-->

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

تحميل كتاب إتحاف المصلين بتتبع الفضائل والأجور PDF


الباب الأول:

الاستعداد للصلاة قبل دخول وقتها والتبكير إلى المسجد قبل الأذان

فضل التَّهجير للصلاة:
· عن أبي هريرة t قال: قال رسول الله r: «لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول، ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا، ولو يعلمون ما في التَّهجير؛ لاستبقوا إليه، ولو يعلمون ما في العتمة والصُّبح؛ لأتوهما ولو حَبوًا»([1]).
ندب النبي r للتَّبكير إلى الصلاة قبل الأذان فكان السلف الصالح يبادرون إلى ذلك، ومن ذلك:
- قال سفيان بن عيينة رحمه الله: لا تكن مثل أجير السّوء؛ لا يأتي حتَّى يُدعى. يشير أنَّه يستحب إتيان المسجد قبل أن يُنادي المؤذن([2]).
- قال سعيد بن المسيّب رحمه الله: ما أذَّن المؤذِّن منذ ثلاثين سنةً إلا وأنا في المسجد([3]).
- وقال أيضًا رحمه الله: ما دخل عليَّ وقت صلاةٍ إلَّا وقت أخذت أهبتها([4]).
- وقال ربيعة بن يزيد رحمه الله: ما أذَّن المؤذن منذ أربعين سنة إلا وأنا في المسجد؛ إلا أن أكون مريضًا أو مسافرًا([5]).
- وقال سفيان الثوري رحمه الله: مجيئك إلى الصلاة قبل الإقامة توقيرٌ للصلاة([6]).
- وقال وكيع بن الجراح رحمه الله: من لم يأخذ أهبة الصلاة قبل وقتها لم يكن وقّرها([7]).
قلت: وهذا العمل من السُّنن المهجورة، وكان الأصل أن يكون ترتيب المراحل التي يعملها المصلي ابتداء من التَّبكير قبل النداء فما بعد؛ ولكن لما كان الغالب على النَّاس الاستعداد للصلاة والخروج إليها بعد سماع الأذان، كان ترتيب الكتاب على هذا، والله المستعان.
* * *

الباب الثاني:

سماع النداء ومجاوبته([8])

· عن أبي سعيد الخدري t قال: قال رسول الله r: «إذا سمعتم النِّداء، فقولوا مثل ما يقول المؤذِّن»([9]).
· عن ابن جريج رحمه الله قال: حدِّثت أن أناسًا كانوا فيما مضى كانوا ينصتون للتَّأذين كإنصاتهم للقرآن، فلا يقول المؤذِّن شيئًا إلا قالوا مثله... الأثر([10]).
1- دعاء من قاله حين يسمع النداء: غفر له ذنبه
· عن سعد بن أبي وقاص t، عن رسول الله r أنه قال: «من قال حين يسمع المؤذِّن: [وأنا] أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأنَّ محمدًا عبده ورسوله، رضيت بالله ربًا، وبمحمدٍ رسولًا، وبالإسلام دينًا؛ غُفر له ذنبه»([11]).
وفي رواية عند ابن خزيمة (422): من سمع المؤذن يتشهد فالتفت في وجهه، فقال: «أشهد أن لا إله إلا الله... الحديث».
2- من قال مثل ما يقول المؤذِّن صادقًا من قلبه: دخل الجنّة
· عن عمر بن الخطاب t قال: قال رسول الله r: «إذا قال المؤذن: الله أكبر الله أكبر، فقال أحدكم: الله أكبر الله أكبر. ثم قال: أشهد أن لا إله إلا الله، قال: أشهد أن لا إله إلا الله. ثم قال: أشهد أن محمدًا رسول الله، قال: أشهد أن محمدًا رسول الله. ثم قال: حيَّ على الصلاة، قال: لا حول ولا قوة إلا بالله. ثم قال: حيَّ على الفلاح، قال: لا حول ولا قوَّة إلا بالله. ثم قال: الله أكبر الله أكبر، قال: الله أكبر الله أكبر. ثم قال: لا إله إلا الله، قال: لا إله إلا الله. من قلبه، دخل الجنَّة»([12]).
بيَّن هذا الحديث أن من سمع المؤذن ينادي للصلاة فإنما يقول مثل ما يقول خلا قوله: حي على الصلاة، حي على الفلاح، فإنه يقول: إذا سمعها: لا حول ولا قوة إلا بالله.
* * *

الباب الثالث:

الذكر بعد سماع الأذان

1- من صلى على النبي r بعد الأذان صلى الله عليه عشرًا
· عن عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما-، أنه سمع رسول الله r يقول: «إذا سمعتم المؤذِّن؛ فقولوا مثل ما يقول، ثم صلُّوا عليَّ؛ فإنَّه من صلَّى عليَّ صلاةً صلى الله عليه بها عشرًا.... الحديث»([13]).
· قال ابن القيم رحمه الله([14]): «وأكمل ما يصلّى عليه به ويصل إليه هي الصلاة الإبراهيمية، كما علّمه أمته أن يصلوا عليه، فلا صلاة عليه أكمل منها وإن تحذلق المتحذلقون». أ.هـ.
2- سؤال الوسيلة للنَّبي r بعد الأذان سبب في حصول شفاعته يوم القيامة
· عن عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما-، أنّه سمع رسول الله r يقول: «إذا سمعتم المؤذِّن فقولوا مثل ما يقول، ثم صلُّوا عليَّ فإنه من صلَّى عليَّ صلاة صلَّى الله عليه بها عشراً، ثم سلوا الله لي الوسيلة، فإنَّها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبدٍ من عباد الله، وأرجو أن أكون أنا هو، فمن سأل لي الوسيلة حلَّت له الشَّفاعة»([15]).
· عن جابر بن عبد الله y أن رسول الله r قال: «من قال حين يسمع النِّداء: اللهم ربَّ هذه الدعوة التامة، والصَّلاة القائمة، آت محمدًا الوسيلة والفضيلة، وابعثه مقامًا محمودًا الذي وعدته. حلَّت له شفاعتي يوم القيامة»([16]).
3- إذا دعا بين الأذان والإقامة لم يردَّ دعاؤه
· عن أنس بن مالك t قال: قال رسول الله r: «لا يردَّ الدُّعاء بين الأذان والإقامة؛ [فادعوا]»([17]).
· عن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما - ، أن رجلًا قال: يا رسول الله إن المؤذِّنين يفضُلوننا. فقال رسول الله r: «قل كما يقولون، فإذا انتهيت فسل تُعطه»([18]).
* * *

الباب الرابع:

دخول الخلاء لقضاء الحاجة والاستنجاء بعده

1- الانحراف عن استقبال القبلة واستدبارها مما تكتب به الحسنات
· والسنة أن يقول عند دخوله للخلاء: «اللهم أعوذ بك من الخبث والخبائث»([19]). وإذا خرج قال: «غفرانك»([20]).
· عن أبي هريرة t قال: قال رسول الله r: «من لم يستقبل القبلة ولم يستدبرها في الغائط، كتب له حسنةٌ، ومُحِي عنه سيئةٌ»([21]).
قلت: ولدخول الخلاء سننٌ وآدابٌ ثابتةٌ عن النبي r ينبغي لمتَّبع السنة أن يتعلَّمها، ويعمل بها؛ اتباعًا لسنة النبي r واقتداءً به.
واعلم أنَّه ليس من شرط الوضوء، ولا من سننه دخول الخلاء إذا لم يكن له فيه حاجة. { }
2- محبة الله للمتطهرين بالماء بعد قضاء حاجتهم
· عن محمد بن عبد الله بن سلام t قال: لما قدم رسول الله r علينا – يعني: قباء – قال: «إن الله U قد أثنى عليكم في الطهور خيرًا، أفلا تخبروني؟». قال: يعني قوله: { فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُوا وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ} [التوبة: 108]. قال: فقالوا: يا رسول الله، إنا نجده مكتوبًا علينا في التوراة الاستنجاء بالماء([22]).
وفي حديث أبي داود (44)، والترمذي (3100) عن أبي هريرة t قال: قال النبي r: «نزلت هذه الآية في أهل قُباء: {فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُوا وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ} [التوبة: 108]. قال: كانوا يستنجون بالماء فنزلت فيهم هذه الآية»([23]).
3- التنزه من البول سبب في النجاة من عذاب القبر
· عن أبي هريرة t، عن النبي r قال: «إن أكثر عذاب القبر من البول»([24]).
وفي رواية: «استنزهوا من البول؛ فإن عامة عذاب القبر منه»([25]).
* * *


الباب الخامس:

الوضوء للصلاة

1- من توضَّأ نحو وضوء النبي r غُفر له ما تقدَّم من ذنبه
· عن عثمان بن عفَّان t، قال: رأيت رسول الله r توضأ مثل وضوئي هذا، ثم قال: «من توضأ هكذا غُفر له ما تقدَّم من ذنبه، وكانت صلاته ومشيه إلى المسجد نافلةً»([26]).
· عن حمران قال: دعا عثمان بوضوء وهو يريد الخروج إلى الصلاة في ليلة باردة، فجئته بماء فغسل وجهه ويديه. فقتل: حسبك قد أسبغت الوضوء والليلة شديدة البرد. فقال: سمعت رسول الله r يقول: «لا يسبغ عبدٌ الوضوء([27]) إلا غفر الله له ما تقدَّم من ذنبه وما تأخَّر»([28]).




2- خروج الخطايا مع الماء، حتَّى تخرج من تحت أظفاره
· عن عثمان بن عفَّان t قال: قال رسول الله r: «من توضَّأ فأحسن الوضوء، خرجت خطاياه من جسده، حتى تخرج من تحت أظفاره»([29]).
· عن أبي هريرة t قال: قال رسول الله r: «إذا توضَّأ العبد المسلم – أو المؤمن – فغسل وجهه، خرج من وجهه كلُّ خطيئة نظر إليها بعينيه مع الماء أو مع آخر قطر الماء، فإذا غسل يديه خرج من يديه كلُّ خطيئة كان بطشتها يداه مع الماء أو مع آخر قطر الماء، فإذا غسل رجليه خرجت كلُّ خطيئة مشتها رجلاه مع الماء أو مع آخر قطر الماء، حتى يخرج نقيًا من الذُّنوب»([30]).
· عن أبي أمامة t قال: قال رسول الله r: «إذا توضَّأ الرجل المسلم خرجت ذنوبه من سمعه، وبصره، ويديه، ورجليه، فإن قعد قعد مغفورًا له»([31]).
3- تبلغ الحلية من المؤمن حيث يبلغ الوضوء
· عن أبي هريرة t قال: سمعت خليلي r يقول: «تبلغ الحلية من المؤمن حيث يبلغ الوضوء»([32]).
4- الوضوء في المكاره مما يمحو الله به الخطايا، ويرفع به الدرجات
· عن أبي هريرة t أن رسول الله r قال: «ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا، ويرفع به الدَّرجات؟» قالوا: بلى يا رسول الله. قال: «إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخطا إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، فذلكم الرِّباط، فذلكم الرِّباط»([33]).
5- الوضوء سبب في معرفة النبي r لأمته يوم القيامة
· عن أبي هريرة t قال: سمعت النبي r يقول: «إن أمَّتي يدعون يوم القيامة غرًّا محجَّلين([34]) من آثار الوضوء، فمن استطاع منكم أن يطيل غرَّته فليفعل»([35]).
· عن أبي هريرة t، أن رسول الله r قال: «إن حوضي أبعد من أيلة من عدن، لهو أشدُّ بياضًا من الثلج، وأحلى من العسل باللَّبن، ولآنيته أكثر من عدد النُّجوم، وإني لأصُدُّ الناس عنه كما يصُدُّ الرَّجل إبل النَّاس عن حوضه». قالوا: يا رسول الله، أتعرفنا يومئذ؟ قال: «نعم، لكم سيما ليست لأحدٍ من الأمم، تردون عليَّ غرًا محجَّلين من أثر الوضوء»([36]).
6- إثبات الإيمان لمن حافظ على الوضوء
· عن أبي مالك الأشعري t قال: قال رسول الله r: «الطُّهور شطر الإيمان... الحديث»([37]).
· عن ثوبان t قال: قال رسول الله r: «سدِّدوا، وقاربوا، واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة، ولا يحافظ على الوضوء إلا مؤمنٌ»([38]).
7- السِّواك مع كلِّ وضوء مرضاةٌ للرَّب
· عن أبي هريرة t قال: قال رسول الله r: «لولا أن أشقَّ على أمتي لأمرتهم بالسِّواك مع كلِّ وضوء»([39]).
· عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، أن رسول الله r قال: «السِّواك مطهرةٌ للفم، مرضاةٌ للرَّبِّ»([40]).
* * *

الباب السادس:

الذكر المشروع بعد الوضوء

1- كلماتٌ هي مفاتيح أبواب الجنَّة الثَّمانية
· عن عمر بن الخطاب t قال: قال رسول الله r: «ما منكم من أحد يتوضَّأ فيبلغ – أو فيسبغ – الوضوء ثم يقول: أشهد أن لا إله إلا الله [وحده لا شريك له]، و[أشهد] أن محمدًا عبد الله ورسوله؛ إلَّا فُتحت له أبواب الجنَّة الثَّمانية ، يدخل من أيِّها شاء»([41]).
2- ذكرٌ يُقال بعد الوضوء؛ يُكتب في رقِّ ثم يجعل في طابعٍ فلا يكسر إلى يوم القيامة
· عن أبي سعيد الخدري t قال: قال رسول الله r: «من توضَّأ فقال: سبحانك اللهمَّ وبحمدك، أشهد أن لا إله إلَّا أنت، أستغفرك وأتوب إليك، كُتب في رقٍّ، ثم طُبع بطابعٍ فلم يُكسر إلى يوم القيامة»([42]).


تحميل كتاب إتحاف المصلين بتتبع الفضائل والأجور PDF  من هنا 

التعليقات



جميع الحقوق محفوظة

download pdf books تحميل كتاب pdf

2016