-->

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

تحميل كتاب أثر القرآن في توجيه المرأة المسلمة pdf



الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا رسول الله... أما بعد:
فقد أنزل الله عزَّ وجلَّ كتابه القرآن الكريم نورًا وهدًى للناس كما قال تعالى: {قَدْ جَاءَكُمْ مِّنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ * يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [سورة المائدة، 15-16].
أختي الغالية...
فقد منّ الله تبارك وتعالى على هذه الأمة إذ أرسل إليها أفضل رسله وأنزل عليها خير كتبه وتكفل هو سبحانه بحفظه وقد أمرنا الله عزَّ وجلَّ بتلاوته وتدبره والعمل به ونهانا عن هجره والتحاكم على غيره لذلك كتبت هذه الرسالة لأختي المسلمة من باب قوله تعالى: {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ} [الذاريات: 55].

 

 

 

 


تعليم القرآن

إن تعليم القرآن أو مدارسته لهو الشرف لكِ أيتها المسلمة وهي منزلة عظيمة ونعمة من الله عليكِ، أن هداكِ الله إلى حفظ القرآن وتعلمه ومدارسته من خلال مدارس تحفيظ القرآن، نعم إنه الشرف لكِ عندما تحققين منزلة الأهلية التي خصكِ الله بها وميزكِ بها عن الناس؛ لأن الرسول  r يقول: «إن لله أهلين من الناس قالوا: ومن هم يا رسول الله؟ قال: أهل القرآن هم أهل الله وخاصته»([1]).
ولأجل تحقيق هذه الأهلية لا تكون إلا باتباعه  r في كل شيء، فإنه r كما قالت عنه السيدة عائشة رضي الله عنها حين سألها سعد بن هشام عن خُلق النبي فقالت: «ألست تقرأ القرآن فإن خلق الرسول r كان القرآن»([2]).
فالواجب عليك يا أمة الله أن تحمدي الله على هذه النعمة وأنتِ تقومي بالشكر لله بالقول والفعل، وأن يكون القرآن بالنسبة لكِ كالنور الذي يسري في دمكِ ويشرق نوره على وجهكِ، وأن تحملي أمانة القرآن الكريم تعلماً وتعليماً وحفظاً وترتيلاً وتطبيقاً وامتثالاً، وتتخذيه منهجاً عمليًّا تسير عليه حياتك وتقوم به عبادتك ومعاملاتكِ وتهذيب أخلاقكِ وتريدين به رضا الله وحده والدار الآخرة.

وقفات لا بد منها

مفاهيم أساسية لمن أراد أن يتأثر بالقرآن:
أن يحسن نظرته للقرآن وينظر له على أنه كتاب شامل ومنهج حياة متكامل، فإن الزاوية التي ينظر منها والصورة التي يرسمها للقرآن مرتبطة ارتباطاً مباشراً في كيفية التعامل مع القرآن والتأثر به.
والالتفات إلى الأهداف الأساسية للقرآن وعدم الوقوف فقط عند بعض الأهداف الفرعية أو التي لا يريدها القرآن ولا يهدف لها. والأهداف الرئيسية للقرآن تتمثل في:
الهداية إلى الله تعالى وبيان التوحيد.
بيان الأحكام الشرعية وما يصلح أحوال الناس.
إيجاد الشخصية الإسلامية المتكاملة المتوازنة.
إيجاد المجتمع الإسلامي القرآني الأصيل.
قيادة الأمة المسلمة في معركتها مع الجاهلية من حولها.
الالتفات إلى المهمة العملية للقرآن: فعندما يعرف الأهداف الأساسية للقرآن من خلال قراءة القرآن فإنه حتمًا سيعرف أن مهمة هذا القرآن ورسالته عملية واقعية.
المحافظة على جو النص القرآني وعدم الانشغال بأي شاغل أثناء التلاوة ويحرص على أن يحضر كل أجهزة وأدوات الاستجابة والتأثر والانفعال.
الثقة المطلقة بالنص القرآني وإخضاع الواقع المخالف له، فمثلاً لو كان واقع بعض المسلمين مخالفًا لنصوص من القرآن أو يطبقون بعض الأمور بطريقة تخالف النص القرآني فلا نقول: إن هذا من القرآن، وإنما هو من عدم الفهم الصحيح من هؤلاء المسلمين للقرآن.
الاعتناء بمعاني القرآن التي عاشها الصحابة عمليًّا ومحاولة الاقتداء بهم.
الشعور بأن الآية موجهة له هو، وأن الخطاب يعنيه هو شخصيًّا.
تحرير النصوص القرآنية من قيود الزمان والمكان فهو صالح لكل زمان ومكان وتوجيهاته لكل الناس إلا ما ورد فيه استثناء أو تخصيص أو تقييد.
أن لا يكون همّ القارئ كثرة القراءة أو الانتهاء منها بأقصر وقت فقط، فهذا يمنعه من تدبره والتأمل فيه.
أن يصاحب من يعاونه على هذا الخير ويدله على الصدق ومكارم الأخلاق فإنه له أكبر الأثر في تعميق قراءة القرآن والتأثر به.. قال تعالى {وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ} [التوبة: 119].

وقفة مع دراسة القرآن

أختي المسلمة إن عدم التزامك بآداب القرآن وأخلاق الدارسين له يجعل منك مثالاً سيئًا لمن يدرس القرآن؛ لأن الناس ينظرون نظرة خاصة لمن تذهب وتتعلم وتحفظ كتاب الله أنها بعيدة كل البعد عن الأخلاق البذيئة والسلوك السيئ وحجة عليك يوم القيامة وقد ذكر الله عز وجل في كتابه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ} [الصف: 2، 3].
أيتها الأخت الفاضلة؛ اعلمي أن شرط قبول العمل عند الله أن يكون خالصاً لوجه الكريم، ومتابعاً لرسوله الكريم، فعليك يا أمة الله أن تخلصي النية لله عزَّ وجلَّ في حفظ كتابه ومدارسه علومه والدعوة إليه في كل أحوالك.

دورك أيتها الأخت الغالية

أن تكوني قدوة لغيرك في المجتمع وأن تتذكري دائماً أن وجودك بمدرسة التحفيظ نعمة من الله عزَّ وجلَّ، وقراءتك للقرآن فضل منَّ الله عليك لا يحصل عليه كثير من الناس، ففي الوقت الذي تدرسين فيه القرآن فإن غيركِ من الناس مشغولٌ باللهو والفساد والبعد عن الله.

بشرى لك يا قارئة القرآن

ورد في فضل القرآن الكريم والحث على تلاوته وتدبره والتأثر به آيات وأحاديث وأقوال لسلفنا الصالح كثيرة جدًّا نكتفي بذكر بعضها مما يؤدي الغرض المقصود والله أعلم.
أولاً: الآيات التي تدعو لتلاوة القرآن وتدبره والتأثر به:
1- قال الله تعالى: {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ} [الزمر: 23].
2- قال الله تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آَيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ * الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ} [الأنفال: 2-4].
3- قال تعالى: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآَنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا * وَأَنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا} [الإسراء: 9، 10]
4- قال تعالى: {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آَيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ} [ص: 29].
5- قال تعالى: {لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآَنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} [الحشر: 21].
6- قال تعالى: {وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآَنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} [الأعراف: 204].
ثانيًا: الأحاديث التي تدعو لتلاوة القرآن وتدبره والتأثر به:
1-   روى البخاري، ومسلم، والترمذي، والنسائي، وأبو داود عن أبي موسى الأشعري t أن رسول الله r قال: «مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن مثل الأتر جة: ريحها طيب وطعمها طيب، ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن مثل التمرة لا ريح لها وطعمها حلو، ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن مثل الريحانة ريحها طيب وطعمها مُر، ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة لا ريح لها وطعمها مُر».
2-   وحذر r  الأمة من نسيان القرآن تحذيراً شديداً، روى البخاري، ومسلم عن أبي موسى الأشعري t قال: قال رسول الله r: «تعاهدوا هذا القرآن فو الذي نفس محمد بيده لهو أشد تفلتًا من الإبل في عقلها».
3-      روى البخاري، ومسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله  r: «الذي يقرأ القرآن وهو ماهر به مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران».
4-   روى الترمذي عن عبد الله بن مسعود t قال: قال رسول الله r: «من قرأ حرفًا من كتاب الله؛ فله حسنة والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول ألم حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف»([3]).
5-   روى البخاري ومسلم عن عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما عن النبي r قال: «لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل وآناء النهار، ورجل آتاه الله مالاً فهو ينفقه آناء الليل وآناء النهار».
6-   روى مسلم وأبو داود عن أبي هريرة t أن رسول الله r قال: «... وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلوون كتاب الله عزَّ وجلَّ، ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده».
7-      روى مسلم عن أبي ذر t قال: قال رسول الله r: «إن ناسًا من أمتي سيماهم التحليق يقرؤون القرآن لا يجاوز حلوقهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، هم شرق الخلق والخليقة».

أختي الفاضلة قفي مع نفسك لحظة

إن ما مضى من العمر من تقصير منكِ في حق الله وحق الإسلام وحق نفسكِ وأهلكِ وأخواتكِ المسلمات من السهل أن تعوضيه بعد توفيق الله والدعاء له سبحانه بأن يبارك لكي في وقتكِ وصحتكِ، فعليكِ أيتها الغالية أن تستغلي كل لحظة من عمركِ في فعل الطاعات ومعرفة كسب الحسنات والصدقات الجارية التي تنفعكِ بعد موتكِ، وإن ما تعلمينه من دراستكِ من القرآن يكون لكِ دافعًا لتحديد هدفكِ في الحياة وقد ذكره الله عزَّ وجلَّ في كتابه: {وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} [العصر: 1-3].
نعم أختي الغالية الإيمان الصادق والعمل الصالح والدعوة إلى الله وأذكركِ أن الدعوة إلى الله لابد أن تكون على علم وبصيرة كما تتطلب صبر على المدعوين ولكِ في رسول الله أسوة حسنة، وأن تجددي التوبة إلى الله وفي كل أحوالكِ تلجئي إلى الله ولا تجعلي دراستك للقرآن من جانب وتعاملكِ مع الناس في جانب تكونين إذاً أبعد الناس عن القرآن.

ومن ثمرات العمل بكتاب الله

تحقيق العبودية لله وحده، والخشية منه وتنفيذ أوامره والاهتداء بكلامه وقد وعد الله عباده بالأمن إذا طبقوا أحكامه، قال تعالى: {يَا عِبَادِ لَا خَوْفُ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلَا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آَمَنُوا بِآَيَاتِنَا وَكَانُوا مُسْلِمِينَ} [الزخرف: 69].
ومن الثمرات أيضاً تهذيب النفس وتنمية الوازع الديني لدى دراسة القرآن بأن يقوي الإنسان صلته بربه ويجعله رقيباً عليه في كل أحواله القولية والعملية فهي بعيدة عن الغيبة والنميمة والغش والخداع والغمز واللمز والتجسس على أحوال الناس، وأذكر لكِ أختي المسلمة قصة لامرأة دخلت المستشفى العسكري في الرياض وكانت في حالة خطيرة من المرض وجاءت اللحظة الحرجة لحظة سكرات الموت لها وابنها ينظر إليها وهي في سكرات الموت ولكن يخرج منها رائحة عجيبة ليست رائحة المسك ولا الطيب الذي نعرفه رائحة تفوق الوصف تخرج من فمها، وبعد لحظات نطق لسانها بكلمة الشهادة وقالت: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا رسول الله ثم ماتت، ولكن ظلت الرائحة باقية في الغرفة يومين من شدتها، وسأل الحاضرون ابنها ما هو عملها وما كانت عليه، قال: أمي منذ أن عرفتها لا تغتاب أحداً ولا تسمح لأحد أن يغتاب في مجلسها أبداً، وإذا اغتبنا أحداً أمامها نهرتنا وذكرت ما نغتابه بالكلام الطيب عطرت لسانها بذكر الله؛ فعطر الله فهمها بأحسن رائحة.
أختي المسلمة لا تنسي أنك قدوة للناس فإذا وصلكِ خبر فلابد أن تحسني الظن بإخوانك وأخواتك وأن تتثبتي من الخير قبل أن تتكلمي أو تفعلي شيئاً وتذكري الآية: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ} [الحجرات: 12].

أختي الفاضلة تذكري

لا تنسي حديث الرسول r: «المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل».
فخذي من الرفقة ما يعينكِ على طاعة الله وابتعدي عن الرفقة السوء، فالرفقة الطيبة يتعاونون معكِ على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يذكرونكِ إذا غفلتي ويتعاونون معكِ على نصرة هذا الدين وتفريج كربات المسلمين.

أثر القرآن في حياة المسلمة مع والديها

واضح جليًّا بر الوالدين في كتاب الله والكل يحفظ الآية وهي قوله تعالى: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا} [الإسراء: 23، 24].
المرأة التقية الواعية التي استنارت بصيرتها بنور القرآن الكريم وتعرف أن الذي فرض عليها الصيام والصلاة والحج والزكاة أمرها ببر والديها فهي دائماً تطلب رضاهم؛ لأنها تعرف جيداً أنهم أحن الناس عليها وأحب الناس لها، فواجب عليكِ أيتها المسلمة طاعة والديكِ في المعروف كما قال الله عزَّ وجلَّ واعلمي أنه «كما تدين تدان» والجزاء من جنس العمل

أثر القرآن في حياة المسلمة مع أقاربها

أختي..لا يخفى عليكِ أن صلة الرحم أمر بها الله في كتابه حيث يقول: {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ} [النساء: 36].
فبصلة الرحم ترضي الله عزَّ وجلَّ وتقوي علاقة الأسر بعضها ببعض حيث التعاطف والتراحم، وتقوية المجتمع من تقوية الأسر بعضها ببعض، وقطيعة الرحم تفكيك للمجتمع، ولا تنسى من صلة الرحم دعوة الأقارب إلى تعاليم القرآن وإتباع الرسول، وأن زيارتك لهم بالكتاب والشريط الإسلامي والنصح والإرشاد هي من الدعوة إلى الله وتبليغ دين الله في الأرض.
وتذكري قول الرسول  r: «بلغوا عني ولو آية».
فزيارتكِ للأقارب فتح من الله عليكِ بأن تجلسي مع أقاربكِ من النساء وتعلمينهن وتكونين بذلك مفتاحًا للخير ومغلاقًا للشر.

أثر القرآن في حياة المسلمة مع أولادها

إن الأم التي تدرس القرآن تدرك جيداً مسئوليتها الكبرى تجاه أولادها فهي تغرس فيهم مكارم الأخلاق ومبادئ الإسلام.
إذا حضرت الصلاة تكون هي أول من ينادي بالصلاة في البيت للبنات، وتحمس البنين للذهاب إلى المسجد، وإذا تكلمت كان صادقة هي أولاً وتعلمهم الصدق وإذا حضر الطعام تذكرهم بآداب الطعام، تراقب أولادها من الصحبة السيئة وتحذرهم منهم.
تزرع فيهم مراقبة الله عزَّ وجلَّ، وتحثهم على عدم الاعتداء على الآخرين، ودائماً تدعو لأولادها بالهداية والصلاح ،ولا تدعو عليهم.
تحمسهم على الحفظ وتراجع معهم ما حفظت هي، وتضع لهم مسابقات لمن يحفظ وتحفزهم بالجوائز.
دائماً تذكرهم بنعمة الله عليهم وتعلم الأم أن ما تزرعه اليوم تحصده غداً، فانظري يا أختي ماذا تزرعين وهل تحبي  أن تلبسي تاج الوقار يوم القيامة. قومي بتحفيظ أولادك كتاب الله وتذكري حديث الرسول الأمين: «مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين واضربوهم عليها وهم أبناء عشر» رواه أحمد.

أثر القرآن في حياة المسلمة مع زوجها

تتميز المسلمة الدراسة لكتاب ربها أنها تعرف فضل زوجها، ولا تجحد حقه، ولا تهمل أمره، ولا تعصي له طلباً ما دام في المعروف بعيدة عن كلام دعاة التحرر، وتعرف أن زوجها له حق القوامة فهي مطيعة له بارة به تتودد إليه وتحرص على رضاه تعينه على طاعة الله، تقف بجانبه في السراء والضراء، تشجعه على الإنفاق في سبيل الله، تتزين له، تحقق له الهدوء والراحة، لا تكلفه أكثر من طاقته، تذكر أهله بخير كلام، تحترم مشاعره ولا تفش أسراره، إذا غضب تتركه حتى يهدأ،مبدؤها الحوار في أي مشكلة، لا تتكبر عليه، تعرف ما يحب وما كره، لا تخرج إلا بإذنه، تدعو له بالهداية والتوفيق، وإليكِ أختي هذه القصة لعلها تكون غيرة لكِ.
«كانت أم محمد تسمع عن مدرسة تحفيظ القرآن من الجيران فقط فأرادت أم محمد أن تذهب إلى مدرسة التحفيظ واختارت الفترة الصباحية لعدم وجود أحد في المنزل فزوجها قد ذهب على عمله والأولاد في المدرسة فقالت: سمعت عنها كل خير فأنا أولى الناس بالخير. وفي السنة الأولى تغير عندها أشياء كثيرة، استبدلت مكان المجلة الفاسدة المصحف، وبدل شريط الأغاني شريط القرآن، وبدل جلسات الجيران في كلام لا ينفع أخذت تحفظ أولادها القرآن وتراجع لهم وبدأ التغير عليها، تحافظ على الصلاة في وقتها وتأمر أولادها بالصلاة، تركت الدش والتلفاز وفي كل وقت تسمع القرآن.

تحميل كتاب أثر القرآن في توجيه المرأة المسلمة pdf

التعليقات



جميع الحقوق محفوظة

download pdf books تحميل كتاب pdf

2016