-->

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

تحميل كتاب التوحيد وأثره في حياة المسلم PDF


الحمد لله وحده وصلى الله وسلم على من لا نبي بعده محمد وآله وصحبه أما بعد:
فقد قرأت هذه الرسالة المختصرة في موضوع التوحيد وأهميته وأثره في  حياة الفرد المسلم، وقد أحسن الكاتب صنعًا في هذه الكتابة، وبين عظم شأن التوحيد وأنواعه، وبين العبادة ومعناها وما يدخل فيها، وذلك أن هذا الموضوع هو أصل الدين وحق رب العالمين ووظيفة العباد أجمعين، كما قال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الجِنَّ وَالإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} ومعنى يعبدون: يوحدون ويخلصون العبادة لرب العالمين، وحيث قد بدت مظاهر الشرك واستخف الكثيرون بما ينافي أصل التوحيد أو ينافي كماله، كان من واجب طلبة العلم أن يبينوا ويوضحوا للناس معنى حق الله عليهم، ويحذرهم من المخالفة والإخلال بهذا الحق العظيم الذي هو شرط للعبادة ولقبول الأعمال، وضده الشرك الذي لا يغفره الله تعالى، ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء، فنوصي بقراءة هذه النبذة وما يشبهها من الرسائل في هذا الموضوع ليعرفوا الخير فيتبعوه، والشر فيحذروه. والله الهادي إلى سواء السبيل، وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم.
عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين
                                            1/1/1416هـ
بسم الله الرحمن الرحيم

مقدمة الطبعة الثانية

      الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، ثم أما بعد:
      فهذه هي الطبعة الثانية أخي القارئ من كتاب التوحيد وأثره في حياة المسلم نسأل الله أن ينفع به والحمد لله أنه حظي بإعجاب كثير من طلبة العلم والمشايخ ولله الحمد والمنة.
       
وإنني أشكر جميع من كانت له ملاحظة حول الكتاب وأخص بالشكر هنا الشيخ الدكتور/ صالح بن غانم السدلان الذي قرأ الكتاب وأسدى إلي ملاحظاته فجزاه الله خيرًا
      وكذلك صاحب السماحة الشيخ العلامة/ عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين رحمه الله. وقد تشرف الكتاب بتقديم سماحته لهذه الطبعة فجزاه الله خيرًا الجزاء.
      كما لا يفوتني أن أشكر المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد في الرس وفي القويعية على طباعتهما للكتاب طباعة خيرية توزع مجانًا فجزي الله القائمين على تلك المكاتب خيرًا وأعانهم وسدد خطاهم.
      كما أشكر الإخوة في دار الوطن على حسن إخراجهم للكتاب وعنايتهم.
 فبارك الله في الجميع بهم. ومازالت أتقبل الاقتراحات والملاحظات.
والله المستعان والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
                         كتبه الفقير إلى عفو ربه
                        حمد بن إبراهيم الحريقي
                     المدرس بالمعهد العلمي في القويعية
                في السادس عشر من شعبان عام 1416هــ
*    *    *


مقدمة الطبعة الأولى

      إن الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم.
      أما بعد:
      فإن التوحيد الذي هو حق الله على العبيد أعظم ما صرفت إليه الهمم وصرفت نفائس الأوقات من أجله، لأن به سعادة المسلم وبجهله وتركه شقاوته، فلابد لكل عبد أن يعرف التوحيد الذي فرضه الله عليه كما أنه يجب معرفة ضده وإلا وقع في الشرك وهو لا يشعر وكما قيل:
والضد يظهر حسنه الضد


وبضدها تتبين الأشياء([1])

      وإن الأمة الإسلامية اليوم بحاجة كبيرة لمعرفة عقيدتها وأكثر وأكثر وإنني بجهدي المقل والمتواضع أرجو أن أكون ممن يساهم في النصح للأمة كما قال المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام: "الدين النصيحة" فكان هذا الكتاب (التوحيد وأثره في حياة المسلم).
      وأني أشكر كلًا من الشيخ/ حمود بن غزاي الحربي، عضو هيئة التدريس بقسم العقيدة بجامعة الإمام فرع القصيم على جهوده المشكورة وملاحظاته المفيدة على هذا البحث فجزاه الله خيرا.
      والشيخ/ سليمان بن ناصر العلوان، حيث قرأ الكتاب وأسدى إلى ملاحظاته القيمة فبارك الله في الجميع وجعل أعمالنا وأعمالهم خالصة لوجهه الكريم صلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين.
كتبه الفقير إلى عفو ربه
حمد بن إبراهيم الحريقي
26/ محرم/ 1414هـ
*    *    *


الباب الأول

في معنى التوحيد لغة وشرعاً وأنواعه

وبيان أنه أول واجب على المكلفين

ويشتمل على ثلاثة فصول:
الفصل الأول: في تعريف لغة شرعًا
الفصل الثاني: في أنواع التوحيد
الفصل الثالث: في بيان أهمية التوحيد وبيان أنه أول واجب على المكلفين
****

 

 







الفصل الأول

تعريف التوحيد لغة وشرعًا

      التوحيد لغة: هو الإفراد ولا يكون الشيء مفردًا إلا بأمرين:
1-             الإثبات التام.
2-             النفي التام([2]).
      * وقال الأصبهاني: التوحيد على وزن التفعيل وهو مصدر وحدته توحيدًا .. إلى أن قال: ولهذا الفعل معنيان.
      أحدهما: تكثير الفعل وتكريره والمبالغة فيه كقولهم كسرت الإناء وغلقت الأبواب وفتحها.
      الوجه الثاني: وقوعه مرة واحدة كقولهم: غديت فلانًا وعشيته وكلمته([3]).
      *وقال ابن منظور: والتوحيد .. الإيمان بالله وحده لا شريك له والله الواحد الأحد ذو الوحدانية والتوحد .. ثم قال: فالواحد منفرد بالذات في عدم المثل والنظير([4]).
      *وقال البيجوري: التوحيد لغة. العلم بأن الشيء واحد([5]).
      * وقال الشيخ عبد الرحمن بن قاسم: التوحيد مصدر وحده يوحده توحيدًا جعله واحدًا أي فردًا ووحده قال: إنه واحد أحد([6]).
      * وقال الشيخ عبد العزيز بن باز – رحمه الله:
        التوحيد مصدر وحده يوحد توحيدًا يعني وحد الله أي اعتقده واحدًا لا شريك له في ربوبيته ولا في أسمائه وصفاته ولا في إلوهيته وعبادته فهو واحد جلّ وعلا وإن لم يوحد الناس([7]).
      * وقال الشيخ محمد العثيمين – رحمه الله:
        التوحيد لغة: مصدر وحد يوحد أي جعل الشيء واحدًا وهذا لا يتحقق إلا بنفي وإثبات نفي الحكم عما سوى الموحد وإثباته له([8])(*).
تعريف التوحيد شرعًا:
      هو إفراد بحقوقه ولله ثلاثة حقوق:
1- حقوق الملك.                              2- حقوق عباده.
3- حقوق أسماء وصفات([9]).
* وقال الأصبهاني – رحمه الله – قال بعض العلماء:
      التوحيد:نفى التشبيه عن الواحد، وقيل: التوحيد نفي التشبيه عن ذات الموحد وصفاته، وقيل: التوحيد: العلم بالموحد واحدًا لا نظير له فإذا أثبت هذا فكل من لم يعرف الله هكذا فإنه غير موحد له ([10]).
      * وقال الشيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله: هو عبادة الله وحده لا شريك له مع ما يتضمنه من أنه لا رب لشيء من الممكنات سواه([11]).
      * وقال الشيخ محمد بن الوهاب – رحمه الله-: واعلم أن التوحيد هو إفراد الله سبحانه بالعبادة([12]).
      * وقال الشيخ محمد بن سليمان التميمي – رحمه الله-:
      التوحيد: هو إفراد الله بالعبادة وإثبات اتصافه بما وصف به نفسه ووصف به رسوله وتنزيهه عن النقائص والعيوب ومشابهة المخلوقات([13]).
*وقال البيجوري: هو إفراد المعبود بالعبادة مع اعتقاد وحدته والتصديق بها ذاتًا وصفاتًا وأفعالًا([14]).
* وقال الشيخ عبد العزيز بن باز – رحمه الله: فتوحيد الله هو إفراده بالعبادة عن إيمان وصدق وعن عمل لا مجرد كلام ومع اعتقاده بأن عبادة غيره باطلة وان عباد غير مشركون ومع البراءة منهم([15]).
وقال الشيخ عبد الله الغنيمان:
هو إفراده بالعبادة التي تتضمن غاية الحب ومنتهاه مع غاية الذل وأقصاه والانقياد لأمره والتسليم له ([16]) (*).
****

 

 

 


الفصل الثاني

أنواع التوحيد

ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – أن سورتي الإخلاص ([17]) تصمنتا نوعي التوحيد فقال {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} فهي متضمنة للتوحيد العملي الإرادي وهو إخلاص الدين لله بالقصد والإرادة وأما سورة {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} فمتضمنة للتوحيد القولي والعملي([18]).
وقال ابن القيم – رحمه الله -:
التوحيد نوعان : نوع في العلم والاعتقاد ونوع في الإرادة والقصد
ويسمى الأول: التوحيد العلمي، والثاني : التوحيد القصدي الإرادي؛ أيضاً نوعان توحيد في الربوبية وتوحيد في الإلهية فهذه ثلاثة أنواع([19]).
* وقال ابن القيم في النونية :
  فاسمع إذا توحيد رسل الله ثــ

....
ـــم أجعله داخل كفة الميزان

مع هذه الأنواع وأنظر أيها

....
أولى لدى الميزان بالرجحان

توحيدهم نوعان قولي وفعــــ

....
ــضًا في كتاب الله موجودان

إلى أن قال :
هذا وثاني نوعي التوحيد تو

....
حيد العبادة منك للرحمن

أن لا تكون لغيره عبدًا ولا

....
تعبد بغير شريعة الإيمان([20])

* وقال السفاريني : أعلم أن التوحيد ثلاثة أقسام : توحيد الربوبية وتوحيد الإلهية وتوحيد الصفات([21]).
* وقال حافظ حكمي :  التوحيد نوعان:
الأول : التوحيد العلمي الخبري الاعتقادي.
والثاني : التوحيد القصدي الإرادي([22]).
****

الفصل الثالث

أهمية التوحيد وبيان أنه أول واجب على المكلف

إن أهمية التوحيد تكمن في أن الله تعالى ذكره في كتابه ودعى إليه في أكثر آيات القرآن بل إن لم تكن كلها كما ذكر ذلك العلماء حيث قال الشيخ أحمد بن عيسى: وغالب سور القرآن بل كل سورة في القرآن فهي متضمنة لنوعي التوحيد شاهدة به داعية إليه، فإن القرآن إما خبر عن الله وأسمائه وصفاته وأفعاله وأقواله فهو التوحيد العملي الخبري، وإما دعوى إلى عبادته وحده لا شريك له وخلع ما يعبد من دونه فهو التوحيد الإرادي الطلبي، وإما أمر ونهي وإلزام بطاعته وأمره ونهيه فهو حقوق التوحيد ومكملاته، وإما خبر عن إكرام أهل التوحيد وما فعل بهم في الدنيا ويكرمهم به في الآخرة فهو جزاء أهل توحيده، وإما خبر عن أهل الشرك وما فعل بهم في الدنيا من النكال وما يحل لهم في العقبى من العذاب فهو جزاء من خرج عن حكم التوحيد، فالقرآن كله في التوحيد وحقوقه وجزائه وفي شأن الشرك وأهله وجزائهم أ. هـ([23]).
ومما يدل على أهمية التوحيد أن جميع الرسل أرسلوا به كما قال ابن القيم – رحمه الله – وجميع الرسل إنما دعوا إلى {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} [سورة الفاتحة، الآية: 5] فإنهم كلهم دعوا إلى توحيد الله وإخلاص عبادته من أولهم إلى آخرهم فقال نوح لقومه: {اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ}[سورة الأعراف، الآية 59] وكذلك قال هود وصالح وشعيب وإبراهيم قال الله تعالى: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} [سورة النحل، الآية : 36]([24]).
وقد بين شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – أهمية التوحيد بقوله : وقد بين الله هذا التوحيد في كتابه وحسم مواد الإشراك به حتى لا يخاف أحد غير الله ولا يرجو سواه ولا يتوكل إلا عليه ... إلى أن قال : وقد كان النبي r ، يحقق هذه التوحيد لأمته ويحسم عنهم مواد الشرك إذ هو تحقيق قولنا لا إله إلا الله فإن الإله هو الذي تألهه القلوب لكمال المحبة والتعظيم والإجلال والإكرام والرجاء والخوف([25]).
* وقال ابن أبي العز الحنفي: أعلم أن التوحيد هو أول دعوة الرسل وأول منازل الطريق وأول مقام يقوم فيه السالك إلى الله عز وجل إلى أن قال : ولهذا كان الصحيح أن أول واجب يجب على الملكف شهادة أن لا إله إلا الله لا النظر ولا القصد إلى النظر ولا الشك.
فالتوحيد أول ما يدخل به في الإسلام وآخر ما يخرج به من الدنيا فهو أول واجب وآخر واجب([26]).
* وقال الشيخ عبد العزيز الناصر الرشيد: وأعظم ما جاء به، r وهو وإخوانه من الرسل هو الدعوة إلى توحيد الله وعبادته وحده لا شريك له ومعرفته بأسمائه وصفاته وأفعاله وأنه لا شبيه له ولا نظير فهذا هو مفتاح دعوتهم وزبدة رسالتهم من أولهم إلى آخرهم ([27]).
وقال الشيخ محمد بن عبد الوهاب : اعلم رحمك الله أن الله سبحانه إنما أرسل الرسل وأنزل الكتب لأجل التوحيد قال- تعالى- :{وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} [سورة النحل ، الآية 36] وله خلق الجن والإنس قال – تعالى - :{وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [ سورة الذاريات، الآية 56 ] أي يوحدون .
إلى أن قال – رحمه الله – إذا عرفت هذا فأهم ما عليك معرفة التوحيد قبل معرفة العبادات كلها حتى الصلاة ([28]).
ومن أهمية التوحيد أن النبي r كان يشيد بالتوحيد تعظيما لشأنه واهتماما به حتى وهو في مرض الموت حيث قال : « لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد »([29]) والمرء مهما بلغ من العلم إلا أنه محتاج إلى التوحيد ومعرفته.
ومما يدلنا على أهمية التوحيد وعظمه أن النبي r دعا إليه عشر سنين وذلك قبل أن تفرض عليه الفرائض تعظيما لشأنه ، ولأن الله لا يقبل الأعمال لإلا به والمرء محتاج إلى التوحيد من نشأته إلى مماته ، لأن حياته مبنية على التوحيد لأنه أعظم الواجبات وآكدها وما بعث الله رسولا ولا نبيا إلا ويدعو قومه إلى التوحيد وقد ذكر الله في كتابه العزيز عن كل الرسل أنهم يفتتحون دعوتهم لقومهم بقولهم :{اعبدوا الله ما لكم من إله غيره}
قال – تعالى - :{وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ} [سورة النحل  ، الآية 36 ] ([30]).
وقال الشيخ صالح البليهي – رحمه الله - : وقد ورد على ما يدل على أن الأنبياء مائة ألف وأربعة وعشرون ألفا والرسل ثلاثمائة وبضعة عشر وكلهم دعوا إلى توحيد الله وإفراده بالعبادة ([31]).
وسئل الشيخ محمد العثيمين عن أول واجب على الخلق فقال : أول واجب على العباد أن يوحدوا الله – عز وجل – وأن يشهدوا لرسوله r ، بالرسالة وبتوحيد الله –عز وجل – والشهادة لرسوله r ، بالرسالة يتحقق الإخلاص والمتابعة اللذان هما شرط قبول كل عبادة ([32]) ([33]).



تحميل كتاب التوحيد وأثره في حياة المسلم PDF من هنا 

التعليقات



جميع الحقوق محفوظة

download pdf books تحميل كتاب pdf

2016