-->

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

كتاب كتاب من عجائب الدعاء الجزء الثاني PDF برابط ميديا فير عائض بن عبد الله القرني


من كلام العلماء عن الدعاء
قال ابن القيم – رحمه الله -: «وكذلك الدعاء فإنه من أقوى الأسباب في دفع المكروه وحصول المطلوب، ولكن قد يختلف عنه أثره إما لضعفه في نفسه بأن يكون دعاءً لا يحبه الله لما فيه من العدوان، فيكون بمنزلة القوس الرخو جدًا فإن السهم يخرج منه خروجًا ضعيفًا، وإما لحصول المانع من الإجابة: من أكل الحرام والظلم ورين الذنوب على القلوب واستيلاء الغفلة والشهوة واللهو وغلبتها عليه كما في مستدرك الحاكم من حديث أبي هريرة عن النبي r قال: «ادعو الله، وأنتم موقنون بالإجابة، واعلموا أن الله لا يقبل دعاءً من قلب لاهٍ» فهذا دواء نافع مزيل للداء ولكنْ غفلةُ القلب عن الله تبطل قوته وكذلك أكل الحرام يبطل قوتها ويضعفها... قال أبو ذر: يكفي من الدعاء مع البر ما يكفي الطعام من الملح».
وقال – رحمه الله تعالى -: «والدعاء من أنفع الأدوية، وهو عدو البلاء يدفعه ويعالجه ويمنع نزوله ويرفعه أن يخففه إذا نزل، وهو سلاح المؤمن. وله مع البلاء ثلاث مقامات:
أحدهما: أن يكون أقوى من البلاء فيدفعه.
الثاني: أن يكون أضعف من البلاء فيقوى عليه البلاءُ فيصاب به العبد ولكن قد يخففه وإن كان ضعيفًا.
الثالث: أن يتقاوما ويمنع كل واحد منهما صاحبه».
وقال – رحمه الله الله تعالى - «ومن الآفات التي تمنع ترتب أثر الدعاء عليه: أن يستعجل العبد ويستبطئ الإجابة فيستحسر ويدع الدعاء، وهو بمنزلة من بذر بذرًا أو غرس غرسًا فجعل يتعهده ويسقيه فلما استبطأ كماله وإدراكه تركه وأهمله».
وقال – رحمه الله تعالى: «وإذا جمع مع الدعاء حضور القلب وجمعيته بكليته على المطلوب؛ وصادف وقتًا من أوقات الإجابة الستة وهو: الثلث الأخير من الليل، وعند الأذان، وبين الأذان والإقامة، وأدبار الصلوات المكتوبات، وعند صعود الإمام يوم الجمعة على المنبر حتى تٌقضى الصلاة من ذلك اليوم، وآخر ساعة بعد العصر؛ وصادف خشوعًا في القلب وانكسارًا بين يدي الرب وذلاً له وتضرعًا ورقة؛ واستقبل الداعي القبلة، وكان على طهارة، ورفع يديه إلى الله، وبدأ بحمد الله والثناء عليه ثم ثنى بالصلاة على محمد عبده ورسوله r ثم قدم بين يدي حاجته التوبة والاستغفار ... وألح في المسألة وتوسل إليه بأسمائه وصفاته وتوحيده، وقدم بين يدي دعائه صدقةً فإن هذا الدعاء لا يكاد يرد أبدًا ولا سيما إن صادف الأدعية التي أخبر النبي r أنها مظنة الإجابة أو أنها متضمنة للاسم الأعظم»([1]) .
قال يحيى بن معاذ الرازي: «لا تستبطئ الإجابة وقد سددت طريقها بالذنوب»([2]) .
قال الذهبي: وروى أبو عمر الضرير عن أبي عوانة قال: دخلت على همام بن يحيى وهو مريض أعوده فقال لي: يا أبا عوانة أُدع الله لي أن لا يميتني حتى يبلغ ولدي الصغار فقلت: إن الأجل قد فرغ منه فقال لي: أنت بعد في ضلالك قلت: (والكلام للذهبي) بئس هذا! بل كل شيء بقدر سابق ولكن وإن كان الأجل قد فرغ منه فإن الدعاء بطول البقاء قد صح دعا الرسول r لخادمه أنس بطول العمر، والله يمحو ما يشاء ويثبت فقد يكون طول العمر في علم الله مشروطًا بدعاء مجاب، كما أن طيران العمر قد يكون بأسباب جعلها الله من جور وعسف و(لا يرد القضاء إلا الدعاء) والكتاب الأول فلا يتغير)([3]) .
قال أبو حازم الأعرج: «لأنا من أن أمنع من الدعاء أخوف مني أن أمنع الإجابة»([4]).
روى مسعر عن ابن عون قال: ذكر الناس داء وذكر الله دواء قلت (والكلام للذهبي) إي والله فالعجب منا ومن جهلنا، كيف ندع الدواء ونقتحم الداء؟ قال الله تعالى: }فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ{ [البقرة: 153] وقال: }وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ{ [العنكبوت: 46]، وقال تعالى: }الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ{ [الرعد: 28]، ولكن لا يتهيأ ذلك إلا بتوفيق الله، ومن أدمن الدعاء ولازم قرع الباب فتح له ([5]) .
عن محمد بن سعد، حدثنا يحيى بن خليفة حدثنا هشام بن حسان عن مورق، قال: «ما امتلأتُ غضبًا قط، ولقد سألت الله حاجة منذ عشرين سنة، فما شفعني فيها وما سئمت من الدعاء»([6]).
عن ابن المنكدر قال: «إن الله يحفظ العبد المؤمن في ولده وولد ولده، ويحفظه في دويرته ودويرات حوله، فما يزالون في حفظ أو في عافية ما كان بين ظهرانيهم»([7]).
قال الذهبي في وصيته لمحمد بن رافع السلامي – رحمهما الله تعالى -: «...فثمة طريق قد بقي لا أكتمه عنك وهو: كثرة الدعاء والاستعانة بالله العظيم في آناء الليل والنهار، وكثرة الإلحاح على مولاك بكل دعاء مأثور تستحضره أو غير مأثور، وعقيب الخمس: في أن يصلحك ويوفقك»([8]) .
قال ابن القيم – رحمه الله تعالى – في فضائل الذكر والدعاء: «... ولهذا كان المستحب في الدعاء أن يبدأ الداعي بحمد الله – تعالى – والثناء عليه بين يدي حاجته، ثم يسأل حاجته ... فأخبر النبي r أن الدعاء يستجاب إذا تقدمه هذا الثناء والذكر وأنه اسم الله الأعظم، فكان ذكر الله – عز وجل – والثناء عليه أنجح ما طلب به العبد حوائجه. فالدعاء الذي يقدمه الذكر والثناء أفضل وأقرب إلى الإجابة من الدعاء المجرد، فإذا انضاف إلى ذلك إخبار العبد بحاله ومسكنته وافتقاره واعترافه كان أبلغ في الإجابة وأفضل، فإنه يكون قد توسل المدعو بصفات كماله وإحسانه وفضله وعرَّض بل صرح بشدة حاجته وضرورته وفقره ومسكنته: فهذا المقتضي منه وأوصاف المسئول مقتضى من الله فاجتمع المقتضى من السائل والمقتضى من المسئول في الدعاء وكان أبلغ وألطف موقعًا وأتم معرفة وعبودية ... وفي الصحيحين: أن أبا بكر الصديق – رضي الله عنه – قال: يا رسول الله علمني دعاء أدعو به في صلاتي فقال: قل: «اللهم إني ظلمت نفسي ظلمًا كثيرًا، وإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، فاغفر لي مغفرة من عندك، وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم» فجمع في هذا الدعاء الشريف العظيم القدر بين الاعتراف بحاله والتوسل إلى ربه عز وجل بفضله وجوده وأنه المنفرد بغفران الذنوب، ثم سأل حاجته بعد التوسل بالأمرين معًا فهكذا أدب الدعاء وآداب العبودية».
وقال – رحمه الله تعالى -: «قراءة القرآن أفضل من الذكر، والذكر أفضل من الدعاء هذا من حيث النظر لكل منهما مجردًا ... اللهم إلا أن يعرض للعبد ما يجعل الذكر أو الدعاء أنفع له من قراءة القرآن ... وكذلك أيضًا قد يعرض للعبد حاجة ضرورية إذا اشتغل عن سؤالها بقراءة أو ذكر لم يحضر قلبه فيهما وإذا أقبل على سؤالها والدعاء إليها اجتمع قلبه كله على الله تعالى وأحدث له تضرعًا وخشوعًا وابتهالاً، فهذا قد يكون اشتغاله بالدعاء والحالة هذه أنفع، وإن كان كل من القراءة والذكر أفضل وأعظم أجرًا، وهذا باب نافع يحتاج إلى فقه نفسه وفرقان بين فضيلة الشيء في نفسه وبين فضيلته العارضة، فيُعطى كل ذي حق حقه ويوضع كل شيء موضعه»([9]) .

* * *
من دعاء النبي r
1- عن شداد بن أوس – رضي الله عنه – عن النبي r: سيد الاستغفار أن يقول: «اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك علي وأبوء بذنبي، فاغفر لي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت» قال: من قالها من النهار موقنًا بها فمات من يومه قبل أن يمسي فهو من أهل الجنة، ومن قالها من الليل وهو موقن بها فمات قبل أن يصبح فهو من أهل الجنة ([10]) .
2- عن أبي بكر الصديق – رضي الله عنه – أنه قال للنبي r: علمني دعاء أدعو به في صلاتي؟ قال: قل: «اللهم إني ظلمت نفسي ظلمًا كثيرًا ولا يغفر الذنوب إلا أنت؛ فاغفر لي مغفرة من عندك، وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم»([11]) .
3- عن ابن عباس – رضي الله عنهما – أن رسول الله r كان يقول عند الكرب: «لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السماوات ورب الأرض ورب العرش الكريم»([12]) .
4- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كان رسول الله r: «يتعوذ من جهد البلاء، ودرك الشقاء، وسوء القضاء، وشماتة الأعداء». قال سفيان: الحديث ثلاث زدت أنا واحدة لا أدري أيتهن هي ([13]).
5- عن مصعب قال: كان سعد يأمر بخمس ويذكرهن عن النبي r أنه كان يأمر بهن: «اللهم إني أعوذ بك من البخل، وأعوذ بك من الجبن، وأعوذ بك من أن أُرد إلى أرذل العمر، وأعوذ بك من فتنة الدنيا يعني فتنة الدجال، وأعوذ بك من عذاب القبر»([14]) .
6- عن أنس بن مالك – رضي الله عنه -: كان نبي الله r يقول: «اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل والجبن والهرم، وأعوذ بك من عذاب القبر، وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات»([15]) .
7- عن عائشة رضي الله عنها أن النبي r كان يقول: «اللهم إني أعوذ بك من الكسل والهرم والمأثم والمغرم، ومن فتنة القبر ومن فتنة النار وعذاب النار ومن شر فتنة الغنى، وأعوذ بك من فتنة الفقر، وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال. اللهم اغسل عني خطاياي بماء الثلج والبرد، ونق قلبي من الخطايا كما نقيت الثوب الأبيض من الدنس، وباعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب»([16]).
8- عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان النبي r يقول: «اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن والعجز والكسل والجبن والبخل وضلع الدين وغلبة الرجال»([17]).
9- عن أنس رضي الله عنه قال: كان أكثر دعاء النبي r: «اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار»([18]) .
10- عن ابن أبي موسى عن أبيه – رضي الله عنه – عن النبي r أنه كان يدعو بهذا الدعاء: «رب اغفر لي خطيئتي وجهلي وإسرافي في أمري كله وما أنت أعلم به مني، اللهم اغفر لي خطاياي وعمدي وجهلي وجدي وكل ذلك عندي، اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت، أنت المقدم وأنت المؤخر، وأنت على كل شيء قدير»([19]) .
11- عن أبي مالك الأشعري عن أبيه قال: كان الرجل إذا أسلم علمه النبي r الصلاة، ثم أمره أن يدعو بهؤلاء الكلمات: «اللهم اغفر لي وارحمني واهدني وعافني وارزقني»([20]).
12- عن فروة بن نوفل الأشجعي قال: سألت عائشة – رضي الله عنها – عما كان رسول الله r يدعو به الله قالت كان يقول: «اللهم إني أعوذ بك من شر ما عملت، ومن شر ما لم أعمل»([21]).
13- عن ابن عباس – رضي الله عنهما – أن رسول الله r كان يقول اللهم إني أعوذ بعزتك – لا إله إلا أنت – أن تضلني، أنت الحي الذي لا يموت والجن والإنس يموتون ([22]).
14- عن أبي هريرة – رضي الله عنه – كان رسول الله r يقول: «اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري، وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي، وأصلح لي آخرتي التي إليها معادي، واجعل الحياة زيادة لي في كل خير، واجعل الموت راحة لي من كل شر»([23]).
15- عن عبد الله عن النبي r أنه كان يقول: «اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى»([24]).
16- عن زيد بن أرقم قال: لا أقول لكم إلا كما كان رسول الله r يقول، قال كان يقول: «اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل والجبن والبخل والهرم وعذاب القبر، اللهم آت نفسي تقواها وزكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها، اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع ومن قلب لا يخشع ومن نفس لا تشبع ومن دعوة لا يستجاب لها»([25]).
17- عن علي – رضي الله عنه قال: قال لي رسول الله r: قل: «اللهم اهدني وسددني واذكر بالهدى هدايتك الطريق والسداد سدادك السهم»([26]).
18- عن عبد الله بن عمرو بن العاص – رضي الله عنهما – أنه سمع النبي r يقول: «إن قلوب بني آدم كلها، بين إصبعين من أصابع الرحمن، كقلب واحد يصرفه حيث يشاء». ثم قال رسول الله r: «اللهم مصرف القلوب صرف قلوبنا على طاعتك»([27]).
20- عن أبي هريرة – رضي الله عنه – أن رسول الله r كان يدعو يقول: «اللهم إني أعوذ بك من الشقاق والنفاق وسوء الأخلاق»([28]).

* * *


اللهم اجعل له آية تعينه
ذكر ابن إسحاق ([29]) عن عثمان بن الحويرث عن صالح بن كيسان ([30])، أن الطفيل بن عمرو ([31]) قال: كنت شاعرًا سيدًا في قومي فقدمت مكة فمشيت إلى رجالات قريش، فقالوا: إنك امرؤ شاعر سيد، وإنا خشينا أن يلقاك هذا الرجل فيصيبك ببعض حديثه، فإنما حديثه كالسحر فاحذره أن يُدخل عليك وعلى قومك ما أدخل علينا، فإنه فرق بين المرء وزوجته وبين المرء وابنه، فوالله ما زالوا يحدثوني شأنه وينهوني أن أسمع منه حتى قلت: والله لا أدخل المسجد إلا وأنا ساد أذني قال: فعمدت إلى أذني فحشوتها كرسفًا، ثم غدوت إلى المسجد فإذا برسول الله r قائمًا في المسجد، فقمت قريبًا منه وأبى الله إلا أن يسمعني بعض قوله فقلت في نفسي: والله إن هذا للعجز! وإني أمرؤ ثبت ما تخفى علي الأمور حسنها وقبيحها، والله لأتسمعنَّ منه، فإن كان أمره رشدًا أخذت منه وإلا اجتنبته، فنزعت الكرسفة فلم أسمع قط كلامًا أحسن من كلام يتكلم به، فقلت: يا سبحان الله ما سمعت كاليوم لفظًا أحسن ولا أجمل منه، فلما انصرف تبعته فدخلت معه بيته فقلت: يا محمد إن قومك جاؤوني فقالوا لي كذا وكذا، فأخبرته بما قالوا وقد أبى الله إلا أن أسمعني منك ما تقول، وقد وقع في نفسي أنه حق فاعرض علي دينك، فعرض علي الإسلام فأسلمت، ثم قلت: إني أرجع إلى دوس وأنا فيهم مطاع وأدعوهم إلى الإسلام لعل الله أن يهديهم فادع الله أن يجعل لي آية قال «اللهم اجعل له آية تعينه» فخرجت حتى أشرفت على ثنية قومي، وأبي هناك شيخ كبير وامرأتي وولدي. فلما علوت الثنية وضع الله بين عيني نورًا كالشهاب يتراءاه الحاضر في ظلمة الليل وأنا منهبط من الثنية، فقلت: اللهم في غير وجهي فإني أخشى أن يظنوا أنها مثلة لفراق دينهم، فتحول فوقع في رأس سوطي، فلقد رأيتني أسير على بعيري إليهم وإنه على رأس سوطي كأنه قنديل معلق، قال: فأتاني أبي فقلت: إليك عني فلست منك ولست مني قال: وما ذاك؟ قلت: إني أسلمت واتبعت دين محمد فقال: أي بني ديني دينك، وكذلك أمي فأسلما، ثم عدوت دوسًا إلى الإسلام فأبت علي وتعاصت، ثم قدمت على رسول الله r فقلت: غلب على دوس الزنا والربا فادع عليهم، فقال: «اللهم اهد دوسًا» ثم رجعت إليهم وهاجر رسول الله r فأقمت بين ظهرانيهم ادعوهم إلى الإسلام حتى استجاب منهم من استجاب، وسبقتني بدر وأحد والخندق، ثم قدمت بثمانين أو تسعين أهل بيت من دوس، فكنت مع النبي r حتى فتح مكة فقلت يا رسول الله ابعثني إلى ذي الكفين صنم عمرو بن حممة حتى أحرقه قال: «أجلْ فاخرُج إليه» فأتيت فجعلت أوقد عليه النار، ثم قدمت على رسول الله r فأقمت معه حتى قُبض، ثم خرجت إلى بعث مسيلمة ومعي ابن عمرو حتى إذا كنت ببعض الطريق رأيت رؤيا: رأيت كأن رأسي حلق، وخرج من فمي طائر، وكان امرأة أدخلتني في فرجها، وكأن ابني يطلبني طلبًا حثيثًا فحيل بيني وبينه، فحدثت بها قومي فقالوا: خيرًا فقلت: أما أنا فقد أولتها: أما حلق رأسي فقطعه، وأما الطائر فروحي، والمرأة الأرض أدفن فيها فقد رُوِّعت أن أقتل شهيدًا وأما طلب ابني إياي فما أراه إلا سيعذر في طلب الشهادة ولا أراه يلحق في سفره هذا. فال فقتل الطفيل يوم اليمامة وجرح ابنه ثم قتل يوم اليرموك بعد. قال الذهبي: وقد عد ولده عمرو في الصحابة وكذا أبوه ينبغي أن يعد في الصحابة فقد أسلم فيما ذكرنا لكن ما بلغنا أنه هاجر ولا رأى النبي r ([32]).

* * *


دعاء النبي r على قريش
عن عبد الله – رضي الله تعالى عنه – قال: إن قريشًا لما أبطؤوا على النبي r بالإسلام قال: «اللهم اكفنيهم بسبع كسبع يوسف» فأصابتهم سنة حصَّت كل شيء حتى أكلوا العظام، حتى جعل الرجل ينظر في السماء فيرى بينه وبينها مثل الدخان، قال الله: }فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ{ [الدخان: 10] قال الله تعالى: }إِنَّا كَاشِفُوا الْعَذَابِ قَلِيلًا إِنَّكُمْ عَائِدُونَ{ [الدخان: 15] أفيكشف عنهم العذاب يوم القيامة؟ وقد مضى الدخان ومضت البطشة ([33]).
* * *
دعاء النبي r للمدينة
عن عائشة رضي الله عنها ([34]) أنها قالت: لما قدم رسول الله r المدينة وعك أبو بكر وبلال ([35]) قالت: فدخلت عليهما فقلت: يا أبت كيف تجدك؟ ويا بلال كيف تجدك؟ قالت: وكان أبو بكر إذا أخذته الحمى يقول:
كُلُّ امرئ مُصَبَّحٌ في أهله



والموتُ أدنى من شراك نعله

وكان بلال إذا أقلعت عنه يرفع عقيرته يقول:
ألا ليت شعري هل أبيتنَّ ليلةً




بواد وحولي إذخر وجليلُ؟

وهل أردَنَّ يومًا مياه مجنَّة



وهل يبدونَّ لي شامةٌ وطفيلُ

قالت عائشة: فجئت إلى رسول الله r فأخبرته فقال: «اللهم حبب إلينا المدينة كحبنا مكة أو أشد، وصححها وبارك في مُدها وصاعها، وانقل حُمَّاها فاجعلها بالجُحْفَة»([36]).
* * *


دعاء النبي r يوم بدر
عن ابن عباس – رضي الله عنهما -([37]) قال: قال النبي r وهو في قبة: «اللهم إني أنشدك عهدك ووعدك، اللهم إن شئت لم تعبد بعد اليوم» فأخذ أبو بكر بيده فقال: حسبك يا رسول الله، فقد ألححت على ربك وهو في الدرع فخرج وهو يقول: }سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ * بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ{ [القمر: 45-46] قال وهيب: حدثنا خالد يوم بدر ([38]).
* * *
دعاء النبي r لأصحابه
عن عبد الله بن عمرو – رضي الله عنهما -([39]) أن رسول الله r خرج يوم بدر في ثلاث مائة وخمسة عشر، فقال رسول الله r: «اللهم إنهم حفاة، فاحملهم اللهم إنهم عراة فاكسهم، اللهم إنهم جياع فأشبعهم» ففتح الله له يوم بدر، فانقلبوا حين انقلبوا وما فيهم رجل إلا وقد رجع بجمل أو جملين، فاكتسوا وشبعوا ([40]).
* * *
رجلاً خيرًا مني
عن زياد بن أبي مريم، قالت أم سلمة لأبي سلمة ([41]): بلغني أنه ليس امرأة يموت زوجها، وهو من أهل الجنة ثم لم تزوج، إلا جمع الله بينهما في الجنة، فتعال أعاهدك أن لا تزوج بعدي ولا أتزوج بعدك قال: أتطيعينني؟ قالت: نعم قال: إذا مت تزوجي، اللهم ارزق أم سلمة بعدي رجلاً خيرًا مني لا يحزنها ولا يؤذيها، فلما مات قلت: من خير من أبي سلمة؟ فما لبثت وجاء رسول الله r فقام على الباب فذكر الخطبة إلى ابن أخيها أو ابنها فقالت: أرد على رسول الله أو أتقدم عليه بعيالي، ثم جاء الغد فخطب ([42]).
* * *
سقطت عينـه
عن عبد الرحمن بن الغسيل([43])، حدثنا عاصم بن عمر بن قتادة([44])، عن أبيه عن جده([45]): أنه أصيبت عينه يوم بدر فسالت حدقته على وجنته، فأراد القوم أن يقطعوها فقالوا: نأتي نبي الله نستشيره. فجاء فأخبره الخبر فأدناه رسول الله r منه فرفع حدقته حتى وضعها موضعها ثم غمزها براحته، وقال: «اللهم اكسه جمالاً» فمات وما يدري من لقيه أي عينيه أصيبت ([46]).
* * *
اللهم لا تردني
قال الذهبي – رحمه الله تعالى – في ترجمة عمرو بن الجموح – رضي الله عنه - ([47]): قالت امرأته عند أخت عبد الله بن عمرو بن حرام: ([48]) كأني أنظر إليه قد أخذ درقته وهو يقول: اللهم لا تردني، فقُتل هو وابنه خلاد ([49])([50]).
* * *


صحابي يدخل الجنة
عند البغوي في الصحابة أن النعمان بن قوقل ([51]) قال يوم أحد: أقسمتُ عليك يا رب لا تغيب الشمس حتى أطأ بعرجتي في الجنة، فاستشهد ذلك اليوم فقال النبي r: لقد رأيته في الجنة وما به من عَرَج ([52]).
* * *
بركة ودعاء
قال الشعبي: عن جابر ([53]) أن أباه – رضي الله عنهما – توفي وعليه دين قال: فأتيت رسول الله r فقلت: إن أبي ترك عليه دينًا وليس عندنا إلا ما يخرج من نخله، فانطلق معي لئلا يفحش علي الغرماء قال: فمشى حول بَيْدَرٍ من بَيَادِرِ التمر ودعا ثم جلس عليه فأوفاهم الذي لهم وبقي مثل الذي أعطاهم ([54]).
* * *
النبي r وعائشة رضي الله عنها
قال مروان بن معاوية، عن وائل بن داود، عن عبد الله البهي قال: قالت عائشة – رضي الله عنها -: كان رسول الله r إذا ذكر خديجة ([55]) لم يكد يسأم من ثناء عليها واستغفار لها، فذكرها يومًا فحملتني الغيرة فقلت: لقد عوضك الله من كبيرة السن قالت: فرأيته غضب غضبًا شديدًا أسقطت في خلدي، وقلت في نفسي: اللهم إن أذهبت غضب رسولك عني لم أعد أذكرها بسوء، فلما رأى النبي r ما لقيت قال: «كيف قلت؟ والله لقد آمنت بي إذ كذبني الناس، وآوتني إذ رفضني الناس، ورزقت منها الولد وحرمتموه مني» قالت: فغدا وراح علي بها شهرا ([56]).
* * *
رد الله تعالى ابنه وإبله
عن عبد الله – رضي الله عنه - ([57]) قال: أتى رجلٌ رسول الله r وأراه عوف بن مالك ([58]) فقال: يا رسول الله إن بني فلان أغاروا علي فذهبوا بابني وإبلي فقال: رسول الله r: «إن آل محمد كذا وكذا أهل بيت» وأظنه قال: «تسعة أبيات ما فيهم صاع ولا مد من طعام، فاسأل الله – عز وجل -» قال: فرجع إلى امرأته قالت: ما رد عليك رسول الله r؟ فأخبرها: قال: فلم يلبث الرجل أن رد عليه إبله وابنه أوفر ما كانوا، فأتى النبي r فأخبره فقام على المنبر فحمد الله وأمرهم بمسألة الله – عز وجل – والرغبة إليه وقرأ عليهم }وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ{([59]) [الطلاق: 1-2].
* * *
لا يفضض الله فاك
عن الحسن بن عبيد الله قال: حدثني من سمع النابغة الجعدي ([60]) يقول: أتيت النبي r فأنشدته قولي:
وإنا لقوم ما نعود خيلنا



إذا ما التقينا أن تحيد وتنفرا

وننكر يوم الروع ألوان خيلنا



من الطعن حتى نحسب الجون أشقرا

وليس بمعروف لدينا أن نردها



صحاحًا ولا مستنكرًا أن تُعقرا

بلغنا السماء مجدًا وسؤددًا



وإنا لنبغي فوق ذلك مظهرا

فقال النبي r «إلى أين»؟ قلت: إلى الجنة قال: «نعم، إن شاء الله» قال: فلما أنشدته
ولا خير في حلم إذا لم يكن له



بوادر تحمي صفوه أن يكدرا

ولا خير في جهل إذا لم يكن له



أريب إذا ما أورد الماء أصدرا

فقال النبي r: «لا يفضض الله فاك» قال: وكان من أحسن الناس ثغرًا، وكان إذا سقطت له سنٌّ نبتت ([61]).
وذكرها الذهبي أيضًا في تاريخ الإسلام فقال: وقال يعلى بن الأشدق وليس بثقة سمعت النابغة يقول: أنشدت النبي r:
بلغنا السماء مجدًا وجدودنا



وإنا لنرجو فوق ذلك مظهرا

فقال: «إلى أين يا أبا ليلى؟ » قلت: الجنة. قال: «أجل إنشاء الله» ثم قلت:
ولا خير في حلم إذا لم يكن له



بوادر تحمي صفوه أن يكدرا

ولا خير في جهل إذا لم يكن له



أريب إذا ما أورد الماء أصدرا

فقال النبي r: «لا يفضض الله فاك» مرتين ([62]).
* * *
ليس في شعره شيب
عن يوسف بن سليمان عن جده عن عمرو بن الحمق ([63]) أنه سقى النبي r لبنًا فقال: «اللهم أمتعه بشبابه» فلقد أتت عليه ثمانون سنة لا يرى عليه شعرة بيضاء ([64]).
* * *
دعاء النبي r على المتكبر
عن سلمة بن الأكوع – رضي الله عنه ([65]) أن رجلاً أكل عند النبي r بشماله فقال: كل بيمينك، قال: لا أستطيع قال: «لا استطعت» ما منعه إلا الكبر فما رفعها إلى فيه ([66]).
* * *
النبي r يستغيث
عن شريك بن عبد الله بن أبي نمر ([67])، أنه سمع أنس بن مالك([68]) يذكر أن رجلاً دخل يوم الجمعة من باب كان وِجاه المنبر، ورسول الله r قائم يخطب فاستقبل رسول الله r قائمًا فقال: يا رسول الله هلكت الأموال وانقطعت السبل فادع الله يغيثنا قال: فرفع رسول الله r يديه فقال: «اللهم اسقنا اللهم اسقنا اللهم اسقنا» قال أنس: ولا والله ما نرى في السماء من سحاب ولا قَزَعَةً ولا شيئًا وما بيننا وبين سلع من بيت ولا دار قال: فطلعت من ورائه سحابة مثل الترس فلما توسطت السماء انتشرت ثم أمطرت قال: والله ما رأينا الشمس سبتًا، ثم دخل رجل من ذلك الباب في الجمعة المقبلة ورسول الله r قائم يخطب فاستقبله قائمًا فقال: يا رسول الله هلكت الأموال، وانقطعت السبل فادع الله يمسكها قال: فرفع رسول الله r يديه ثم قال: «اللهم حوالينا ولا علينا، اللهم على الآكام والجبال والآجام والظِّراب والأودية ومنابت الشجر» قال: فانقطعت وخرجنا نمشي في الشمس، قال شريك: فسألت أنسًا أهو الرجل الأول قال: لا أدري ([69]).
* * *
دعاء النبي r لعمرو بن أخطب ([70])
روي أن رسول الله r مسح رأسه وقال: «اللهم جمله» فبلغ مائة سنة وما ابيض من شعره إلا اليسير ([71]).
* * *


اللهم بارك في شعره
قال الواقدي: حدثني يحيى بن عبد الله بن أبي قتادة عن أمه عن أبيه قال: قال أبو قتادة – رضي الله عنه -([72]): إني لأغسل رأسي قد غسلت أحد شقيه، إذ سمعت فرسي جروة تصهل وتحث بحافرها فقلت: هذه حرب قد حضرت، فقمت ولم أغسل شق رأسي الآخر فركبت وعلي بردة، فإذا رسول الله r يصيح: «الفَزَعَ الفَزَعَ» قال: فأدرك المقداد ([73]) فسايرته ساعة ثم تقدمه فرسي وكان أجود من فرسه، وأخبرني المقدام بقتل مسعدة محرزًا – يعني ابن نضلة – فقلت للمقداد: إما أن أموت أو أقتل قاتل محرز. فضرب فرسه فلحقه أبو قتادة فوقف له مسعدة فنزل أبو قتادة فقتله وجنب فرسه معه قال: فلما مر الناس تلاحقوا ونظروا إلى بردي فعرفوها وقالوا: أبو قتادة قتل فقال رسول الله r: «لا ولكنه قتيل أبي قتادة عليه برده، فخلوا بينه وبين سلبه وفرسه» قال: فلما أدركني قال: «اللهم بارك له في شعره وبشره، أفلح وجهك قتلت مسعدة؟ » قلت: نعم قال: «فما هذا الذي بوجهك؟ » قلت: سهم رميت به قال: «فادنُ مني فبصق عليه فما ضرب علي قط ولا قاح». فمات أبو قتادة وهو ابن سبعين سنة وكأنه ابن خمس عشرة سنة قال: وأعطاني فرس مسعدة وسلاحه ([74]).
* * *
اللهم بارك لهما
عن أنس بن مالك – رضي الله عنه – قال: كان ابن لأبي طلحة ([75]) يشتكي، فخرج أبو طلحة فقبض الصبي فلما رجع أبو طلحة قال: ما فعل ابني؟ قالت: هو أسكن ما كان، فقربت إليه العشاء فتعشى ثم أصاب منها، فلما فرغ قالت: وار الصبي، فلما أصبح أبو طلحة أتى رسول الله r فأخبره فقال أعرستم الليلة قال: نعم قال: «اللهم بارك لهما في ليلتهما» فولدت غلامًا، قال لي أبو طلحة: احفظه حتى تأتي به النبي r فأتى به النبي r وأرسلت معه بتمرات فأخذه النبي r فقال: «أمعه شيءٌ» قالوا: نعم تمرات فأخذها النبي r فمضغها ثم أخذ من فيه فجعلها في فيّ الصبي وحنكه به وسماه عبد الله ([76])، قال عباية: فلقد رأيت لذلك الغلام سبع بنين كلهم قد ختم القرآن ([77]).
قال الذهبي «فنشأ عبد الله ([78]) وقرأ العلم وجاءه عشرة أولاد قرءوا القرآن وروى أكثرهم العلم»([79]).
وفي صحيح مسلم، عن أنس – رضي الله عنه – قوله: ... فكان رسول الله r في سفر وهي معه، وكان رسول الله r إذا أتى المدينة من سفر لا يطرقها طروقًا، فدنوا من المدينة فضربها المخاض فاحتبس عليها أبو طلحة، وانطلق رسول الله r قال: يقول أبو طلحة: إنك لتعلم يا رب إنه يعجبني أن أخرج مع رسولك إذا خرج، وأدخل معه إذا دخل، وقد احتبست بما ترى قال: تقول أم سُليم: يا أبا طلحة ما أجد الذي كنت أجد، انطلق فانطلقنا قال: وضربها المخاض حين قدما فولدت غلامًا فقالت لي أمي: يا أنس لا يرضعه أحد حتى تغدو به على رسول الله r، فلما أصبح احتملته فانطلقت به إلى رسول الله r قال: فصادفته ومعه ميسم فلما رآني قال: «لعل أم سليم ولدت» قلت: نعم قال: فوضع الميسم قال: وجئت به فوضعته في حجره ودعا رسول الله r بعجوة من عجوة المدينة فلاكها في فيه حتى ذابت ثم قذفها في فيّ الصبي فجعل الصبي يتلمظها قال: فقال رسول الله r: «انظروا إلى حب الأنصار التمر» قال: فمسح وجهه وسماه عبد الله ([80]).
* * *
اللهم أمتعنا به
 عن أبي اليسر كعب بن عمرو ([81]) قال: والله إنا لمع رسول الله r بخيبر عشية، إذا أقبلت غنمُ لرجل من اليهود تريد حصنهم ونحن محاصروهم، إذ قال رسول الله r: «من يطعمنا من هذه الغنم؟ » قلت: أنا يا رسول الله قال: «فافعل» قال: فخرجت أشتد مثل الظَّليم فلما رآني رسول الله r موليًا قال: «اللهم أمتعنا به» قال: فأدركت الغنم وقد دخل أوائلها الحصن، فأخذت شاتين من أخراها فاحتضنتهما تحت يدي ثم أقبلت بهما أشتد كأنه ليس معي شيء حتى ألقيتهما عند رسول الله r، فذبحوهما وأكلوهما، فكان أبو اليسر من آخر أصحاب رسول الله r هلاكًا، فكان إذا حدث بهذا الحديث بكى، ثم قال: أمتعوا بي لعمري كنت آخرهم ([82]).
* * *
اللهم بارك له في تجارته
عن عمرو بن حريث ([83]) قال: مر النبي r بعبد الله بن جعفر([84]) وهو يلعب بالتراب فقال: «اللهم بارك له في تجارته»([85]).
* * *


اللهم عافه
عن علي – رضي الله عنه – قال: كنت شاكيًا فمر بي رسول الله r وأنا أقول: اللهم إن كان أجلي قد حضر فأرحني، وإن كان متأخرًا فارفعني وإن كان بلاء فصبرني فقال رسول الله r: «كيف قلت؟ » قال: فأعاد عليه ما قال. قال: فضربه برجله وقال: «اللهم عافه أو اشفه – شعبة الشاك -» قال: فما اشتكيت وجعي بعد([86]).
* * *
البركـــة
عن زهرة بن معبد ([87]) عن جده عبد الله بن هشام، وكان قد أدرك النبي r وذهبت به أمه زينب بنت حميد إلى رسول الله r فقالت: يا رسول الله بايعه فقال: «هو صغير» فمسح رأسه ودعا له.
وعن زهرة بن معبد أنه كان يخرج به جده عبد الله بن هشام إلى السوق فيشتري الطعام فيلقاه ابن عمر وابن الزبير فيقولان له: أشركنا فإن النبي r قد دعا لك بالبركة فيشركهم، وربما أصاب الراحلة كما هي فيبعث بها إلى المنزل ([88]).
* * *
دعا له فشفاه الله تعالى
عن أنس رضي الله عنه، أن رسول الله r عاد رجلاً من المسلمين قد خفت فصار مثل الفرخ، فقال له رسول الله r: «هل كنت تدعو بشيء، أو تسأله إياه؟ » قال: نعم كنت أقول: اللهم ما كنت معاقبي به في الآخرة فعجِّله لي في الدنيا فقال رسول الله r: «سبحان الله! لا تطيقه – أو لا تستطيعه – أفلا قلت: اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار» قال: فدعا الله له فشفاه ([89]).
* * *
المرأة التي تصرع
عن عطاء بن أبي رباح ([90]) قال: قال لي ابن عباس – رضي الله عنهما – ألا أريك امرأةً من أهل الجنة قلت بلى قال: هذه المرأة السوداء أتت النبي r قالت: إني أُصرع وإني أتكشف فادع الله لي. قال: «إن شئت صبرت ولك الجنة، وإن شئت دعوت الله أن يعافيك» فقالت: أصبر فقالت: إني أتكشف فادع الله لي أن لا أتكشف فدعا لها. حدثنا محمد أخبرنا مخلد عن ابن جريج أخبرني عطاء: أنه رأى أم زفر تلك المرأة الطويلة السوداء على ستر الكعبة([91]).
* * *
دعاء النبي r في بعض غزواته
استقى النبي r في بعض غزواته لما سبقه المشركون إلى الماء فأصاب المسلمين العطش، فشكوا ذلك إلى النبي r: وقال بعض المنافقين: لو كان نبيًا لاستقى لقومه كما استقى موسى لقومه، فبلغ ذلك النبي r فقال: «أو قد فعلوها؟ عسى ربكم أن يسقيكم» ثم بسط يديه ودعا، فما ردَّ يديه من دعائه حتى أظلهم السحاب وأمطروا، فعم السيل الوادي فشرب الناس وارتووا ([92]).
* * *


اللهم أنزل على نبيك الصادق شيئًا
قال تعالى: }يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا قَالُوا{ [التوبة: 74] روي أن هذه الآية نزلت في الجلاس بن سويد بن صامت ووديعة بن ثابت، وقعوا في النبي r وقالوا: لئن كان محمد صادقًا على إخواننا الذين هم ساداتنا وخيارنا، لنحن شر من الحمير، فقال له عامر بن قيس: أجل والله إن محمدًا لصادق مصدق، وإنك لشر من حمار، وأخبر عامر بذلك النبي r وجاء الجلاس فحلف بالله عند منبر النبي r إن عامرًا لكاذب، وحلف عامر لقد قال وقال: «اللهم أنزل على نبيك الصادق شيئًا»([93]).
* * *
قتلاً في سبيلك
عن عكرمة ([94]) في قوله تعالى: }وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ{ إلى قوله: }بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ{ [التوبة: 65-66] قال: فكان رجل ممن إن شاء الله تعالى عفا عنه يقول: «اللهم إني أسمع آية أنا أعنى بها تقشعر منها الجلود وتجل منها القلوب، اللهم فاجعل وفاتي قتلاً في سبيلك لا يقول أحد: أنا غسلت أنا كفنت أنا دفنت» قال: فأصيب يوم اليمامة فما من أحد من المسلمين إلا وجد غيره ([95]).
* * *
ضرب يوم اليمامة
قال الواقدي: هاجر عبد الله العامري ([96]) – رضي الله عنه – الهجرتين جميعًا ولم يذكره ابن إسحاق فيمن هاجر الهجرة الثانية مع رسول الله r وهو ابن ثلاثين سنة، واستشهد يوم اليمامة اثني عشرة وهو ابن إحدى وأربعين سنة. ومن ولده نوفل بن مساحيق([97]) بن عبد الله بن مخرمة، روى عنه أنه دعا الله – عز وجل – ألا يميته حتى يرى في كل مفصل منه حصول في سبيل الله – تعالى – فضُرب يوم اليمامة في مفاصله واستشهد وكان فاضلاً عابدًا ([98]).
* * *
عمر رضي الله عنه يستسقي
عن خوات بن جبير ([99]) قال: أصاب الناس قحط شديد على عهد عمر، فخرج عمر بالناس فصلى بهم ركعتين وخالف بين طرفي ردائه فجعل اليمين على اليسار واليسار على اليمين فقال: «اللهم إنا نستغفرك ونستسقيك» فما برحوا حتى مطروا، فبينا هم كذلك إذا أعراب قدموا فأتوا عمر فقالوا: «يا أمير المؤمنين، بينما نحن في بوادينا يوم كذا في ساعة كذا، إذ أظلنا غمام فسمعنا منها صوتًا: (إياك الغوث أبا حفص، إياك الغوث أبا حفص)»([100]).
* * *


عمر والعباس – رضي الله عنهما -
عن أنس – رضي الله عنه – أن عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – كان إذا قحطوا استسقى بالعباس بن عبد المطلب ([101]) فقال: اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا r فتسقينا وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا قال: فُيسقون ([102]).
* * *
اللهم فقهه في الدين
قال محمد بن سلام: حدثنا أبو عمرو الشعاب بإسناد له قال: كانت أم سلمة ([103]) تبعث أم الحسن ([104]) في الحاجة فيبكى وهو طفل، فتسكته أم سلمة بثديها وتخرجه إلى أصحاب رسول الله r وهو صغير، وكانت أمه منقطعة إليها، فكانوا يدعون له فأخرجته إلى عمر فدعا له وقال: اللهم فقهه في الدين وحببه إلى الناس قال الذهبي: إسنادها مرسل ([105]).
* * *
يدعو على سارق الإبل
عن الحسن بن الفضل بن حسن بن عمرو بن أمية الضمري، عن عمه أبي بكر بن أمية قال: كان لنا جار من جهينة في أول الإسلام ونحن على شركنا، وكان منا رجل محارب خبيث يقال له (ريشة) وكنا قد خلفنا لخبثه، فكان ولا يزال يعدو على جارنا ذلك الجهني فيصيب له البكرة والناب والشارف فيأتوننا فيشكونه إلينا فنقول له: والله ما نصنع به قد خلعناه فاقتله قتله الله، فوالله لا يتبعك من دمه شيء تكرهه أبدًا، حتى عدا مرة من ذلك فأخذ منه ناقة له خيارًا فأقبل بها إلى شعبة الوادي ثم نحرها وأخذ سنامها ومطايب لحمها ثم تركها، وأخذ الجهني في طلبها حين فقدها يلتمسها فاتبع أثرها حتى وجدها، فجاء إلى نادي بني ضمرة وهو آسف مصاب، وهو يقول:
أصادقٌ ريشةُ يا آل ضمرةَ



أن ليس لله عليه قدرة

ما إن يزال شارف وبكرة



يطعن منها في سواء الثغرة

بصارم ذي رونق أو شفرة



لا هم إن كان معدًا فجرة

فاجعل أمام العين منه جدرة



تأكله حتى توافي الجهرة

قال: فأخرج الله أمام عينيه في مآقيه حيث وصف بثرة مثل النبقة، وخرجنا إلى الموس حجاجًا فرجعنا من الحج وقد صارت أكلة أكلت رأسه أجمع فمات حين قدمنا ([106]).
* * *
نبع لهم الماء
كان أبو هريرة – رضي الله عنه – يقول: رأيت من العلاء ([107]) ثلاثة أشياء لا أزال أحبه أبدًا: قطع البحر على فرسه يوم دارين، وقدم يريد البحرين فدعا الله بالدهناء فنبع لهم ماء فارتووا، ونسي رجل منهم بعض متاعه فرد فلقيه ولم يجد الماء، ومات ونحن على غير ماء فأبدى الله لنا سحابة فمطرنا فغسلناه وحفرنا له بسيوفينا ودفناه ولم نلحد له ([108]).
* * *
الجليس الصالح
روى إبراهيم عن علقمة ([109]) أنه قدم الشام فدخل مسجد دمشق فقال: اللهم ارزقني جليسًا صالحًا! فجاء فجلس إلى أبي الدرداء ([110]) فقال له: ممن أنت؟ قال: من الكوفة قال: كيف سمعت ابن أم عبد ([111]) يقرأ }وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى{ [الليل: 1] الحديث ([112]).
* * *
اللهم قني الفتنة
عن جعفر بن عون، أخبرنا يحيى بن سعيد، عن عبد الله بن عامر بن ربيعة ([113]) قال: لما طعنوا عثمان صلى أبي ([114]) في الليل ودعا فقال: اللهم قني من الفتنة بما وقيت به الصالحين من عبادك، فما أخرج ولا أصبح إلا بجنازته ([115]).
* * *
فاستعن بمولاي
عن عبد الله بن الزبير – رضي الله عنهما – قال: لما وقف الزبير ([116]) يوم الجمل دعاني فقمت إلى جنبه فقال: يا بني إنه لا يقتل اليوم إلا ظالم أو مظلوم، وإني لا أراني إلا سأقتل اليوم مظلومًا، وإن من أكبر همِّي لدَيْني، أفترى يُبقي دينُنا من مالنا شيئًا؟ فقال: يا بني، بع ما لنا فاقض ديني وأوصى بالثلث وثلثه لبنيه – يعني عبد الله بن الزبير – يقول: ثلث الثلث، فإن فضل من مالنا فضل بعد قضاء الدين فثلثه لولدك. قال هشام: وكان بعض ولد عبد الله قد وازى بعض بني الزبير – خبيب وعباد – وله يومئذ تسعة بنين وتسع بنات. قال عبد الله: فجعل يوصيني بدينه ويقول: يا بني إن عجزت عن شيء منه فاستعن عليه مولاي. قال: فوالله ما دريت ما أراد حتى قلت: يا أبت مَنْ مولاك؟ قال: الله. قال: فوالله ما وقعت في كربة من دينه إلا قلت: يا مولى الزبير اقض دينه. فيقضيه.
 فقتل الزبير – رضي الله عنه – ولم يدَعْ دينارًا ولا درهمًا إلا أرضين منها الغابة وإحدى عشرة دارًا بالمدينة ودارين بالبصرة ودارًا بالكوفة ودارًا بمصر. قال: وإنما كان دينُه الذي عليه أن الرجل كان يأتيه بالمال فيستودعه إياه فيقول الزبير: لا، ولكنه سلف فإني أخشى عليه الضيعة. وما ولي إمارة قط ولا جباية خراج ولا شيئًا إلا أن يكون في غزوة مع النبي r أو مع أبي بكر وعمر وعثمان – رضي الله عنهم.
 قال عبد الله بن الزبير: فحسبت ما عليه من الدين فوجدته ألفي ألف ومائتي ألف، قال: فلقي حكيم بن حزام ([117]) عبد الله بن الزبير فقال: يا ابن أخي، كم على أخي من الدين؟ فكتمته فقال: مائة ألف. فقال حكيم: ما أرى أموالكم تَسَع لهذه. فقال له عبد الله: أفرأيتك إن كانت ألفي ألف ومائتي ألف؟ قال: ما أراكم تطيقون هذا، فإن عجزتم عن شيء منه فاستعينوا بي.
 قال: وكان الزبير قد اشترى الغابة بسبعين ومائة ألف فباعها عبد الله بألف ألف وستمائة ألف، ثم قام فقال: من كان على الزبير حق فليوافنا بالغابة. فأتاه عبد الله بن جعفر – وكان له على الزبير أربعمائة ألف – فقال لعبد الله: إن شئتم تركتها لكم. قال عبد الله: لا. قال: فإن شئتم جعلتموها فيما تؤخِّرون إن أخرتم. فقال عبد الله: لا. قال: قال: فاقطعوا لي قطعة. فقال عبد الله: لك من هاهنا إلى هاهنا. قال: فباع منها فقضى دينه فأوفاه وبقي منها أربعة أسهم ونصف، فقدم على معاوية – رضي الله عنه – وعنده عمرو بن عثمان والمنذر بن الزبير وابن زمعة، فقال له معاوية: كم قوَّمت الغابة؟ قال: كل سهم مائة ألف. قال: كم بقي؟ قال: أربعة أسهم ونصف. فقال المنذر بن الزبير: قد أخذتُ سهمًا بمائة ألف. وقال ابن زمعة: قد أخذتُ سهمًا بمائة ألف. فقال معاوية: كم بقي؟ فقال: سهم ونصف. قال: أخذته بخمسين ومائة ألف. قال: وباع عبد الله بن جعفر نصيبه من معاوية بستمائة ألف.
 فلما فرغ ابن الزبير من قضاء دينه قال بنو الزبير: اقسم بيننا ميراثنا. قال: لا والله لا أقسم بينكم حتى أنادي بالموسم أربع سنين: ألا من كان له على الزبير دينٌ فليأته فلنقضه. قال: فجعل كل سنة ينادي بالموسم، فلما مضى أربع سنين قسم بينهم، قال: وكان للزبير أربع نسوة، ورفع الثلث فأصاب كل امرأة ألف ألف ومائتا ألف، فجميع ماله خمسون ألف ألف ومائتا ألف ([118]).
* * *
سمعه يدعو
قال سعيد بن عبد العزيز: سمع الحسن بن علي ([119]) – رضي الله عنهما – رجلاً إلى جنبه يسأل الله أن يرزقه عشرة آلاف درهم، فانصرف فبعث بها إليه ([120]).
* * *


اللهم إن كان لي عندك خير
لما بلغ الربيع بن الحارث بن كعب - وكان فاضلاً جليلاً وكان عاملاً لمعاوية بن أبي سفيان - رضي الله عنهم - على خراسان - فلما بلغه قتل حجر بن عدي – رضي الله عنه - ([121]) دعا الله – عز وجل – فقال: اللهم إن كان للربيع عندك خير فاقبضه إليك وعجِّل. فلم يبرح من مجلسه حتى مات ([122]).
* * *
سبب وفاته
قال الحاكم: ولي الحَكَم ([123]) على خراسان، فكان سبب وفاته أنه دعا على نفسه وهو بمرو في كتاب قرئ عليه من زياد، فاستجيبت دعوته ومات بمرو، وكان مات قبله بريدة الأسلمي ([124]) فدُفنا جميعًا ([125]).
* * *
هل تفقدون من متاعكم شيئًا
ذهب أبو مسلم الخولاني ([126]) ومن معه من العسكر على دجلة وهي ترمى بالخشب من مداها، ثم التفت إلى أصحابه وقال: هل تفقدون من متاعكم شيئًا حتى أدعو الله – عز وجل – فيه؟ فقال بعضهم: فقدت مخلاة. فقال: اتبعني. فاتَّبعه فوجدها قد تعلقت بشيء فأخذها ([127]).
* * *
دعاء ابن عمر على زياد
قال ابن شوذب: بلغ ابن عمر أن زيادًا ([128]) كتب إلى معاوية([129]): إني قد ضبطت العراق بيميني، وشمالي فارغة. وسأله أن يولِّيه الحجاز فقال ابن عمر: اللهم إنك إن تجعل في القتل كفارة فموتًا لابن سمية لا قتلًا. فخرج في إصبعه طاعون فمات ([130]). وقال الحسن البصري: بلغ الحسن بن علي – رضي الله عنهما – أن زيادًا يتتبع شيعة علي بالبصرة فيقتلهم فدعا عليه ([131]).
* * *
أنجاه الله – تعالى – من القتل
عن عامر الشعبي ([132]) قال: كنت جالسًا مع زياد بن أبي سفيان، فأتي برجل يُحمَل لا نَشُكُّ في قتله، قال: فرأيتُه حرَّك شفته بشيء لا أدري ما هو. قال: فخلى سبيله، فقال بعض القوم: لقد جيء بك وما نشكُّ في قتلك، فرأيناك حركت شفتيك بشيء، وما ندري ما هو فخلَّى سبيلك! قال: قلت: «اللهم ربَّ إبراهيم ورب إسحاق ويعقوب ورب جبريل وإسرافيل ومنزِّل التوراة والإنجيل والزبور والفرقان العظيم ادرأ عني شر زياد». قال: فخلى عنه ([133]).
* * *
اللهم لا تدركني سنة ستين
قال عمير بن هانئ: قال أبو هريرة – رضي الله عنه([134]): اللهم لا تدركني سنة ستين. فتوفي فيها أو قبلها بسنة ([135])، وعن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: حفظت من رسول الله r وعاءين؛ فأما أحدهما فبثثته في الناس، وأما الآخر فلو بثثته قُطع هذا البلعوم ([136]).
 (وقد حمل العلماء الوعاء الذي لم يبثه على الأحاديث التي فيها تبيين أمراء السوء وأحوالهم وزمنهم، وقد كان أبو هريرة يكني عن بعضه ولا يصرح به؛ خوفًا على نفسه منهم؛ كقولهم: أعوذ بالله من رأس الستين وإمارة الصبيان. يشير إلى خلافة يزيد بن معاوية ([137]) لأنها كانت سنة ستين من الهجرة، واستجاب الله دعاء أبي هريرة فمات قبلها بسنة)([138]).
* * *
ثارت سحابة كالترس
روى صفوان بن عمرو عن سليم بن عامر قال: خرج معاوية رضي الله عنه يستسقي، فلما قعد على المنبر قال: أين يزيد بن الأسود([139])؟ فناداه الناس فأقبل يتخطاهم، فأمره معاوية فصعد المنبر، فقال معاوية: اللهم إنا نستشفع إليك بخيرنا وأفضلنا يزيد بن الأسود، يا يزيد ارفع يديك إلى الله. فرفع يديه ورفع الناس، فما كان بأوشك من أن ثارت سحابة كالترس وهبَّت الريح، فسقينا حتى كاد الناس أن لا يبلغوا منازلهم. سمعها أبو اليمان من صفوان([140]).
* * *
عقبة بن نافع ([141]) يدعو
قال الواقدي: جهَّزه معاوية – رضي الله عنه – على عشرة آلاف فافتتح إفريقية واختطَّ قيروانها، وكان الموضع غيضةً لا يرام من السِّباع والأفاعي، فدعا عليها، فلم يبق فيها شيء وهربوا؛ حتى إن الوحوش لتحمل أولادها، فحدثني موسى بن علي عن أبيه قال: نادى: إنا نازلون. فأظعنوا فخرجن من جحرتهن هوارب.
 وروى نحوه محمد بن عمرو عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب قال: لما افتتح عقبة إفريقية قال: يا أهل الوادي، إنا حالون إن شاء الله، فأظعنوا. ثلاث مرات، فما رأينا حجرًا ولا شجرًا إلا يخرج من تحته دابة حتى هبطن بطن الوادي، ثم قال للناس: انزلوا باسم الله ([142]).
* * *
أعمى يدعو الله – تعالى - فيبصر
حكي عن الليث بن سعد ([143]) أنه قال: رأيت عقبة بن نافع ضريرًا ثم رأيته بصيرًا فقلت له: بم رد الله عليك بصرك؟ فقال: أتيت في المنام فقيل لي: قل يا قريب يا مجيب، يا سميع الدعاء يا لطيف لما يشاء، ردَّ عليَّ بصري. فقلتها فردَّ الله عليَّ بصري ([144]).
* * *
سقوا سريعًا
قال سعيد بن عبد العزيز وغيره: استسقى الضحاك بن قيس([145]) بيزيد بن الأسود فما برحوا حتى سقوا ([146]).
* * *
اللهم لا تمتني حتى أوتى به
عن أيوب عن أبي مليكة قال: دخلت على أسماء ([147]) بعدما أصيب ابن الزبير ([148]) فقالت: بلغني أن هذا صلب عبد الله، اللهم لا تُمتني حتى أوتى به فأحنِّطه وأكفِّنه. فأتيت به بعد فجعلت تحنطه بيدها وتكفنه بعدما ذهب بصرها.
 ومن وجه آخر عن أبي مليكة: وصلَّت عليه وما أتت عليها جمعة إلا ماتت ([149]).
* * *
كلمات الفرج
عن عبد الملك بن عمير قال: حدثني أبو مصعب أن عبد الملك بن مروان ([150]) كتب إلى هشام بن إسماعيل ([151]) متولي المدينة: بلغني أن الحسن بن الحسن ([152]) يكاتب أهل العراق فاستحضره قال: فجيء به فقال له علي بن الحسين: يا ابن عم، قل كلمات الفرج: «لا إله إلا الله الحليم الكريم، لا إله إلا الله العلي العظيم، لا إله إلا الله رب السماوات السبع ورب الأرض رب العرش الكريم». قال: فخلي عنه([153]).
* * *
لا ينام إلا قليلاً
عن حصين عن إبراهيم أن همام بن الحارث ([154]) كان يدعو: "اللهم اشفني من النوم باليسير، وارزقني سهرًا في طاعتك". قال: فكان لا ينام إلا هنيهة وهو قاعد ([155]).
* * *
دعا عليه فاسود وجهه
عن حماد بن زيد ([156]) قال: حدثنا علي بن زيد ([157]) قال: قال لي سعيد بن المسيب: ([158]) قل لقائدك يقوم فينظر إلى وجه هذا الرجل وإلى جسده، فقام وجاء فقال: رأيت وجه زنجي وجسده أبيض فقال سعيد: إن هذا سب هؤلاء: طلحة ([159]) والزبير وعليًا – رضي الله عنهم، فنهيته فأبى، فدعوت الله عليه؛ قلت: إن كنت كاذبًا فسود الله وجهك. فخرجت بوجهه قُرحة فاسود وجهه ([160]).
* * *
وجدنا حلاوة الدعاء
عن داود بن أبي هند قال: لما أخذ الحجاج ([161]) سعيد بن جبير([162]) قال: ما أراني إلا مقتولاً وسأخبركم: إني كنت أنا وصاحبان لي دعونا الله حين وجدنا حلاوة الدعاء، ثم سألنا الله الشهادة؛ فكلا صاحبيَّ رُزِقها وأنا انتظرها، قال: فكأنه رأى أن الإجابة عند حلاوة الدعاء ([163]).
* * *
أنقذه الله – تعالى -
عن عبد الملك بن عمير قال: كتب الوليد بن عبد الملك ([164]) إلى عثمان بن حبان المري: انظر إلى الحسن بن الحسن ([165]) فأجلده مائة جلدة وقفه للناس، ولا أراني إلا قاتله. قال: فبعث إليه فجيء به والخصوم بين يديه قال: فقام إليه علي بن الحسين فقال: يا أخي تكلم بكلمات الفرج يفرج الله عنك: «لا إله إلا الله الحليم الكريم، سبحان الله رب السماوات السبع ورب العرش العظيم الحمد لله رب العالمين». قال: فقالها فانفرجت فرجة من الخصوم فرآه فقال: أرى وجه رجل قد قُرِفَتْ عليه كذبة خلوا سبيله، أنا كاتب إلى أمير المؤمنين بعذره؛ فإن الشاهد يرى ما لا يرى الغائب ([166]).
* * *
تضرع وبكى
ولي – موسى بن نصير - ([167]) غزو البحر لمعاوية – رضي الله عنه – فغزا قبرس وبنى هناك حصونًا، وقد استعمَلَ على أقصى المغرب مولاه طارقًا ([168])، فبادر وافتتح الأندلس ولحقه موسى فتمم فتحها، وجرت له عجائب هائلة، وعمل مع الروم مصافًا مشهودًا، ولمَّا همَّ المسلمون بالهزيمة كشف موسى سرادقه عن بناته وحرمه وبرز ورفع يديه بالدعاء والتضرع والبكاء، فكسرت بين يديه جفون السيوف وصدقوا اللقاء ونزل النصر وغنموا مالا يعبر عنه... إلخ) ([169]).
* * *
سقوا وأغيثوا
قال الذهبي: قيل: لما دخل موسى بن نصير إفريقية وجد غالب مدائنها خالية لاختلاف أيدي البربر، وكان القحط، فأمر الناس بالصلاة والصوم والصلاح، وبرز بهم إلى الصحراء ومعه سائر الحيوانات، ففرق بينها وبين أولادها، فوقع البكاء والضجيج، وبقي إلى الظهر ثم صلى وخطب فسقوا وأغيثوا ([170]).
* * *
اللهم أخف عليهم أمري
قال المغيرة بن حكيم: قلت لفاطمة بنت عبد الملك([171]): كنت أسمع عمر بن عبد العزيز ([172]) في مرضه يقول: اللهم أخف عليهم أمري ولو ساعة. قالت: قلت له: ألا أخرج عنك؛ فإنك لم تنم. فخرجت، فجعلت أسمعه يقول: }تِلْكَ الدَّارُ الْآَخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ{ [القصص: 83]، مرارًا ثم أطرق، فلبث طويلاً لا يُسمع له حس، فقلت لوصيف: ويحك انظر. فلما دخل صاح فدخلت فوجدته ميتًا قد أقبل بوجهه على القبلة، ووضع إحدى يديه على فيه والأخرى على عينيه ([173]).



([1]) الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي، للإمام ابن القيم – رحمه الله تعالى – ص14-19.
([2]) سير أعلام النبلاء،: للذهبي (13/15).
([3]) المرجع السابق (219-220).
([4]) المرجع السابق (100).
([5]) المرجع السابق (369).
([6]) المرجع السابق (355).
([7]) المرجع السابق (355).
([8]) وصية الذهبي، لمحمد بن رافع السلامي: ص25-26.
([9]) فضائل الذكر والدعاء، للإمام ابن القيم – رحمه الله تعالى – ص117-121.
([10]) رواه البخاري، (كتاب الدعوات) باب أفضل الاستغفار: رقم 6306 ص531.
([11]) رواه البخاري، (كتاب الدعوات) باب الدعاء في الصلاة: رقم 6326 ص532، واللفظ له ورواه مسلم في كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار: رقم 6869 ص1148.
([12]) رواه البخاري، باب الدعاء عند الكرب: رقم 6346 ص534، واللفظ له ورواه مسلم في كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار: رقم 6921 ص1151.
([13]) رواه البخاري، باب التعوذ من جهد البلاء: رقم 6347 ص534، واللفظ له رواه مسلم في كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار: رقم 6877 ص1148.
([14]) رواه البخاري، باب التعوذ من عذاب القبر: رقم 6365 ص535، واللفظ له رواه مسلم في كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار: رقم 6876 ص1148.
([15]) رواه البخاري، باب التعوذ من فتنة المحيا والممات: رقم 6367 ص535.
([16]) رواه البخاري باب التعوذ من المأثم والمغرم رقم 6368 ص535، واللفظ له ورواه مسلم في كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار: رقم 6375 ص1148.
([17]) رواه البخاري، باب الاستعاذة من الجبن والكسل: رقم 6369 ص535.
([18]) رواه البخاري، باب قول النبي r: «ربنا آتنا في الدنيا حسنة»: رقم 6389 ص537، ورواه مسلم في كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار: رقم 6841 ص1146.
([19]) رواه البخاري، باب قول النبي r «اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت»: رقم 6398 ص538، ورواه مسلم في كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار: رقم 6901 ص1150.
([20]) رواه مسلم في كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار: رقم 6849 ص1147.
([21]) المرجع السابق: رقم 6895 ص1150.
([22]) المرجع السابق: رقم 6899 ص1150.
([23]) المرجع السابق: رقم 6903 ص1150.
([24]) المرجع السابق: رقم 6904 ص1150.
([25]) المرجع السابق: رقم 6906 ص1150.
([26]) المرجع السابق: رقم 6911 ص1151.
([27]) المرجع السابق، كتاب الرقاق: رقم 6944 ص1153.
([28]) المرجع السابق، كتاب القدر (باب تصريف الله – تعالى – القلوب كيف شاء): رقم 6750 ص1140.
([29]) محمد بن إسحاق بن يسار بن خيار: العلامة الحافظ الإخباري، أبو بكر، صاحب السيرة النبوية، ولد سنة ثمانين، وهو أول من دون العلم بالمدينة روى حرملة عن الشافعي قال: من أراد أن يتبحر في المغازي فهو عيال على محمد بن إسحاق عن الزهري قال: لا يزال بالمدينة علم ما بقي هذا – عنى ابن إسحاق – مات سنة اثنتين وخمسين. [السير للذهبي (7/33-55)].
([30]) صالح بن كيسان: الإمام الحافظ الثقة المدني، مؤدب ولد عمر بن عبد العزيز، وكان جامعًا من الحديث والفقه والمروءة. عن إبراهيم بن سعد جئت إلى صالح بن كيسان في منزله، وهو يكسر لهرة له يطعمها، ثم يفت لحمامات له أو لحمام يطعمه. مات بعد الأربعين والمئة. [السير للذهبي (5/454-456)].
([31]) الطفيل بن عمرو الدوسي: صاحب النبي r، كان سيدًا مطاعًا من أشراف العرب، ودوس بطن من الأزد، وكان يلقب ذا النور، أسلم قبل الهجرة بمكة، قتل – رضي الله عنه – يوم اليمامة [السير للذهبي (1/344-347)].
([32]) سير أعلام النبلاء للذهبي (1/345-347).
([33]) رواه البخاري: رقم الحديث (4693) ص390.
([34]) عائشة: أم المؤمنين بنت الصديق أبي بكر القرشية، نشهد أنها زوجة نبينا في الدنيا والآخرة فهل فوق ذلك مفخر، وإن كان للصديقة خديجة شأو لا يحلق وأنا (والكلام للذهبي) واقف في أيتهما أفضل. نعم جزمتُ بأفضلية خديجة عليها لأمور ليس هذا موضعها. سأل عمرو بن العاص – رضي الله عنه – النبي r: أي الناس أحب إليك يا رسول الله؟ قال: «عائشة» قال: فمن الرجال؟ قال: «أبوها» عن أنس – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله r: «فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام» وعن أبي موسى – رضي الله عنه – قال: ما أشكل علينا أصحاب محمد r حديثٌ قط فسألنا عائشة إلا وجدنا عندها منه علمًا. توفيت سنة سبع وخمسين ودفنت بالبقيع – رضي الله تعالى عنها – [السير للذهبي (2/135-201)].
([35]) بلال بن رباح رضي الله عنه: مؤذن النبي r، مولى أبي بكر الصديق – رضي الله تعالى عنه – وأمه حمامة، وهو من السابقين الذين عذبوا في الله – تعالى - شهد له النبي r على التعيين بالجنة، قال عمر: أبو بكر سيدنا أعتق بلالاً سيدنا. قال سعيد بن عبد العزيز: لما احتضر بلال قال: غدًا نلقى الأحبة محمدًا وحزبه قال: تقول امرأته: واويلاه فقال: وافرحاه. توفى سنة عشرين بدمشق [السير للذهبي (1/347-360)].
([36]) رواه البخاري: رقم الحديث (5654) ص484.
([37]) عبد الله بن عباس بن عبد المطلب: حبر الأمة وإمام التفسير، مولده قبل الهجرة بثلاث سنين، وهو ابن خالة خالد بن الوليد – رضي الله عنه - له جماعة أولاد منهم علي أبو الخلفاء عنه – رضي الله عنه – قال: إن كنت لأسأل عن الأمر الواحد ثلاثين من أصحاب النبي r، إسناده صحيح: توفي – رضي الله عنه – سنة ثمان أو سبع وستين: عن سعيد قال: مات ابن عباس بالطائف فجاء طائر لم ير خلقته فدخل نعشه ثم لم ير خارجًا منه فلما دفن تليت هذه الآية على شفير القبر لا يدري من تلاها }يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً{ [الفجر: 27-28] هذه قضية متواترة. [السير للذهبي (3/331-359)].
([38]) رواه البخاري: رقم الحديث (2915) ص234.
([39]) عبد الله بن عمرو بن العاص: الإمام الحبر العابد، وليس أبوه أكبر منه إلا بإحدى عشرة سنة أو نحوها وله مناقب وفضائل وقدمٌ راسخ في العلم والعمل، ورث من أبيه قناطير مقنطرة من الذهب المصري فكان من ملوك الصحابة، عن يعلى بن عطاء عن أمه أنها كانت تصنع الكحل لعبد الله بن عمرو، وكان يكثر البكاء يغلق عليه بابه ويبكي حتى رمصت عيناه. مات سنة ثلاث وستين [السير للذهبي (3/79-94].
([40]) رواه أبو داود: رقم (2747) ص(1428)، باب في النفل للسرية تخرج من العسكر.
([41]) أبو سلمة بن عبد الأسد: أخو رسول الله r من الرضاعة وابن عمته برة، وأحد السابقين، مات بعد بدر بأشهر، ولما انقضت عدة زوجته أم سلمة تزوج بها النبي r، روت عن زوجها القول عند المصيبة، وكانت تقول: من خير من أبي سلمة؟ وما ظنت أن الله يخلفها في مصابها به بنظيره فلما فُتح عليها بسيد البشر اغتبطت أيما اغتباط. مات سنة ثلاث من الهجرة [السير للذهبي 1/150-153)].
([42]) سير أعلام النبلاء، للذهبي (3/203).
([43]) عبد الرحمن بن سليمان: ابن صاحب رسول الله r عبد الله بن حنظلة الأنصاري الفقيه المحدث وقيل لجدهم: حنظلة الغسيل لأنه استشهد يوم أحد كان جنبًا فغسلته الملائكة، توفي سنة إحدى وسبعين ومئة وقد جاوز التسعين [السير للذهبي (7/323-325)].
([44]) عاصم بن عمر بن قتادة بن النعمان الظفري الأنصاري: أحد العلماء، يروي عن أبيه وعن جابر بن عبد الله ومحمود بن لبيد ورميشة الصحابية وهي جدته وأنس بن مالك – رضي الله عنهم – وكان عارفًا بالمغازي، توفي سنة عشرين ومئة [السير للذهبي 5/240-241].
([45]) قتادة بن النعمان بن زيد – رضي الله عنه – الأمير المجاهد أبو عمر الأنصاري، من نجباء الصحابة وهو أخو أبي سعيد الخدري لأمه، وكان على مقدمة أمير المؤمنين عمر لما سار إلى الشام، وكان من الرماة المعدودين، توفي سنة ثلاث وعشرين بالمدينة ونزل عمر يومئذ في قبره – رضي الله عنهما – [السير للذهبي (2/331-333)].
([46]) سير أعلام النبلاء للذهبي (2/333).
([47]) عمرو بن الجموح بن زيد بن حرام الأنصاري – رضي الله عنه – لما كان يوم أحد قال رسول الله r: - قوموا إلى جنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين – فقام وهو أعرج فقال: والله لأقحزن عليها في الجنة فقاتل حتى قتل. روى مالك أن عمرو بن الجموح وابن حرام كان السيل قد خرب قبورهما فحفر عنهما ليغيرا من مكانهما فوُجدا لم يتغيرا كأنما ماتا بالأمس، وكان أحدهما قد جُرح فوضع يده على جرحه فدفن كذلك فأمطيت يده عن جرحه ثم أرسلت فرجعت كما كانت، وكان بين يوم أحد ويوم حُفر عنهما ست وأربعون سنة [السير للذهبي (1/252-255)].
([48]) عبد الله بن عمرو بن حرام الأنصاري أبو جابر: عن جابر قال: قال لي رسول الله r: «ألا أخبرك أن الله كلم أباك كفاحًا فقال: يا عبدي سلني أعطك! قال: أسألك أن تردني إلى الدنيا فأقتل فيك ثانيًا فقال: إنه قد سبق مني أنهم إليها لا يرجعون قال: يا رب فأبلغ من ورائي، فأنزل الله، }وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ{ [آل عمران: 169]» [السير الذهبي (1/324-328)].
([49]) خلاد بن عمرو شهد بدرًا واستشهد يوم أحد. [السير للذهبي (1/252)].
([50]) سير أعلام النبلاء للذهبي (1/255).
([51]) النعمان بن قوقل: وقوقل اسمه مالك بن ثعلبة بن دعد والقواقل هم رهط عبادة بن الصامت – رضي الله عنه – [مستدرك الحاكم (3/679)] وعن جابر – رضي الله عنه – قال: أتى النبي r النعمان بن قوقل فقال: يا رسول الله أرأيت إذا صليت المكتوبة وحرمت الحرام وأحللت الحلال أأدخل الجنة؟ فقال النبي r: «نعم». [رواه مسلم (108/683)].
([52]) عون المعبود (7/281).
([53]) جابر بن عبد الله بن عمرو الأنصاري: الإمام الكبير آخر من شهد ليلة العقبة الثانية موتًا، وكان قد أطاع أباه يوم أحد وقعد لأجل أخواته، ثم شهد الخندق، وشاخ وذهب بصره وقارب التسعين. عن جابر قال: استغفر لي رسول الله r ليلة البعير خمسًا وعشرين مرة. وقال: عادني رسول الله r وأنا لا أعقل فتوضأ وصب علي من وضوئه فعقلت. مات سنة ثمان وسبعين. [السير للذهبي (3/189-194].
([54]) سير أعلام النبلاء للذهبي (1/327).
([55]) خديجة بنت خويلد القرشية: كان النبي r يثني عليها ويفضلها على سائر أمهات المؤمنين ويبالغ في تعظيمها، وكانت تنفق عليه من مالها ويتجر هو r لها. وقد أمره الله – تبارك وتعالى – أن يبشرها ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب. وأولادها منه – عليه الصلاة والسلام -: القاسم والطيب والطاهر ماتوًا رضعًا ورقية وزينب وأم كلثوم وفاطمة. قال الشيخ عز الدين بن الأثير: خديجة أول خلق الله أسلم بإجماع المسلمين. روي من وجوه أن النبي r قال: «يا خديجة، جبريل يقرئك السلام» وفي بعضها «يا محمد اقرأ على خديجة من ربها السلام» ماتت قبل الهجرة بثلاث سنوات [السير للذهبي (2/109-117)].
([56]) سير أعلام النبلاء للذهبي (2/112).
([57]) عبد الله بن عمر بن الخطاب: الإمام شيخ الإسلام، قال ابن مسعود – رضي الله عنه -: إن من أملك شباب قريش لنفسه عن الدنيا عبد الله بن عمر، قال نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله r: «لو تركنا هذا الباب للنساء» فلم يدخل منه ابن عمر حتى مات. قال ابن المنكدر: بويع يزيد فقال ابن عمر: إن كان خيرًا رضينا وإن كان بلاء صبرنا. وعن نافع قال: كان ابن عمر إذا قرأ: }أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ{ [الحديد: 16] بكى حتى يغلبه البكاء. وعن نافع قال: ما مات ابن عمر حتى أعتق ألف إنسان أو زاد إسنادها صحيح. مات سنة أربع وسبعين [السير للذهبي (3/203-239)].
([58]) عوف بن مالك الأشجعي الغطفاني: ممن شهد فتح مكة، كان من نبلاء الصحابة، شهد غزوة مؤتة. وقال: رافقني مددي من أهل اليمن ليس معه غير سيفه – الحديث بطوله – وفيه قوله r: «هل أنتم تاركوا لي أمرائي» مات سنة ثلاث وسبعين. [السير للذهبي (2/487-490)].
([59]) أخرجه الحاكم في المستدرك (1/727) وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه.
([60]) النابغة الجعدي: أبو ليلى، شاعر زمانه، له صحبة، وهو من بني عامر بن صعصعة كان ينتقل في البلاد ويمتدح الأمراء، وامتد عمره وشعره سائر كثير [السير للذهبي (3/177-178)].
([61]) انظر: مسند الحارث (زوائد الهيثمي) (2/844).
([62]) تاريخ الإسلام، للذهبي: حوادث ووفيات من سنة 61هـ - 80هـ ص258-260.
([63]) عمرو بن الحمق الخزاعي: له صحبة ورواية، وبايع النبي r في حجة الوداع وسمع منه، قال عمار الدهني: أول رأس نُقل رأس ابن الحمق وذلك لأنه لدغ فمات فخشيت الرسل أن تُتهم به فحزوا رأسه وحملوه، قُتل سنة خمسين [تاريخ الإسلام للذهبي حوادث ووفيات من سنة 41-60هـ ص87-89].
([64]) انظر: مصنف ابن أبي شيبة (6/322).
([65]) سلمان بن عمرو بن الأكوع: واسم سنان الأسلمي قال: بايعت رسول الله r على الموت وغزوت معه سبع غزوات، وعنه قال: أردفني رسول الله r مرارًا ومسح على وجهي مرارًا واستغفر لي مرارًا عدد ما في يدي من الأصابع، وعن يزيد بن أبي عبيد قال: لما قتل عثمان – رضي الله عنه – خرج إلى الربذة وتزوج هناك امرأة فولدت له أولادًا، وقبل أن يموت بليال نزل إلى المدينة. توفي سنة أربع وسبعين. [السير للذهبي 3/326-331)].
([66]) رواه مسلم: رقم الحديث (5268) ص1039.
([67]) شريك بن عبد الله بن أبي نمر: المدني المحدث حدث عن أنس – رضي الله عنه – وجماعة مات قبل الأربعين ومئة [السير للذهبي 6/159-160].
([68]) أنس بن مالك الأنصاري: خادم النبي r، الإمام المقرئ المحدث، قال: جاءت بي أم سليم إلى رسول الله r وقد أزرتني بنصف خمارها وردتني ببعضه، فقالت: يا رسول الله هذا هذا أُنيس ابني أتيتك به يخدمك فادع الله له فقال: «اللهم أكثر ماله وولده» فوالله إن مالي لكثير وإن ولدي وولد ولدي يتعادون على نحو من مائة اليوم. صحب النبي r أتم الصحبة ولازمه أكمل الملازمة منذ أن هاجر وإلى أن مات، وغزا معه غير مرة وبايع تحت الشجرة. مات سنة ثلاث وتسعين فيكون عمره مائة وثلاث سنين. [السير للذهبي (3/395-406)].
([69]) رواه البخاري: رقم الحديث (1031) ص79.
([70]) عمرو بن أخطب أبو زيد: الأنصاري الخزرجي الأعرج – رضي الله عنه – من مشاهير الصحابة الذين نزلوا البصرة، وله بالبصرة مسجد يعرف به، روى عن النبي r أحاديث وغزا معه ثلاث عشرة غزوة، توفي في خلافة عبد الملك بن مروان. السير للذهبي (3/473-474).
([71]) سير أعلام النبلاء للذهبي (3/474).
([72]) أبو قتادة الحارث بن ربعي الأنصاري: فارس رسول الله r عن سلمة بن الأكوع عن النبي r قال: «خير فرساننا أبو قتادة، وخير رجالتنا سلمة بن الأكوع». وعن أبي قتادة قال: كنا مع رسول الله r في بعض أسفاره إذ تأخر عن الراحلة فدعمته بيدي حتى استيقظ فقال: «اللهم احفظ أبي قتادة كما حفظني منذ الليلة، ما أرانا إلا قد شققنا عليك» مات سنة سبع أربع وخمسين [السير للذهبي (2/449-456)].
([73]) المقداد بن عمرو الكندي: ويقال له المقداد بن الأسود لأنه رُبي في حجر الأسود بن عبد يغوث فتبناه. قال – رضي الله عنه -: استعملني رسول الله r على عمل فلما رجعت قال: «كيف وجدت الإمارة؟» قلت: يا رسول الله ما ظننت إلا الناس كلهم خَوَلٌ لي والله لا ألي على عمل ما دمتُ حيًا، وعن كريمة بنت المقداد أن المقداد أوصى للحسن والحسين بستة وثلاثين ألفًا، ولأمهات المؤمنين لكل واحدة بسبعة آلاف درهم، مات في سنة ثلاث وثلاثين وقبره بالبقيع [السير للذهبي (1/385-389)].
([74]) سير أعلام النبلاء للذهبي (2/449-450).
([75]) زيد بن سهل الخزرجي هو أبو طلحة: قال فيه رسول الله r «صوت أبي طلحة في الجيش خيرٌ من فئة» قال لنا الحافظ أبو محمد: حلق النبي r شق رأسه فوزعه على الناس، ثم حلق شقه الآخر فأعطاه أبا طلحة، وعن أنس – رضي الله عنه -: أنا أبا طلحة قرأ: }انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا{ [التوبة: 41] فقال: استنفرنا الله وأمرنا شيوخنا وشبابنا جهزوني فقال بنوه: يرحمك الله إنك قد غزوت على عهد رسول الله r وأبي بكر وعمر ونحن نغزوا عنك الآن قال: فغزا البحر فمات فلم يجدوا له جزيرة يدفنوه فيها إلا بعد سبعة أيام فلم يتغير. مات سنة أربع وثلاثين [السير للذهبي (2/27-34)].
([76]) رواه البخاري: رقم (5470) ص471، واللفظ له ورواه مسلم. رقم (6322) ص1109.
([77]) انظر فتح الباري (3/170) وسير أعلام النبلاء للذهبي (2/311).
([78]) عبد الله بن أبي طلحة مات قبل أنس بمدة ليست بالكثيرة [السير للذهبي (3/482-484)].
([79]) سير أعلام النبلاء للذهبي (3/483).
([80]) رواه مسلم: رقم (6322) ص1109.
([81]) كعب بن عمرو الأنصاري: البدري العقبي أبو اليسر الذي أسر العباس – رضي الله عنه – يوم بدر، شهد العقبة وله عشرون سنة، له أحاديث قليلة، وقد شهد صفين مع علي – رضي الله عنه -، وكان من بقايا البدريين، مات بالمدينة في سنة خمس وخمسين. [السير، الذهبي (2/537-538)].
([82]) أخرجه أحمد في المسند (5/686-287).
([83]) عمرو بن حريث المخزومي: أخو سعيد بن حريث، كان عمرو من بقايا أصحاب رسول الله r الذين نزلوا الكوفة. مولده قبيل الهجرة، له صحبة ورواية، توفي سنة خمس وثمانين [السير للذهبي (3/459-462)].
([84]) عبد الله بن جعفر – رضي الله عنهما – ابن أبي طالب: السيدُ العالم، استشهد أبوه يوم مؤتة فكفله النبي r ونشأ في حجره، وهو آخر من رأى النبي r وصحبه من بني هاشم، وكان كبير الشأن كريمًا جوادًا عنه – رضي الله عنه – قال: أردفني رسول الله r ذات يوم خلفه فأسر إلي حديثًا لا أحدث به أحدًا، فدخل حائطًا فإذا جمل فلما رأى النبي r حنَّ وذرفت عيناه، ولعبد الله بن جعفر أخبار في الجود والبذل، وكان وافر الحشمة كثير التنعم، مات – رضي الله عنه – سنة أربع وثمانين. [السير للذهبي (3/456-462)].
([85]) سير أعلام النبي للذهبي (3/458).
([86]) رواه الترمذي باب في دعاء المريض رقم 3546 ص2018، وقال حديث حسن صحيح.
([87]) زهرة بن معبد بن عبد الله القرشي المدني: نزيل الإسكندرية، الإمام أبو عقيل، وكان من عباد الله الصالحين، توفي في سنة خمس وثلاثين ومئة. وقد شاخ. [السير للذهبي (8/147-148)].
([88]) رواه البخاري: باب الشركة في الطعام وغيره رقم (197/2501-2502). وفي باب الدعاء للصبيان بالبركة ومسح رؤوسهم رقم 1353 ص534.
([89]) رواه مسلم رقم (6835) ص1146 باب كراهة الدعاء بتعجيل العقوبة في الدنيا.
([90]) عطاء بن أبي رباح القرشي: مولاهم، مفتي الحرم، ولد في خلافة عثمان – رضي الله عنه – ونشأ بمكة عنه – رحمه الله – قال: أدركت مئتين من أصحاب رسول الله r. قال أبو حازم الأعرج: فاق عطاءٌ أهل مكة في الفتوى. قال ابن جريج: كان المسجد فراش عطاء عشرين سنة وكان من أحسن الناس صلاة. مات سنة خمس عشرة ومئة. [السير للذهبي (5/78-79)].
([91]) رواه البخاري رقم 5652 ص484 واللفظ له ورواه غيره.
([92]) انظر: زاد المعاد لابن القيم (1/441).
([93]) الجامع لأحكام القرآن (تفسير القرطبي) (8/188).
([94]) عكرمة: العلامة الحافظ المفسر القرشي مولاهم المدني البربري الأصل، قيل: كان لحصين بن أبي الحر العنبري فوهبه لابن عباس – رضي الله عنهما – قال رحمه الله: طلبت العلم أربعين سنة وكنت أفتي بالباب وابن عباس في الدار، قال مصعب بن عبد الله: تزوج عكرمة أم سعيد بن جبير فلما قتل سعيد قال إبراهيم: ما خلف بعده مثله. توفي سنة خمس ومئة. [السير للذهبي (5/12-36].
([95]) جامع البيان عن تفسير آي القرآن (تفسير الطبري)، للإمام حمد بن جرير الطبري (6/172).
([96]) عبد الله بن مخرمة بن عبد العزى العامري: من المهاجرين الأولين، شهد بدرًا والمشاهد، كنيته أبو محمد وعاش إحدى وأربعين سنة. ومن ذريته نوفل بن مساحيق بن عبد الله بن مخرمة. [تاريخ الإسلام للذهبي: حوادث ووفيات من 11-40هـ: ص64].
([97]) نوفل بن مساحيق بن عبد الله القرشي العامري: أحد الفقهاء، كان على صدقات المدينة ولي القضاء سنة ست وثمانين، وتوفي بعد ذلك وله بدمشق دار. وكان أحد الأشراف الأجواد. [تاريخ الإسلام للذهبي: حوادث ووفيات من 81 – 100هـ: ص 211 – 212].
([98]) انظر الاستيعاب (3/98).
([99]) خوات بن جبير بن النعمان الأنصاري: أخو عبد الله بن جبير الذي كان أمير الرماة يوم أحد – رضي الله عنهما – ويكنى خوات أبا صالح، قال ابن سعد: قالوا: وكان خوات بن جبير صاحب النحيين في الجاهلية ثم حسن إسلامه. مات بالمدينة سنة أربعين [السير للذهبي (2/329-330)].
([100]) انظر: كتاب مجابي الدعوة، لابن أبي الدنيا، ص41-42.
([101]) العباس بن عبد المطلب: عم رسول الله r، ولد قبل أصحاب الفيل بثلاث سنين، قدم إلى النبي r قبل الفتح وأسلم، وكان شريفًا مهيبًا عاقلاً جميلاً من أطول الرجال وأجهرهم صوتًا مع الحلم الوافر والسؤدد، وثبت أن العباس كان يوم حنين وقت الهزيمة آخذًا بلجام بغلة النبي r وثبت معه حتى نزل النصر، وأمره النبي r أن يهتف يوم حنين: يا أصحاب الشجرة، وكان جهوري الصوت جدًا، ومات سنة اثنتين وثلاثين ودفن بالبقيع. [السير للذهبي (2/78-103)].
([102]) رواه البخاري: رقم 3710 ص303.
([103]) أم المؤمنين السيدة هند بنت أبي أمية: بنت عم خالد بن الوليد – رضي الله عنه – وبنت عم أبي جهل. من المهاجرات الأوّل وكانت قبل النبي r عند أخيه من الرضاعة: أبي سلمة. قال مصعب الزبيري: هي أول ظعينة دخلت المدينة مهاجرة. دخل بها النبي r في سنة أربع من الهجرة. وكانت آخر من مات من أمهات المؤمنين، عمرت حتى بلغها مقتل الحسين الشهيد فرجمت لذلك وغُشي عليها وحزنت عليه كثيرًا لم تلبث بعده إلا يسيرًا وانتقلت إلى الله، عاشت نحوًا من تسعين سنة – رضي الله عنها – توفيت سنة إحدى وستين [السير الذهبي (1/201-210)].
([104]) الحسين بن أبي الحسن يسار: مولى زيد بن ثابت. عن غاضرة قال: كانت أم الحسن مولاة لأم سلمة أم المؤمنين. ولد لسنتين بقيتا من خلافة عمر – رضي الله عنه – وأمه خيرة، وكان سيد أهل زمانه علمًا وعملاً قال محمد بن سعد: كان جامعًا عالمًا رفيعًا فقهيًا ثقة حجة مأمونًا ناسكًا كثير العلم فصيحًا جميلاً وسيمًا. ومن كلامه: ابن آدم إنما أنت أيام، فكلما ذهب يوم ذهب بعضك. قال أيوب: ما وجدت ريح مرقة طُبخت أطيب من ريح قدر الحسن. مات سنة عشر ومئة [السير للذهبي (4/563-588)].
([105]) سير أعلام النبلاء للذهبي (1/564-465).
([106]) انظر: كتاب مجابي الدعوة لابن أبي الدنيا ص26-27.
([107]) العلاء بن الحضرمي اسمه العلاء بن عبد الله: كان من حلفاء بني أمية وأخوه ميمون هو المنسوب إليه بئر ميمون التي بأعلى مكة احتفرها قبل المبعث، وأخواهما عمرو وعامر، ولاّه رسول الله r البحرين ثم وليها لأبي بكر وعمر – رضي الله عنهم – عن الشعبي أن عمر كتب إلى العلاء بن الحضرمي وهو بالبحرين أن: سر إلى عتبة بن غزوان فقد وليتك عمله، ظننت أنك أغنى منه فاعرف له حقه، فخرج العلاء في رهط منهم أبو هريرة وأبو بكرة: فلما كانوا بنياس مات العلاء. [السير للذهبي (1/262-266)].
([108]) سير أعلام النبلاء للذهبي (1/265-266).
([109]) فقيه الكوفة وعالمها ومقرئها علقمة بن قيس النخعي: عم الأسود بن يزيد وأخيه عبد الرحمن وخال فقيه العراق إبراهيم النخعي، لازم ابن مسعود – رضي الله عنه – حتى رأس في العلم والعمل عن علقمة قال: أتى عبد الله بشراب فقال: أعط علقمة أعط مسروقًا فكلهم قال: إني صائم فقال: }يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ{ [النور: 37] وقال ما حفظت وأنا شاب فكأني أنظر إليه في قرطاس مات سنة اثنتين وستين [السير للذهبي (4/53-61)].
([110]) عويمر بن زيد الأنصاري – رضي الله عنه: – قاضي دمشق، وهو معدود فيمن تلا على النبي r، وممن جمع القرآن في حياة الرسول r، تصدر للإقراء بدمشق قال ابن إسحاق: كان الصحابة يقولون: أتبعنا للعلم والعمل أبو الدرداء. عن راشد بن سعد قال: جاء رجل إلى أبي الدرداء فقال: أوصني قال: اذكر الله في السراء يذكرك في الضراء، وإذا ذكر الموتى فاجعل نفسك كأحدهم، وإذا أشرفت نفسك على شيء من الدنيا فانظر إلى ما يصير، مات سنة اثنتين وثلاثين [السير للذهبي (2/335-354)].
([111]) عبد الله بن مسعود الهذلي – رضي الله عنه -: من السابقين الأولين وكان معدودًا في أذكياء العلماء. عن أبي موسى الأشعري – رضي الله عنه – قال: قدمت أنا وأخي من اليمن فمكثنا حينًا وما نحسب ابن مسعود وأمه إلا من أهل بيت النبي r لكثرة دخولهم وخروجهم عليه. وعن أم موسى: سمعت عليًا – رضي الله عنه – يقول: أمر رسول الله r ابن مسعود فصعد شجرة يأتيه منها بشيء، فنظر أصحابه إلى عبد الله فضحكوا من حموشة ساقيه، فقال رسول الله r: «ما تضحكون؟ لرجل عبد الله أثقل في الميزان يوم القيامة من أحد» قدم من الكوفة على عثمان وشهد في طريقة بالربذة أبا ذر – رضي الله عنهم – وصلى عليه. مات سنة اثنتين وثلاثين ودفن بالبقيع [السير للذهبي (1/461-500)].
([112]) سير أعلام النبلاء للذهبي (4/56).
([113]) عبد الله بن عامر بن ربيعة: أبو محمد العنزي بالسكون وعنز أخو بكر بن وائل، استشهد أخوه سمية عبد الله في حصار الطائف. مولده عام الحديبية توفي سنة خمس وثمانين. [السير للذهبي (3/521)].
([114]) عامر بن ربيعة بن كعب العنزي: من حلفاء عمر بن الخطاب العدوي، من السابقين إلى الإسلام، أسلم قبل عمر وهاجر الهجرتين، قال ابن إسحاق: أول من قدم مهاجرًا أبو سلمة بن عبد الأسد وبعده عامر بن ربيعة وكان معه لواء عمر – رضي الله عنهما – لما قدم الجابية. توفي سنة خمس وثلاثين. [السير للذهبي (2/333-335)].
([115]) سير أعلام النبلاء للذهبي، (2/334-335).
([116]) الزبير بن العوام بن خويلد، ابن عمة النبي r صفية وأحد العشرة المشهود لهم بالجنة وأحد الستة أهل الشورى، وأول من سل سيفه في سبيل الله؛ عن جابر – رضي الله عنه، قال رسول الله r يوم الخندق: «من يأتينا بخبر بني قريظة؟» فقال الزبير: أنا. فذهب على فرس فجاء بخبرهم، ثم قال الثانية فقال الزبير: أنا. فذهب، ثم الثالثة فقال النبي r: «لكل نبي حواري وحواريَّ الزبير». عن هشام بن عروة قال: كان في الزبير ثلاث ضربات بالسيف: إحداهن في عاتقه؛ إن كنت لأدخل أصابعي فيها؛ ضرب ثنتين يوم بدر وواحدة يوم اليرموك. قتله ابن جرموز سنة ست وثلاثين [السير للذهبي (1/ 41-67) ].
([117]) حكيم بن حزام بن خويلد: أسلم يوم الفتح، قال ابن منده: وُلد حكيم في جوف الكعبة، وعاش مائة وعشرين سنة. قال البخاري في تاريخه: عاش ستين سنة في الجاهلية وستين في الإسلام. قلت - والكلام للذهبي : لم يعش في الإسلام إلا بضعًا وأربعين سنة. عن مصعب بن ثابت يقول: بلغني والله أن حكيم بن حزام حضر يوم عرفة ومعه مائة رقبة ومئة بدنة ومئة بقرة ومئة شاة فقال: الكل لله. قال – رضي الله عنه: ما أصبحت وليس ببابي صاحب حاجة إلا علمت أنها من المصائب التي أسأل الله الأجر عليها، مات سنة أربع وخمسين. [السير للذهبي (3/ 44-51) ].
([118]) رواه البخاري، رقم 3129، كتاب فرض الخمس، باب بركة الغازي في ماله حيًا وميتًا مع النبي r وولاة الأمر، ص252.
([119]) الحسن بن علي – رضي الله عنهما: الشهيد، ريحانة النبي r وسبطه وسيد شباب أهل الجنة، كان يشْبه جدَّه رسولَ الله r، قال أبو جحيفة: مولده سنة ثلاث من الهجرة، قال أسامة: كان النبي r يأخذني والحسن ويقول: «اللهم أحبهما فإني أحبهما». عن معاوية – رضي الله عنه – قال: رأيت رسول الله r يمص لسانه أو شفته - يعني الحسن - وإنه لن يعذب لسان أو شفتان مصهما رسول الله r. عاش سبعًا وأربعين سنة، مات سنة خمسين. [السير للذهبي (3/ 245-279) ].  
([120]) حُجْر بن عدي بن جبلة بن عدي بن ربيعة بن معاوية الأكرمين بن الحارث، وأبوه عدي الأدبر، وكان قد طُعن مولِّيًا فسُمي الأدبر، الكوفي أبو عبد الرحمن الشهيد، له صحبة ووفادة، قتل سنة إحدى وخمسين. [ السِّير للذهبي: (3/462- 467)].
([121]) انظر الاستيعاب (1/332).
([122]) الحكم بن عمرو الغفاري – رضي الله عنه: أخو رافع، وهما من بني ثعلبة أخو غفار، له فضل وصلاح ورأي وإقدام، عن الحسن أن زيادًا استعمل الحكم بن عمرو فلقيه عمران بن الحصين فقال: أما تذكر أن رسول الله r لما بلغه الذي قال أميره: قَعْ في النار. فقام ليقع فيها فأدركه فأمسكه، فقال النبي r: «لو وقع فيها لدخل النار، لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق». قال الحاكم: بلى. قال: إنما أردت أن أذكِّرك هذا الحديث. مات بخراسان واليًا سنة إحدى وخمسين [السير للذهبي (24/ 474 – 477) ].
([123]) بريدة بن الحصيب الأسلمي – رضي الله عنه: استعمله النبي r على صدقات قومه، وكان يحمل لواء الأمير أسامة – رضي الله عنه – حين غزا أرض البلقاء إثر وفاة الرسول r. روى مقاتل بن حيان عن ابن بريدة عن أبيه قال: شهدت خيبر، وكنت فيمن صدع الثملة، فقاتلت حتى رئي مكاني وعليَّ ثوب أحمر، فما أعلم أني ركبت في الإسلام ذنبًا أعظم عليَّ منه – أي الشهرة، توفي سنة اثنتين وستين. [السير للذهبي (2/469 – 471)].
([124]) أخرجه الحاكم في المستدرك (ذكر مناقب الحكم بن عمرو الغفاري) (3/500) (بتصرف).
([125]) إشكال: في القصة السابقة ذكر الحاكم – رحمه الله تعالى – أن الحكم وبريدة – رضي الله عنهما – دفنا في قبر واحد بينما ذكر الذهبي – رحمه الله تعالى – في ترجمة الحكم في السير قال: قال خليفة: مات بخراسان واليًا عليها سنة إحدى وخمسين. وقال في تاريخ الإسلام: توفي بمرو سنة خمس وأربعين وقيل سنة خمسين. [تاريخ الإسلام حوادث ووفيات 41-60هـ ص 41-42]. وقال – رحمه الله تعالى – في [السير] في وفاة بريدة – رضي الله عنه: توفي سنة اثنتين وستين. وهذا أقوى.
     وقال في [تاريخ الإسلام]: (سكن مرو في آخر عمره وبها قبره، توفي سنة اثنتين وستين على الأصح). [تاريخ الإسلام، حوادث ووفيات سنة 61-80 هـ ص، 76-77]. فاتضح أن بينهما في الوفاة أكثر من عشر سنوات مما يضعف هذا الرواية والله – تعالى – أعلم.
([126]) أبو مسلم الخولاني عبد الله بن ثوب الداراني: زاهد العصر، قدم من اليمن، وقد أسلم في أيام النبي r، فدخل المدينة في خلافة الصديق – رضي الله عنه، عن شرحبيل أن رجلين أتيا أبا مسلم فلم يجداه في منزله، فأتيا المسجد فوجداه يركع، فانتظراه، فأحصى أحدهما أنه ركع ثلاث مائة ركعة، قال المفضل بن غسَّان الغلابي: إن علقمة وأبا مسلم ماتا في سنة اثنتين وستين، فالله أعلم. [السير للذهبي (4/174) ].
([127]) الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان، لشيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله تعالى – ص312.
([128]) زياد بن أبيه: وهو زياد بن عبيد الثقفي، وهو زياد بن سمية وهي أمه؛ كانت مولاة للحارث بن كلده الثقفي طبيب العرب، ولد عام الهجرة وأسلم زمن الصديق – رضي الله عنه، وهو أخو أبي بكرة الثقفي الصحابي – رضي الله عنه – لأمه، ثم كان كاتبًا لأبي موسى – رضي الله عنه – زمن إمرته على البصرة، وكان من نبلاء الرجال رأيًا وعقلاً وحزمًا ودهاء وفطنة، قال أبو الشعثاء: كان زياد أفتك من الحجاج لمن يخالف هواه. [السير للذهبي (3/ 494-497) ].
([129]) معاوية بن أبي سفيان: أمير المؤمنين ملك الإسلام، كتب الوحي للنبي r، وأخته أم المؤمنين أم حبيبة – رضي الله عنهم، عن العرباض سمع النبي r وهو يدعو إلى السحور في شهر رمضان: هلم إلى الغداء المبارك. ثم سمعته يقول: «اللهم علم معاوية الكتاب والحساب وقه العذاب». قلت - والكلام للذهبي: وللحديث شاهد قوي. وجمع عمر إمرة الشام كلها لمعاوية وأقره عليها عثمان – رضي الله عنهم ، وحسبك بمن يؤمره عمر ثم عثمان على إقليم وهو ثغر فيضبطه ويقوم به أتم قيام، وكان محبَّبًا إلى الرعية، عن أبي الدرداء – رضي الله عنه – قال: ما رأيت أشبه صلاة برسول الله r من أميركم هذا. يعني معاوية، مات – رضي الله عنه – سنة ستين. [السير للذهبي (3/ 119-162) ].
([130]) سير أعلام النبي للذهبي (3/496).
([131]) المرجع السابق.
([132]) الشعبي عامر بن شراحيل الهمداني: علامة العصر، مولده في إمرة عمر بن الخطاب – رضي الله عنه ، رأى عليًا – رضي الله عنه – وصلى خلفه، قال – رحمه الله: ما مات ذو قرابة لي وعليه دين إلا وقضيت عنه، ولا ضربت مملوكًا لي قط ولا حللت حبوتي إلى شيء مما ينظر الناس. وعن داود بن يزيد: سمعت الشعبي يقول: والله لو أصبت تسعًا وتسعين مرة وأخطأت مرة لأعدُّوا عليَّ تلك الواحدة. عن الأعمش قال: أتى رجل الشعبيَّ فقال: ما اسم امرأة إبليس؟ قال: ذاك عرس ما شهدته. مات سنة أربع ومئة. [ السير للذهبي (4/ 294- 319) ].
([133]) انظر: كتاب مجابي الدعوة لابن أبي الدنيا، ص76 والفرج بعد الشدة له ص98.
([134]) الإمام الفقيه المجتهد عبد الرحمن بن صخر الدوسي اليماني: سيد الحفاظ، والمشهور أنه كني بأولاد هرة برية، قال: وجدتها فأخذتها في كمي فكنيت بذلك. وقد جاع واحتاج ولزم المسجد، استعمله عمر – رضي الله عنه – على البحرين، وكان معاوية – رضي الله عنه – يبعثه أميراً على المدينة، عن عبد الوهاب المدني قال: بلغني أن رجلا دخل على المدينة فقال: مررت بالمدينة فإذا أبو هريرة جالس في المسجد حول حلقة يحدثهم فقال: حدثني خليلي أبو القاسم r. ثم استعبر فبكى، ثم عاد فقال: حدثني خليلي نبي الله أبو القاسم r ثم استعبر فبكى ثم قام، ودخل عليه مروان في شكواه فقال: شفاك الله يا أبا هريرة. فقال: اللهم إني أحبُّ لقاءك فأحبَّ لقائي. قال: فما بلغ مروان أصحاب القطا حتى مات. [ السير للذهبي (2/578 – 632) ].
([135]) سير أعلام النبلاء للذهبي. (2/626).
([136]) المرجع السابق، (2/596).
([137]) يزيد بن معاوية بن أبي سفيان: له على هناته حسنة، وهي غزو القسطنطينية، وكان أمير ذلك الجيش وفيهم مثل أبي أيوب الأنصاري – رضي الله عنه، عقد له أبوه – رضي الله عنه – الولاية من بعده فكانت دولته أقل من أربع سنين، ويزيد ممن لا نسُبُّه ولا نحبه وله نظراء من خلفاء الدولتين؛ بل فيهم من هو شر منه، وإنما عظم الخطب لكونه ولي بعد وفاة النبي r بتسع وأربعين سنة والعهد قريب والصحابة موجودون، توفي سنة أربع وستين. [السير للذهبي (4/ 35-40)].
([138]) ما بين القوسين نقلاً من كلام محقق هذا الجزء من سير أعلام النبلاء (2/597).
([139]) يزيد بن الأسود الجرشي: من سادات التابعين بالشام، أسلم في حياة النبي r، قال يونس بن ميسرة: قلت له: كم أتى عليك؟ قال: أدركت العزى تُعبد في قرية قومي، حضره وقت الموت واثلة بن الأسقع. [السير للذهبي (4/136-137)].
([140]) سير أعلام النبلاء للذهبي، (4/137).
([141]) عقبة بن نافع القرشي الفهري: الأمير نائب إفريقية لمعاوية – رضي الله عنه – وليزيد، وهو الذي أنشأ القيروان وأسكنها الناس، وكان ذا شجاعة وإقدام وحزم وديانة، لم يصح له صحبة، عن علي بن رباح قال: قدم عقبة على يزيد فردَّه واليًا على المغرب سنة اثنتين وستين، فغزا السوس الأدنى ثم رجع وقد سبقه جل الجيش، فخرج عليه جمع من العدو فقُتل عقبة وأصحابه، قُتل سنة ثلاث وستين. [السير للذهبي (3/532 – 534)].
([142]) سير أعلام النبلاء للذهبي، (3/533).
([143]) الليث بن سعد بن عبد الرحمن الفهمي: ولد سنة أربع وتسعين، وكان – رحمه الله – فقيه مصر ومحتشمها ورئيسها ومن يفتخر بوجوده الإقليم، بحيث إن متولي مصر وقاضيها وناظرها من تحت أوامره ويرجعون إلى رأيه ومشورته، أعطى ابن لهيعة ألف دينار وأعطى مالكًا ألف دينار وأعطى منصور بن عمار الواعظ ألف دينار وجارية تسوى ثلاث مائة دينار؛ عن شعيب بن الليث قال: خرجت حاجًّا مع أبي فقدم المدينة فبعث إليه مالك بن أنس بطبق رطب قال: فجعل على الطبق ألف دينار وردَّه إليه. مات سنة خمس وسبعين ومئة. [السير للذهبي (8/136- 163)].
([144]) الدعاء المأثور وآدابه، للحافظ أبي بكر الطرطوشي. ص40- 41.
* إشكال: ذكر أبو بكر الطرطوشي – رحمه الله تعالى – ما حكي عن الليث بن سعد أنه رأى عقبة بن نافع – رحمهما الله تعالى ، وقد ذكر الإمام الذهبي – رحمه الله تعالى – وفاة عقبة في السِّير عن ابن يونس أنه قتل سنة ثلاث وستين، وقال في [تاريخ الإسلام]: (قتله البربر بهوذة من أرض المغرب سنة ثلاث وستين). [تاريخ الإسلام حوادث ووفيات، سنة 61 – 80 هـ، ص181]. وقال في [السير] في ترجمة الليث – رحمه الله تعالى: مولده بقرقشندة – قرية من أسفل عمال مصر – في سنة أربع وتسعين، مات سنة خمس وسبعين ومئة.
* وقال في [تاريخ الإسلام]: (الليث بن سعد الفهمي ولد سنة أربع وتسعين، ومات سنة خمس وسبعين ومئة). [تاريخ الإسلام حوادث ووفيات، سنة 171 – 180هـ، ص302 – 315]؛ فلا يكون الليث رأى عقبة بن نافع؛ لأن عقبة مات قبل ولادة الليث بإحدى وثلاثين سنة، إلا أن يكون آخر؛ فالعلم عند الله تعالى.
([145]) الضحاك بن قيس الفهري القرشي: الأمير أبو أمية، عداده في صغار الصحابة، وكان جوادًا – رضي الله عنه ، لبس بردًا تساوي ثلاث مائة دينار فساومه رجل به فوهبه له وقال: شح بالمرء أن يبيع عطافه. قال الزبير بن بكار: كان الضحاك بن قيس مع معاوية – رضي الله عنهما ، فولَّاه الكوفة، وهو الذي صلى على معاوية وقام بخلافته حتى قدم يزيد، قتل – رضي الله عنه – في سنة أربع وستين. [السير للذهبي (3/241-245)].
([146]) سير أعلام النبلاء للذهبي، (4/137).
([147]) أسماء بنت أبي بكر، عبد الله بن أبي قحافة، عثمان – رضي الله عنهم: والدة الخليفة عبد الله بن الزبير وأخت أم المؤمنين عائشة وآخر المهاجرات وفاة، وتعرف بذات النطاقين، وكانت أسنَّ من عائشة – رضي الله عنها – ببضع عشرة سنة؛ عن محمد بن المنكدر قال: كانت أسماء بنت أبي بكر سخيَّة النفس، شهدت اليرموك مع زوجها الزبير – رضي الله عنهم؛ عن فاطمة بنت المنذر أن أسماء كانت تمرض المرضة فتعتق كل مملوك لها، بلغت مائة سنة وهي خاتمة المهاجرين والمهاجرات – رضي الله عنها ، ماتت سنة ثلاث وسبعين. [السير للذهبي (2/287-296)].
([148]) عبد الله بن الزبير: أمير المؤمنين، أول مولود للمهاجرين بالمدينة، عن محمد بن يعقوب أن معاوية – رضي الله عنه – كان يلقى ابن الزبير فيقول: مرحبًا بابن عمة رسول الله r وابن حواري رسول الله r، ويأمر له بمائة ألف، وعن أبي مليكة قال: ذكر ابن الزبير عند ابن عباس – رضي الله عنهم – فقال: قارئ لكتاب الله عفيف في الإسلام، أبوه الزبير وأمه أسماء وجده أبو بكر وعمته خديجة وخالته عائشة وجدته صفية، بويع بالخلافة عند موت يزيد سنة أربع وستين، وحكم على الحجاز واليمن ومصر والعراق وخراسان وبعض الشام، ولم يستوسق له الأمر، حاصره الحجاج في الحرم ورماه بالمنجنيق وقتله وصلبه، عاش نيفًا وسبعين سنة. السير للذهبي (3/363- 380)].
([149]) سير أعلام النبلاء للذهبي، (2/295).
([150]) عبد الملك بن مروان بن الحكم: الفقيه الأموي، تملك بعد أبيه الشام ومصر ثم حارب ابن الزبير الخليفة وقتل أخاه مصعبًا وجهَّز الحجاج لحرب ابن الزبير، قال الأصمعي: قيل لعبد الملك: عجَّل بك الشيب. قال: وكيف لا وأنا أعرض عقلي على الناس في كل جمعة؟! قال الشعبي: خطب عبد الملك فقال: اللهم إن ذنوبي عظام وهي صغار في جنب عفوك يا كريم فاغفرها لي. كان من رجال الدهر، وكان الحجاجُ من ذنوبه، توفي سنة ست وثمانين. [السير للذهبي (4/246 – 249)].
([151]) هشام بن إسماعيل بن هشام بن الوليد بن المغيرة أبو الوليد المخزومي المدني: حمو عبد الملك بن مروان وأميره على المدينة، وهو جد هشام بن عبد الملك لأمه، ولما ولي الوليد عزله عن المدينة بعمر بن عبد العزيز. [تاريخ الإسلام للذهبي: حوادث ووفيات، من سنة 81-100 هـ، ص 214-215].
([152]) الحسن ابن سبط رسول الله r أبي محمد الحسن بن أمير المؤمنين علي – رضي الله عنهم: الهاشمي الإمام أبو محمد، وكان قليل الرواية والفتيا مع صدقه وجلالته، قال الزبير بن بكار: أم حسن بن حسن هذه هي خولة بنت فلان، وهي والدة إبراهيم وداود والقاسم، أولاد محمد بن طلحة التيمي السجاد، توفي سنة تسع وتسعين. السير للذهبي (4/483 – 487).
([153]) سير أعلام النبلاء للذهبي، (4/485).
([154]) همام بن الحارث النخعي الكوفي الفقيه: قال ابن الجوزي: كان الناس يتعلمون من هديه وسمته، وكان طويل السهر – رحمه الله – قال ابن سعد: توفي زمن الحجاج [السير للذهبي (4/283-284)].
([155]) سير أعلام النبلاء للذهبي (4/284).
([156]) حماد بن زيد بن درهم الأزدي: آل جرير بن حازم البصري الأزرق، العلامة الحافظ الثبت محدث الوقت، مولده في سنة ثمان وتسعين. قال أحمد بن حنبل: حماد بن زيد من أئمة المسلمين وقال عبد الرحمن بن مهدي: لم أر أحدًا قط أعلم بالسنة ولا بالحديث الذي يدخل في السنة من حماد بن زيد قال أبو حاتم بن حبان: كان ضريرًا يحفظ حديثه كله قلت - والكلام للذهبي : إنما أضر بأخرة. مات - رحمه الله - في سنة تسع وسبعين ومئة. [السير للذهبي (7/456 – 466)].
([157]) علي بن زيد بن جدعان القرشي التيمي البصري: الإمام العالم الأعمى، ولد أظن في دولة يزيد، وكان من أوعية العلم على سوء حفظ يغضه من درجة الإتقان، مات سنة إحدى وثلاثين ومئة. [السير للذهبي (5/206 – 208)].
([158]) سعيد بن المسيب بن حزن القرشي المخزومي: عالم أهل المدينة وسيد التابعين في زمانه، ولد لسنتين مضيا من خلافة عمر – رضي الله عنه ، وكان زوج بنت أبي هريرة – رضي الله عنه، وممن برز في العلم والعمل، عنه – رحمه الله تعالى – قال: (ما أيس الشيطان من شيء إلا أتاه من قبل النساء)، ثم قال لنا سعيد وهو ابن أربع وثمانين سنة وقد ذهبت إحدى عينيه وهو يعشو بالأخرى: (ما شيء أخوف عندي من النساء). عن عبد الحكيم بن عبد الله بن أبي فروة: شهدت سعيد بن المسيب يوم مات سنة أربع وتسعين، وكان يقال لهذه السنة سنة الفقهاء؛ لكثرة من مات منهم. [السير للذهبي (4/217-246)].
([159]) طلحة بن عبيد الله القرشي التيمي: أحد العشرة المشهود لهم بالجنة ممن سبق إلى الإسلام وأوذي في الله ثم هاجر، فاتفق أنه غاب عن وقعة بدر في تجارة له بالشام وتألم لغيبته، فضرب له الرسول r بسهمه وأجره، عن قيس قال: رأيت يد طلحة التي وقى بها النبي r يوم أحد شلاء، وقال r يوم أحد: «أوجب طلحة». عن الحسن البصري أن طلحة بن عبيد الله باع أرضًا له بسبع مائة ألف، فبات أرقًا من مخالفة ذلك المال حتى أصبح ففرقه، قتل – رضي الله عنه – في سنة ست وثلاثين. [السير للذهبي (1/23 – 40)].
([160]) سير أعلام النبلاء للذهبي (4/242).
([161]) الحجاج بن يوسف الثقفي: أهلكه الله في رمضان سنة خمس وتسعين كهلاً، وكان ظلومًا جبارًا ناصبيًا خبيثًا سفَّاكًا للدماء، وكان ذا شجاعة وإقدام ومكر ودهاء وفصاحة وبلاغة وتعظيم للقرآن، قد سقت من سوء سيرته في تاريخي الكبير وحصاره لابن الزبير بالكعبة ورميه إياها بالمنجنيق وإذلاله لأهل الحرمين، ثم ولايته على العراق والمشرق كله عشرين سنة، وحروب ابن الأشعث له وتأخيره للصلوات إلى أن استأصله الله؛ فنسُبُّه ولا نحبه؛ بل نبغضه في الله؛ فإن ذلك من أوثق عرى الإيمان له، وله حسنات مغمورة في بحر ذنوبه، وأمرُه إلى الله – تعالى ، مات سنة خمس وتسعين. [السير للذهبي 4/343].
([162]) سعيد بن جبير بن هشام: الإمام الحافظ المقرئ المفسر الشهيد الأسدي الوالبي، مولاهم، عن عمرو بن ميمون عن أبيه قال: لقد مات سعيد بن جبير وما على ظهر الأرض أحد إلا وهو محتاج إلى علمه. وعن جعفر بن أبي المغيرة: كان ابن عباس – رضي الله عنهما – إذا أتاه أهل الكوفة يستفتونه يقول: أليس فيكم ابن الدهماء؟! يعني سعيد بن جبير.
عن مسلم البطين عن سعيد بن جبير أنه كان لا يدع أحدًا يغتاب عنده، قتله الحجاج سنة خمس وتسعين. السير للذهبي. [4/321 – 343].
([163]) سير أعلام النبلاء للذهبي، 4/340.
([164]) الوليد بن عبد الملك الأموي: أنشأ جامع بني أمية وكان مترفًا ونهمته في البناء، أنشأ أيضًا مسجد رسول الله r وزخرفه، كان يقول: لولا أن الله ذكر قوم لوط ما شعرت أن أحدًا يفعل ذلك. وكان فيه عسف وجبروت وقيام بأمر الخلافة، وقد فرض للفقهاء والأيتام والزَّمنى والضعفاء وضبط الأمور، وقد عزم على خلع سليمان من ولاية العهد لولده عبد العزيز فامتنع عليه عمر بن عبد العزيز وقال لسليمان: بيعة في أعناقنا. فأخذه الوليد وطين عليه ثم فتح عليه بعد ثلاث وقد مالت عنقه، مات سنة ست وتسعين. [السير للذهبي 4/347 – 348].
([165]) مرت قصة مشابهة مع الحسن وعبد الملك بن مروان وترجم لهم هناك ص95.
([166]) انظر: الفرج بعد الشدة للحافظ ابن أبي الدنيا، ص95.
([167]) موسى بن نصير: الأمير اللخمي متولي إقليم المغرب وفاتح الأندلس، ولما تمادى في سيره في الأندلس أتى أرضًا تميد بأهلها فقال عسكره: إلى أين تريد أن تذهب بنا! حسبنا ما بأيدينا. فقال: لو أطعتموني لوصلت إلى القسطنطينية. ثم رجع إلى المغرب وهو يجر الدنيا بين يديه، أمر بالعجل تجر أوقار الذهب والحرير، قال الفسوي: كان ذا حزم وتدبير، افتتح بلادًا كثيرة وولي إفريقية سنة تسع وسبعين. وقد حج موسى مع سليمان فمات بالمدينة. [السير للذهبي 4/496-500].
([168]) طارق بن زياد: مولى موسى بن نصير، وكان أمير طنجة بأقصى المغرب، فبلغه اختلاف الفرنج واقتتالهم وكاتبه صاحب الجزيرة الخضراء ليمده على عدوه فبادر طارق وعدى في جنده وهزم الفرنج وافتتح قرطبة، وقتل صاحبها لذريق وكتب بالنصر إلى مولاه، فأمره أن لا يتجاوز مكانه وأسرع موسى بجيوشه فتلقاه طارق وقال: إنما أنا مولاك وهذا الفتح لك، وله فتوحات عظيمة جدًا بالمغرب. [السير للذهبي 4/500-502].
([169]) سير أعلام النبلاء للذهبي، (4/497).
([170]) سير أعلام النبلاء للذهبي، (4/498).
([171]) فاطمة بنت عبد الملك بن مروان: تزوجها ابن عمها عمر بن عبد العزيز، ثم خلف عليها سليمان بن داود بن مروان بن الحكم، توفيت في خلافة أخيها هشام فيما أرى. [تاريخ الإسلام للذهبي، حوادث ووفيات من سنة 101 – 120 ص442 – 443]، وفي [السير] ... ثم بعث إليه عبد الملك بن مروان – يعني عمر بن عبد العزيز – رحمه الله – عند وفاة أبيه وخلطه بولده وقدمه على كثير منهم، وزوجه بابنته فاطمة التي قيل فيها:
بنت الخليفة والخليفة جدها



أخت الخلائف والخليفة زوجها

[السير للذهبي 5/117].
([172]) عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم: الإمام الحافظ العلامة الزاهد العابد أبو حفص القرشي الخليفة، أم بأنس بن مالك – رضي الله عنه – فقال: ما رأيت أحدًا أشبه صلاة برسول الله r من هذا الفتى. قال ابن سعد: أمه هي أم عاصم بنت عاصم بن عمر بن الخطاب، عن أبي قبيل: أن عمر بن عبد العزيز بكى وهو غلام صغير، فأرسلت إليه أمه قالت: ما يبكيك؟ قال: ذكر الموت. قال: وكان يومئذ قد جمع القرآن، فبكت أمه حين بلغها ذلك ... ما زالوا به حتى سقوه السم، فحصلت له الشهادة والسعادة سنة إحدى ومئة، وله تسع وثلاثون سنة ونصف. [السير للذهبي 5/114 – 148].
([173]) سير أعلام الذهبي (5/141).




لتحميل الكتاب كاملا بصيغة بي دي اف من الرابط اسفل المقال 

كتاب كتاب من عجائب الدعاء الجزء الثاني PDF برابط ميديا فير من هنا 

التعليقات



جميع الحقوق محفوظة

download pdf books تحميل كتاب pdf

2016