبة منه؛ إذ لا يشذ شيء من الواجبات والسنن والرغائب والمحظورات والمكروهات عن أقسامه الثلاثة"([45]).
فإذا كان هذا الحديث العظيم بهذه المنزلة، وهو متضمن للإيمان بالقدر: دل على أهمية دراسة هذا الأصل العظيم وما يتضمنه من مسائل عقدية جليلة.
بل لأجل الإيمان بالقدر خيره وشره روى ابن عمر هذا الحديث؛ محتجا به على من خاض في القدر بالإنكار، وزعم أن الأمر أنف؛ يعني أنه مستأنف لم يسبق به سابق قدر من الله عز وجل، وقد غلظ ابن عمر عليهم، وتبرأ منهم، وأخبر أنه لا تقبل منهم أعمالهم بدون الإيمان بالقدر([46]).
فعن يحيى بن يعمر قال: "كان أول من قال في القدر بالبصرة معبد الجهني، فانطلقت أنا وحميد بن عبد الرحمن الحميري حاجين أو معتمرين، فقلنا: لو لقينا أحدا من أصحاب رسول الله r فسألناه عما يقول هؤلاء في القدر، فوفق لنا عبد الله بن عمر بن الخطاب داخلا المسجد، فاكتنفته أنا وصاحبي ـ أحدنا عن يمينه والآخر عن شماله ـ فظننت أن صاحبي سيكل الكلام إلي فقلت: أبا عبد الرحمن، إنه قد ظهر قبلنا ناس يقرؤون القرآن ويتقفَّرون العلم([47])، وذكر من شأنهم وأنهم يزعمون أن لا قدر، وأن الأمر أنف، قال: "فإذا لقيت أولئك فأخبرهم أني بريء منهم، وأنهم براء مني؛ والذي يحلف به عبد الله بن عمر لو أن لأحدهم مثل أحد ذهبا فأنفقه ما قبل الله منه حتى يؤمن بالقدر"، ثم قال: "حدثني أبي عمر بن الخطاب قال: ... (فذكر حديث جبريل وفيه:) «قال: فأخبرني عن الإيمان؟ قال: أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه رسله اليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره، قال: صدقت» إلى أن قال: ثم انطلق فلبثت مليا، ثم قال لي: «يا عمر أتدري من السائل؟» قلت: الله رسوله أعلم. قال: «فإنه جبريل أتاكم يعلمكم دينكم»"([48]).
خامسا: ومما يدل على أهمية دراسة مسائل القضاء والقدر وتعلمها: فعل السلف الصالح؛ فقد حرص الصحابة على ذلك، والتابعون، وتابعوهم، وكتب علماء المسلمين في هذا الباب كثيرا؛ سواء أكان في كتب مستقلة، أم ضمن كتب العقيدة ونحوها.
ومن ذلك أن سراقة بن مالك بن جعشم أتى النبي r فقال له: يا رسول الله بين لنا ديننا كأنا خلقنا الآن، فيما العمل الآن؟ أفيما جفت به الأقلام، وجرت به المقادير؟ أم فيما نستقبل؟ قال: «لا بل فيما جفت به الأقلام وجرت به المقادير» قال: ففيم العمل؟ فقال: «اعملوا فكل ميسر» وفي رواية: «كل عامل ميسر لعمله»([49]).
وعن عمران بن حصين قال: قيل: يا رسول الله، أعلم أهل الجنة من أهل النار؟ قال: فقال: «نعم»، قال: قيل: ففيم يعمل العاملون؟ قال: «كل ميسر لما خلق له»([50]).
وروى أبو الزبير المكي أن عامر بن واثلة حدثه أنه سمع عبد الله بن مسعود يقول: "الشقي من شقي في بطن أمه، والسعيد من وعظ بغيره"، فأتى رجلا من أصحاب رسول الله r يقال له حذيفة بن أسيد الغفاري فحدثه بذلك من قول ابن مسعود فقال: وكيف يشقى رجل بغير عمل؟ فقال له الرجل: أتعجب من ذلك؟ فإني سمعت رسول الله r يقول: «إذا مر بالنطفة ثنتان وأربعون ليلة، بعث الله إليها ملكا، فصورها وخلق سمعها وبصرها وجلدها ولحمها وعظامها، ثم قال: يا رب أذكر أم أنثى؟ فيقضي ربك ما يشاء، ويكتب الملك، ثم يقول: يا رب أجله، فيقول ربك ما شاء، ويكتب الملك، ثم يقول: يا رب رزقه، فيقضي ربك ما يشاء، ثم يخرج الملك بالصحيفة في يده، فلا يزيد على ما أمر ولا ينقص»([51]).
هذه نماذج، وإلا فالآثار على حرص الصحابة على معرفة مسائل القدر كثيرة جدا.
بل كان الصحابة ـ رضوان الله عليهم ـ حريصين على تعليم غيرهم ما تعلموه من كتاب الله وسنة رسوله r من مسائل القدر؛ فعن أبي الأسود الدؤلي قال: قال لي عمران بن الحصين: أرأيت ما يعمل الناس اليوم ويكدحون فيه، أشيء قضي عليهم ومضى عليهم من قدر ما سبق؟ أو فيما يستقبلون به مما آتاهم به نبيهم، وثبتت الحجة عليهم؟ فقلت: بل شيء قضي عليهم، ومضى عليهم، قال: فقال: أفلا يكون ظلما؟ قال: ففزعت من ذلك فزعا شديدا، وقلت كل شيء خلق الله وملك يده، فلا يسأل عما يفعل وهم يسألون، فقال لي: يرحمك الله، إني لم أرد بما سألتك إلا لأحرز عقلك([52])؛ إن رجلين من مزينة أتيا رسول الله r فقالا: يا رسول الله، أرأيت ما يعمل الناس اليوم، ويكدحون فيه، أشيء قضي عليهم، ومضى فيهم من قدر قد سبق أو فيما يستقبلون به مما أتاهم به نبيهم، وثبتت الحجة عليهم؟ فقال: «لا، بل شيء قضي عليهم ومضى فيهم، وتصديق ذلك في كتاب الله عز وجل: }وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا{ [الشمس: 7، 8]»([53]).
فتأمل حرص هذا الصحابي على تعليم غيره هذه المسألة العظيمة بأسلوب الحزر والامتحان، مما يمكن عقله من وعيها وفهمها بطريقة شائقة.
يقول ابن القيم: "ولما كان الكلام في هذا الباب نفيا وإثباتا مداره على الخبر عن أسماء الله وصفاته وأفعاله وخلقه وأمره، كان أسعد الناس بالصواب فيه من تلقى ذلك من مشكاة الوحي المبين، ورغب بعقله وفطرته وإيمانه عن آراء المتهوكين، وتشكيكات المتكلمين، وتكلفات المتنطعين، واستمطر ديم الهداية من كلمات أعلم الخلق برب العالمين؛ فإن كلماته الجوامع النوافع في هذا الباب، وفي غيره كفت وشفت، وجمعت وفرَّقت، وأوضحت وبينت، وحلت محل التفسير والبيان لما تضمنه القرآن.
ثم تلاه أصحابه من بعده على نهجه المستقيم، وطريقه القويم، فجاءت كلماتهم كافية شافية، مختصرة نافعة، لقرب العهد ومباشرة التلقي من تلك المشكاة، التي هي مظهر كل نور، ومنبع كل خير، وأساس كل هدى، ثم سلك على آثارهم التابعون لهم بإحسان، فاقتفوا طريقهم، وركبوا منهاجهم، واهتدوا بهداهم، ودعوا إلى ما دعوا إليه، ومضوا على ما كانوا عليه"([54])، وبهذا يتبين لنا أهمية الاقتداء بهم بحسن الاتباع، والتمسك بما كانوا عليه من منهج قويم منطلق من كتاب الله تعالى وسنة رسوله r علما وتفهما وعملا.
سادسا: ومما يؤكد أهمية تعلم مسائل القضاء والقدر: ارتباط هذا الركن العظيم بالكون كله؛ فحين ننظر إلى هذا الكون ونشأته وخلق الكائنات فيه نجد أن كل ذلك مرتبط بالإيمان بالقدر؛ قال r : «أول ما خلق الله القلم قال له: اكتب، قال: رب وماذا أكتب؟ قال: اكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة»([55])، والإنسان مخلوق من المخلوقات في هذا الكون الفسيح؛ يوجد على هذه الأرض وينشأ تلك النشأة الخاصة بإرادة الله تعالى وقدرته، "ويعيش ما شاء الله في حياة متغيرة؛ فيها الصحة والسقم، والغنى والفقر، والقوة والضعف، والنعم والمصائب، والفرح والحزن، وينظر الإنسان ما حوله فيرى تفرق هذه الصفات على الناس، وعلى الجماعات والدول؛ ينظر إلى كل ذلك فلا يجد المخرج إلا في العقيدة الصحيحة، وعلى رأسها الإيمان بالقدر"([56])، ومن جهل هذا الركن العظيم، وهو يرى اختلاف أحوال الناس والمخلوقات، عاش في تذبذب واضطراب، وتخبط في الأفكار والآراء، التي لا مخرج منها إلا بالإيمان بالقضاء والقدر، المبني على العلم والمعرفة والانقياد.
فالإيمان بالقدر هو المحك الحقيقي لتحقيق الإيمان بالله تعالى على الوجه الصحيح، وهو الاختبار القوي لمدى معرفة الإنسان بربه تعالى، وما يترتب على تلك المعرفة من يقين صادق بالله([57])، وإيمان بأن ما تعيشه المخلوقات في هذا الكون ـ ومنها الإنسان ـ من فوارق في الصفات والأحوال المتغيرة ما هو إلا لحكم عظيمة أرادها سبحانه وتعالى وقدرها وقضاها، وبذلك يزداد الإيمان، وتطمئن النفوس، وتنقاد لشرع ربها وخالقها عز وجل.
ولو غفل الناس عن تعلم مسائل القدر، مع الحاجة الشديدة إليه، لجهلوه، وتخبطوا في دياجير الظلام؛ إذ تعجز العقول عن معرفة ذلك إلا بالاهتداء بكتاب الله تعالى وسنة رسوله r ، وبتلك الغفلة عن تعلمه ينفتح الباب لأهل الأهواء والبدع لينصروا مذاهبهم ويشوشوا على المسلمين عقيدتهم.
سابعا: أن عدم تعلم القدر يؤدي إلى الجهل به، وبالتالي يؤدي إلى الجهل بثمرات الإيمان به، وبذلك يفوت على المسلم خير كثير؛ فإن الإيمان بالقضاء والقدر ثمرات عظيمة، لا تتحقق إلا لمن آمن به عن علم ومعرفة؛ ومن تلك الثمرات ـ على سبيل الإجمالي ـ ما يلي:
1- الاعتماد على الله تعالى، والتوكل عليه عند فعل الأسباب؛ فلا يعتمد المرء على السبب نفسه؛ لأن كل شيء بقضاء الله تعالى وقدره.
2- ألا يعجب المرء بنفسه عند حصول مراده؛ لأن حصوله نعمة من الله تعالى بما قدره من أسباب الخير، وإعجاب المرء بنفسه ينسيه شكر هذه النعمة، بل قد ينسبها إلى غير الله تعالى.
3- الطمأنينة والراحة النفسية بما يجري عليه من أقدار الله تعالى؛ فلا يقلق بفوات محبوب، أو حصول مكروه؛ لأن ذلك بقدر الله الذي له ملك السموات والأرض، وهو كائن لا محالة، وفي ذلك يقول الله تعالى: }مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ * لِكَيْ لَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آَتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ{ [الحديد: 22، 23]، ويقول النبي r : «عجبا لأمر المؤمن! إن أمره كله خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن؛ إن أصابته سراء شكر، فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء صبر، فكان خيرا له»([58]).
إلى غير ذلك من الثمرات الكثيرة التي لا تحصل إلا لمن تعلم وعرف وآمن بقضاء الله وقدره([59]).


الكتاب الكامل من الرابط اسفل المقال 

تحميل كتاب ضرورة تعلم مسائل القدر والنهي عن الخوض فيه PDF من هنا 

التعليقات



جميع الحقوق محفوظة

download pdf books تحميل كتاب pdf

2016